الفيضانات تعيد الحياة الى جنة عدن

   

بغداد (السومرية) - ذكر تقرير لـ"بي بي سي" أن الأهوار الخصبة في العراق تعتبر المكان الأصلي لجنة عدن. قبل أن يتم تجفيفها وإهلاكها من قبل نظام صدام. لكنها في الوقت الحالي تشهد برنامجا كبيرا لإحيائها من قبل منظمة الحياة البرية أدى الى عودة الناس والحياة الى واحدة من أكثر الأراضي الرطبة شهرة في العالم.

وتابع التقرير الذي كتبه ريشارد بورتر وترجمته (السومرية نيوز) بالقول "كانت تمتد أمامنا قناة ضيقة من المياه عبر القصب شبيه بما ينمو قرب المستنقعات في انكلترا ، لكن هناك اختلافا واحدا بينهما هو أن البعض من ذلك القصب يصل طوله الى أربعة أمتار وكأنما يغطي السماء فوقنا في الوقت الذي كنا ننساب بلطف خلال شارع مهيب من المياه. كنا نسير في "المشحوف" ذلك الزورق الصغير المستخدم منذ قرون في الاهوار للنقل وجمع القصب".

                         

وواصل التقرير" في جنوب العراق وفي اهوار بلاد ما بين النهرين حيث الاهوار الوسطى على وجه الدقة كانت تمثل جنة الحياة البرية وموطن عرب الاهوار الذين يطلق عليهم تسمية "المعدان" . قمنا لبضعة أيام باستكشاف هذه الجنة من الأراضي الرطبة وكان دليلنا شاب نحيف يبلغ من العمر 18 عاما يرتدي "دشداشة" طويلة وكوفية فضفاضة وهو يتحرك برشاقة حافي القدمين حول القارب كي يناور بنا خلال الممرات الضيقة للقصب المتشابك على الجانبين".

وأضاف بورتر في تقريره أن" منظمة الحفاظ على الحياة البرية التي لم يكن يسمح لها بالدخول الى هذا المكان تحت الإجراءات المشددة التي كان يتبعها النظام السابق في ما مضى أقامت احتفالا أخضر باستعادة الحياة في واحدة من الأراضي الرطبة الكبيرة في العالم. فقد وصل استنزاف وتجفيف هذه الأراضي الى نسبة 90 % في العهد السابق وهاهي تعود الى الحياة مرة أخرى من خلال التصرف البيئي الواعي والشجاع حيث تم تدمير السدود الضخمة التي كانت تحجز المياه عنها والسماح لها بالتدفق إليها مرة أخرى."

            

وأشار التقرير الى أنه " في الوقت الحالي تم غمر أكثر من نصفها بالمياه وعادت الحياة البرية وسكانها إليها. مضيفا أن "طيور الرفراف كانت تحلق بحثا عن الأسماك وخلال القصب كنا نسمع الأغاني البصرية التي كانت مهددة بالانقراض بينما كانت مجموعة من الطيور تقلع من المياه وهي أربعة طيور من البط ذات اللون الرخامي المهددة هي الأخرى بالانقراض لتعلو نحو السماء".

وأكد على أن "ضفتي نهري دجلة و الفرات هما شريان الحياة للأهوار. وأضاف كاتب التقرير ريتشارد بورتر" كانت الحشود تتجمع في الوقت الذي يجري فيه الاحتفال أولا في المضيف وهو بناء يشبه الكاتدرائية مصنوع من القصب ويمثل قاعة بلدة شيوخ عرب الاهوار حيث أجريت تلاوة من القرآن الكريم تبعها النشيد الوطني العراقي وخطب وموسيقى من قبل الأطفال وقراءات شعرية فيما اجري ولأول مرة سباق بين ستة "مشاحيف" تقودها النساء في الاهوار وهن يجدفن متنافسات على المركز الأول. كانت هناك هتافات مدوية من الجماهير التي بلغ تعدادها ألف مواطن حينما عبرت الفائزة خط النهاية لتحصل على المركز الأول".

واختتم بورتر تقريره قائلا "هناك صبي صغير يرتدي قميص نادي تشيلي مع اسم اللاعب لامبارد مكتوب على ظهره وبالقرب منا كان احد المتفرجين ويدعى محمد سألناه: ماذا لو كان هناك رهان على هذا السباق؟ فابتسم ابتسامة عريضة وقال "ربما في العام المقبل لأن هذا الاحتفال سيكون حدثا سنويا".

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

974 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع