كوردستان حبيبتي في عقرة
دهوك/ جمال برواري:نظمت ممديرية الثقافة والفنون في مدينة عقرة عاصمة نوروز سيميارا ثقافيا واستضافت الكاتب والشاعر والرائد في فن التصوير الفوتوغرافي رمزي عقراوي.
كنت وبرفقة الشاعر عبدالغني كوفلي على موعد لمرافقة الشاعر والاعلامي رمزي عقراوي لحضور الندوة الثقافية ضمن برنامجه الثقافي لمديرية الثقافة في عقرة ،انطلقنا من دهوك متجهين الى عاصمة نوروز عقرة الساعة الثالثة بعد الظهر وصلنا قبل نصف ساعة من موعد الجلسة الثقافية والمقررة الساعة الخامسة عصرا ،التقينا بعدد من الزملاء من الادباء والكتاب وتبادلنا اطراف الحديث حول الادب والثقافة والفن التقيت ببعض الزملاء تبادلنا ذكريات الماضي الجميل وقد ذكروني بايام الاذاعة الكوردية وكانوا هم من مستمعيها وبالاخص برنامج مع المستمعين الذي كنت اعده واقدمه وكان قد اخذ صدره لدى جمهور واسع من مستمعىي الاذاعة الكوردية في تلك الفترة الهبية حيث كانت الاذاعة الكوردية الوحيدة في الساحة وكان لها جمهور واسع ،التقطنا صورا تذكارية ، بدأت الجلسة الثقافية بعد الترحيب بالضيوف من قبل الذي ادار الجلسة كما قدم نبذة مسيرة الشاعر رمزي عقراوي مع ذكر انجازاته الادبية والفنية في مجال الشعر والتصوير الفوتوغرافي ثم قدم الضيف لتقديم بحثه حول ديوانه الشعري (كوردستان حبيبتي ) ومؤلفاته الاخرى بعد ان انهى المحاضر تقديم محاضرتة الثقافية فتح باب االاسئلة والمداخلات والتي اجاب عنها والتي اغنت الموضوع .
الفقرة التالية من الجلسة الثقافية كانت توقيع كتاب (ديوان شعري كوردستان حبيتي ) للكاتب والشاعر رمزي عقراوي ،وعلى هامش الجلسة وقبل بدئها التقيت بالمذيع كمال رمضان عقراوي حيث عملنا معا لفترة طويلة خلف مايكروفون الاذاعة الكوردية ،كما التقيت بصديق الفنانين فضل حلاق والذي يملك ارشيفا غنيا من الذكريات مع الفنين ،اياز زاخويي واردوان زاخويي وشاكر عقراوي ومحمد عارف جزراوي .
فضل حلاق صديق الفنانين وصديق الاعلاميين التقيت به بعد انقطاع اكثر من خمسة عشرة سنة ، كما التقينا بالفنان المصور الفوتوغرافي سمير عقراوي وهو شقيق الكاتب رمزي عقراوي فنان كبير ويملك موهبة فينة فنان متالق له معارض فنية في داخل العراق وخارجه .
تجولنا في ازقة واسواق عقرة وتمتعنا بتلك المناضر الخلابة والجبال التي تحيط المدينة اظافة الى الماذن والجوامع والتي تعطي المدينة جمالا اخر.
الشاعر والكاتب رمزي عقراوي في سطور
شاعر كوردي عراقي يكتب باللغة العربية لأن ثقافته الأصلية هي ثقافة كوردية عربية إسلامية بحتة بالإضافة الى اطلاعاته الكثيرة على الثقافات العالمية المختلفة – مواليد 23 يوليوتموز1954 في مدينة (عقرة) الجبلية الجميلة الساحرة والقريبة من الموصل وتبعد عنها مسافة 96كلم واليها يُنتَسَب في إقليم كوردستان – العراق – أكمل دراسته الإبتدائية والمتوسطة فيها والإعدادية في الموصل – ولم يلتحق بأية جامعة أومعهد لكنه تعّين في دائرة الأحوال المدنية في عقرة مدة عشرين سنة منذ عام 1976لغاية عام 1996حيث فُصِلَ من الوظيفة لأسباب سياسية وقومية معروفة وقد حُرِمَ من كافة حقوقه الوظيفية أوالتقاعدية بعد السقوط أيضا لحد اللحظة – متزوج وله عدد من ألاولاد –
عندما كان طالبا في مرحلة الثالث متوسط في نهاية الستينات أعجبني كثيرا جدا – كتاب النصوص الأدبية الذي كان يضم بين دفتيه العديد من قصائد الشعراء الرواد الأوائل أمثال أبو القاسم الشابي الذي تأثرتُ به لحد اللحظة ومحمد مفتاح الفيتوري شاعر افريقيا والشاعر العراقي خالد الشواف وبدر شاكر السياب وغيرهم – حتى أنني حاولتُ حينذاك ترجمة قصيدة ( هكذا غنَى بروميثيوس ؟!) للشابي الى اللغة الكوردية وانا لم أزل على مقاعد الدراسة المتوسطة – وكون المجتمع العقراوي آنئذ كان منغلقا على نفسه ولعدم وجود وسائل اللهو وكان لدي فراغ كبير فكنتُ أتوجّه يوميا الى المكتبة العامة في المدينة ( وهي لم تزل قائمة وتعمل لحد اليوم ) حيث أطلعتُ عن كثب على مئات الكتب المختلفة من قصص وروايات ودواوين شِعر وغير ذلك بذا أصبح لدي خزين فكري وثقافي كبيرجدا وسرعان ما وجدتُ نفسي في ميدان الشعر- وقد أكثرتُ من قراءة روايات الكاتب المصري محمدعبدالحليم عبدالله الرومانسية الحزينة كقصة ( شجرة اللبلاب) وقصص احسان عبدالقدوس (اللص والكلاب) وتوفيق الحكيم وطه حسين ونازك الملائكة ولميعة عباس عمارة وغيرهم كثيرونٍ ----
من سخريات القدر معي منذ أن شغِفتُ حبا بالقراءة والكتابة وبعد ذلك بالنشر هنا وهناك لم يدعمني أحد أويُوجِّهني الى الطريق الصحيح في حياتي الثقافية الطويلة جدا والتي تربو على حوالي أربعين سنة من العطاء لا من المدرسة ولا من المدرسين ولا من المجتمع ككل ولا من الجهات الحكومية أو حتى الحزبية منذ ذلك الحين ولحد اللحظة بسبب كوني لا أحب الظهور ولم أطلب الشهرة ولا الأضواء لهذا لم انتمِي لأية نقابة أو أتحاد أو حزب ما أومنظمة لا في داخل البلد ولا في خارجه ما عدا انتسابي صوريا لا فعليا الى نقابة صحفيي كوردستان والإتحاد الدولي للصحفيين (IFJ)
وعن سر شغفه بالكتابة والقرأة يقول عقراوي :
بصراحة منذ أن كنتُ طفلا وأنا مواظب على قراءة (القرآن الكريم) لحد الآن وكان هذا مصدري الأول في سرعة تعلم اللغة العربية واتقانها بصورة صحيحة – كما أنه لدي طقوس خاصة في هذا المجال لا أستطيع التخلص منها رغم زحف وانتشار الثورة الرقمية الهائلة من الشبكة الأخطبوطية ومحطات التواصل الأجتماعي والقنوات الفضائية وأجهزة الموبايل وغيرها – إلاّ أنني لا أستطيع الإستغناء عن الورقة والقلم في الكتابة ولا عن الكتاب أو المجلة أو الجريدة الورقية ---
وعن سر نجاح الكاتب يقول :
هي المواظبة على المطالعة ومتابعة آخر التطورات الجارية على الساحة الثقافية ومحاولة تعلم لغات أجنبية حية غير العربية والتمرين المستمر على الكتابة المختلفة كي يرى نفسه في أي جنس أدبي يمكنه أن يبرزأكثر – وعليه عدم الإستعجال في النشرخصوصا في النشر الورقي وليس الألكتروني لأن هذا المجال الآخيرمفتوح على مصراعيه لكل مَن هب ودب دون الشعور بأي مسؤولية أدبية أوشخصية -
وحول الصعوبات التي تواجه حياته الادبية يوقول عقراوي :
ان الصعوبة الوحيدة والمهمة والخطيرة والمؤسفة جدا والتي واجهتني ولم تزل منذ بداياتي الثقافية عام1970 ولحد اليوم هي عدم ايجادي لدار نشر داخل البلد أو خارجه كي تضطلع بمهمة نشر دواويني الشعرية وعددها الآن (20) مخطوطة لم تزل يلفها غبار النسيان والإهمال في أدراج مكتبتي الشخصية وهي جاهزة للطبع ولكن كيف ؟! أولا لأن حالتي المادية لاتساعدني على طبعها على حسابي الخاص واذا ما أقدمتُ على هذه الخطوة فإن دور النشر عموما لا تلتزم
بشروطها ولا تحافظ على أمانتها واخلاصها المعهود مع المؤلفين عموما وخصوصا وأنه ليست لدي ثقة بهذه الدور التي تأخذ من المؤلف تكاليف طبع ألف نسخة من كتابه بينما تطبع منه مئة نسخة تعطيه (50) نسخة و(50) نسخة أخرى تحتفظ بها للإشتراك في معارض الكتب الدولية وهكذا يضيع الكتاب ولا يصل الى قارئه
وملخص الكلام ان مشكلتي ليست في الطباعة لأنها قضية مقدور عليها بالنسبة لي وانا الخبير في هذا المجال – ولكن المشكلة الكبيرة جدا في ( التوزيع)
حيث لا توجد لدينا شبكة توزيع لا في العراق ولا في خارجه - علما انني مررتُ واقولها بكل أسف بتجربة فاشلة مع احدى دور النشر المصرية منذ سنوات حول نشر احد دواويني الشعرية ( حيث نصبتْ عليَّ) وأخذتْ منّي مبلغا محترما ولكن دون مقابل أو جدوى !
منذ بداياتي كنتُ أكتب وأنشر الأشعار السياسية والوطنية والأجتماعية – إلاّ أنني في السنوات الأخيرة قمتُ بكتابة القصائد العاطفية والغزلية والرومانسية - ويبدو أنني كنتُ أُحِنُّ الى الحبيب الأول كما يقولون !
* بمَن تأثَّرت من الكتاب والشعراء – وماهو الكتاب المفضل لديك ؟
هناك العديد من الشعراء الذين تأثرتُ بهم خاصة في مقتبل عمري أمثال الجواهري والشابي والسياب والفيتوري وأحمد مطر ونزارقباني وآخرون ---
أما بالنسبة للكتب فالكتب الشعرية معظمها تعجبني خاصة القصائد الرومانتيكية في العصر الذهبي للشعر العربي أواسط الأربعينات والخمسينات والستينات ألخ !
–
علما أن ( من وحي الصباح ) هي أول قصيدة كتبتُها بتأريخ وبمناسبة أتفاقية الحادي عشرمن آذارالمجيدة عام1970 بين السلطة الحاكمة آنذاك وبين الحركة التحررية الكوردية –(وهذه القصيدة منشورة على الانترنيت)!
*ما هي نظرتك للمرأة الكاتبة أوالشاعرة ؟
في الواقع الملموس لم تكن المرأة العربية بهذا الثقل والإندفاع كما انها لم تكن أيضا بهذا التطور والإبداع في مجال الكتابة بأنواعها المعروفة – وكذلك في ميدان النشر الألكتروني العلني وبأسمائهن الصريحة وصورهن الحقيقية قبل سنوات سابقة – وأعتقد جازما أن عدد الإناث قد يفوق عدد الذكور في هذا المجال – والحاضر المشرق الآن يُبشِّر بالخيرأكثر وأنا من المؤيدين والداعمين ومن المشجعين لهذا المنحى الأنثوي المتميز والرائع في الآوساط الثقافية العربية !
*كيف ترى هذا الجيل قارئ أم لا بأس به ؟!
صراحة هذا الجيل الجديد في الوقت الراهن غير قارئ بالمرّة !! لغلبة الوسائل التقنية المغرية والمثيرة والمتطورة جدا جدا على حياتهم اليومية وعصر السرعة المتناهية بابتكار الماركات والاختراعات وكثرة الإبداعات الجيدة جدا في هذا الميدان وعظمة تطور الثورة الرقمية الهائلة جدا من كل ناحية من نواحي الحياة اليومية ؟؟
1213 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع