هجرة العراقيين عبر تركيا«مستمرة».. لكن الأعداد تتراجع

                           

صحيفة العالم/بغداد ـ سارة القاهر:تعتبر لجنة المهجرين النيابية الحديث عن توقف الهجرة الى اوروبا عبر تركيا "فنطازيا" في ظل استمرار تردي الخدمات وانعدام الامن ونقص فرص العمل، وتفاقم التطرف الديني، مستبعدة ان تؤثر أحداث باريس على رغبة الشباب العراقي بالهجرة، لأن "الخوف وضيق العيش في البلاد، لا يقارن مع اية دولة اخرى".

في حين لفتت الخارجية النيابية الى عودة حوالي 400 مهاجر الى العراق، نتيجة تردي وضعهم في دول غرب أوروبا، والذي يعتبره أصحاب شركات سفر، أحد اسباب تراجع تلك الظاهرة، اضافة الى الرحلة المحفوفة بمخاطر الموت.
ولفت اصحاب الشركات الى ان ذروة الظاهرة، حدثت في أيلول وآب الماضيين، أما الآن فتراجعت الاعداد الى أقل من النصف.
وقتل 120 شخصا على الاقل في اعتداءات ارهابية غير مسبوقة، استهدفت باريس، مساء الجمعة الماضية. تخللتها تفجيرات وعملية احتجاز رهائن واطلاق رصاص، ما دفع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند لاعلان حال الطوارئ في البلاد واغلاق الحدود، بينما اعرب العالم عن ادانته وغضبه.
جوزيف سبي صليوا، عضو لجنة المرحلين والمهجرين في مجلس النواب، اكد لـ"العالم"، استمرار العراقيين، وبخاصة الشباب، في هجرة البلاد، نتيجة تردي الخدمات والوضع الامني وقلة فرص العمل، والتطرف الديني.
وأوضح صليوا ان وزارتي الهجرة والخارجية "لا يمكن لهما ان تمنعا الهجرة غير الشرعية، عبر تركيا"، معتبرا الحديث بخلاف ذلك "فنطازياً".
ويشير الى ان كثيرا من المهاجرين العراقيين، قضوا في البحار في الطريق إلى اوروبا، لافتا الى ان 28 شخصا مسيحيا، لقوا حتفهم في بحار اليونان، مؤخرا.
وأعلنت مصادر اعلامية، أمس الاول الثلاثاء، عن وفاة سبعة اشخاص من عائلة واحدة، قبالة السواحل اليونانية، فيما اشارت المصادر الى ان الغرقى مسيحيون من سكان بلدة قرقوش شرقي الموصل، ولم ينج منهم سوى طفل بعمر 9 أعوام.
ويستبعد صليوا ان تحد احداث باريس من رغبة العراقيين بالهجرة، مبررا ذلك بأن "الخوف الذي ينتظرهم في الدول الاوربية، اقل بكثير مما في العراق اليوم".
وكرر مثال الالوسي، عضو لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب، ما ذهب اليه صليوا، بان هجرة العراقيين ما زالت مستمرة عبر تركيا، بالرغم من ان القوات التركية تعتقل الكثير منهم، مشيرا الى ان تلك الظاهرة ربما لا يمكن السيطرة عليها.
ويقول الآلوسي إن الشهر الفائت، شهد عودة ما يقرب من 400 مهاجر عراقي، الى البلاد.
وكانت وزارة النقل أعادت الاثنين الماضي ٢٧٥ مسافرا، كانوا قد حاولوا الهجرة، الا ان السبل تقطعت بهم، فتكفلت شركة الخطوط الجوية العراقية بارجاعهم.
ويؤكد الآلوسي ان هناك جهات مسؤولة في وزارتي الهجرة والخارجية تتابع مسألة المهاجرين العراقيين في أوروبا وتركيا.
علي حسين الساعدي، صاحب شركة سفر ببغداد، قال لـ"العالم" ان سفر العراقيين الى تركيا قلّ بصورة واضحة، مؤخرا، بسبب الوضع المزري الذي يرويه المهاجرون من العراقيين في اوروبا.
ومن جهة أخرى، يرى الساعدي ان اغلب دول أوربا بدأت تتشدد في اجراءاتها على اللاجئين، وكثير منها منع استقبالهم، وفرضت اجراءات مشددة على رعاياها من المسلمين، اثر احداث باريس.
ولفت الساعدي الى ان ذروة الهجرة كانت في شهري آب وايلول، حيث أشرت شركات الخطوط في بغداد "اكثر من 500 الف تأشيرة سفر الى تركيا".
وأكدت مصادر حكومية في محافظة ذي قار تراجع رغبة الشباب في الهجرة الى اوروبا، لتصل الى 50% عما كانت عليه خلال الشهور الماضية.
كما تراجع الطلب على اصدار جوازات السفر، بعد ان سجل شهر ايلول اصدار 7600 الف جواز، ليتراجع الى 3500 الف جواز في شهر تشرين الثاني في الناصرية. وكان مئات الالاف من العراقيين خصوصا الشباب غادروا عبر مطارات البصرة والنجف وبغداد واربيل الى الاراضي التركية، للتوجه بعدها الى اليونان، ومن ثم الى دول اوروبا للاستقرار فيها. وتمثل موجة الهجرة الحالية الاحدث في العراق؛ اذ شهد البلد منذ اربعينات القرن الماضي وحتى السنوات القليلة الماضية اكثر من 5 موجات كبيرة للهجرة، كان اخرها عامي 2006 و 2007.
وتستقبل المانيا وباقي دول غرب اوروبا اكبر عدد من اللاجئين منذ عقود؛ اذ تؤكد مصادر عبور قرابة نصف مليون مهاجر البحر الابيض المتوسط الى اوربا، منذ مطلع العام 2015.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الساعة حسب توقيت مدينة بغداد

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1625 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع