البيان الأماراتية:سبورة الأخبار اليومية هي وسيلة فريدة من نوعها لنشر الأخبار في مونروفيا، عاصمة ليبيريا إذ يفتقر معظم الليبيريين إلى الأموال والوسائل التي تسهل لهم الحصول على وسائل الإعلام التقليدية، وباتت السبورة التي تعرض آخر الأخبار في الشارع الرئيسي المصدر الإعلامي الأكثر قراءة وانتشاراً في مونروفيا.
في العالم الغربي، يتحدث الكثيرون عن قرب نهاية وسائل الإعلام المكتوبة، لتحل محلها الصحافة الإلكترونية، ولكن بعض الدول الفقيرة لا تزال تنظر إلى الصحافة المكتوبة على أنها شيء من المستقبل.
معظم سكان مونروفيا لا يستطيعون شراء الصحف أو الحصول على الكهرباء للوصول إلى الإنترنت، لذلك ابتكر ألفريد سيرليف، مؤسس " سبورة الأخبار اليومية"، هذه الوسيلة لتوصيل الأخبار إلى العامة بطريقة غير مكلفة.
يعتقد ألفريد أن إنتاج شعب مطّلع هو مفتاح النهضة في ليبيريا، فمنذ بدأ مشروعه الفريد من نوعه في شارع توبمان، في قلب مونروفيا عام 2000، قدم الكثير من الأخبار القيمة بشكل يومي.
وللحصول على الأخبار المحلية، يعتمد على فريق من الصحفيين المتطوعين الذين يأتون إليه بآخر الأخبار، أما بالنسبة للأحداث الدولية فهو يأخذها من مواقع إخبارية موثوقة مثل البي بي سي، عن طريق زيارة مقاهي الإنترنت كونه لا يملك جهاز كمبيوتر. ويجدد الأخبار بشكل مستمر باستخدام الطباشير.
بنى ألفريد خلف السبورة غرفة خشبية صغيرة كتب عليها "غرفة الأخبار" يعمل داخلها على تحرير الأخبار قبل كتابتها بالطباشير على السبورة، ورغم أنه المحرر والمصمم والموظف الوحيد للصحيفة الفريدة من نوعها، تمكن ألفريد من توصيل رسالته إلى العامة.
تأسست سبورة الأخبار اليومية في ذروة الحرب الأهلية الطويلة في ليبيريا والتي استمرت على مدى 14 عاماً، وتم تدمير السبورة الإخبارية عدة مرات بسبب انتقاد ألفريد أحياناً لإجراءات الرئيس السابق تشارلز تايلور، كما أرسل الصحفي الليبيري إلى المنفى لفترة قصيرة. ورغم ذلك لم يستسلم ألفريد أبدا، إذ عكف جاهداً من أجل بقاء المصدر الإخباري الوحيد في مونروفيا.
والآن بعد أن وضعت الحرب أوزارها، يكافح ألفريد للوصول إلى 25٪ من الرجال و 60٪ من النساء المتعلمات، ولتحقيق هذه الغاية، وضع مجموعة من الصور والرموز لجذب انتباه المارة مثل خوذة زرقاء كتب عليها رمز الأمم المتحدة وقوة حفظ السلام التابعة لها، ومنديل أبيض عليه صورة لأوباما، وزجاجة من المياه الملونة إشارة إلى البنزين، وإطار سيارة عليه صورة الرئيسة سيرليف، والمعروفة باسم المرأة الحديدية في السياسة الليبيرية.
تعتبر مسألة التمويل أمر أساسي لاستمرار وبقاء سبورة الأخبار اليومية، فرغم تسليط الضوء عليها في الصحف العالمية العريقة مثل صحيفة نيويورك تايمز وكريستيان ساينس مونيتور، لا يزال ألفريد سيرليف يعتمد على بعض التبرعات البسيطة لتوصيل رسالته النبيلة.
934 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع