المدى برس / كركوك:أبدى بطريرك الكلدان في العراق والعالم لويس روفائيل الأول ساكو، اليوم الجمعة، استعداده لإجراء مراسيم دفن جثمان نائب رئيس مجلس وزراء النظام السابق طارق عزيز في حال طلب منه ذلك، فيما أكد على ضرورة "طي صفحة" الماضي لبناء عراق جديد.
وقال بطريرك الكلدان في العراق والعالم، لويس روفائيل الأول ساكو، في حديث إلى (المدى برس)، إن "المصالحة الوطنية في العراق تتطلب أن يكون هناك غفران ومسامحة باستثناء من تلطخت أيديهم بالدماء"، مؤكدا ضرورة "طي صفحة الماضي من اجل بناء عراق جديد وإنهاء الصراعات".
وأبدى ساكو، استعداده "لتولي مراسيم دفن جثمان نائب رئيس وزراء النظام السابق طارق عزيز في حال طلب منه ذلك"، مبينا أن "كل شخص يجب أن يدفن حسب دينه بغض النظر عن الجانب السياسي".
وكانت إدارة سجن الناصرية المركزي أعلنت، اليوم الجمعة، وفاة نائب رئيس مجلس وزراء النظام السابق طارق عزيز في مستشفى الحسين التعليمي وسط المدينة.
وكانت الحكومة العراقية قررت عقب سقوط عدد من المدن العراقية على يد تنظيم داعش في عام 2014 نقل مسؤولي النظام السابق المعتقلين لديها والذين صدرت بحقهم احكاماً بحقهم من سجن (الشعبة الخامسة) في منطقة الكاظمية الى سجن الناصرية لأسباب امنية.
وأصدرت المحكمة الجنائية العليا في الـ26 من تشرين الأول 2010، حكماً بالإعدام شنقاً حتى الموت بحق نائب رئيس الوزراء في النظام العراقي السابق طارق عزيز في قضية تصفية الأحزاب الدينية، التي بدأت أولى جلساتها في، الـ16 آب 2009، والاحزاب الدينية، منها حزب الدعوة الحاكم حالياً في العراق، الذي كان الانتماء إليه أو التعاطف معه يوجب الإعدام وفق قرار مجلس قيادة الثورة آنذاك الذي حكم بموجبه على مؤسس حزب الدعوة المرجع الديني محمد باقر الصدر في التاسع من نيسان عام 1980.
ويعد عزيز، 79 سنة، المسؤول المسيحي الوحيد في نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين، وكان يمثل الواجهة الدولية له، وبرز على الساحة الدولية بعد توليه وزارة الخارجية إبان حرب الخليج الثانية عام 1991، وكان المتحدث باسم الحكومة، الأمر الذي جعله دائم الظهور في وسائل الإعلام الغربية بسبب إتقانه اللغة الإنكليزية، وقام عزيز بتسليم نفسه في 24 نيسان 2003 إلى القوات الأميركية بعد أيام على دخولها إلى بغداد.
وطارق عزيز المولود في العام 1936 في شمال الموصل لأسرة كلدانية كاثوليكية، باسم ميخائيل يوحنا الذي غيره لاحقاً إلى اسمه الحالي، درس اللغة الإنكليزية ، ثم عمل كصحافي قبل أن ينضم إلى حزب البعث العربي الاشتراكي، وانضم عام 1954 إلى حزب البعث وأصبح عام 1963 عضواً في قيادة قطر العراق للحزب، وبسبب الانشقاقات والتمرد الذي وقع داخل الحزب فصل منه.
وبعد انقلاب 17 تموز عام 1968 عاد إلى الحزب بدرجة عضو، وفي العام 1969 عين رئيساً لتحرير جريدة وعي العمال التي يشرف عليها المكتب العمالي لحزب البعث، وفي العام نفسه تم تعيينه رئيساً لتحرير جريدة الثورة الصحيفة الرسمية للبعث، ليعين بعدها وزيراً للإعلام عام 1970 وأصبح وزير خارجية العراق وارتقى إلى منصب نائب رئيس الوزراء عام 1973، كما تفرغ في العام 1975 لمنصب نائب رئيس الوزراء ومشرف على السياسة الخارجية والفعاليات الثقافية داخل العراق ومساعد لصدام حسين في مكتب الثقافة والإعلام في القيادتين القومية والقطرية لحزب البعث.
وتعرض طارق عزيز في نيسان 1980 لمحاولة اغتيال أعلنت الحكومة العراقية في حينها أنها مدعومة من إيران واتهمت على الفور حزب الدعوة بالوقوف ورائها، وفي 14 شباط 2003، قام طارق عزيز بمقابلة البابا يوحنا بولس الثاني ومسؤولين آخرين في الفاتيكان، وعبر عن رغبة الحكومة العراقية بالتعاون مع المجتمع الدولي، خصوصاً في قضية إلغاء السلاح، استناداً إلى رسالة للفاتيكان، كما ذكرت الأخيرة أن البابا شدد على ضرورة احترام العراق بقوانين مجلس الأمن والالتزام بها.
وأعلن الجيش الأميركي، في ليل في 24 نيسان 2003، عن استسلام طارق عزيز الذي كان الرقم 12 الذي يقع بيد القوات الأميركية ضمن مسؤولي نظام الرئيس السابق صدام حسين، وخلال محكمة الدجيل، دافع طارق عزيز في أول ظهور له في المحكمة بقوة عن الرئيس صدام حسين ومتهمين آخرين، عاداً الأول "رفيق دربه" وأخاه غير الشقيق برزان التكريتي "صديق عمره"، وفي محكمة الأنفال، حمل طارق عزيز الرئيس العراقي صدام حسين مسؤولية العمليات العسكرية عام 1988 ضد الكرد، ومسؤولية قرار سحق انتفاضة في جنوب العراق العام 1991.
1134 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع