ليلي مراد وأنور وجدي
القاهرة - أشرف عبد الحميد:الفن والسياسة مجالان جاذبان للأضواء، وتحتفي الكاميرات بمشاهيرهما، وتترصد العيون حركات نجومهما، وتراقب حياتهم الخاصة، وتترقب أدق الأسرار عنهم، بل تلاحقهم أينما كانوا في حياتهم وبعد وفاتهم.
في مصر حكايات وأسرار كثيرة عن نجوم الفن والسياسة، لكن الحكايات الأكثر أهمية لوسائل الإعلام هي الحالات التي تم فيها الزواج بين اثنين من مشاهير هذين المجالين، فهو زواج مكتوب بحبر سري لا يعرفه حتى أقرب المقربين، وممنوع نشره في وسائل الإعلام، وإذا حدث فالنفي يسبقه رغم صحته.
حكايات أهل الحكم وزواجهم من الفنانات في مصر طويلة وممتدة منذ الأربعينيات ، حين أسرت الممثلة اليهودية ليليان كوهين المعروفة باسم كاميليا على قلب الملك فاروق، بل اصطحابه لها على يخته الملكي في رحلات خارج البلاد، وظلت العلاقة بينهما في طي الكتمان حتى توفيت كاميليا في حادث طائرة غامض لم تعرف أسبابه حتى الآن.
ولم تكن كاميليا الفنانة الوحيدة التي ارتبطت بفاروق، حيث تلتها الراقصة سامية جمال، وروى الكاتب الصحافي الكبير مصطفى أمين في كتابه "ليالي فاروق" كيف وقعت الراقصة في هوى الملك حتى أنهت علاقتها بفريد الأطرش من أجله.
أحمد حسنين باشا، رئيس الديوان الملكي في عهد الملك فاروق لم يكن بعيدا عما يفعله الملك، فقد سار على نهجه وحذا حذوه وارتبط بقصة حب ملتهبة مع المطربة أسمهان التي انتهت حياتها أيضا في حادث غامض من العام 1944.
الراقصة تحية كاريوكا كان لها نصيب كبير من الزواج بمشاهير السياسة، ورغم علاقتها بفاروق أيضا فإنها تزوجت من حسين عاكف، طيار الملك فاروق الخاص، ولكنهما انفصلا بعد شهرين فقط، كما تزوجت أحد ضباط الملك وهو مصطفى كمال صدقي، وكان زوجها الثامن وبعد اعتقاله عام 1952 انفصلت عنه.
في الخمسينيات تزوجت الفنانة ليلى مراد من وجيه أباظة، أحد الضباط الأحرار وابن عم الفنان رشدي أباظة، بعد طلاقها من الفنان أنور وجدي، وقد اشترط أباظة أن يظل الزواج سرا، لأنه كان يخشى أن يعلم زملاؤه الضباط بزواجه من مطربة، ثم انفصلا بعد عام من الزواج.
في الستينيات استيقظت مصر ذات صباح على خبر زواج المشير عبدالحكيم عامر، الرجل الثاني في مصر ووزير الدفاع مع ممثلة الإغراء نفيسة عبدالحميد، المعروفة باسم برلنتي عبدالحميد، وقد أثمر زواجهما عن ابن هو عمرو الطبيب بالقصر العيني حاليا، وقد حاول عبدالناصر أن يمنع صديقه ورفيق عمره من هذا الزواج، لكنه رفض وأصر على الارتباط بالفنانة.
في ذات التوقيت، كان رجل المشير عامر نفسه وهو على شفيق مدير مكتبه على علاقة بالمطربة والممثلة مها صبري، وقد تزوجها زواجاً رسمياً ولكن سراً، واشترط عليها أن تتخلى عن عملها الفني، واشترطت هي عليه أن يطلق زوجته الراقصة نجوى فؤاد، وهذا ما حدث وظلا زوجين حتى قُتل علي شفيق في لندن عام 1977.
في الستينيات كان رئيس المخابرات المصرية الشهير والمخيف صلاح نصر قد تناثرت عنه الشائعات بوجود علاقة زواج بينه وبين ممثلة مغمورة اسمها اعتماد خورشيد، وظلت هذه الشائعات حبيسة الغرف المغلقة حتى خرجت خورشيد في الثمانينات وروت في كتاب شهير لها قصة زواجهما.
في عهد مبارك كان الزواج بين مشاهير السياسة والفنانات خبرا محظورا نشره في الصحف، إلا أنه كان متاحا لدى النخبة والمقربين، ومن ثم النوادي الشهيرة وتجمعات الصفوة، فلم يعلم إلا قليل بخبر زواج الفنانة نبيلة عبيد من السياسي الشهير أسامة الباز، مستشار الرئيس مبارك، ولم يكشف عنه الستار إلا بعد قيام ثورة 25 يناير2011، وذلك على الرغم من أن أصدقاء الباز ورئاسة الجمهورية كانوا على علم بهذا الزواج.
ومن أشهر زيجات السياسة والفن التي قضت على الطرفين، علاقة الفنانة الراحلة سوزان تميم بالسياسي المصري هشام طلعت مصطفى، والتي أدت إلى مقتل سوزان وسجن طلعت.
1063 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع