بعد تتوجيها بلقب أقوى امرأة في أفريقيا باتت فاطمة الزهراء تلقب بـ'المرأة الحديدية'
مراكش - تمكنت سياسية مغربية شابة تتولى منصب عمدة في إحدى أكبر المدن في المملكة المغربية، من التربع على عرش أقوى النساء في القارة السمراء، العام الحالي، بعد أن اختارتها مجلة أميركية تهتم بأبرز الشخصيات تأثيرا على مستوى العالم، في بادرة لاقت استحسانا منقطع النظير في بلادها.
تمكنت فاطمة الزهراء المنصوري، عمدة مراكش والقيادية في حزب “الأصالة والمعاصرة” المغربي، من تصدر لائحة مجلة “فوربس” الأميركية لأقوى عشرين امرأة شابة في القارة السمراء للعام الحالي، وفقا لتقارير وكالات الأنباء.
وتمنح هذه الجائزة إلى النساء ممّن أحدثن تأثيرا كبيرا داخل مجتمعاتهن في عوالم السياسة والأعمال والتكنولوجيا والدبلوماسية والإعلام، حيث تمكنت المنصوري من الظهور كامرأة مغربية وعربية وحيدة ضمن القائمة التي عرفت هيمنة نساء نيجيريا وكينيا وجنوب أفريقيا.
وفازت المنصوري البالغة من العمر 38 سنة ومديرة مكتب محاماة بمراكش، بعد ترشيح حوالي 700 اسم نسائي من داخل القارة الأفريقية ممّن يبلغن أقل من 45 سنة لهذه الجائزة السنوية.
وعرفت القائمة الأفريقية الجديدة هيمنة سيدات نيجيريا، اللاتي تمكن من الحضور بـ7 نساء، منهن أدا أوسكاو الوزيرة في الزراعة والتنمية القروية إلى جانب 6 سيدات من كينيا أبرزهن الإعلامية والبرلمانية نايسولا ليسودا، فيما حضرت جنوب أفريقيا بثلاث سيدات، فزيمبابوي بسيدتين ثم رواندا بامرأة واحدة.
ويأتي هذا الإنجاز النسائي المغربي، بعد شهرين ونصف من تمكن 11 سيدة من النساء المغربيات القيادات والبارزات من دخول قائمة “فوربس” الشرق الأوسط لأقوى 200 عربية للعام الحالي في مجالات متعددة من بينها الشركات العائلية والإدارات التنفيذية والقطاعات الحكومية، أمام سيطرة واضحة لنساء دول الخليج ومصر ولبنان.
وقد تحدثت المجلة الأميركية، على أن الفائزات العشرين تجمعهن أمور مشتركة، تكمن في الجدية والقدرة على إحداث التغيير داخل المؤسسات والمجتمع، ما جعل منهنّ قادة شابات عالميات، وضمن طليعة ثورة اجتماعية واقتصادية معاصرة داخل أفريقيا.
بويندرج هذا التتويج في سياق إعطاء روح جديدة على مستوى العمل السياسي في البلاد وإلى قيم المبادرة لدى السياسيين الشباب، في الدفاع عن القضايا الوطنية داخل المغرب وفي كل المحافل الدولية.
وقدمت مجلة “فوربس” فاطمة الزهراء المنصوري كمسؤولة منتخبة ناجحة في تدبير شؤون ثالث أكبر مدينة في المغرب، فبعد أن درست القانون التجاري في فرنسا، عادت المنصوري إلى مراكش لتفتح مكتبا لها وتديره بنجاح.
وهذا الإنجاز لسيدة المغرب لم يكن الأول بالنسبة إلى المنصوري، فقد اختارها المنتدى العالمي للقيادات الشابة في، مارس الفارط، لتكون ضمن قائمة تضم أفضل القيادات الشابات في العالم لعام الجاري.
فاطمة الزهراء تصدرت لائحة أقوى عشرين سيدة أفريقية تأثيرا في القارة السمراء ولأول مرة في مسيرتها السياسية
كما اختيرت فاطمة الزهراء إلى جانب 17 شخصية أخرى يمثلون منطقة شمال أفريقيا والشرق الأوسط، كما أنها تعد واحدة من بين 109 امرأة تم اختيارهن لهذا العام من طرف المنتدى المذكور.
وقد تبادل رواد مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب التعليق على هذا الحدث، حيث قال أحدهم “حتى المغرب أصبح لديها امرأة حديدية”، وذلك في محاكاة للراحلة مارغريت تاتشر، رئيس وزراء بريطانية في ثمانينات القرن الماضي، وكذلك المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.
وكانت المنصوري قد تم انتخابها قبل خمس سنوات أي في العام 2009 رئيسة للمجلس الجماعي للمدينة الحمراء وهي في الـ33 من عمرها، كمرشحة لحزب الأصالة والمعاصرة، الذي انتخبت باسمه العام 2011 لتصبح برلمانية.
ومعروف على عمدة مراكش أو كما يطلق المغاربة “المرأة الحديدية” أنها من عشاق المسرح والفن، إذ لطالما حضرت فعاليات المهرجان الدولي للأفلام الذي تحتضنه سنويا مدينة مراكش في مثل هذه الفترة من كل عام.
وقضت عمدة مراكش السنوات الخمس الأخيرة في مسؤوليتها المتنزعة في العمل على تثبيت أسس الشفافية والمساواة والمساءلة. ويقول المقربون من فاطمة الزهراء إنها كانت بالغة التأثر بوالدها منذ الصغر ومشاهدة حججه أثناء المرافعات أمام هيئة المحكمة، لذلك اختارت إكمال طريق والدها الراحل في مجال المحاماة.
وتجدر الإشارة أن فاطمة الزهراء المنصوري ولدت وسط عائلة من الرحامنة العام 1976، وهي أم لطفلين، وقد تلقت تعليمها في المدارس الفرنسية بمدينة مراكش، ثم واصلت دراسة القانون في جامعة محمد الخامس.
934 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع