ألق عراقي في مكوك وكالة "ناسـا" الفضائية الأمريكية

      

كمال يلدو: ألق عراقي في مكوك  وكالة "ناسـا" الفضائية الأمريكية

  

   

         

 

على خطى العلماء العراقيين الذين لمعوا بنتاجاتهم أمثال عالم الفلك الراحل عبدالجبار عبدلله و عبد العظيم السبتي وقمم أخرى معهم، تسـير كوكبة من 4 شـابات عراقيات في طريق العلم والأكتشاف.

إذ أنجزن اختراعا فريداً من نوعه، نال استحسان وكالة (ناسـا) الفضائية الأمريكية، فأختارته ضمن رحلتها القادمة الى محطة الأبحاث العالمية العائمة في الفضاء، لغرض اخضاعه للتجربة النهائية وأعتماده.

   

البداية
تنتمي نخبة –المخترعات- الى  (متوسطة ويلكنسون ميدل سكول- الواقعة في مدينة – ماديسون هايتس – احدى ضواحي مدينة ديترويت) وكانت المدرسة قد دخلت هذا العام (شباط 2014) في مسابقات المدارس على عموم أمريكا وكندا ب (64) تجربة وتصميم (مشروع)، كانوا ضمن (1800) لعموم المسابقة. بعد اجراء التصفيات نجحت (18) تجربة وتصميم (مشروع) وكان حصة متوسطة ويلكنسون 3 منها. فقامت الجهات المختصة بأرسال  الأختراعات الثلاثة الى وكالة (ناسا) الفضائية،  ففاز اختراع (فتيات الفضاء) بالمركز الأول. جدير بالذكر، ان الصاروخ الذي أطلقته وكالة ناسا (في بداية نوفمبر 2014) كان قد حمل هذا المشروع من ضمن حمولاته، لكنه وللأسف لم يصل غايته بسبب انفجاره عقب اطلاقه، الا ان الوكالة عادت وأوصت بفريق العمل على انجاز نسخة ثانية من المشروع حتى يجدري ارساله ضمن الشحنة القادمة  بديسمبر 2014، وعسى ان يكون النجاح حليفه هذه المرة.
وقد تكوّن فريق العمل من الطالبات (إسراء الفظلي:13 سنة) و (ريجينا الصباغ:14 سنة) و (فرح صباح: 14 سنة) و (مريم كافره:13 سنة) وبأشرا ف المدرس (اينجل عبد الأحد) ومدير المدرسة السيد (راندي سـبيك).

الأختراع
تركزت فكرة هذا العمل على اكتشاف طريقة جديدة لتنقية المياه المستخدمة من قبل رواد الفضاء في (مكوك الفضاء) أو (المحطة الفضائية العالمية) أو المركبات الفضائية طويلة المدى، وذلك في ظروف انعدام الجاذبية الأرضية، وبالتعامل مع أنواع البكتريا المتكونة  وبكتريا (الأيكولاي) على وجه التحديد، وذلك بأستخدام تقنيات عملية وموادا معقمة لا تترك آثارا سلبية، مما يوفر فرصة لأعادة استخدام هذا الماء من جديد بعد ان جرت اعادة تهيئته وبمواصفات ممتازة وملائمة للأستخدام البشري في الشرب أو التنظيف.
ويشير الأستاذ (اينجل عبد الأحد) لهذه الفكرة بأنها رائعة وعظيمة، وهي (أكبر) بكثير من أعمار هؤلاء الشابات، او حتى من تجربتهم العلمية والدراسية، لكن دعم المدرسة و (مديرها) والمشرفين وذكائهن وأصرارهن على النجاح، وتوفير الأجهزة  قد جعلت من ( حلمهنّ) حقيقة واقعة. علما ان اختراعات وبحوث اخرى في مدرستنا والمدارس الأخرى بخصوص تنقية مياه الشرب، لم تتجرأ على اقتحام هذا الجانب وبهذه الطريقة.
وعند توجيه السؤال لهن عن الدوافع خلف هذا الأهتمام بتنقية الماء، كانت ماثلة امامهن تجربة حياتهن في العراق او في (دول الأنتظار) مع المياه غير المصفاة بالكامل أو غير الصحية للتداول البشري، وما تركته من آثار سلبية وأمراض خاصة على الأطفال بعمرهن او أصغر.

ســير ذاتية
لايمكن الحديث عن سيرة حياتية وتأريخ مع فتيات بعمر الورود، ولدنَ في العراق، وشاءت ظروف البلد غير الجيدة وأستهداف العوائل المسالمة الى مغادرته نحو المجهول، نحو  دول الجوار، بأمل ايجاد مأوى يوفر الأمن والأمان ويضمن المستقبل لهن ولعوائلهن.

     

   
1-إسراء الفظلي، مواليد بغداد العام 2001 (زيونة)، قضت عائلتها سنة انتظار كلاجئين في تركيا، ووصلوا الولايات المتحدة عام 2012.

       


2-ريجينا الصباغ، مواليد بغداد العام 2000، قضت عائلتها سنة ونصف انتظار في تركيا كلاجئين، ووصلوا الولايات المتحدة عام 2013.

      


3-فرح صباح، مواليد بغداد العام 2000، قضت عائلتها 4 سنوات في تركيا كلاجئين، ووصلوا الولايات المتحدة عام2014.

     


4-مريم كافره، من مواليد كركوك للعام 2001، قضت عائلتها عامان ونصف لاجئين في لبنان قبل وصولهم للولايات المتحدة عام .2013

                           


5-المدرس اينجل عبد الأحد، من مواليد محافظة البصرة العام 1982، يعمل في سلك التدرس منذ 14 عاما، وساهم في تدريس قسما من (البنات) العام الماضي لمادة اللغة الأنكليزية كلغة ثانية، ويقوم بتدريس كل المواد لكنه متفرغ لأختصاص يدعى (اغناء الطالب بالدروس).

كان جو اللقاء مع (المخترعات) وديا وحميميا، وأروع ما فيه كان منظرهن مع المدرس الرائع اينجل عبد الأحد، ومدير المدرسة السيد (راندي سبيك) الذي قال عنهن، بأنهم احبابه وبمثابة بناته وهو فخور بهن وبعملهن!
في زاوية من الصف الذي جرى فيه اللقاء، كانت هناك طاولة وعليها (سيارة) صغيرة شبيهة بألعاب الأطفال، فلم يتركني المدرس (اينجل) صريع الأفكار، بل قال لي: هذا هو المشروع القادم للطالبة (فرح صباح)  والذي هو ، تصميم للعربات التي ترسل في المركبات الفضائية لغرض السير على سطوح  الكواكب وأستكشافها.   ومن يدري، ربما ستكون لنا انامل عراقية تتطلع لوضع بصماتها على سطح القمر او المريخ مستقبلا!
لم يبخلن، وهنّ في  هذا العمر، عمر الورود،من التمني لأطفال العراق بالسلم والأمن وضمان فرص التعليم والتقدم  لهم  بالتساوي كما لباقي الأطفال، حتى لكأن الأنسان يقع في حيرة من أمره، فهل يعاملهن ك (فتيات) في مقتبل العمر، ينشدن العلم والتقدم، ام (فتيات) بعمر وقلب الزهور، مازلن يعشن احلام الطفولة التي سرقتها حالة عدم الأستقرار والظلم الذي وقع على العراقيين....سؤال محيّر!
آمل لهذه النجوم، والأقمار والشموس ان يكون لهن مستقبلا زاهرا، ولعوائلهن وكل اصدقائهم، ومن يدري، فربما تحمل لنا قادمات الأيام ، أخباراً سارة ، عن مخترعات أو مخترعين عراقيين، سنرفع رأسنا ورأس الوطن بهم عاليا.

**شكرا جزيلا للسيد (نبيل نونا) على تسهيله أمر اللقاء بهذا الفريق الرائع من (المخترعات)، وقيامه اصلا بعقد لقاءا إذاعيا معهن، وللسيد (هيثم السنوي) صاحب برنامج – صوت الحرية- الأذاعي، الذي بث اللقاء مع السيد نبيل نونا، والى الأحبة في مجلة (كلدان تايمز) والتي تصدر باللغة الأنكليزية في مدينة ديترويت، لمبادرتهم باللقاء ب (البنات) والكتابة عنهن مرتان وتحت عنوان (فتيات الفضاء) ، وهذا بحد ذاته فخر ، وحدث يبعث على الفرح والأعتزاز.

كمال يلدو
تشرين ثان 2014

  

                               

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

917 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع