عبدالجبار العتابي/بغداد:يحاول المثقفون العراقيون ن خلال العديد من الفعاليات من اجل ان تكون وزارة الثقافة سيادية ضمن تشكيلة الحكومة العراقية الجديدة وان يكون الوزير مثقفا ويدرك معاناة الوسط الثقافي ويعزز من دوره في المجتمع.
يبحث المثقفون العراقيون عن وزير مثقف يفهم متطلباتهم ويعرف مكنونات الوسط الثقافي، مؤكدين انهم يريدون ان تكون وزارة الثقافة سيادية.. وخارج المساومات الحزبية والمحاصصة الطائفية، مشيرين الى ان الوزارة في سنواتها الاخيرة التي تعاقب عليها اكثر من وزير لم تكن وفق طموحات الوسط الثقافي، فلم يدرك الوزير شيئا مما يريده المثقفون ولم يعرف كيف يتعامل معهم او يتفاهم بقدر ما كانت الاشكالات هي القاسم المشترك للعلاقة بين الاثنين، وطالب المثقفون بإنقاذ هذه الوزارة من الفشل السابق الذي رافقها،معربين عن املهم ان يقود الوزارة الجديدة االمدنيون والكفاءات..من اجل أعمار المنشآت الثقافية والفنية وإيقاف الغزو الديني،كما جدد العديد منه بتأسيس مجلس اعلى للثقافة يتولى الاهتمام بالشؤون الثقافية بعيدا عن الوزارة.
اخراج الثقافة من المحاصصة
فقد اكد رئيس اتحاد الادباء في العراق فاضل ثامر انه سيقدم طلبات الادباء الى الرئاسات الثلاث، وقال: نحن في اتحاد الادباء قررنا اقامة مؤتمر ثقافي وسنقدم فيه مذكرة تلخص اهم المطالب الخاصة بالمثقفين العراقيين وبعض المطالب الاساسية التي نرجو ان تؤخذ بنظر الاعتبار وفي مقدمتها الانتباه الى الفعل الثقافي باعتباره عنصرا اساسيا ومكونا لبناء الدولة المدنية التعددية الحديثة التي نصبو اليها، كما ركزنا على بعض المطالب الاساسية ومنها اخراج وزارة الثقافة من المحاصصة وايكالها الى احد المشتغلين في الوسط الثقافي من الذين يعرفون طبيعة العمل والذين يعرفون ادامة النشاط الثقافي لاننا نحتاج الى مثل هذا الشيء بعد عقد من السنوات العجاف التي مرت على الحياة الثقافية في العراق، كما نطالب الاسراع بتشريع بعض القوانين التي قدمت في الدورة السابقة امام مجلس النواب ولم يتم المصادقة عليها.
واضاف: نطالب ايضا في اعادة النظر في امكانية مجلس اعلى للثقافة للقيام بدور داعم وساند لوزارة الثقافة لانه لا يتعارض مع دورها خاصة ان الوزارة قد اعلنت في اجتماع صاخب مع اتحاد الادباء انها غير معنية بدعم النشاط الثقافي خارج اطار مديريات الوزارة ولهذا نحتاج الى هذا المجلس لكي ينظم ويدعم النشاط الثقافي في المحافظات وفي بغداد وبشكل خاص دعم المنظمات والاتحادات الثقافية مثل اتحاد الادباء ونقابة الفنانين وغيرهما.
وتابع: قدمنا ثلاثة طلبات الى الرئاسات الثلاث من اجل اللقاء بهم اولا للتهنئة وثانيا لتقديم المذكرة وللحوار حول مطالبنا لاننا بصراحة لا نريد ان تسبقنا الاحداث وفجأة نجد وزيرا جديدا للثقافة لا ندري ماذا سيكون ذه الرة، فقد جربنا كل الاشياء فكانوا كلهم خارج النص.
لا ذباح ولا حمار
اما الوكيل الاقدم لوزارة الثقافة السابق جابر الجابري فقد اكد على ان الوزارة تحتاج الى وزير آدمي، وقال: اعتقد بعد 11 سنة من هذا التغيير والتحول السياسي نزل المثقفون الى ادنى درجات مطالبهم، فحركتهم المطلبية تتمثل في ان لا يأتي وزير للثقافة بعنوان (ذباح) او(وزير دفاع) او(ضابط مخابرات) او (شرطي)، فليأت احد من غير هؤلاء ونحن كمثقفين نرضى بأي كان الا ان يكون ذباحا او حمارا، نريد وزير الثقافة آدميا منظرا ومظهرا.
واضاف: المجلس الاعلى الوطني للثقافة هذا مشروعي الذي قدمته عام 2004،وتمنينا ان تلغى وزارة الثقافة اصلا لانها بلا داع، اذن نحن مطلبنا ان لا يأتي الى الوزارة وزير حمار !.
وزير مثقف
فيما اكدت الشاعرة سمرقند الجابري انها تريد وزيرا من الوسط الثقافي، وقالت: اريد وزير ثقافة يفهم ما الذي نحتاجه المثقف العراقي وان لا يضايقه هذا وان لا تؤثر عليه وجهات النظر المختلفة، وان ينظر الى وجه المثقف لا ان ينظر الى الكاميرا او ان تنشر اخباره انه التقى بهذا او ذاك وتنشر صوره مبتسما، اريد ان يكون هناك تخصيص مالي حقيقي للشعراء والادباء ولحركات الطباعة،بعد ان سمعنا عن مطابع جديدة وصلت الى دار الشؤون الثقافية من المانيا وطهرت الطباعة رديئة وتكاد تكون مضحكة، ان يكون دور الثقافة نشطا بشكل حقيقي، فعندما اشاهد الملحق الرياضي لجريدة الصباح يعجبني،فأتمنى ان يكون مثله للمثقف العراقي.
واضافت: اريد وزيرا من الوسط الثقافي وان لا يكون الوكلاء بالحاصصة الطائفية وان كان ولا بد فيجب ان يكونوا مثقفين فعلا ومدركين وفاهمين للشارع العراقي، وان تأخذ المرأة المثقفة دورها لا ان تقصى كما حصل في السابق.
واضافت: لابد من المجلس الاعلى للثقافة فالوزارة يبقى عملها ميكانيكيا ويبقى من فيها موظفين لكن المجلس الاعلى سيكون فيه اختيار افضل واتمنى ان يعملوا عليه ليرى النور.
نريد وزيرا مهنيا
من جانبه طالب المخرج السينمائي جميل النفس بوزير مهني، وقال: بما ان الحكومة السابقة حكومة محاصصة لكن اليوم وبعد ارتفاع اصوات الكتل السياسية والنخب ان تكون الحكومة الجديدة بمستوى المطلوب وتؤدي ما عليها،اعتقد ان وزارة الثقافة تحتاج الى شخص يقوم بمهامها على اتم وجه لان الثقافة احد عوامل ترسيخ الوعي للناس ولها دور فاعل في نشر ثقافة السلام والمحبة ومن المؤكد لها دور فاعل في الحفاظ على وحدة الوطن، وارجو ان لا تقع الحكومة الحالية بالخطأ نفسه الذي وقعت فيه الحكومة السابقة واعطاء الوزارة لوزير دفاع.
واضاف: نحن بحاجة الى وزير مهني وليس بالضرورة ان يكون من عظماء المثقفين،المهم ان يكون اداريا جيدا وان يكون وكلاء الوزير اكاديميين او ادباء او معنيين بالثقافة، لان الوزير منصب سياسي كما عهدناه في الحكومات المتعاقية.
يدرك معنى الثقافة
اما الدكتور معتز عناد غزوان فقد اراده مؤمنا بالثقافة، وقال: اتمنى ام يكون وزير الثقافة مثقفا اولا وان يدرك معنى الثقافة، وان يفهم الاخرون ان الثقافة ليست محاصصة سياسية ولا قضية عرقية او طائفية، نريد مثقفا يقود وزارة الثقافة،ان يؤمن بالثقافة الحقيقية للعراق.
واضاف: نريده من الوسط الثقافي، ولا بأس ان يكون شاعرا او قاصا لانه يستطيع ان يقّيم الثقافة،لان المثقف العراقي يحتاج الى دعم والى اشراكه في القرار السياسي حتى لان يشعر بالاخرين اكثر من غيره.
وتابع: نحن نسعى الى ان يكون لنا مجلس اعلى للثقافة ولكن اذا ا كانت الوزارة جيدة ويقودها مثقفون جيدون ووكلاء الوزارة اداريون جيدون،فهذا من اروع من يكون ولا نحتاج الى مجلس اعلى للثقافة.
وزير لوزارة سيادية
واعربت القاصة ولام العطار عن املها ان تكون الوزارة سيادية والوزير مثقفا، وقالت: تشكل وزارة الثقافة مفصل مهم من مفاصل الحياة الاساسية بتشكيل الحكومة وليس هامشية كما يعتقد البعض او كما كانت في السابق، لذلك اريدها وزارة سيادية لان الثقافة هي التي تقود المجتمع، فالسياسيون ليسوا قادة المجتمع بل المثقفون هم الذين يقودونه نحو الافضل والاجمل، لذلك نريد وزيرا له علاقة بالثقافة ويعرف ماذا يريد المثقف العراقي وماذا يريد المجتمع العراقي لان بارتقاء الثقافة ترتقي الشعوب،وحينما يتم تغييب الفرد المثقف يعيش المجتمع في ظلام دامس.
واضافت: وزارة الثقافة كما عرفناها ليس لها دور فعال في مجالات الحياة العراقية المختلفة فهي مجرد وزارة لها تخصيصات مالية بائسة لا تهتم بالنشاطات الثقافية، لذلك حينما نؤسس مجلس اعلى للثقافة لان الذين يقودون المجلس سيكونون قادرين على خدمة الشعب ثقافيا بطريقة راقية جدا وتليق بالمواطن العراقي، وسيقوم بانجازات ثقافية على اكمل وجه تتعافى بها الانشطة وتتوضح امام الناس فيقتربون منها، بهذا المجلس سيصدح صوت المثقف العراقي في الوطن العربي مثلما كان في السابق.
وزير اداري جيد
اما الروائي صادق جواد الجمل فقد اراد ان تكون شخصية الوزير قوية، وقال: انا اتمنى ان يكون الوزير القادم اداريا وليس كاتبا او شاعرا، فبرأيي ان الشعر والادب لا يتواءم مع السياسة والاستيزار، ان يكون رئيس تحرير سابق او حالي ليتصدى لوزارة الثقافة التي ارى انها وزارة سيادية لانها تهتم بالشأن الثقافي ونحن نعرف ان الثقافة والادب والفنون اجنحة تطير بها المجتمعات وتتألق بها ولنا في مصر تجربة حية حيث ان اختيار وزير الثقافة يجب ان يكون دقيقا، ان تكون شخصية الوزير قوية وتحقق تطلعات وامنيات المثقف العراقي.
واضاف: اتمنى ان يؤسس المجلس الاعلى للثقافة واتمنى ان يكون رئيسه بالتزكية وليس بالانتخاب ومن الاشخاص الفاعلين بالوسط الثقافي وممن لهم خبرة وتجربة كي يستطيع ان يصل بطروحات المجلس الى نبض الشارع الثقافي العراقي.
647 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع