فيما أشارت تقارير إلى وجود قائد فيلق القدس الإيراني المكلف بالملف العراقي الجنرال قاسم سليماني في بغداد حاليًا لمباحثات تحسم اختيار رئيس الحكومة العراقية، حذر المالكي من أي تدخل خارجي في هذا الأمر، لما سيجره من نزاعات داخلية، مطالبًا بتكليف كتلته باعتبارها الاكبر نيابيًا بتشكيل الحكومة، ودعا المجتمع الدولي إلى حصر تنظيم داعش في العراق وسوريا لانهائه على اراضيهما.
د.اسامة مهدي/لندن: قال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، في كلمته الأسبوعية إلى العراقيين الأربعاء، وتابعتها "إيلاف"، إن العراق نجح في اقامة نظام ديمقراطي على انقاض نظام دكتاتوري ساقط، وسير عملية سياسية يفتخر بها شكلت تجربة فريدة من نوعها في المنطقة، وقال إنه من اجل المضي في سياق استكمال العملية السياسية وعملية بنائها تحت سقف القانون والدستور فإنه لابد من الالتزام بالاستحقاقات الدستورية لاختيار الرئاسات الثلاث للبرلمان والجمهورية والحكومة حتى بلوغ أهدافها وينعم العراق بالاستقرار.
وشدد على ضرورة استكمال هذه الاستحقاقات الدستورية بعد اختيار رئيسي البرلمان والجمهورية من خلال تسمية المكلف بتشكيل الحكومة الجديدة عبر احترام ارادة الشعب وعدم السماح لأي تدخلات خارجية في هذا الأمر، في اشارة إلى أنه يمثل الكتلة الأكبر الفائزة في الانتخابات البرلمانية الأخيرة التي حصل فيها ائتلافه "دولة القانون"على 95 مقعدًا من مجموع مقاعد مجلس النواب البالغة 328 مقعدًا.
رفض التدخل الخارجي في تشكيل الحكومة
وشدد المالكي على رفض أي تدخل داخلي خارج اطار الدستور، أو أي تدخل خارجي في موضوع اختيار رئيس الحكومة، محذرًا أن مثل هذه التدخلات ستشكل مصادرة لإرادة الناخبين وتفتح ابواب جهنم على العراق وعلى تدخلات خارجية تسقط التجربة الديمقراطية وتزج بالبلاد في مرحلة من التصادمات والنزاعات السياسية الخطيرة.
وأكد قائلاً "لا نريد أن نسمع أي تبريرات لتدخلات خارجية في اختيار رئيس الحكومة، لأنها ليست مسؤولة عن تطبيق السياقات الدستورية الواجب الالتزام بها مثلما تم الالتزام به في اختيار رئيسي البرلمان والجمهورية". وقال انه لا بد من تكليف الكتلة الأكبر اليوم بتشكيل الحكومة وفق الاستحقاق الدستوري في اشارة إلى كتلته .. وقال "نرفض أن تجري هذه العملية خارج السياقات الدستورية لأن هذا سيفتح الأبواب امام تجاوزات أخرى على بقية السياقات السياسية وتدخلات خارجية مرفوضة".
ويأتي كلام المالكي هذا في وقت اشارت فيه تقارير إلى وجود قائد فيلق القدس الايراني المكلف بالملف العراقي الجنرال قاسم سليماني في بغداد، حيث سيعقد في وقت لاحق اليوم اجتماعًا مع قادة التحالف الشيعي للاتفاق على اسم المرشح لتشكيل الحكومة الجديدة واعلانه في جلسة مجلس النواب المقررة غدًا الخميس.
ومن جهتهما، قال مسؤولان إيرانيان كبيران، إن إيران تعتقد أن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي لم يعد قادرًا على الحفاظ على وحدة بلاده وإنها تبحث عن زعيم بديل لمحاربة المتشددين السنة.
وقال مسؤول إيراني تحدث لرويترز شريطة عدم الكشف عن شخصيته إن طهران تتعاون مع فصائل عراقية لإيجاد بديل للمالكي، لكن هناك قلة من المرشحين المناسبين. وقال المسؤول الإيراني "توصلنا إلى نتيجة مفادها أن المالكي لم يعد يستطيع الحفاظ على وحدة العراق لكن آية الله السيد علي السيستاني لا يزال لديه أمل"، في إشارة إلى أكبر مرجعية شيعية في العراق. وأضاف: "آية الله السيستاني يؤيد الآن رؤيتنا بشأن المالكي."
داعش امتداد للفكر الوهابي المتطرف
وفي ما يخص العمليات التي يقوم بها تنظيم الدولة الاسلامية "داعش"، في السيطرة على مناطق في العراق وسوريا، فقد اشار المالكي إلى أن هذا التنظيم يمثل الفكر الوهابي المتطرف الذي لايشكل خطرًا على البلدين وحدهما وانما على المنطقة كلها .. واشاد بمواجهة القوات السورية والعراقية لهذا التنظيم الذي اكد أنه يشكل خطرًا على جميع المكونات العراقية وليس على الشيعة وحدهم.
ووصف امتداد نفوذ الدولة الاسلامية في المنطقة بأنه غزو مغولي تتري .. وقال إن ما حذر منه العراق الآخرين من خطر هذا الارهاب قد وقعوا فيه واصبحوا ضحايا عقول مستوردة تسببت بكوارث للمنطقة. وخاطب دول الجوار قائلاً: "انتم ايضا الهدف من قبل هؤلاء المتطرفين كما أن المنطقة بأكملها في خطر يستدعي تصدي الجميع له والحذر من خطورته وممن يريد ركوب موجته من البعثيين والضباط السابقين وبعض القوى العراقية .. مشددًا على ضرورة التعبئة وتطهير جميع المناطق التي احتلها التنظيم من سيطرته عليها.
ودعا المالكي العرب والمسلمين إلى اتخاذ التدابير اللازمة قبل فوات الاوان ليبقى تنظيم "داعش" في حدود العراق وسوريا ويجهض فيهما قبل أن يستبيح المنطقة كلها. واتهم اسرائيل بأنها ليست بعيدة عن هذا الخطر، وقال انها تريد اشغال العرب والمسلمين عن ممارساتها بمواجهتهم للارهاب.
ومن جانبهم، يقول مسؤولو مخابرات وأمن عراقيون إن مسلحي الدولة الإسلامية يقتربون على نحو خطير من بغداد، مستخدمين أنفاقًا سرية حفرها الرئيس السابق صدام حسين، وأرضاً وعرة جنوبي بغداد بدعم من رجال قبائل سنة مدججين بالسلاح لمباغتة القوات العراقية. والأنفاق التي حفرها صدام في التسعينات لإخفاء الأسلحة من مفتشي الأمم المتحدة مكان مثالي للاختباء يسمح للمقاتلين بتجنب نيران طائرات الهليكوبتر.
ويمثل تنظيم الدولة الإسلامية المنبثق عن تنظيم القاعدة أكبر خطر أمني في العراق منذ سقوط صدام عام 2003. وكانت قوات التنظيم قد تقدمت بجرأة في الشمال في الآونة الأخيرة، ووصلت إلى سد رئيسي واستولت على حقل بترول خامس هناك، وثلاث بلدات إضافية. وجاء ذلك بعد أن سحق التنظيم قوات الأمن الكردية في المنطقة التي استولى التنظيم عليها، وهي جزء من إقليم كردستان شبه المستقل.
لكنّ قدرًا أكبر من القلق ينتاب بعض مسؤولي المخابرات والأمن العراقيين إزاء حملة للدولة الاسلامية لم تسلط عليها أضواء كافية في المناطق الريفية إلى الجنوب من العاصمة مباشرة، وهي أرض وعرة في وادي نهر الفرات كان الأميركيون يسمونها أيام احتلالهم للعراق "مثلث الموت".
وفي حين أوقفت القوات العراقية زحف متشددي الدولة الإسلامية على بغداد من الشمال قرب مدينة سامراء التي تبعد تخومها عن بغداد نحو 100 كيلومتر يتجمع مقاتلون تابعون للتنظيم خفية في مدن جنوبي العاصمة.
928 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع