أكد مصدر عراقي كردي في اتصال مع "إيلاف" فشل قيادة الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس العراقي المنتهية ولايته جلال طالباني اثر اجتماع لها اليوم في الاتفاق على مرشحها لخلافته بسبب خلافات بداخلها تقودها عقيلته هيرو.. فيما أكدت عملية انتخاب رئاسة مجلس النواب العراقي اليوم شروخا واضحة بين قوى التحالف الشيعي عمّقها تقدم اكثر من مرشح عنه لمنصب النائب الاول لرئيس البرلمان وهو امر قد يتكرر في النهاية بتقديم اكثر من مرشح لرئاسة الحكومة الجديدة.
د.اسامة مهدي/لندن: أبلغ مصدر كردي "إيلاف" في اتصال هاتفي من السليمانية (330 كم شمال بغداد) ان قيادة حزب الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال طالباني الغائب منذ عامين في المانيا للعلاج من جلطة دماغية قد عقدت الثلاثاء اجتماعا لترشيح احد اعضائها لخلافته في منصب رئيس الجمهورية .
وأشار إلى أنّ عقيلة طالباني السيدة هيرو أحمد قد تخلفت عن حضور الاجتماع الذي صوت لنائب طالباني في الحزب برهم صالح مرشحا لمنصب رئيس الجمهورية . واوضح ان قيادة الحزب ألغت في اخر لحظة اعلانا رسميا عن قرارها بترشيح صالح خوفا من حصول انشقاقات داخل الحزب نظرا لمعارضة عقيلة طالباني هذا الترشح كما اجلت الاجتماع إلى وقت آخر ريثما يمكن اقناعها بالموافقة عليه .
وأضاف ان هيرو احمد ترغب في ترشيح واحد من اثنين من قياديي الحزب هما محافظ كركوك نجم الدين كريم والقيادي في الحزب عمر فتاح. لكنه أكد صعوبة الموافقة على احد هذين المرشحين من قبل القوى العراقية الاخرى فهي تسجل على كريم تصريحات سابقة له يصف فيها العرب بالشوفينيين وذلك حين كان مديرا للمعهد الكردي في واشنطن.
ولدى زيارة وفد المعارضة العراقية السابقة اليها عام 2000 بعث برسالة إلى الكونغرس يطلب فيها عدم استقبال الوفد لانه يضم اعضاء عرب شوفينيين على حد قوله . كما انه لم يكن قياديا في حزب الاتحاد الوطني لكن الرئيس طالباني استدعاه بصفته طبيبا للاشراف على صحته التي تعرضت لانتكاسة خطيرة اواخر عام 2012 ثم عينه في قيادة الحزب ولم يكن احد افرادها.
أما بالنسة إلى عمر فتاح فإنه متهم بفساد مالي في قضية بناء محطة كهرباء السليمانية عندما كان يتولى منصب نائب نجيرفان بارزاني في رئاسة حكومة كردستان اواخر التسعينات الامر الذي اضطره إلى الاستقالة من منصبه.
وردا على سؤال حول ما اذا استمر الخلاف بين قادة حزب الاتحاد حول برهم صالح أشار المصدر إلى امكانية ترشيح طرف تسوية ثالث هو رئيس برلمان اقليم كردستان السابق عدنان المفتي.
واوضح المصدر ان ترشيح برهم صالح لرئاسة الجمهورية يحظى بدعم قوي من قبل رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني ومن مختلف القوى العراقية الاخرى.
انتخابات البرلمان العراقي تعمق انقسامات القوى الشيعية
أكدت عملية انتخاب رئاسة مجلس النواب العراقي اليوم شروخا واضحة بين قوى التحالف الوطني الشيعي عمقتها هذه العملية من خلال تقدم اكثر من مرشح عن التحالف لمنصب النائب الاول لرئيس البرلمان ورفض قوى بداخله لمرشحي قوى اخرى وهو امر قد يتكرر في النهاية في تقديم اكثر من مرشح لرئاسة الحكومة الجديدة.
وفي بداية جلسة المجلس الثالثة اليوم اعلن رئيس السن لمجلس النواب مهدي الحافظ عن ترشح ثلاثة نواب لمنصب النائب الاول لرئيس البرلمان هم حيدر العبادي عن التحالف الوطني الشيعي واحمد الجلبي عن كتلة الاحرار الصدرية احدى قوى التحالف وفارس ججو عن قائمة الوركاء الديمقراطيين المنضوية في التحالف المدني الديمقراطي ليتنافسوا على منصب النائب الأول لرئيس مجلس النواب.
فقد تفاجأ العراقيون بأن اثنين من المرشحين هما عن التحالف الشيعي للتنافس على منصب النائب الاول لرئيس مجلس النواب الذي تم انتخابه في وقت سابق اليوم مرشح القوى السنية النائب سليم الجبوري.
وقد دفع ظهور مرشحين من التحالف الشيعي على منصب النائب الاول لرئيس البرلمان برئيسه ابراهيم الجعفري إلى التدخل طالبا الكلمة مشيرا إلى أنّ التحالف قد قرر خلال اجتماعه الليلة الماضية ترشيح العبادي لمنصب النائب الاول لرئيس البرلمان واوضح انه مرشح التحالف رسميا . وقد رد عليه الامين العام لكتلة الاحرار الممثلة للتيار الصدري ضياء الاسدي قائلا ان كتلته هي ضمن التحالف ومتمسكة بقراره ولكنها ترشح الجلبي لانه من ضمن التحالف الوطني.
وقد اضطر هذا التباين في المواقف وظهور الخلافات بين قوى الشيعي إلى العلن بالجلبي إلى الذهاب إلى منصة البرلمان ليعلن انه رشح للمنصب بصفته الشخصية. ولدى التصويت على المرشحين الثلاثة للمنصب فقد حصل العبادي على 149 صوتا والجلبي على 107 أصوات والمرشح الثالث فارس ججو على 6 أصوات وظهور 13 ورقة باطلة.
وبهذا التصويت لم يحصل اي من المرشحين الثلاثة على الاغلبية المطلقة المطلوبة والبالغة 165 صوتا زائدا واحدا الامر الذي استدعى رفع الجلسة لمدة نصف ساعة لاعادة التصويت على العبادي والجلبي ومن يحصل منهما على اصوات اكثر مهما كان عدده سيفوز بالمنصب.
وقد انتخب البرلمان اليوم النائب سليم الجبوري مرشح اتحاد القوى الوطنية السني رئيسا له بحصوله على 194 صوتا بما يشكل اغلبية اصوات النواب المشاركين في الجلسة البالغ عددهم 273 نائبا من اصل المجموع الكلي للنواب البالغ 328 نائبا فيما حصلت منافسته شروق العبايجي مرشحة التحالف المدني الديمقراطي على 19 صوتا بينما ظهرت 60 ورقة تصويت باطلة.
وما يؤكد شروخ التحالف الشيعي ايضا فقد رفضت كتلة المواطن بزعامة رئيس المجلس الأعلى الإسلامي عمار الحكيم اليوم تولي كتلة ائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الحكومة المنتهية ولايته نوري المالكي منصبين سياسيين في الوقت نفسه.
وقال النائب همام حمودي القيادي في الكتلة إن ائتلاف دولة القانون طرح اسمين لتولي منصب النائب الأول لرئيس مجلس النواب وهذا يعني أنه اصبح عليه التنازل عن منصب رئاسة الوزراء . واوضح في تصريح نقلته وكالة "ألاناضل" ان الائتلاف الوطني "الشيعي" قدمه كمرشح لمنصب النائب الأول إلا أن ائتلاف دولة القانون قدم أيضا نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة حسين الشهرستاني والنائب حيدر العبادي لهذا المنصب.
وأوضح حمودي أنه "إذا رغب ائتلاف دولة القانون في الحصول على هذا المنصب فعليه أن لا يفكر بمنصب رئاسة الحكومة لانه لايمكن له ان يتسلم منصبين سوية".
وترفض غالبية الكتل الشيعية والسُنية ترشح المالكي لرئاسة الحكومة لدورة ثالثة بسبب ما يصفونه بالفشل الأمني والسياسي الذي ترافق مع حكمه للعراق للسنوات الثماني الماضية.. لكن المالكي يلقي باللوم على بعض شركائه في العملية السياسية بالوقوف عائقا أمام تنفيذ برنامجه الحكومي خلال السنوات الثماني الماضية.
916 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع