تجمع معارض في باريس للجاليات الايرانية في اوروبا
اعتبرت زعيمة المعارضة الايرانية مريم رجوي، خلال مشاركة مائة الف معارض إيراني خارج بلادهم في تجمع سنوي اليوم، في باريس، أن ما يحصل في العراق بداية النهاية لحكم رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي.
أسامة مهدي من باريس: فيما اعتبرت زعيمة المعارضة الإيرانية مريم رجوي ما وصفتها بالثورة العراقية الحالية، بداية النهاية لحكم المالكي، ولحكام طهران وهيمنتهم على العراق التي قالت انها اصبحت في مهب الريح، حمّل ساسة غربيون المالكي مسؤولية الحرب التي تشهدها بلاده حاليا، وطالبوا الدول الغربية بعدم الرضوخ لطهران، في ما يتعلق ببرنامجها النووي.
جاء ذلك خلال مشاركة مائة الف معارض إيراني خارج بلادهم في تجمع سنوي اليوم الجمعة في باريس مع 500 شخصية عربية وأسلامية وغربية يمثلون 69 بلدا في لقاء ضخم تم خلاله تسليط الضوء على الواقع المتدهور لحقوق الإنسان وتزايد الإعدامات في إيران تحت حكم رئيسها الحالي حسن روحاني، ومخاطر تدخلات النظام الإيراني في سوريا والعراق ولبنان، اضافة إلى مشروعه النووي الخطير على السلم العالمي.
مسؤولون غربيون
وقال عمدة نيويورك السابق ومرشح الرئاسة الأميركية رودي جولياني، إن الحرب الحالية في العراق تهدد حياة آلاف العراقيين، وهذه مسؤولية يتحملها رئيس الوزراء نوري المالكي ومعه النظام الإيراني الذي يناور في مفاوضاته النووية مع الغرب... واضافت انه لذلك فان العمل يجب ان يستهدف تفكيك هذا الحلف واسقاطه. واشار إلى ان الرئيس الإيراني روحاني لم يغيّر اي من سياسات نظامه القمعية، ومساعيها للحصول على القنبلة الذرية وعلى الغرب ان لايساوم طهران حول برنامجها النووي. ودعا الإدارة الأميركية إلى العمل مع الشعب الإيراني لتحريره من النظام الذي عمل على تدمير حاضره ومستقبلة.
رجوي: ثورة العراق وضعت هيمنة إيران عليه في مهب الريح
ومن جهتها، قالت زعيمة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية مريم رجوي إن ثورة الشعبين العراقي وسوريا ادخلتا المنطقة في مرحلة جديدة تبشر باسقاط النظام الإيراني . واشارت إلى ان ثورة الشعب العراقي الحالية تتحدى ولي الفقيه في طهران وتنهي هيمنة إيران على العراق التي اصبحت في مهب الريح.
واضافت أن زعيم الحرس الإيراني سليماني مع 200 من قادة الحرس هم في العراق الآن حيث يقومون بقيادة قوات المالكي، بعد ان عملوا على تفجير الطائفية في هذا البلد. واكدت أن حزب المالكي رئيس الوزراء العراقي قد طلب الأسلحة من إيران بعد أن قدمت الإدارة الأميركية العراق إلى حكام إيران على طبق من ذهب.
واشارت إلى ان الشعب العراقي بدأ ثورته في المحافظات السنية ضد نظام المالكي صنيعة إيران والثورة الحالية هزت بيت خامنئي "المرشد الإيراني الاعلى" ونظام حكمه، واتهمت نظامي خامنئي والمالكي بما يواجهه العراق من مخاطر حاليا، نتيجة القمع واحتكار السلطة من قبل المالكي والحل هو الاطاحة به وطرد إيران من العراق وتشكيل حكومة ديمقراطية.
واشارت إلى ان المقاومة الإيرانية كانت اول من حذر من التدخل الإيراني في العراق ومخاطر دوره التخريبي على دول المنطقة برمتها.
وقالت إن حكام طهران يقاتلون في سوريا حماية لنظام الأسد من السقوط، لأنهم يعرفون ان هذا سيكتب نهايتهم ودعت المجتمع الدولي إلى دعم ثورة الشعب السوري وجيشه الحر.
وشدد على ان المعارضة الإيرانية تسعى لإيران غير نووية موضحة أن نظام طهران أنفق ثلاثين مليار دولار على برنامجه النووي العدواني ولذلك فأنه من المؤكد ان حكام طهران لن يستطيعوا انقاذ اقتصاد البلاد من الإنهيار ونظامهم من السقوط. وحذرت الدول الغربية التي تفاوض إيران حاليا على برنامجها النووي من المساومة على حقوق الانسان في إيران وارغام النظام على التخلي عن كامل برامجه النووية من دون شرط او قيد.
وحمّلت رجوي الأمم المتحدة والولايات المتحدة مسؤولية حماية سكان مخيم الحرية "ليبرتي" قرب بغداد والبالغ عددهم حوالي 3 الاف فردًا، واكدت ان جميع الهجومات التي تعرض لها المخيم خلال السنوات الماضية وادت إلى مقتل العشرات واصابة المئات تمت بموافقة ومساعدة الحكومة العراقية. ودعت واشنطن إلى العمل على انهاء محاصرة المخيم واطلاق سبعة من سكان مخيم اشرف شمال شرق بغداد اختطفتهم السلطات العراقية قبل اشهر وشددت على ضرورة ضمان لجوء عناصر مخيم الحرية إلى دول ثالثة ووضع جنود الامم المتحدة في المخيم لحماية سكانه.
ساسة غربيون يتهمون إيران بقتل الشعبين العراقي والسوري
ومن جهته اتهم السناتور جوزيف ليبرلمان عضو مجلس الشيوخ الاميركي النظام الإيراني بقل الشعبين العراقي والسوري وقمع الشعب الإيراني وتصعيد عمليات القمع والإعدام ضد الواقفين ضده لأن روحاني عدو للحرية. واشار إلى أن الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الاوسط لن يتحقق الا بمنع النظام الإيراني من الحصول على الاسلحة النووية واسقاطه.
واشار إلى انه يجب عدم السكوت عما يجري في العراق من مذابح لشعبه والعمل على تحقيق حريته. ودعا إلى انهاء تسلط المالكي على مقدرات العراقيين وتواطئه في هذا المجال مع حكام طهران.
كما حمل وزير الخارجية الفرنسي السابق بيرنارد كوشنير رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي عملية التدمير المبرمج للعراق وقدراته واشار إلى ان هذا الوضع لن يزول الا باقصائه... واكد وقوف الشعب الفرنسي إلى جانب الشعب الإيراني في نضاله ضد حكامه المتخلفين.
ثم تحدث في المهرجان الشعبي والسياسي الذي استمر حوالي 6 ساعات ميشل آليو ماري التي تولّت أربع وزارات فرنسية رئيسية في الداخلية والخارجية والعدل والدفاع ووزير خارجية ايطاليا السابق جوليو ترتزي وبرنارد كوشنر وزيرالخارجية الفرنسية الأسبق والبارونة بوث رويت رئيسة البرلمان البريطاني لعشر سنوات وهوارد دين رئيس الحزب الديمقراطي والمرشح الرئاسي السابق في الولايات المتحدة وباتريك كندي عضو الكونغرس الأميركي السابق، وكيم كمبل رئيسة وزراء كندا السابقة، وسيد أحمد غزالي رئيس وزراء الجزائر السابق .. أضافة إلى جيرهارده رئيس وزراء ايسلندا السابق وإثنان من رؤساء الكونغرس الأميركي السابقين هما نيوت جنجريش ودنيس هسترد .
وشن المتحدثون هجومًا حادًا ضد النظام إيراني واتهموه بالمسؤولية عن عدم استقرار المنطقة وعمليات العنف والقتال التي تشهدها وخاصة في العراق وسوريا ولبنان. واكدوا دعم الشعب الإيراني في كفاحه لاسقاط نظامه الحالي .
تدهور حقوق الانسان في إيران
وقد سلط التجمع الضوء على الواقع المتدهور لحقوق الإنسان في إيران، بعد مرور عام على تولي حسن روحاني رئاسة الجمهورية وتزايد عدد الإعدامات فضلا عن تدخلات النظام الإيراني في سوريا والعراق ولبنان وسائر بلدان المنطقة خاصة التطورات الراهنة في العراق والثورة التي اندلعت منذ أسبوعين والتي القت بظلالها على مجريات هذا التجمع.
وقد طالب المعارضون الإيرانيون القادمون من مختلف منافي العالم المجتمع الدولي بالعمل على ضمان أمن وسلامة الإيرانيين المبعدين المقيمين في مخيم الحرية/ ليبرتي في العراق باعتبارهم اشخاص محميون وفقا لمعاهدات جنيف وذلك بعد أن تعرض السكان منذ عام 2009 لهجمات قاتلة ولتضييقات ناتجة عن حصار طبي مطبق عليهم من قبل الحكومة العراقية وعملاء النظام الإيراني في العراق حيث راح ضحية تلك الهجمات 116 ضحية وأكثر من 1300 جريح ووفاة 20 منهم بسبب حرمانهم من العلاج والخدمات الطبية.
أصدقاء إيران حرة
ورعت هذا التجمع الحاشد لجان برلمانية لأصدقاء "إيران حرة" من بريطانيا وفرنسا وايطاليا والبرلمان الأوروبي وكذلك اللجنة العربية الاسلامية للدفاع عن سكان أشرف.
يذكر ان المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية حركة سياسية تأسست بمبادرة من مسعود رجوي في 21 (تموز) يوليو عام 1981 في طهران ثم نقل مقرها المركزي إلى باريس.
مسعود رجوي هو رئيس المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية وقد انبثقت عن المجلس 25 لجنة تشكل الهيكلية الرئيسة للحكومة الإيرانية المؤقتة المستقبلية. وفي اجتماعه الذي عقده يوم 28 آب (أغسطس) عام 1993 اختار المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية السيدة مريم رجوي رئيسة للجمهورية في إيران للفترة الانتقالية.. وهي تمثل رمزًا للوحدة الوطنية وضمانًا لتضامن وتلاحم المجتمع الإيراني الذي أصيب بأضرار ودمار على أيدي حكام إيران الحاليين. وتقود رجوي حملة سياسية داخلية وخارجية ناشطة لإقرار الديمقراطية والتعددية في فترة نقل السلطة إلى الشعب بطريقة سلمية غداة لإسقاط المنتظر لنظام الحكم القائم في إيران.
978 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع