بقلم:حمدي الطائي
السماور هو روسي المنشأ ويعتبر رمزا لروسيا منذ القدم وألأسم هو ذاته في جميع اللغات مع تحريف بسيط أحيانا وبعض العرب يسموه السموار...
بدأ تصنيعه باليد ثم تحول أنتاجه بالماكنه بعد ألأطاحه بقيصر روسيا وتم فتح معامل لتصنيعه بعد الثوره البلشفيه, تغير شكل السماور أكثر من مره والفكره ذاتها ومحبي السماور يفضلون ألاقدم عمرا والسبب هو أستخدام مادة الذهب مع 6 معادن أخرى ويطلقون أهل بغداد على هذا النوع ذو السبع معادن وهو ألأغلى ثمنا وربما ألأجمل لونا,
أحجام السماور تختلف حسب الحاجه فحجم السماور المستخدم بالبيت يختلف عن السماور الذي يستخدم في أماكن عامه مثل المقاهي أو حمامات السوق أو قاعات ألأجتماع الرسميه وأكبر حجم سماور هو بسعة 400 لتر من الماء وأصغر حجم بسعة لتر واحد, عرف البغدايون السماور عن طريق ألأتراك حيث كان يصنع في تركيا أيضا كذلك في أيران أما ألتاريخ الفعلي لأنتاج أول سماور هو 1717 , يرتبط السماور أرتباطا كبيرا بأهل بغداد حيث لم تخلوا مقهى منه بل كان هو أساس تقديم الشاي وكما تم ألأمر في روسيا كان صاحب المقهى ينتظر الفحم أن يتجمر ويغلي الماء داخل السماور ثم يتم رفع المدخنه وهي عباره عن أسطوانه معدنيه توضع فوق الجزء الوسطي الخاص بالفحم ولكي يتمكن صاحب المقهى من خدمة أكبر عدد من الزبائن يقوم بصنع شاي ثقيل ويضيف عليه ماء مغلي عند تحضير أقداح الشاي أو المعروفه بأستكان عند أهل بغداد وهي ذات الفكره ألتي طبقها الروس فكان ما يسمى بقوري الشاي يكفي لعشرات الزبائن وبعد أكتشاف النفط تم تصنيع السماور النفطي وصولا ألى الكهربائي ولم يتغير مبدأ عمل السماور,
أما الروس وخصوصا ألأخوه أيفان ونزار فايدروفج فلهم الفضل في صناعة السماور منذ عام 1778 في مدينة تولا وهما أصحاب أشهر معمل أنتج السماور للبيع المحلي وللتصدير وكان لديهم ختم خاص دلاله على النوعيه الجيده حيث كانا يختصان بحرفة المعادن ثم بدأ بألانتشار ألى أوربا والشرق وأمريكا ومع بداية 1900
عرف البغدايون السماور وأستمر ألامر ألى يومنا هذا وبألأضافه ألى السماور الروسي عرفت بغداد أنواع أخرى مصنعه في تركيا وأيران وهي أقل جوده ولكنها أقل ثمنا, بجانب الذهب كانت السبيكه الخاصه لصناعة السماور تحوي على الفضه والنحاس والقصدير و كما تم صناعية سماورات من الفضه للزينه وكذلك أنواع مطليه بالذهب أما اليوم فنجد أنواع أكثر بعضها ملون ومزركش تختلف في المظهر عن ألجيل القديم من السماور, لقد أحب البغدايون السماور فنجده في البيوت للأستخدام أو للزينه كذلك في لوحات الرسامين عالميا أو محليا مثل لوحة الفنان الراحل نزار سليم الذي جمع سماوره أثنان من المحبين
ومن الحوادث الطريفه التي حصلت لي بسب السماور في أخر زياره لي ألى بغداد هو أصراري على شراء سماور من أحدى محلات بغداد التي تبيع ألأشياء القديمه وعند مروروي في مطار عمان سألني أحد موظفي الكَمارك عن مالذي أحمله معي فذكرت السماور وطلب مني أن أشرح ماهو السماور وبعد جهد قال أنه أبريق شاي كبير ولكي لا أطيل الموضوع قلت نعم أنه مجرد
أبريق شاي من الحجم الكبير!!
ولازلت أحمل حبا للسماور وأتصفح ألأنترنت بحثا عنه وما طرأ عليه من تغييرات حيث أصبح معروف لدى جميع ألأمم شرقيه أم غربيه لقد تحول السماور ألى جزء من التراث البغدادي ولم يقتصر ألأمر على بغداد بل نجده في منطقة كردستان وشمال العراق بكثره حيث برودة الجو كانت سبب مهم في أستخدامه, واليوم وبعد مرور 200 عام على أختراع ذلك الشئ الجميل نجده يحمل قيمه أكبر لمحبي التراث ويخصصون له ركن خاص حيث يعرض كجزء جميل من الماضي وما أن تراه تعود بك الذاكره ألى أيام جميله مضت
حمدي الطائي
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
1139 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع