لماذا سال صالح مهدي عماش المذيعة الشهيرة كلادس يوسف : خو مو خايفة؟؟؟؟
لايمكن لأحد أن يذكر مؤسسة الإذاعة والتلفزيون العراقية دون ان يمرَّ على إسم المذيعة القديرة گلادس يوسف التي حجزت لنفسها مقعداً في مقدم صفوف المذيعات والمذيعين العراقيين وتربعت على هذه القمة لنحو 40 عاما .
فكانت مذيعة الأخبار المحترفة، ومقدمة البرامج التلفزيونية، التي ما أن تطل من الشاشة الفضية حتى يهرع المشاهدون لمتابعة برامجها الناجحة. وكان العديد من المتابعين يراهنون على عدم وقوعها في أي خطأ لغوي، أو حتى غلطة لفظية ويكسب المتراهنون الرهان على تألقها.
وهي فوق كل ذلك كانت موظفة جادة وملتزمة في عملها. فنالت على هذا الإلتزام إحترام جميع مسؤوليها، سواء في مجال عملها الإعلامي، أو التعليمي، الذي برعت فيه أيضاً.
قبل سبعة وخمسين عاماً بالضبط،اي عام 1956 جاءت ( المُعلمَة ) گلادس يوسف مع صديقتها الى الإذاعة، ولم يكن في بالها قط أن زيارتها هذه ستجعلها واحدة من أهم المذيعات العراقيات.
لم يخطر ببالها إنها ستتخلى عن مهنة التعليم وتنتسب لااسرة الإذاعة والتلفزيون ، إذ ما أن دخلت گلادس مع صديقتها دار الإذاعة حتى وجدت نفسها في إختبار المذيعات دون أن تدري، ومن أول جملة مكتوبة قرأتها بنجاح، وضعت توقيعها على ( عريضة ) العمل في الإذاعة، لتصبح بعد لحظات مذيعة (رسمياً)، وتأخذ راتباً إسبوعياً قدره خمسة دنانير(وهو راتب كبير آنذاك) .
هذه قصة دخول المذيعة القديرة، أو (الكروان) كما يسميها الجمهورالعراقي گلادس يوسف الى الإذاعة العراقية كما روتها حيث تحدثت عن سنين حياتها المليئة بالجد والعمل والمثابرة، ولم تبخل مذيعتنا الكبيرة، فقد حكت عن الإذاعة العراقية منذ أن دخلتها في أيلول عام 1956 وأبرزالمذيعين فيها آنذاك، وأهم الشخصيات التي أعجبتها، كما تحدثت عن برامج الأعياد، وكيف كانت تأتي الى الإذاعة منذ خيوط الفجر الأولى لصبيحة العيد، لكي تشارك - وهي المسيحية - أخوتها المسلمين العراقيين فرحة العيد، ولتعمل أيضاً بدلاً عن زملائها المذيعين المسلمين، فتستفتح البث بتغريد ( البلبل) الذي إعتاد على سماعه العراقيون من الإذاعة كل صباح، ثم الإنتقال الى المسجد لنقل صلاة العيد، بعد ذلك تواصل تقديم البرامج البهيجة الأخرى.
كما تحدثت السيدة گلادس عن قصة هذا (البلبل) وكيف أصبح ماركة عراقية مسجلة إذ أن الإذاعة العراقية هي الإذاعة الوحيدة التي تبدأ بثها بصوت البلبل.
تعيش السيدة گلادس يوسف في الولايات المتحدة الأمريكية منذ خمسة عشر عاماً .
وتمتلك السيدة كلادس ذاكرة متقدة، فهي تتحدث عن تأريخ مرَّ عليه أكثرمن نصف قرن وكأنه حدث أمس بخاصة عندما تتحدث عن العلامة الخالد مصطفى جواد ( صاحب البرنامج الشهير قل ولاتقل) فتستذكر بعضاً من سيرته اللغوية الباهرة،
أو عن الفنان الكبير ناظم الغزالي وأريحيته ولطفه وكيف كان يحمل الحلويات في العيد، ليقدمها بيده - وهو النجم الكبير- الى العاملين في الإذاعة .
أوعندما تتحدث عن الفنانة الجميلة والكريمة عفيفة إسكندر وكرمها الذي تضرب به الأمثال وكيف كانت تمرعلى غرف الإذاعة واحدة واحدة لتوزع العيديات على أفراد الشرطة والحراس والعمال والمذيعين وكذلك الموظفين والموسيقيين وأغلب العاملين في الإذاعة ، وقصة (الچلو) الذي إشترته الفنانة عفيفة الى الفنان الراحل خزعل مهدي ..
وتستذكر السيدة كَلادس لحظات الفرح والحزن التي واجهتها خلال هذه السنين الطويلة، وتتحدثت عن زملائها المذيعات والمذيعين، فتقول عن المذيعة أمل المدرس: بانها أفضل من عملت معها، ولم تنس السيدة كلادس في حديثها التطرق بحب وإحترام الى شخصيات فكرية وثقافية، وذكرت العديد منهم، لاسيما العلامة مصطفى جواد.
أما عن الشخصيات السياسية والحكومية التي ألتقتهم، فتفرد للزعيم عبد الكريم قاسم موقعا خاصا في حديثها هذا، وتصفه بالإنسان البسيط، والمتواضع، والطيب .
كما روت السيدة كلادس عن إنقلاب 8شباط1963 ، وإقتحام الإنقلابيين لمبنى الإذاعة في صبيحة 14 رمضان، دون أن تنسى لحظات الخوف التي مرت بها، ما دفع بصالح مهدي عماش "أحد قادة الإنقلاب" الى أن يحاول تطييب خاطرها بسؤالها: خو مو خايفة !!
ثم أختتمت السيدة گلادس يوسف حديثها الممتع بمفارقة لطيفة عن ذلك المذيع الجديد، الذي أراد أن يقدَّم أغنية الفنان المصري محمد عبد المطلب - إسأل مرَّه عليَّه - فقدمها بإرتباك - إسأل مرَه عَليه - فأصبح نكتة المذيعين في حينها .
نتمنى للمذيعتنا العزيزة موفور الصحة والعافية والعمر المديد
المصدر: كرملش لك
875 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع