ابراهيم عرب.. من رموز بغداد الجميلة
وابراهيم عرب لمن لا يعرفه، كان صاحب مقهى في الاعظمية، ويعتبر من ظرفاء بغداد، وهو (نفاخ) من الدرجة الأولى، كان يدعى قدرته على إيجاد الحلول لكل شيء، فى السياسة والاجتماع والاقتصاد وكان يقدمها مجاناً للمسؤولين إضافة إلى أحاديث عن مغامراته في السفر والتجوال والتي تفوق الخيال، ومن أشهر تخيلات إبراهيم عرب هى:
يقول ابراهيم عرب: كنت ألعب لفريق الكرخ بكرة القدم وهو من الفرق الشعبية، وكان معي عدد من اللاعبين المعروفين، وبدأت إحدى مبارياتنا مع فريق الكرادة، وكان الوقت ظهرا، وانتهى الشوط الأول بتعادلنا صفر – صفر، وما أن بدأ الشوط الثاني حتى بدا أن أحدا من الفريقين لن يسجل أي هدف بسبب قوة دفاع الفريقين، وهنا أحسست بالجوع، وما أن وصلتني الكرة حتى قذفتها (شوت عالي) نحو السماء فذهبت بعيدا، ثم ذهبت إلى محل باجة (ابن طوبان) لتناول طعام الغداء، فاستأذنت الحكم فسمح لي، فذهبت وتناولت (راسين وكراعين) وشربت استكانين شاي وعدت إلى الملعب فوجدت الكرة وهي تنزل على ارض الملعب، فقذفتها نحو هدف الخصم وسجلت هدفا وخرجنا فائزين بهدف، فصفق الجالسون لابراهيم عرب ، وهنا انبرى أحد الحضور أيضا ليسأل بخباثة : ومنو كان الكولجي؟ فأجابه: جدك الله يرحمه..
والثانية
ذهبنا يوما إلى الصيد في صحراء البادية الغربية، وكانت معنا بنادق انكليزية لنصطاد الغزلان والأرانب، وبينما نحن نسير اذ هاجمنا (اسد متوحش جائع) فخاف الجميع إلا أنا! حيث وقفت بوجهه، هو يزأر وأنا أزأر! وهنا صرخ بي أحد الصيادين الذين كانوا معنا: سوگه بطلقة ابراهيم (أي ارمه بإطلاقه) لكني أبيت ذلك؟ ونظرت للأسد وأشرت له أن أقترب أن كنت أسداً ابن أمك وأبوك، فهجم الأسد علي بقفزة جبارة، فعالجته بضربة من يدي اليمنى التي أدخلتها في فمه الواسع المليء بالأنياب الحادة، وبقيت أدخل يدي في فمه وعبرت (زردومه وبلعومه ومعدته وأمعاءه حتى وصلت – للكركوشة – مال ذيله) ومسكتها بقوة وسحبتها بسرعة وقوة فائقة وهنا (انقلب الأسد عالبطانه) وراح الصيادين يصفقون ويهللون، حتى ان أحدهم هزج قائلا:
برهوم قلب الأسد عالبطانه.. بإيده لا بدرنفيس ولا اصبانه)!
فصفق من في المقهى وانبرى أحد الجالسين وسأله: وشسويت بالأسد بعدين؟ قال بسخرية: سويناه (مخلمة) وعزمنا بيبيتك (جدتك)!
وينقل محمد الجراح عن ابراهيم عرب، هذه الرواية:
تسلم ابراهيم عرب دعوة من هتلر لزيارة المانيا، فلبى الدعوة وذهب الى المانيا وتم استقباله هناك رسمياً، وبعد وصوله أخذه هتلر بموكب رسمي في جولة في برلين بسيارة مكشوفة..
ويقول ابراهيم عرب: فجأة سمعت شخصين المانيين يتحدثان بينهما ويقولان: هذا ابراهيم عرب،، افتهمنا،، بس هذا اليمه منو ؟؟؟
ويروي محمد معتز، يقول ابراهيم عرب: "بدأ الشوط واني دا العب سجلت اول واحد.. ناولتها ومدري شلون ضليت اسحل بلواعيب.. وصلت للگلوجي كفيتة وصلت للشبچة.. ( في هذه الاثناء دخل احدهم المقهى وسأله عن احد بيوت المنطقة) وما انهى دلالة السائل عاد الى المستمعين وقال لهم: وين وصلنة؟
فقالوا له: للشبچة!
قال: اي.. واللة لايجذبني .. طلعت جرية طولها مترة!
ويقول سرمد العامري، ان ابراهيم عرب قال: فد مرة طبخنا جبل تمن ابيض.. وجبل تمن احمر.. جان توكع الحكاكة مال التمن وقتلت عشرة!
وننهي حديثنا عن الراحل ابراهيم عرب، مع حسن حسون، الذي يروي عنه قائلاً:
في أحد الأيام إشتهى ابراهيم عرب سمكا مسكوفا، فقال لماذا أذهب لعلوة السمك وأشتري سمكة، لأذهب للشط واصيد براحتي، والشط قريب من الگهوة ..
يكمل ابراهيم عرب: فذهبت إلى الشط وجلست على مسناية ( صخرة كبيرة) وكان الهواء (عذيبي) وبارد، فرميت الشص (السنارة) بعيدا فوقعت أبعد من منتصف النهر، (عرض دجلة آنذاك حوالي 400 مترا !!) وجلست أنتظر، فضربني النعاس من شدة عذوبة الهواء، فغفوت ورحت في نوم عميق، وبعد فترة أحسست بأن الشص يتحرك، فأفقت وبدأت بسحب الخيط وكان شديد القوة، وقلت في نفسي يبدو انها سمكة كبيرة (بز)، فنفخت في يدي الاثنتين وأغمضت عيناي وبدأت بالسحب.. إسحب.. إسحب.. إسحب.. ولم أسمع إلا صوت دوي كبير (دُم م م م م) وحين فتحت عيناي ماذا رأيت: رأيت أن (الرصافة طبگت عالكرخ !!!) إلى أنه سحب منطقة الرصافة كلها بسنارته !!
يقول ابراهيم عرب: لكن كي لا تخرب بغداد، دفعت الرصافة وأعدتها إلى مكانها.. وهنا قال أحد الجالسين في المقهى : أبو عرب لعد جسر الصالحية وين صار؟ فبادر ابراهيم عرب بسرعة: ضميناه ابيت خالتك!
وضحك الجميع !
رحم الله ابراهيم عرب فقد كان علامة من علامات بغداد الجميلة في الزمن الجميل.. عن صفحة بغداد.
المصدر- العباسية نيوز
2993 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع