شذرات وأحاديث وذكريات عن ظرفاء المجتمع البغدادي

   

 شذرات وأحاديث وذكريات عن ظرفاء المجتمع البغدادي

       

           

            

من خلف زجاج النافذة في كافتريا الأنديجي المطلة على بحيرة خالد في الشارقة وأنا جالس أرتشف فنجان القهوة مع الأصدقاء نستذكر شريط الذكريات والذي مازال رافدنا في استرجاع تلك الحلقات المتسلسلة من الحنين المتنامي لما حفظته شرائط ذكرياتنا عنها...

وكانت الأفكار تتطاير في المخيلة لخواطر تعايشنا معها أو نقلت ألينا متعتها أنهة مغلفة بعبق التأريخ، فكان الحديث عن الظرفاء واللطفاء فيما كانوا يتميزون به داخل المجتمع، وكل ظريف يتماشى مع نشاطه الحياتي، فمنهم السياسي ومنهم الفنان ومنهم صاحب النكتة ومنهم العالم ومنهم الرياضي ومنهم صاحب الجلسات ومنهم الصحفي والأديب وهكذا، أحاديث في منتهى الحلاوة والطرافة، وأقترح أن نكتب ما تناولناه من أفكار وأستذكارات مستنيرين بما تحويه شبكة المعلومات والتواصل الأجتماعي كرافد للمعلومات التي تفيد مبتغى ومحتوى مقالتنا التي سيكون محورها عن الظرفاء في بغداد، وأن تكون مقالة مفتوحة لمن يريد أن يتطرق ويزيد من أهميتها.

فلكل أمة ظرفاؤها، وظرفاء العرب كثيرون اشتهروا عبر الأيام والسنين بطرائفهم الجميلة، وشاع صيت العديد من الشخصيات الظريفة في تاريخنا العربي وخاصة في العصرين الأموي والعباسي وروت صفحات الكتب الترائية والأدبية حكايات أخبارهم ونوادرهم وظرفهم، وكان الداخل الى بغداد يشتهي أن يرى ويجالس ظرفاء العلماء والقضاة والشعراء.

   

امتازت بغداد خلال حقب طويلة من ازدهارها، بوجود الظرفاء والظريفات من البغداديين والبغداديات، وما نقشته الظريفات على عصائبهن، وكانت العصائب التي توضع على الرأس، والجبين خاصة، وبألوان فنية رائعة فيها الذوق والجمال، وكانت «علية» بنت المهدي قد ابتدعت هذه البدعة الحسنة، فقد كان في جبينها فضل سعة لجبين عريض وقبيح فأرادت أن تخفيه، فاتخذت العصائب وكللتها وهي بنت الخليفة، بالدر والجوهر، فأحدثت شيئاً، ما رؤي فيما ابتدعته النساء أجمل منه، وقلدتها الظريفات، واتخذن العصائب الرفيعة يكللنها بالجوهر مرة، واللؤلؤ مرة. وينقشن عليها الشعر بالذهب مرة أخرى، ولعلنا نلاحظ كيف أقتنت الظريفات(الموظة) في أزيائهم، أما الرجال، فكان للحسن بن هانيء موقع الصدارة بينهم..

                              


 وقد أشار كتاب الأغاني لأبي فرج الأصفهاني إلى ذلك بإسهاب، وهذا ما فعله ابن عبد ربه في العقد الفريد، وأبو حيان التوحيدي في الإمتاع والمؤانسة؛ إذ كثرت في بغداد وسائل اللهو الطرب، وهذا دليل بين أدلة كثيرة على ارتفاع مكانتها وازدهارها حتى أن البغداديين كانوا يقولون أن ما من بلد من بلاد الله يساوي بلدهم أو يدانيه من حيث درجة العمران والبذخ.

وكان الحنين إلى بغداد من نصيب كل من يضطر إلى مغادرتها أو تركها طوعا" وإن لوقت قصير، حتى أن الإمام الشافعي سأل يوما" يونس بن عبد الأعلى. قال:

يا يونس أدخلت بغداد؟..

قال: لا.

قال: مار رأيت الدنيا ولا رأيت الناس.

وكان الإمام الشافعي يؤكد ذلك بقوله:

ما دخلت بلدا قط إلا عددته سفرا إلا بغداد، فإني حين دخلتها عددتها وطنا..

               

فظهرت في تأريخ بغداد قصص وحكايا تروى عن الشعراء الظرفاء، والأدباء الظرفاء.. فكان الجاحظ  في مقدمة كتابه" البخلاء مانصه:

( وكيف لا يكون  موقعة من سرور النفس عظيماً، ومن مصلحة الطباع  كبيراً( وهو يتكلم عن الضحك) وهو شيء في أصل الطباع، وفي اساس التركيب ، لأن الضحك أول خير يظهر من الصبي ، وبه تطيب نفسه، وعليه ينبت شحمه ويكثر دمه الذي هو علة سروره ومادة قوت وهو القائل( والله ماتركت النادرة ولو قتلتني في الدنيا وأدخلتني النار في الآخرة)..، والأصمعي ،والخزاعي، وأبو حيان التوحيدي، وبديع الزمان الهمذاني، والفرزدق، وجرير، وأبو نواس، وبشار بن برد، وأبو العيناء محمد بن القاسم " ويقال إنه كان من أظرف الظرفاء  وأوفرهم ذكاء وسرعة جواب ، وأبو دلامة.. ولا ننسى أشهر ظرفاء العرب جحا وأشعب أشهر المتطفلين لدى العرب.
                             
فكتاب ألف ليلة وليلة مجموعة من الحكايات من ثقافات متنوعة وأغلب مافيه هو قمة الظرافة، أنتجتها الشعوب ووضعت في طياتها الحكمة والخيال الجامح، لتكون ذاكرة حية تتنقل من مكان إلى آخر ومن جيل إلى جيل.أنه يصور قصصاً من الهند وبلاد فارس والعراق وأرض الجزيرة وسوريا ومصر. كأنه مسار لرحلة العقل البشري. ويمكن نرصد بعض الوحدات ونردها إلى الموقع الجغرافي. فقصص الجن والعفاريت تعود إلى الهند، والحبكة وقصة شهريار وشهرزاد ، وقصص الشطار والعياريين من العراق، وقصص االمغامرين واللصوص الظرفاء من مصر، وقصص مغامرات السندباد البحري من البصرة. لقد انصهرت كل هذه الوحدات والخبرات والتجارب بصياغة عربية، جعلتها بوتقة واحدة ذابت فيها ثقافات متنوعة، فأنتجت إلى البشرية كتاباً شديد الانسجام، له قدرة فريدة على إمتاع من يتطلع عليه والتأثير فيه دليل ساطع على قدرة الشعوب على التحاور وقبول الآخر بسهولة نادرة وبشكل ظريف ويحوي على عالم الظرفاء.
إن كل أنسان ظريف بطبعه وقد يغلب الظرف على طبع شخص دون آخر فيسمى الأول ظريفا والظرف الذي نقصده ليس الظرف الأجوف لمجرد الضحك والقهقة وأنما الظرف الذي لا يخلوا من رؤية الأشياء، أي انه ظرف مصحوب بحكمة وموعظة ودروس قد تكون بالغة الظرف
والظرف هو البراعة والكياسة وذكاء من يديره، ورجل ذو ظرف هو الرجل البليغ الجيد الكلام، ولطيف بتعابيره ، أنها كاريزما موهوبة مثيرة للبهجة أو الترفيه عن النفس

    


والظرفاء هم فاكهة المجتمع وزينتها وجمال تنويعها، ولهم دائماً من حب الناس نصيب عظيم، بوجودهم تتلطف الأجواء وبقصصهم ونوادرهم تحلو المجالسوتتجمل، وعنهم يتناقل الناس السير والأخبار ويقصون القصص والطرائف، ليست هنالك صفات محددة تحكم تعريف الشخص الظريف، وقد يكون الظريف على حد قول أنطوان القوال:

"هو الشخص الذي يتمتع بالذكاء المقرون بالبراعة، وبسرعة الخاطر،وسرعة الخروج من الحرج، والكياسة واللباقة في التصرف والقول والمظهر. وهو إلى ذلك فكه ضحوك، في نكاته، وردوده، وتعليقه على قول أو حدث. وكثيراً ما يشيع كلامه، ويصبح قولاً سائراً يردد في مثل المناسبة التي قيل فيها.
إذاً بغداد كانت مليئة بالظرفاء المشهورين الذين تحدثنا عن أسمائهم وهم مروا بها وتركوا بصماتهم على حكاياها ونوادرها ولياليها، لأن أهل بغداد بطبعهم يعشقون النكتة والمحاورة الجميلة والمقالب، ويلتفون حول من يتقنها ومصدر أشعائها في المجالس والقهاوي وأماكن الترفيه أيا كانت، وبعد نشوء الدولة العراقية في مطلع القرن العشرين برزت شخصيات ظريفة أصبحت في متناو ل أحاديث البغادة في مجالسهم وأحياناً تتناولها الصحافة،نذكر منها مبتدأين بالمجالس التي كان فيها الظرافة والمداعبة دور فيها، وهذه بعض منها:

         
 
*- مجلس الشاعر معروف الرصافي، مجلس متميز بين مجالس الادب والشعر والقريض ، أقامه في مناطق متعددة من بغداد في مقهى الشط في محلة المصبغة وفي مقهى عارف آغا في محلة الحيدر خانة بشارع الرشيد وفي مقهى امين الواقعة عند مدخل شارع حسان بن ثابت ، وفي فصل الصيف في مقهى الرشيد الواقعة على نهر دجلة بالباب الشرقي وفي الاعظمية وفي محلة السفينة ، وكان رواده لا يخرجون منه إلا والنشوة تغمرهم بما يتخلله من نكات وظرائف استمر حتى وفاته .
*- مجلس آل الخضيري الذي كان يديره التاجر ياسين چلبي الخضيري يحضره التجار والادباء والعلماء ويتردد عليه الفقراء ويختلف اليه الظرفاء فيزيدونه متعة وحيوية .

  
*- مجلس آل بابان وكان ابرز من ترأسه جمـال بابان وجـلال بابـان .

                               


*- مجلس بيت الباچه چي ومنهم حمدي الباچه چي ومزاحم الباچه چي.

*- مجلس آل الدفتري الذي قام به المحامي محمود صبحي الدفتري ، أسبوعيا عرف بصالون الجمعة يعقده عصرا في داره الواقعة في محلة الحيدرخانة لبحث القضايا التاريخية واللغوية والاقتصادية والسياسية تتخللها الظرائف والمداعبات والنكات فتزيد المجلس لطافة وظرافة .
*- مجلس عباس العزاوي المحامي في مكتبه القريب من جامع الخفافين يتردد عليه المهتمون بالانساب والقبائل العربية،تتخللها الظرائف والمداعبات .


*- مجلس الدكتور عبد المجيد القصاب في داره الكائنة في محلة كرادة مريم ، يعقده مساء كل يوم جمعة يختلف اليه المفكرون والادباء والاطباء والظرفاء.
                              
* مجلس الملا عبود الكرخي في داره ويجتمع فيه الصحفيون والكتاب والأدباء الظرفاء نوري ثابت وعبد القادر اللمميز وعبود الشالجي ومصطفى علي ومحمد بهجت الأئري وخلف شوقي وروفائيل بطي والمحامين أحمد الصراف وتوفيق الفكيكي، والجدير بالقول أن شعره العامي المرموق أشاد به وامتدحه الشاعران المبدعان الظريفان معروف الرصافي وجميل الزهاوي ونظموا بذلك جزأً من أشعارهم المعروفة، كما أن بعض من قصائده وخصوصاً قيم الركاع من ديرة هلي والذي كتبها منذ سبعون عاماً عن البرلمان والتي كأنها كتبت اليوم، والمجرشة التي ظلت مدوية الى يومنا هذا ، كان مجلسه تشيع فيه النكتة والظرافة،

   


*- مجلس الصحفي روفائيل بطي مساء يوم الاحد من كل اسبوع في مقر جريدته  البلاد .

                


*- مجلس الاب انستاس ماري الكرملي كان يعرف بمجلس الجمعة في دير الاباء الكرمليين في محلة سوق الغزل يحضره العلماء والادباء والمؤرخون والوزراء من عرب ومستشرقين .
*- مجلس الدكتور مصطفى جواد.
*- مجلس حمدي الأعظمي.
*- مجلس أبراهيم الراوي.
*- مجالس آل الكيلاني.
*- مجلس فتاح باشا.
*- مجلس السيد حسن الصدر.
*- مجلس آل السويدي.
*- مجلس آل الواعظ.
*- مجلس سليمان فائق.
*- مجلس آل الشاوي.
*- مجلس آل مسكوني.
*- مجلس آل القشطيني.
*- مجلس بيت الشابندر.
 *- مجلس الكبنجي.
مجلس قدري الأرضروملي.*
*- مجلس اسكندر سطيفان.

                              

*- مجلس عفيفة اسكندر: يظم مجلسها في ذلك الوقت ابرز رجالات السياسة والادب والفن والثقافة في البلاد منهم الرجالات الذين كانوا يحرصون على حضور النقاشات من رجال الدولة في الحكم الملكي ومنهم نوري سعيد رئيس الوزراء العراقي السابق وفائق السامرائي عضو حزب الاستقلال وعضو مجلس الامة والنائب حطاب الخضيري واكرم أحمد وحسين مردان وجعفر الخليلي وإبراهيم علي والمحامي عباس البغدادي والعلامة الدكتور مصطفى جواد الذي كان مولعا بفنها وجمالها ومستشارها اللغوي وتقرأ له الشعر قبل أن تغنيه، والفنانين حقي الشبلي وعبدالله العزاوي ومحمود شوكة وصادق الازدي والمصور آمري سليم والمصور الراحل حازم باك.

*- مجلس مناحيم دانيال.
*- مجلس آل الحيدري.
*- مجلس آل الطبقجلي.

وهكذا حتى بعض شوارع بغداد ونواديها الترفيهية ومقاهيها كانت ملاذاً للظرافة والنكتة والهزل..
في الجانب السياسي ظهرت شخصيات سياسية ندرج منها:

           

*- السيد نوري السعيد رئيس وزراء العراق، فيروون الكثير من مآثره وظرائفه. و كان منها رحابة صدره ، و استعداه للمفاكهة و الملاطفة و استمتاعه بالطرائف و المقالب،ننقل واحة منها(اعتاد الشيخ فرحان العرس الذي كان يمثل لواء العمارة في المجلس النيابي ان يقيم حفلات دورية في بيته، او ما كان يسمى بالقبول الرجالي. و بصفته نائبا في المجلس و من كبار رؤساء القبائل ، دأب كبار الساسة و الادارة على حضور حفلاته و قبوله. كان من بينهم ذات يوم نوري السعيد نفسه. سمع طفل صغير، واحد من احفاد الشيخ فرحان العرس بأن نوري السعيد المذكور في تلك الهوسة، قد حضر الى الحفلة و كان جالسا فيها. فهزه الموقف راح ينشد ببراءة الاطفال تلك الهوسة الشعبية ، نوري السعيد القندرة و صالح جبر قيطانها ... نوري السعيد القندرة و صالح جبر قيطانها . سمعه ابو صباح فنادى عليه و امسك به، " اش قلت؟ قول اش قلت؟ سمعنا!" ارتبك الطفل و حاول النجاة من قبضة رئيس الوزراء، و لكن رئيس الوزراء لم يفك عنه. " يا الله سمعنا أش قلت؟" تدخل الشيخ و شجع حفيده على ان يعيد ما قاله . ففعل. " نوري السعيد القندرة و صالح جبر قيطانها." عاد نوري السعيد فأمسك به و قال : " منو هو القندرة؟ تعرف منو القندرة؟ رفع الطفل يده الصغيرة مترددا ثم اشار بإصبعه الى وجه نوري السعيد و قال : " انت!" غص نوري السعيد بالضحك و قبل الطفل من وجنتيه و احتضنه بين ضجيج الحاضرين و ضحكهم )، كما وتذكر عنه حادثة عزيمة مجلس النواب ودهاءه وتصرفه في قضية بيوت الدعارة وما حل بأعضاء مجلس النواب بعد غلق الأبواب وعدم أستطاعتهم الذهاب الى المرافق (التواليتات) بعد العشاء .. وكيف أقنعهم بسحب مقترحهم .

      

*- السيد حكمت سليمان رئيس وزراء العراق: كان يحب النكته وظريف في مجلسه الذي يحظره العلماء والأدباء ورجال السياسة والصحافة وكان الشاعران الرصافي والزهاوي من ملازمي مجلسه.
          

*- السيد طاهر يحي رئيس وزراء العراق في العهد العارفي: شخصية ذكية وبسيطة التعامل ولطيف المعشر وسريع البديهة وظريف، نقل عن ظرافته وطرائفه منها:

كان رئيس الوزراء وفي أمسية من أيام ذلك العام كان يتجول سيرا على الأقدام في شارع الرشيد حتى وصل (ساحة الميدان)، وهنا صعد إحدى باصات مصلحة نقل الركاب (الأمانة)، كأي راكب عادي، وعندما سارت السيارة صعد ثلاثة أشخاص، ودفع كل منهم أجرة (15 فلسا) ولكن قاطع التذاكر "الجابي" قطع لهم التذاكر من الدفتر لكن لم يسلمها لهم بل أخفاها لنزولهم في المحطة التالية، وبعد فترة صعد ثلاثة أشخاص ودفعوا الأجرة للجابي فأعطاهم التذاكر الثلاثة المخفية لديه، كل هذا جرى ورئيس الوزراء يراقب كل ما جرى أمام عينيه!! وهنا نادى رئيس الوزراء على الجابي وقال له: لماذا فعلت هذا العمل؟ فتغافل الجابي وأجاب: عن ماذا تتحدث؟ قال له: وهل تعرفني؟ أجابه الجابي: لا…. قال: أنا طاهر يحي رئيس الوزراء… وهنا تلعثم الجابي وأرتبك وأخذ يتوسل مدعيا بأنه صاحب عائلة كبيرة، ولكن رئيس الوزراء طلب منه دفتر التذاكر وقطع منه أربعة بطاقات ومزقها أمامه!! (وهي بقيمة 60 فلسا أي غرّمه 60 فلسا). وقال له رئيس الوزراء: سوف أحيلك إلى المحكمة عن جريمة إختلاس… وبقي الجابي يبكي ويتوسل.. وهنا تدخل بعض الناس ممن كانوا راكبين بالباص ملتمسين رئيس الوزراء الصفح عنه.. وإستجاب  رئيس الوزراء لتوسطهم، ورجائهم، وطلب من الجابي أن يكون أميناً ويحافظ على الأمانة التي أوكلت إليه، ثم مد رئيس الوزراء يده في جيبه، وأخرج خمسة دنانير من محفظته وسلمها للجابي.. وقال له: إصرفها على عائلتك ولا تكرر فعلتك!! ونزل رئيس الوزراء في المحطة القادمة مترجلا ليكمل سيره وجولته الحرة، وسط تحية الناس له وإعجابهم !!، وأخرى أنه  كان يتجول في احدى الليالي لوحده، فأوقف سيارته امام محل (كببجي) وكان  يلبس (الدشداشة) وهبط وطلب (تكه وكباب) وبينما هو ينتظر أخذ يتحدث مع (الكببجي) سائلا إياه (شلون الشغل أبو فلان) فأجابه (الكببجي) دون ان يعرف من هو (ضيفه) (الحمد لله، لكن إشخلّة علينة أبو فرهود.!!، أشو أدك ليل نهار وما جايب الراس على الراس!) فقال له طاهر يحي: زين وشنو دخل أبو فرهود بشغلك !!).. فقال له (الكببجي): (عمي الله يخليك، من أبو فرهود يبوك من فوك، ويشتري سينما النصر ومدينة الألعاب، يكوم اللي وياه يفرهدون، حتى توصل لبائع الخرفان !! فأكوم آني ازيّد السعر على الزبون، لأن هي سمجه وخايسه من راسها!!). وحين هم طاهر يحي للأنصراف، سأل (الكببجي)، شكد حسابك، أجابه (الكببجي): (عمّي خليها على حسابي)،  فرد عليه طاهر يحي:(لا شلون وبعدين تكول ى باكني!!), وحينها انتبه (الكببجي) الى انه يكلم (رئيس الوزراء) بحق وحقيق فتلعثم وقال له (لا سيدي سامحني آني ما اقصدك, لكن الناس الله لا ينطيهم همة اللي يحجون!!)، فردّ عليه ى بعد أن وضع خمسة دنانير على ميز الدخل: (عراقيين ما تصير إلكم جاره!!) وتحرك بسيارته.. مكملا جولته دون مرافق ولا أرتال حماية…..! لأن عدالته كانت تحميه، جل الذي اثبتت الاعوام فيما بعد، براءته ونزهاته من كل التهم والشائعات التي اطلقت ضده.
                                      

*- طه محي الدين معروف الدبلوماسي ونائب رئيس الجمهورية: كان له مجلساً يظم بعض من الدبلوماسيين والأدباء وهو صاحب نكتة وله من الظرافة والطرافة يشيد بها من كان يحظر مجلسه، كما أنه كان يحظر المجالس الثقافية ومجالس سماع المقام.
      

 *- السيد جعفر العسكري وزير الدفاع: شخصية ظريفة وسياسياً مرحاً وصاحب نكتة وتروى عنه قصص طريفة ومقالب متنوعة في الجانب الطبي كانت هناك شخصيات لها حظور في اللطافة والظرافة وأصحاب جلسات جميلة نذكر منها:
*- الدكتور فائق شاكر: الذي أصبح أمينا للعاصمة في العهد الملكي، المعروف بظرفه وذكائه ومداعباته ويروي الدكتور رؤوف البحراني عنه :
أنني أول استلامي لوظيفة أمين العاصمة ومباشرتي فيها وجدت على منضدتي بمقري الرسمي تقريرا من الطبيب البيطري بأمانة العاصمة الى أمين العاصمة , فقلت لهم راح أقرأ لكم هذا التقرير الذي استفتحت به أعمالي في وظيفتي الجديدة كأمين للعاصمة , وقرأته لهم بالاسلوب الي كتبه, والمهنئون مذهولون من التقرير الذي كان على النحو التالي :
سعادة أمين العاصمة المحترم :
الموضوع : التقرير الطبي للحيوانات التابعة لامانة العاصمة والمستخدمة لنقل الازبال والاوساخ وجر العربات الكبيرة … الخ .
قام البغل الاسود رقم 72 مساء أمس بعد غروب الشمس بممازحة رفيقه الحمار الابيض رقم 210 , المربوط بجانبه في الطولة الواقعة بنزيزة ( شيخ عمر ) , وقد أدى الشقه ( المزاح ) على غير عادتهم كل يوم الى عراك أمام بقية الزمايل والبغال , ومع الاسف الشديد الى فج رأس الحمار بسبب رفسات (ضربات ) قوية ومتعاقبة من رجل البغل, مما أفقد الحمار صوابه وحمله الى أن يعض الكتف الايمن للبغل ويشلع وصلة كبيرة من لحمه .
ولما قام السايس رقم 11الخفر بمفازعتها أمام أنظار بقية الحيوانات في الطولة , أتته چلاق ( ضربة ) قوية غير مقصودة على بطنه فسقط على الارض يتلوى من شدة الالم , وادخل المصابان السايس والبغل الى المستشفى البيطري بموجب ورقة الفحص الطبي المرقم 93 في 25 أيلول 1946 وقد خرج السايس بعدها سلامات .
للتفضل بالاطلاع والامر بما يلزم والامر منوط بكم واعلامنا رجاء .
التوقيع الطبيب البيطري أكوب زسبتسيان
أنفجر الزوار بالضحك فقاطعهم امين العاصمة قائلا :
تدرون اشگتله للطبيب البيطري على تقريره هذا في هامشه :
أولا : الحمد لله على سلامة السايس .
ثانيا : يغرم كل من البغل والزمال بقطع العلف عنهم لمدة ثلاثة أيام حتى يتأدبوا من الان فصاعدا ويكونا عبرة لغيرهم من الحيوانات , وليفهم كل من تسول له نفسه بالخربطة أن الحكومة ساهرة وفاكة عينها على الصغيرة والكبيرة .
ثالثا : يمنع المزاح والشقة بين الحيوانات بالشغل وأثناء الراحة منعا باتا بأمري واللي يخالف أمري هذا أبوه نشعله .
رابعا : يربط الطبيب البيطري بين الزمال والبغل حتى اشعار أخر وحتى يتأكد الطبيب وهو الاب المسؤول عن ابنائه أن البغل والحمار قد صفت قلوبهم ولم تبقى بينهم عداوة قد تؤدي الى الكتل والمكتول .
خامسا : على مدير الادارة بأمانة العاصمة أن يبين الى معالي وزير الداخلية أن يفاتح الجهات المسؤولة لنقلي الى أية وظيفة عدا أمانة العاصمة , لأن ماعندي خلك للزمايل والبغال .
أحنه وية الاوادم , هلَة هلَة , عاد وي الحواوين .
الدكتور فائق شاكر أمين العاصمة 26 أيلول 1964.

   

*- الدكتور كمال السامرائي:شيخ الأطباء كان له مجلس يوم الجمعة يرتاده الأطباء والأدباء ورجال الفكر.
*- الدكتور سلمان فائق.
*- الدكتور أسماعيل التتار.
*- الدكتور مكي الواعظ.
*- الدكتور سلوان بابان.
*- الدكتور والرسام قتيبة الشيخ نوري.
*- الدكتور سعد الوتري.
*- الدكتور خالد ناجي
*- الدكتور عمر الكبيسي.
*- الدكتور سعدون خليفة.
*- الدكتورثابت الهيتي.
وهكذا وهناك من سيكمل القائمة.
وفي الجانب الدبلوماسي برز من رجالات العراق من كان يجيد قراءة المقام والشعر وكانوا ظرفاء ومنهم: وزيرالخرجية شاذل طاقة ووكلاء الوزارة  عصمت كتاني ووسام الزهاوي ورياض القيسي والدبلوماسي أمين المميز والسفراء وهبي القرغولي وعبد الستار الدوري.
وفي الجانب الصحفي وفي عالم الصحافة حيث الفكاهة والظرافة والنقد الساخر نذكر منها:

               

*- صحيفة حبزبوز: جريده عراقيه هزليه صدرت في العهد الملكي العراقي، وقد اسسها الكاتب الصحفي العراقي نوري ثابت وقد اخذ هذه التسميه الغريبه عن حبزبوز وهو أحد شقاواة بغداد في تلك الفترة،  ذلك الكاتب الصحافي البارع و رائد الصحافة الفكاهية في العراق.  

*- صحيفة القرندل: مجلة هزلية أسسها الكاتب صادق الأزري،  وقرندل معروف في الحكايات الشعبية العراقية وهو الذي يجهد نفسه في خدمة الاخرين ثم يحرم من ذرة جهده بهذا المعنى الطريف ،  من المجلات الفكاهية السياسية والتي تميزت بالفكاهة والجرأة وقوة التعبير عن هموم الشعب وتطلعاته نحو المستقبل باسلوب فكاهي .
*- مجلة الفكاهة أدارها الممثل الهزلي حميد المحل.
كما وأن بعض الكتاب والصحفين كانت لهم لمسات الظرافة والفكاهة وأجادة النكات والنقد الساخر نذكر منهم:
                                     

*- يونس بحري السندباد المذيع والصحفي وأطلق عليه(السائح العراقي) صاحب القصص والمغامرات، كان صوته الجهوري في أذاعة صوت برلين العربية وهو يبدأها بعبارة هنا برلين حي العرب، عازف ومغني، صديق للملك غازي والملك عبد العزيز آل سعود وادولف هتلر.
*- عبود الشالجي المحامي والشاعر والمؤلف لعديد من الكتب، له حظور دائم في المجالس الأدبية والثقافية، وهو ظريف ولا يتصنع الظرف لأن الظرف طبع فيه، وكان مكتبه ملتقى الأدباء والسياسين والظرفاء، له نوادر ومداعبات شعرية معروفة.

          

*- عزيز الحجية عاشق بغداد وضاهرة ترائية لا تتكرر والذي يعتبر من أحسن من وثق موروثنا البغدادي بصوره الأجتماعية وعاداتها ومهنها، كان ظريفاً وطريفاُ أشاد كبار مفكري العراق بنتاجاته والتي تعتبر مصدراُ مهما لدارسي تراث بغداد الحديث.

                                         

*- خالد القشطيني يعشق الكفاهة ويتلذذ بالسخرية، ليدخل فيه إلى عالم الضحك والمرح ليتلذذ  ويلذذ من يقرأها،فالسخرية تسريان في دمه المتأرجحة بين اللذع والمرارة التي يضمها بين طياته. وتبنى أسلوب برنادشو الساخر في الكتابة.

                             

*- داود الفرحان كاتب و صحفي وأعلامي شهير، ، لديه مقالات في عدد من الصحف والمجلات كاتب مميز باسلوبه الساخر.... انا  أصنفه واعتبره برنارد شو العرب، في الثمانينات أصدر كتاباً وجد له أصداء إيجابية في بغداد آنذاك وكان بعنوان «بلد صاعد بلد نازل»، وفيه عقد الفرحان مقارنة ساخرة بين واقع العراقيين في تلك الحقبة وبين اليابان التي زارها الفرحان، وبأسلوب الكاتب الساخر وانتقاداته اللاذعة للواقع العراقي آنذاك، له برامج يتلذذ العراقيين لسماعها ومشاهدتها، وهي (حوار الطرشان) (ودير بالك).
وكان لرسامي الكاريكتير دوراً في الظرافة والطرافة نذكر منهم:
                                   

*- الرسام المبدع غازي الذي ترجم الأمثال والأقوال الى لوحات كاركاتيربة ساخرة،وهو الذي أبتكر شخصية البغدادي الذي يسخر من الأوضاع ويسخر من الأستعمار،أن أعماله رسمت الضحك والبسمة في وجوه من يشاهد رسوماته.

*- الرسام عباس فاضل الذي أبتكر شخصية الدلالة(أم ستوري) والتي كانت تنشرها مجلة ألف باء.
*- الرسام خضير الحميري الذي جسد الهم اليومي للمواطن العراقي ولازال يرسم  لحد الآن.
وهناك الآخرين...
    

                     

وفي نشاط الحياة الغنائية، فبالأظافة لمجالس ظرف الكبنجي ويوسف عمر وسعد الحلي، كان المغني عزيز علي وظرافته ولطافته المشهودة بين الشباب، والذي أشتهر بالمونولوج، وهو الفنان الناقد وكانت نتاجاته تدل على نضج فكري ووعي سياسي...

https://www.youtube.com/watch?v=jMDf2RIVl2c

قدم عزيز علي مجموعة من أروع المنلوجات الغنائية والتي لازال معظمها تطبق كلماتها على أوضاع العراق الى الآن، كما وأن العراقيون يرددون منلوجاته بأستمرار،..

  

كما كان شعوبي وهاشم الرجب وعلي الدبو وفاضل خليل من الظرفاء في جلساتهم ومناسبات تقديم المقام العراقي والأغاني المنلوجية.
وفي المجال التمثيلي كانت ظرافة الممثلين والممثلات تأخذ حيزا كبيرا في

              

أعجاب المجتمع البغدادي بالخصوص والمجتمع العراقي بالعموم ونذكر منهم: يوسف العاني  وخليل شوقي وعبد الله العزاوي وحقي الشبلي وسليم البصري وحمودي الحارثي وخليل الرفاعي وحميد محل وراسم الجميلي وسليمة خضير وفوزية عارف وفوزية الشندي وزينب وبدري حسون وجعفر السعدي وعبد الجبار عباس ومقدمي القرقوزفاضل الربيعي وأنور حيران وناهدة الرماح وكريم عواد وأخيه مكي عواد وهكذا.

       

وفي المجال الرياضي كانت ظرافتهم محل أعجاب كبير من قبل المجتمع ونذكر منهم، أكرم فهمي واسماعيل محمد وأسماعيل حمودي وفهمي القيمقجي وونجم الدين السهروردي ووليد سيرت ومؤيد البدري وصباح ميرزا وهشام عطا وسعدي الدوري وشدراك يوسف وعوسي الأعظمي(وكلمته المشهورة عند ما كان يقدم برنامج الأبطال في تلفزيون بغداد أيها المباوعون الكرام) وعبد القادر زينل وضياء حسن وأموري أسماعيل وفالح أكرم فهمي وفلاح ميرزا وحكومي ومحمد حسون وعامر ناجي وكرمان وقاسم السيد وعادل كامل وعبد الجليل موسى وهكذا..

                        

وفي مجال التشجيع الكروي لا يمكن نسيان أظرف المشجعين وهم محمد نقش وقدوري ومهدي الذين كانت ممارساتهم عفوية ولكنها مؤثرة.

   
  كما كان كامل الدباغ يمتلك من الظرافة شيأ مميزا وهو يقدم برنامجه العلم للجميع،  وظرافة مؤيد البدري في برنامجه الرياضة في أسبوع وتعليقاته الجميلة لنقل المباريات لمنتخبنا الوطني لكرة القدم.
كما كان هناك شخصيات ظريفة قدمت برامج جميلة ومشهورة وهم عمو زكي وكمال عاكف وفخري الزبيدي.

       

كما كان بعض من أصحاب المكتبات تتسم فيهم روح الظرافة منهم، صاحب مكتبة المثنى قاسم الرجب وكان من زواره السياسين والأدباء وغيرهم، وصاحب مكتبة الزوراء حسين الفلفلي صاحب المقولة المشهورة عندا يريد أن يعزم أحد زواره على أستكان شاي فيقول لزائره(لقد أصبت بنوبة كرم) وكان زائريه  الرصافي والشبيبي وأحمد الصراف ومحمد الكعبي وعفيفة أسكندر وآخرين من ذوي المكانة الأدبية والثقافية.
كانت المقاهي مكانا لأبراز الظرافة والتي أشتهرت بوجود مالكيها الظرفاء منهم:

         

*- خليل الكهوچي( خليل أبراهيم القيسي): كان مثالاً للكرم وحسن المعاشرة ولطيف وظريف وصارت قهوته مركزاً للأستعلامات ومحطة للبريد والحوالات بين بغداد والمحافظات، وجميع الرسائل تعنون بواسطة كهوة حجي خليل القيسي، كانت المقهى ملاذاً لسماع النكات والنقد السياسي ومحطة لألقاء الشعر.
*- أبراهيم عرب: صاحب مقهى في باب المعظم وبعدها في منطقة راغبة خاتون (الكم) في الأعظمية، كان متميزاً ببطولاته وشقاوته وأعطائه الحلول السياسية والأقتصادية وحتى الأجتماعية، واغلب أحاديثه عن الملك ونوري السعيد والمسئولين، فنان بأجادة بطولاته التي أكثرها تفوق التصور، وكانت مقهاه ملتقى لكثير من الأدباء والظرفاء، يتمتع بالخيال الواسع وبسرعة البديهة، لازالت نكاته تثار بأستمرار لأكبر نفاخ شهدته بغداد، كان كريماً ومتميزا بلبسه البغدادي، ذكرناه بأكثر من مقالة.

            

*- حسون الأمريكي: من الرجال الظرفاء وهو ظاهرة متميزة ونادرة لم يحظ بها ألا المشاهير، كانت له ميزة أرتداء الملابس الملونة والشورت والجينز الذي كان فقط يرتديه الممثلون في أفلام الكاوبوي، يتقمص مشية الممثلين العالميين،وأجمل مافيه عندما يسلمون عليه يجيبهم باللغة الأنكليزية، كان ودوداً أستخدم الدراجة الهوائية،ويصحب في تنزهاته الكلب الذي يستعيره من بيت الدكتور نجدت سليمان في الصليخ، كان محط أنظار الجميع عنما يتمشى في شارع عمر بن عبد العزيز في الأعظمية، كان فائقاً لعصره بتصرفاته وملبسه وطريقة حياته، كان متميزا بأقتناء أحذية الجمجم والقبغلي، ظل عازباً، تناولت أجهزة الأعلام  شخصيته بموضوعية دون تجريح أو أساءة، كلنا عايشناه وأحببناه ولقد ذكرته بأكثر من مقال.
*- توفيق اجنص: كان واحد من اشهر الشخصيات البغدادية في جانب الرصافة ..  وكلمة اجنص من "جانص" بالانكليزيه ومعناها (حظ) ...كان (توفيق) مغرم بنقل الاخبار لدرجة ان جميع اصحاب المصالح والدكاكين ما بين باب المعظم و السيد سلطان علي ، يعرفون الخبر نفسه خلال ساعه من الوقت.

          

بائع فاكهة بغدادي

*- أبن كنو بائع الفاكهة المشهور في شارع الرشيد باب الأغا، وكان فكها محب للطرافة وكان من زواره للتسوق نوري السعيد ورجالات الحكم، وعندها تبدأ المداعبات والطرائف.
*- دعبول البلام: كان له بلم لنقل الناس، يجيد قراءة المقام وفكه وظريف ومتحدث لبق، يشرب العرق وينتشي بالغناء، كان بعض من الصحفيين يسهرون معه على ضفة نهر دجلة ويشاركونه بالطافة والظرافة والغناء.

    

كان المجتمع البغدادي يضم شقاوات ولكن كانوا ظرفاء لعبوا دورا في الحياة البغدادية منهم:

خلف بن أمين وأبن عبدك وجاسم الهيزي وخليل أبو الهوب وستار وجبار الكردي وعلي ماما وأبراهيم الحوراني وأحمد بنية ومنعم أبو الجاج وقاسم الطنبوري وصبري بن الصفرة وقيس الجندي وآخرين لا أذكرهم.
 مثل هذا التوثيق  يحتاج إلي بحث أوسع  يتظمن جمع معلومات ميدانية من الأماكن التي عاش فيها هؤلاء الظرفاء ومن معارفهم وذويهم

          


*يتذكر أهالي الأعظمية الشخصية الظريفة هتلر والذي كان يتقمص شخصية هتلر حتى في شواربه، أحياناً يرتدي زي مفتش مصلح نقل الركاب ويصعد باص المصلحة ويطلب من الركاب أبراز بطاقاتهم للتأكد منها، ولا أحد يعترض بما فيهم الجابي، ويقال أن مدير المصلحة سيد جعفر سمح بذلك، وعند النزول يصيح هاي هتلر ويردد الركاب هاي هتلر، كما تراه أحيانا بالروي والبيجاما المخططة في سوق الأعظمية  والكل تحيه بهاي هتلر، كان شخصية لطيفة ومحبوبة.
    

و أنا هنا في الآمارات  فبعيد عن هذه المصادر ، لذلك أتمني و أرجوا أن تتضافر جهودنا معاً و كل يسـاهم بما يملك من معلومات لتصبح متكاملة بما يتيح للأستفادة منها بشكل أوسع ،وبدوري لا يسعني الا وأن أشكر مجلة الگاردينيا وأستاذنا العزيز جلال چرمگا وكتاب المجلة الذين تناولوا بمواضيعهم عن بعض من الشخصيات التي أفادتني بكتابة هذه المقالة، ومن الله التوفيق.
سرور ميرزا محمود

ملاحظة:المادة اعلاه نشرت في العام الماضي(لاحظوا التأريخ) ولكنها فقدت بسبب عطل فني.. ولأهميتها نعيدها ثانية..
         

   

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

780 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع