محلة خضر ألياس .. عطر الكرخ

   

                        محلة خضر ألياس .. عطر الكرخ

                      

         

                                 

بالعودة لملاعب الصبّا، ومغاني الشباب، وما أحلاها، وما أمرّها على قلوبنا، إذا عدنا أليها، بعد طول اغتراب، لنراها بعيون غشّاها المشيب بسحب من الوهن ... أنها تثير، في صدورنا، زوبعة من الذكريات، يعتلج فيها الأنس والحنين والأسف والوحشة والحزن والجزع واليأس والتأسي، فيلد فينا، في غمرة هذه الكآبة المرة، أن نبكي على أنفسنا، وعلى أولئك الذين فارقونا، والذين أوشك أن نفارقهم، بكاء المسافر النازح، الذي لا يخفف من لوعته، على فراق أحبة أعزاء، ألا ألأمل بلقاء أعزاء آخرين، ينتظرون في بلد بعيد بعيد.
ولا أعرف لماذا ترددت كثيراً عندما راودتني فكرة الكتابة عن محلتي التي ولدت فيها (محلة خضرآلياس) اذ شعرت بصعوبة في ولوج هذا المنحى أو الخوض فيه وخشيت ان لا يحالفني التوفيق في تغطية بعض ما يجب عليّ أداؤه من واجب تجاه محلة لها ثقلها وتاريخها وإستذكار عوائلها وابنائها والأحداث التي مرت بها، طويت  الفكرة ورأيت ان الابتعاد عن ولوجها اسلم ، غير ان هاجس حبي ووجوب وفائي لها دفعني دفعا الى ان اقتحم هذا الميدان معتمداً على الله اولاً ومتخذا من صدق مشاعري تجاه المنطقة وابنائها والتي سيلمسها القارئ الكريم وخصوصاً من ابناء المنطقة ، حافزاً للتعبير عن صدق تلك المشاعر ، وهكذا توكلت على الله وبدأت مهمتي التي كنت اعرف مقدماً أنها لا تخلو من الصعوبة ، لقد اوضحت في البداية انني سأكتب معتمداً على الذاكرة ومساعدة خالي العزيز (الحاج خالد أحمد ألياسين) وأخواني من أهل الكرخ النجباء الذين كتبوا قبلي عن بعض محلات الكرخ وأشاروا بصورة سريعة لمحلة (خضرآلياس)، لهذا لن يكون في استطاعتي تغطية جميع العوائل الكريمة لان المنطقة وعوائلها اكبر من قدرتي أو أن يستطيع أي شخص مهما بلغ من امكانية أن يغطي ارث الكرخ بأحيائها وعوائلها ورجالها لهذا اعتبرت مغامرتي بداية المشوار لفسح الطريق لأبنائها الآخرين لإكمال ما بدأت به بعدما ألقت علينا المتغيرات الحاصلة في طبيعة الأوضاع في بغداد، أقول بعد ما ألقت علينا مسؤوليات جسام في ولوج هذه المواضيع وذلك للحفاظ على تراثنا وذاكرتنا من الضياع في خضم ما حصل بعد الأحتلال ومحاولة جهات عديدة معروفة بعدائها الشديد للكرخ ولأهلها من طمس معالمها التراثية والتاريخية وبخس قيمة رجالها الذين قدموا للوطن مواكب عديدة من القادة والرؤساء والعلماء والأساتذة وبرغم صغر ومحدودية مساحات محلاتها وازقتها فقد قدمت للوطن رؤساء جمهورية ورؤساء وزارات ووزراء ونواب ورجال دولة من الطراز الاول ، لكن ومثلما يقال فأن الشمس لا تغطى بغربال، وما كتاباتنا هذه ألا إظهار غيض من فيض من هذه المعلومات التي أطرت معالم منطقة الكرخ لفترة طويلة من الزمن وكانت لها الريادة على من سبقها من أخواتها من المحلات البغدادية ألأخرى في قيادة سفينة العراق لفترة طويلة. وقد بين التعداد العام لسكان العراق عام 1937م أن محلة خضر الياس كانت مساحتها أقل من دونم مربع واحد وعدد سكانها لا يتجاوز 1043 نسمة أي أن الكثافة السكانية أكثر من 130% بقليل وعدد بيوتها 100 دار ودكان وخان وكوخ، يشغلها 1043 نسمة.
    

                  مقام الخضر عليه السلام

وعندما نحكي عن المحلات البغدادية القديمة، ونذكر منها على وجه الخصوص محلة خضر الياس، المطلة على نهر دجلة، يتبادر الى أذهاننا مقام الخضر (عليه السلام) ومراسيم زياراته الأسبوعية، حيث ماتزال في بغداد بقايا المعتقدات الشعبية القديمة، ففي كل يوم خميس، نشاهد ونحن نسير على جسر الشهداء أو على ضفاف نهر دجلة الواحاً خشبية أو كرب النخيل تحمل شموعاً موقدة تطفوا على سطح النهر قادمة من صوب الكرخ وبالتحديد منطقة الكاظمية والعطيفية والجعيفر الثانية وأحيانا من منطقة ألأعظمية متجهة مع جريان النهر الى مقام خضر ألياس.

             
 
           تسيير الشموع في نهر دجلة الى مقام الخضر

يقع مقام الخضر في مسجد صغير يسمى مسجد خضر الياس، والتي عرفت المحلة باسمه، ويعد مزاراً لأبناء بغداد، يأتون لزيارته ويتباركون به، ويشعلون الشموع ويطلبون المراد ويقدمون النذور. وبعد بناء جسر 17تموز أو جسر باب المعظم الذي يربط جانب الكرخ بساحة الباب المعظم في جانب الرصافة عام 1978م واندثار ذلك السلم، عمدت سيدة كريمة من سكنة محلة خضر الياس تدعى (أم ثامر) زوجة السيد نعمة الجسّوم السامرائي إلى تخصيص بقايا غرفة خارجية من منزلها لاستقبال النسوة القاصدات زيارة الخضر وإيقاد الشموع له وكانت تقدم يد المساعدة لهن وأصبح مع الأيام هذا المكان أشبه بالمقام فكثرت على حائطه بقايا الشموع المحترقة والحناء التي لطخت بها جدرانه ولجأت بعض النسوة إلى عقد أشرطة من القماش الأخضر عند باب وشباك تلك الغرفة. ولمحلة خضر الياس تاريخ عريق ومعالم تراثية وحكايات قديمة مازال الناس يذكرونها في مجالسهم. منها حكاية معركة محلة خضر الياس التي جرت ايام ثورة العشرين بين القوات الانكليزية المحتلة وابناء هذه المحلة الذين دافعوا عن يوسف السويدي المطارد من قبل السلطات الانكليزية والذي احتمى بهم ورفضوا تسليمه وحدثت مصادمات عنيفة بين الطرفين، استشهد فيها عدد من شباب المحلة وكما سيرد لاحقاً.

                              
 
                     السيد يوسف السويدي

لمحة تاريخية عن أصل المحلة
وبهذا الصدد وللأهمية التاريخية والدينية والتراثية لهذه المحلة الكرخية العريقة لابد من معرفة اصولها التاريخية وابرز معالمها القديمة ، حيث حدثنا الباحث الدكتور عماد عبدالسلام  رؤوف صاحب كتاب (الاصول التاريخية لمحلات بغداد) عنها قائلا : تقع محلة خضر الياس على شاطئ دجلة وتحدها من الجهات الاخرى محلات التكارتة والست نفيسة وسوق حمادة، اخذت اسمها من مسجد قديم ينسب الى مقام (خضر الياس) الذي يطل على نهر دجلة، وكانت هذه المحلة تمثل في العصر العباسي جزءا من محلة الرملة،  وكان هذا المسجد في العصر العباسي رباطا للصوفية عرف برباط الاخلاطية نسبة الى مؤسسته (سلجوقي خاتون الاخلاطية)  زوجة الناصر لدين الله العباسي  المتوفاة 1188 م بنت (قليج ارسلان السلجوقي)  ورباطها الذي ضم خزانة كتب جليلة وقفها الخليفة الناصر وظلت مدة تعرف بتكية قليج أرسلان لتلف الكتابة التي تشير الى اسم ابنته وقد لبثت عمارة هذا الرباط عامرة حتى اول عهد الدولة العثمانية في العراق اذ اتخذه الجنود البنكجرية (الانكشارية) تكية لطريقتهم الصوفية المعروفة بالبكتاشية وهي التي ينتسبون اليها ويحملون شعائرها بل عرفت المنطقة حول هذه التكية بمحلة البكتاشية نسبة اليها.
 وقد اشير اليها بهذه الصفة في سجلات المحلة الشرعية لسنة 1815م، ونتيجة لتغيير نهر دجلة مجراه، فقد جرف الشاطئ المحلة، فكان من ضحايا هذا المسجد في منتصف القرن التاسع عشر، وثمة مدرسة هناك يرقى تاريخها الى العصر العثماني تعرف بخضر الياس ايضا. وقد كشفت اعمال الحفر لأسس الجسر الحديث الذي شيد هناك والذي يربط صوب الكرخ بباب المعظم عن ان التكية كانت تقوم على اسس مسناة ضخمة بنيت بقطع من الآجر عليه اسم الملك نبوخذ نصر من الدولة البابلية الثانية وأرتأى المهندس عدنان القصاب المشرف على أنشاء الجسر أن لايزال الحائط الذي يضم المقام بل وضع جزء كبير من المسناة أمام المقام وعلى جرف النهر.

                               
 
المهندس عدنان علي القصّاب المشرف على مشروع جسر باب المعظم

وكان لمحلة الجعيفر باب في السور الذي شيده والي بغداد سليمان باشا الكبير حول محلات الكرخ، يقال له باب الجعيفر، ينفذ الى الفضاء المتصل بمقبرة الشيخ معروف الكرخي، وباب اخر في اعلاها، يسمى باب الكاظم، لأنه ينفذ منه الى الطريق المفضي الى قصبة الكاظمية وكان هذا الطريق يمضي بين بساتين عديدة تسقي بالكرود من نهر دجلة، وهو الطريق الذي أنشئ عليه خط الحديد لعربات الترامواي في عهد الوالي (مدحت باشا) سنة 1869م ومازالت هذه البساتين موجودة حتى وقتنا الحاضر.

   
 
                      الترامواي في جانب الكرخ

انّ هذهِ المحلة كانت تعرف باسم الجامع الموجود فيها وهو جامع الخضر او تكية الدراويش التي كانت فيها والتي كانت تعرف بـ تكية الخضر وكانت هناك مدرسة شيدها الشيخ (محمد امين ابن الشيخ علي السويدي) سنة 1239هـ /1823م وان مديرية الاوقاف اخذت تدير المسجد الصغير المجاور لهذه المدرسة حيث سمي بمسجد خضر الياس ونسبت المحلة اليه وقد كان في موضع الجامع وقبل بناء المدرسة مقبرة يدفن الناس معاً موتاهم في هذه البقعة والابيات الموجودة على جدار مجلس العلم تبين تاريخ العمارة:
يا ابن علي حزت علم الورى    ووقفت بالفضل على العالمين
جددت داراً للتقى مخلصاً    كي تبذل الدرس الى الطالبين
داراً بها العلم وبث النفس    والفضل فيها بألهِ مستعين
قد ازلفت للدرس حقاً    كما ازلفت الجنة للمتقين
تقول للخائف كن امنا    فإنك اليوم لدينا مكين
قل للذي استفتح ابوابها    انا فتحنا لك فتحا مبين
مذ حل فيها العلم ارختها    بشرى لدار الدرس فيها امين

موقع محلة خضر الياس:
تقع محلة خضر الياس بين محلات التكارتة شمالاً وسوق حمادة والست نفيسة غرباً وسوق الجديد جنوباً ونهر دجلة شرقا وشريعة خضر الياس المجاورة لجامع خضر الياس المطل على نهر دجلة وكان يباع فيها ايام زمان البطيخ والرقي الذي كان يأتي به من مدينة سامراء وكافة الباعة في هذه الشريعة كانوا من النازحين من سامراء وتكريت وقد هدمت هذه الشريعة بعد انشاء جسر باب المعظم عام 1977م.

   
 
                 شريعة محلة خضر الياس قديماً

  
اما مسناة خضر الياس فأنها تقع بجانب جامع خضر الياس اثارها وكتابات الاجر الذي فيها يؤكد انها من بقايا البابليين والمسناة هي عبارة عن جدار مطل على نهر دجلة لازالت بقاياه قائمة تحت جسر باب المعظم مبنى بالآجر البابلي المختوم باسم الملك نبوخذ نصر المتوفى سنة 605 ق م وقد عثر عليه السير هنري رولسن الاثري الشهير عند زيارته لبغداد عام 1265هـ/1848م وكانت دجلة قد نقصت المياه فيها نقصاناً عظيماً في تلك السنة وشاهد الرحالة ابن جبير حين زار بغداد عام 580هـ 1184م مشهد عون ومعين حيث يقول:
((في الطريق الى باب البصرة مشهد حفيل البنيان داخله قبر متسع السنام عليه مكتوب هذا قبر عون ومعين من اولاد امير المؤمنين علي بن ابي طالب رضي الله عنه وقد جرفته دجلة ولم يعد له أثر حيث كان يقع في محلة خضر الياس الحالية على دجلة ان مرقد عون ومعين كان قائماً حتى عام 1113هـ 1701 م)).

                        

          الكاتب في عامه الأول على مسناة خضر الياس

تعتبر عائلة السويدي هذه العائلة اقدم العوائل واكثرها شهرة في هذه المحلة فانهم عباسيو النسب بغداديو التربية والآداب والتحصيل ففي اواخر القرن العاشر من الهجرة كان مجيئهم للسكن في بغداد من ناحية الدور في سامراء حيث اتخذوا من الكرخ منشأ لهم وبصورة خاصة في محلتي الشيخ صندل وخضر الياس وأول من عرف بـ السويد هو ابو البركات عبد الله ابن الشيخ حسين ابن الشيخ مرعي ابن الشيخ ناصر الدين العباسي ولد في كرخ بغداد سنة 1104هـ 1692م وتوفي سنة 1174 هـ 1760 م ولما بلغ من العمر ابو البركات ست سنوات توفي والده فكفله الشيخ احمد بن سويد فنسب اليه منذ ذلك الحين حيث كان لخاله الملا احمد شهرة بالمشيخة والخدمة في جامع الشيخ معروف وكان متولي وقفه فكان يقال لملا عبد الله ابن اخت الملا احمد بن سويد لان الملا عبد الله لم يشتهر بأبيه ولا بجده وهو عبد الله بن حسين بن مرعي الدوري.
اخذ العلم عن أجلة العلماء منهم خاله هذا الذي اخذ لقبه واستجاز منه كثير من علماء الموصل ودمشق وحلب ورحل الى بلاد الشام والحجاز والف الكتب الحسان وعلت مكانته ابان رئاسته مؤتمر النجف الذي دعا اليه ملك الفرس نادر شاه 1156 هـ 1743م.يقول توفيق السويدي في مذكراته: ((وقد نشأت في جو يحيطه شعور التدين والعلم لأني انتسب الى عائلة عباسية شهيرة في بغداد تعرف بال السويد فوالدي يوسف بن نعمان بن محمد سعيد بن احمد بن عبد الله بن حسين بن علي بن ابي بكر الفضل بن ابي العباس احمد بن المقتدي عبد الله بن محمد بن عبد الله القائم بأمر الله بن احمد القادر بالله بن اسحق بن جعفر المقتدر بن ابي جعفر عبد الله المنصور بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب القريشي)).
                     

                         السيد توفيق السويدي

البيوتات والشخصيات التي سكنت المحلة: -
عندما ندخل محلة خضر الياس من جهة الست نفيسة، وعلى جهة اليمين كان يوجد في محلة خضر الياس دكان كبير للعطارة والمواد المنزلية يطلق عليه الأهالي (دكان صيهود) وهو يعادل بأيامنا هذه ما يعرف بالسوبرماركت، حيث كانت تجد فيه العائلة جل احتياجاتها.

 
 جانب من دكان مجيد أبن حمدية ودكان صيهـــود وبجانبهما جامع خضر الياس وبيت السويدي
 يقابل الدكان بيت حسين النقشبندي والد ألسيدين علي وأسامة الخبيرين في الأثار ومنذر والذي شغل منصب مدير مدرسة يجاورهم بيت نافع الناصري والد كل من السيدين إحسان وعامر الناصري وبجانبهم بيت عبد القادر الحجي ياسين ويقابل كل ذلك (جامع خضر ألياس)، ندخل فرع صغير يتكون من بيتين الأول هو بيت الحاج الفريق صادق الجعفري وقد شغل منصب معاون رئيس أركان الجيش لشؤون ألأدارة وهو والد السيدين هشام وعصام وكان يحتفظ بسيفه العسكري لدى بيت الحاج أحمد الملا ياسين.

                                     

                    الفريق صادق عبد الله الجعفري

والبيت الثاني سكنه حماد شهاب الحاج أحمد التكريتي، وزير الدفاع الأسبق والذي أغتاله ناظم كزار بعد فشل محاولته الانقلابية عام 1972 وهو والد كل من السيدين رعد وسعد، ومقابل هذين الدارين دار صغير خصص كمطبخ وسكن خدم عائلة السيد عارف السويدي، وجميع ما ذكر يشكل جبهة المحلة المواجهة لنهر دجلة.

                         
 
                   الفريق الركن حماد شهاب

نخرج من هذا الفرع الصغير الى بيت سكنه السيد بدري الناصري والد السيد سلمان وواجهة البيت كانت مقابل نهر دجلة، وبجانبهم بيت الطبيب حميد عبد المجيد العاني (أبو سنون) وقد أمتهن تركيب وعلاج الأسنان، وقد تزوج من أبنته الفريق شوكت أحمد عطا وبجانبهم بيت السيد عارف الوسواسي والد السيدين علاء وفوزي وسكنه بعدهم الحاج خير الله طلفاح والد المرحوم عدنان وزير الدفاع السابق والذي قضى بحادث طائرة هليكوبتر عام 1988.

                                
 
           الطبيب حميد عبد المجيد العاني (أبو سنون)

  
 عدنان خير الله الأول على اليمين وبجانبه غسان شاكر محمود الحبيب وهما طلبة في الكلية العسكرية
 نستدير على جهة اليسار ونصعد مع الشارع الرئيسي للمحلة يأتي بيت سبتي السامرائي والد السيد أحمد وولده اللواء فاضل وحسن وولده السيد أكرم الموظف السابق في الخطوط الجوية العراقية وزميلنا رزاق (جوقي)، وبجانبه بيت العقيد عبد الوهاب السامرائي والذي شغل منصب ضابط تجنيد تكريت وبجانبه بيت السيد زيدان السامرائي والد السيد غازي.
نعود الى حيث (دكان صيهود) ونصعد الى جامع خضر الياس والذي تكون واجهته على الشارع وظهره مقابلا للنهر، حيث توجد فتحة بين الجامع وبين بيت المرحوم عارف السويدي وأمام الفتحة شيّد سياج ومنصة للجالسين الذين إذا جلسوا عليها أصبح النهر تحتهم بمنظر رائع خلاّب، وأمام هذه الفتحة كان بيت الحاج خير الله طلفاح. نستدير الى بيت أحمد الخوجة وخلفه بيت الباشا حميد الخوجة الجنرال في الجيش التركي وخلفه بيت جمعة السلوم السامرائي، ودار السيد رشيد الخوجة أول أمين عاصمة لبغداد وهو والد السيدين (أحمد وحميد الخوجة) ويقعان ضمن مجمع بيت علي السلمان والملقب أيضا ببيت الخوجة وجبهته تقابل نهر دجلة. من دار جمعة السلوم نستدير يميناً ليأتي بيت شهاب العلي السامرائي وهو تاجر أمتهن توريد مواد التموين والإعاشة لوزارة الدفاع، ونستمر ليأتي مدخل مجمع دور علي السلمان وبعده يأتي الدرج الذي يقودنا لمقام الخضر عليه السلام.

     

      الدرج من بيت علي السلمان الى مقام الخضر عليه السلام

نعود الى دربونة بيت زيدان والذي يقع في ركنها، وندخل يساراً، وقبل دخولها لا يفوتنا ذكر محل (كريم ألأوتجي) والذي يخرج محله من بيت زيدان وكان يكوي عنده شباب ورجالات المحلة ثيابهم باستخدام المكوي الذي يستخدم الفحم في أحمائه وكان دائم الخصام مع بيت زيدان لأنه يتأخر بدفع الإيجار المستحق عليه، وفي أحد الأيام كلفه زيدان بأن يعطي لبقرتهم التي يبيعون حليبها للمحلة، كلفه أن يعطيها طعامها فاذا هي تقوم بنطحه أنتقاماً منه على تأخره بدفع الإيجار ويبدو أن بيت زيدان قد دربوها على ذلك انتقاما منه. ويصادفنا البيت الأول على جهة اليمين ومقابل بيت زيدان هو بيت أسماعيل الخوجة لكن سنستمر في وصف الدور على شارع خضر الياس الرئيسي حتى نكمل المنطقة، ويفصل بين هذين الدارين دربونة ضيقة سندخلها ونصف بيوتها وساكنيها لاحقاً وهي الدربونة رقم (1). فبعد بيت أسماعيل الخوجة بيت الحاج عبد الوهاب السامرائي المربي الفاضل ومدير مدرسة التربية الإسلامية، وبجانبه بيت عريبي الكبر والد عبد القادر(قدوّ) وخيري وعطا وبجانب دارهم دربونة ضيقة سنصف بيوتاتها وساكنيها لاحقاً.
    
المربي الفاصل الأستاذ عبد الوهاب السامرائي يلقي كلمة خلال أحد الاحتفالات الدينية
نعبر ركن الدربونة (2) ويأتي بيت الحاكم فاضل الكبر والد السيد عباس والسيدة أمامه وبجواره بيت اللواء أحمد الخوجة، بجانبهم بيت سيد أحمد السامرائي والملقب ب(بري) وكان يمتهن صناعة شباك صيد الأسماك، أما أولاده فقد امتهنوا تجارة الأخشاب وكان يقوم بتوريد الأخشاب لهم بواسطة الجنائب الكبيرة الحاج محمود الخطاب والد السيد اللواء كامل نسيب عائلة الحاج أحمد الياسين، بجانبهم بيت محمود السامرائي والد السيدين رزاق وكريم وبجانبه دار السيد عبد الحميد الدهّان الذي سكنته عائلة الحاج أحمد الملا ياسين.

                         
 
           عبد الحميد الدهّان على اليمين ومحمد بهجت ألأثري

كانت هذه البيوت على شكل قوس نصف دائري ومواجهة لنهر دجلة صممت أمام تلك الدور حديقة على شكل مثلث متساوي الأضلاع، ملئت بالورود والأشجار أضافت جمالا وروعة للحديقة ومحاطة بسياج حديدي أعطاها رونقا وبهاءاً، كما أن فلاح الحديقة (عباس) قد عمل من أشجار الياس ما يشبه المتاهة أسوة بحدائق عالمية كبيرة زيادة في إشاعة روح الجمال لهذه الحديقة. وقد دعمت المنطقة بمسناة مائلة تنتهي بنهر دجلة لمنع تآكل جرف النهر وكذلك لحماية الدور ودرء المياه عنها أوقات فيضان نهر دجلة، واستخدمت المسناة لتزحلق شباب وأطفال المحلة وصولاً الى النهر خاصة أيام الصيف للسباحة، يضيق بعدها الشارع حتى لا يسمح بمرور السيارات ويكون للمارة فقط. وتستمر البيوت فبجانب بيت الدهّان الذي سكنته عائلة الحاج أحمد الملا ياسين بيت أبو شوارب والذي سكنه العقيد إسماعيل الحسن الحمادي والد المرحومين الأستاذ سري أبو مصطفى واللواء هشام أبو عادل.
بعد بيت أبو شوارب، تبدأ مباشرة دربونة رقم (3) وسنصف بيوتها وساكنيها لاحقاً، نستمر بوصف البيوت المواجهة لنهر دجلة يأتي بيت الأستاذ شفيق والد السيدين أحسان وعدنان ويأتي بعده بيت ألأستاذ يوسف عز الدين وهو أبن خالة الممثل القدير يوسف العاني ويأتي بعده بيت الحاج جبوري السامرائي والد السيدين جودت وأحمد الحجية الذي أخذ التسمية من والدته وهو يمت بصلة قرابة لعائلة الدهان ، عمل في فترة شبابه بمكتب الاخراج الكمركي العائد لقريبة المرحوم عبدالحميد الدهان في منتصف الخمسينيات من القرن المنصرم وتحديداً في عام 1956 ، مارس لعبة كرة القدم في فريق شعبي تحت اسم (فريق الاستقلال) شغل فيه موقع (حامي هدف) ، اتجه بعدها الى ممارسة  لعبة كرة السلة ساعده طول قامته على البروز فيها ، اصبح احد الضباط في الجيش السابق، كان انسانا بسيطا ودمث الاخلاق وعلاقاته مع زملائه ومعارفه تتسم بالاحترام والود وهو من لاعبي كرة السلة في نادي المنصور الرياضي، كما شغل منصب رئيس اللجنة الأولمبية العراقية بعد الأحتلال ألأمريكي للعراق.

           

            أحمد عبد الغفور السامرائي الملقب بالحجية

يأتي بعد ذلك بيت السيد مولود أحمد الجداع وبجواره جامع القمرية وهو موجود في محلة خضر الياس وهو غير ذلك الجامع الموجود في محلة سوق الجديد، وسمي بالقمرية لبزوغ القمر على جداره المواجه للنهر وكان أمام الجامع جد السيدين عبد الرحمن وباسل الدوري، بجانبهم بيت السيد أبراهيم العلي الجان وبعده بيت ناصر النهر والذي لا يحدهم أي دار من الأمام، تجاورهم دربونة رقم(4) التي تخرج للتكارتة من جانب مركز شرطة سوق الجديد والتي يطلق عليها دربونة بيت طوبان، بعد الدربونة بيت بشير الخوجة وبجانبه كهوة خضر الياس أو مقهى أحمد الجداع بأدارة هادي الجايجي التي تقع مباشرة على جرف نهر دجلة ويؤمها أغلب ساكني محلتي التكارتة وخضر الياس.

                             
 
               فنان الشعب الأستاذ يوسف العاني

هنا نعود الى الدربونة رقم (1) والتي تركنا وصفها، ويصادفنا بيت ركن على شارع خضر الياس الرئيسي وهو بيت زيدان السامرائي يقابلهم بيت أسماعيل الخوجة والد وثاب ورائد، وبيت زيدان كبير جدا بمساحته حتى أنه يشغل كل ضلع الدربونة ويخرج منه محل (كريم ألأوتجي) وبجانبه بيت جسوم وبيت السيد صادق أحمد السامرائي، وشقيقه فائق، يستدير ضلع الدربونة الى فضوة بها بيت صالح الطاطوز والد السادة قدو وعبد الله وعبد الرحمن وفيصل، وأمتهن ألاب وظيفة مشغل ماطورات لسحب العبارات والدوّب والجنائب الكبيرة والتي تنقل البضائع المختلفة.

تستدير الدربونة، وعند الاستدارة نجد زاوية صغيرة تحتوي على بيتين الأول شغله نجم الحايك والثاني شغله السيد حسن التكريتي (أبو سعد) النائب الضابط والذي عمل سائقا خاصا لدى رئيس الوزراء ألأسبق السيد طاهر يحيى، وحسن هو زوج السيدة (هديّة) شقيقة محمود الخطاب.

    

    أكرم حسن السبتي في الوسط وعبد الله الطاطوز وغازي زيدان

يستمر الضلع الى بيت حسن السبتي والد السيدين أكرم وعبد الرزاق (جوقي) زميلنا في التربية ألأسلامية وأحمد السبتي والد اللواء فاضل. وباستدارة الدربونة الى جهة اليسار وبمحاذاة الاستدارة نجد بيت السيدة(نجية) أم لفتة ومحمد وطارق صاحب معمل خل البدوي، ثم يأتي دار يحتوي على ليوان أو حوش واسع وهو يحوي عدة بيوت، بيت السيدة(فيلية) زوجة صالح السامرائي والدة السادة مزاحم ورياض وأمجد الذي شغل وظيفة سائق في مصلحة نقل الركاب. وبعد الليوان يأتي طاك وهو مدخل بوابة به دار عائد الى اللواء نافع العاني وأخيه قصي وبعد انتقالهم لمنطقة ألأعظمية سكنه السيد عبد القادر التكريتي والد السادة منذر ومسقع وبوجير وأياد، ويسكن بنفس المجمع صالح الخشمان والد السيد وليد زميل خالي صادق الياسين في ثانوية الجعيفر للبنين، ودار يسكنه رشيد الجرخجي وكانت له شوارب كثيفة وكبيرة الحجم.

                               
 
              الجرخجي في محلات الكرخ القديمة
نستدير على اليمين، ونخرج الى الضلع المقابل والذي يوجد به بيت السيد النازندة والد مدير الشرطة السيد محمود النازندة والد السيد منال ويستمر البيت الى باب الطاك. تتفرع الدربونة رقم (1) الى أول بيت سكنه السيد علوان السامرائي والد السيدين عزاوي ومثنى الذي كان يمتلك مكتبة (المثنى) للقرطاسية في شارع المتنبي، وكانت جدتهم (وضحة الشلش) القابلة المأذونة للمحلة ووالدة كل من السادة علوان ويوسف وعبد القادر وياسين، يقابلهم بيت سبتي العنكز والد السيدين ستار ونوري وهو يعود بقرابة للأستاذ سامي العنكز وبجانبهم بيت يعود لبيت المشاهدة، سكنه الحاج أحمد الملا ياسين والد السادة عبد الله وعبد الملك وطاهر وحسن وعبد الوهاب وأكرم وخالد وصادق.

                        
 
                 الحاج أحمد الملا ياسين التكريتي

وبجانب بيت علوان السامرائي بيت أحمد العاني ألملقب (أحمد العيشة الصافي) والد الشهيد عبد الله الذي أستشهد في منطقة شثاثة (عين التمر حاليا) في كربلاء آبان المد ألأحمر عام 1959. بجانب بيت الحاج أحمد الملا ياسين بيت سكنه علوان السامرائي (سيد علاوي) والد السيدين مجبل ونافع ويسكن معهم نوفان والد السيدين فائق وكريم، وبعد بيت أحمد العيشة الصافي يأتي بيت سكنه السيد خليل السامرائي والد السيدين طه وياسين. وبجانبهم بيت رشيد السامرائي والملقب (رشيد الحلو) الذي مارس لعبة كمال الأجسام وتواصل بالمراسلة مع الممثل العالمي (ستيف ريفز)، أما الضلع الثاني العائد لبيت نوفان فيستمر الى أن يأتي بيت عبودي وهو بظهر دار الحاج أحمد الياسين ثم يستمر الضلع الى بيت الحاج خير الله طلفاح والد السيد عدنان وقد سكن الدار كذلك يوسف الملا ياسين والد السادة حكمت وسلام وعامر، وما بين داري شهاب العلي والحاج خير الله طلفاح، بيت أبراهيم الخوجة شقيق أسماعيل الخوجة والد السيدين وثاب ورائد. وتستمر الدربونة الى بيت شهاب العلي الذي سكنه والد السيدين قتيبة وصلاح الألوسي مدير متوسطة الكرخ للبنين ونستدير الى جهة اليسار، الى جهة بيت سالم السامرائي والد السادة ياسين وطه وعاكف، وسكن معهم كذلك رشيد الحلو أبن صبيحة الفصلة.

                                   
 
مجيد العبد الله المرافق ألأقدم للرئيس السابق عبد السلام عارف
تتفرع الدربونة الى اتجاهين يمين ويسار، ندخل بإتجاه اليسار حيث لا وجود لبيوت فيها بل تشكل ظهراَ لبيوت شهاب العلي، مقابل الاتجاه الأيمن بيت السيد محمد جاسم السامرائي وكان يمتهن تشغيل ماطورات سحب الدوّب والجنائب الكبيرة، وبجانبه بيت السيدة زكية العاني شقيقة السيدي أسماعيل شريف صاحب سينما الحمراء الصيفي والشتوي، يأتي بعده بيت ننزل اليه بدرجتين أو ثلاث سكنته شقيقة الحاكم جبر التكريتي الذي أغتيل في منطقة الدجيل وهو والد الحاج وضّاح وتسكن معهم كذلك شقيقتاه علية زوجة صالح الجيشي والد زياد وصبحة زوجة السيد محمد، نستمر الى مدخل الدربونة ليأتي بيت السيد محمود الفارس وهو والد ألسيدين أبراهيم وشاكر، وعلى جهة يمين الدربونة بيت السيد فوزي العبد الله وهو شقيق السيد مجيد العبد الله الذي شغل منصب المرافق ألأقدم للرئيس السابق عبد السلام محمد عارف والذي أستشهد معه في حادثة سقوط الطائرة الرئاسية في البصرة عام1966 ،يأتي بعده بيت ياس وهو خال السيد حافظ علوان مرافق عبد الكريم قاسم.

  


                    حافظ علوان الأول من اليسار

بهذا أنتهى وصف بيوتات وعوائل الدربونة الأولى في محلة خضر الياس، ومنها ننتقل بوصف الدربونة الثانية، والتي تبدأ بركنين يؤلف أحد أركانها بيت عريبي الكبر والركن الثاني بيت فاضل الكبر، فبجانب بيت فاضل الكبر يكون بيت السيد عارف عبد الرزاق، رئيس الوزراء وقائد القوة الجوية ألأسبق.

              
 
               السيد عارف عبد الرزاق الكبيسي

يقابل دار السيد عارف عبد الرزاق الكبيسي على جهة اليسار بيت توفيق الحسن الجواد (شيخ البو علي في سامراء) وهو والد السادة مظهر ومنذر وعامر، ومجاورا لبيت عارف عبد الرزاق سكن السيد رمضان السامرائي والذي أشترك بتهريب الرئيس صدام حسين الى سوريا بعد هروبه أثر محاولة اغتيال عبد الكريم قاسم كما هرّب ايضاَ مدحت أبراهيم جمعة القيادي في حزب البعث والذي شغل بعدها منصب سفير العراق في طهران والكويت. ومقابل بيت رمضان، سكن حجي رجب والد السيد حميد وهي عائلة تمتلك ماطورات لسحب الجنائب والدوّب والطبكات التي تنقل البضائع من المنطقة الشمالية الى جنوب العراق. وبجانب دار السيد حجي رجب سكن السيد سبع والد ناجي ويقابلهم وبجانب بيت رمضان السامرائي بيت شيخ لطيّف وهو من الشخصيات الدينية والتي تخصصت بإقامة حلقات الذكر والموالد النبوية الشريفة في المناسبات الدينية، يقابلهم وبجانب بيت سبع بيت (جيجان) أو بيت مكي والد السيد محمد الملقب (حنتو)، وبيت عمه بيت سلمان والد السادة داوود وجمال وصبحي وسليم وفاضل وقد امتهنوا تجارة بيع المواد النجّارية كدواليب الملابس والمناضد والكراسي والأرائك، بجانبهم بيت السيد جاسم الهويدي والد السادة صبري وأحمد وعلى وسعدي.

   
 طاهر حيدة الأول لليمين واحمد جاسم الهويدي وحميد الجميلي ومحمد مكي (حنتو) وخالد الياسين
ومقابل دارهم وبجانب بيت شيخ لطيّف، سكن الأستاذ علي الكبيسي المدرس في مدرسة الكرخ الابتدائية للبنين، وبجانب بيت جاسم الهويدي بيت المشاهدة التي سكنتها عائلة الحاج أحمد الياسين لغاية عام 1950 ومنه انتقلوا للسكنى في دار عبد الحميد الدهّان الذي يشرف على نهر دجلة، ومجاور دار المشاهدة سكن مدير الشرطة السيد شاكر المشهداني وولديه أبراهيم وصباح وكان يشغل وظيفة محامي أمانة بغداد وأولاد عمهم المرحومين الدكتور عبد الرزاق المشاهدة وعبد الوهاب المشاهدة.

 
لقطة لدكان صيهود والجامع وبيت السويدي وجامع خضر الياس قبل هدم المحلة أخذت عام1974
وبجانب بيت المشاهدة يأتي بيت السيد خضير السامرائي والد السيدين ستار وغازي المضمد في مستشفى الكرخ الجمهوري، وبجانبهم بيت اللواء عبد الرحمن عبد اللطيف السامرائي وبجانبهم بيت شكر الملقب (حيدة)، والد السادة ناجي وجبار وعبد الدايم وطاهر وسنخرج من بيت حيدة الى شاخة من الدربونة ونستدير الى جهة اليسار حيث نجد بيت السيد محمود سويدان الحيالي والد علي ماما (أبو عمار) وهو من أشقياء الكرخ والسيد شاكر وهو مسؤول مقام الخضر عليه السلام والد السيدين محمد وسعد والسيد صالح كروعة، يليهم بيت الدلج وولده محمد وأخيه قدوري البلام وشاكر البلام.
نعود الى الضلع ألأيسر للدربونة والذي يقابل بيت المشاهدة وبيت الحاج أحمد الملا ياسين، نجد بيت السيد محمد الحسن الخلف الجواد السامرائي والد السيد صبري ويستمر البيت الى أن يصبح ركن يلتف الى الشمال الى بيت السيد حسن الياسين والد المعاون في الشرطة السيد مجبل والضابط في الجيش السيد حاتم والمدرس السيد مشحن. ننحرف الى جهة اليمين المحاذية لبيت السيد علي الكبيسي، حيث يقع بجوارهم بيت حميد الطاطوز والد السادة مجيد وصبحي وسلومي وهم يشتغلون في الماطورات ماعد السيد سمير الذي كان موظفاَ في الخطوط الجوية العراقية. بجانب بيت حميد الطاطوز بيت السيد مجيد الحمدي والد السيد ياسين معاون مدير متوسطة المأمون للبنين وأولاده سالم ومحمد ويعملون بنائين، بعدهم يأتي بيت جرباوي تسكنه عائلة سامرائية، ونستمر في الضلع ألأيمن حيث نستدير على اليسار بيت السيد جسّام السامرائي والد السادة مجيد الحاكم في الشرطة العامة وأخيه خالد (ودع) وجبار وكانوا ضباطاَ في الجيش العراقي، يقابلهم بيت أحمد الطبكة والد السيدين أبراهيم ووليد ويسكن معهم خالهم السيد (محي). وهنالك بيت أبو عبد الله مؤذن جامع القمرية في محلة خضر الياس.
   

جمهرة من أطفال المحلة وتبدو وزارة الدفاع على الجانب الأخر لنهر دجلة
ندخل الدربونة الثالثة وفي بدايتها وعلى جهة اليسار بيت مدير الشرطة السيد مصطفى الخليل والد السيد طارق يقابل بيتهم بيت حنتولة ونسبيهم الأستاذ سامي العنكز، وبجانب بيت مصطفى ألخليل بيت السيد صالح العوّاد والد السادة محمود المفوض في الشرطة، ومحمد الذي أشتغل بالماطورات وصباح الموظف الحكومي، وبجانبهم بيت السيد عبد الله العطّار والد السادة قاسم مدير أدارة الشرطة العامة وعطا مدير مدرسة ومحمد المفوض في المرور العامة، وعبد الله العطار يمارس مهنة العطارة ووصف الاعشاب للأمراض التي يتعرض لها ابناء المنطقة في محله بمنطقة التكارتة ، ثم انتقل الى جوار محل محمد العمر في مطلع شريعة (أبو رواله) ، رجل تقي يمثل الاصالة الدينية الحقة في تعاملاته وعلاقاته ، لا ينفك عن ترديد الآيات القرآنية وهو يزاول اعماله ، و كان  الصغار تعرف نقطة ضعفه ويلجأون اليها للحصول على مبتغاهم عندما يتوجهون الى دكانه وهم يستحلفوه بروح الرسول أن يمنحهم قطعة من الحلوى مجاناً ، كان الرجل يستجيب لمطالبهم وهو يردد الصلوات والترحم على الرسول الكريم وعباراته التي ألفها ويعرف ثمار نتائج مطالباتهم (الف ...الف... الف ... الصلاة على الرسول) كان يقتدي بالرسول صلوات الله عليه حتى في تصرفاته الشخصية كوضع الكحل في عينية على سبيل المثال ونظافة الملبس ، رحمه الله واسكنه فسيح جناته وعوضه في اخرته عن كل ما قدمه في حياته من خيرات.

  
 
          ألأخ عمر عبد من بيت (عِلي) الأول من اليسار
 وبجانبهم بيت السيد محمد النعيمي والد جاسم الضابط في الحرس الملكي وشقيقه طه لاعب كرة السلة في نادي المنصور الرياضي وبجانبهم بيت (عِلي) الملقبين (بالدبلات) لغلبة السمنة على أجسامهم ومنهم (عبد) والد السيدين علي الموظف في الخطوط الجوية وعمر زميلنا في مدرسة التربية ألأسلامية، وبجانبهم بيت حالوب والد السادة عبد الله الضابط في الجيش وعلي الموظف في وزارة الصحة ومزهر وكان عمله كاسباَ. وبانتهاء وصف هذه الدربونة نكون قد غطينا منطقة خضر الياس كاملة بعوائلها.
بعد البدء بإنشاء جسر باب المعظم تبين أن النية هي هدم أكبر عدد من دور المحلة لاسيما وأن نهر دجلة قد جرف الكثير من بيوتها وأمسى الكثير منها يسبح فوق مياه النهر حتى أن بعض شوارعها غطيت بألواح الخشب لتسهيل عبور المارة بين بيوتها وقد ظهرت آثار لمدينة تحت محلة خضر الياس تعود للحقبة البابلية وتمتد معالم هذه المدينة لغاية منطقة علاوي الحلة. وبدلا من الحفاظ على الأثار التي اكتشفت سابقاً ولاحقا فيها ألا أن العملية استمرت غير مكترثة بكل ذلك.
كان نهر دجلة الخالد هو المتنفس الطبيعي والوحيد تقريباَ لنشاطات سكنة المحلة وبالأخص في موسم الصيف، وتوزعت فقرات نشاطاتهم ما بين ممارسة رياضة السباحة وممارسة رياضة التجديف بقوارب الكانو وصيد الأسماك وكان أغلب سكنة المحلة يجيدون السباحة في النهر رجالاَ ونساءاَ وأطفالاَ، ولم يذكر تأريخ المحلة أن أيا من سكنتها قد تعرض لحادثة غرق، وقد قيل إن وجود الخضر عليه السلام بينهم هو من حفظ أهلها وبيوتها على الدوام.

 
 
مظهر جاسم الحبيب يجدف بالبلم ومنظر الخلفية الخلاّب وكأنك في مدينة البندقية
وفي إحدى سنوات الخمسينيات اقام الجيش مهرجاناَ رائعاَ في نهر دجلة أشتمل على فعاليات متعددة منها عبور النهر بواسطة الخيول من جهة الرصافة الى جهة الكرخ، وكذلك فعاليات التجديف لزوارق الكانو والعبور للأشخاص بواسطة (الجوّب). كما وأن أغلب شخصيات هذه المحلة ورفاقهم من محلة سوق الجديد كانوا من المؤسسين والمنتمين لنادي المنصور الرياضي والذي تقع بنايته على الجهة اليمنى لنهر دجلة وخلف ثانوية الكرخ للبنين في دار متواضعة تلتصق بجامع القمرية وتعود ملكيتها لدائرة الأوقاف أستأجرها رهط من الرياضيين واصدقائهم وهم الذين ضمتهم الهيئة ألأدارية للنادي وتم الحصول على إعفاء من بدل الإيجار لمدة عشرون عاماً، وسكن في النادي مع عائلته السيد (عباس) القائم بالحراسة والتنظيف والاستعلامات وله كشك داخل النادي يبيع فيه الشاي والحليب والقهوة وبعض الأطعمة.

نادي المنصور الرياضي M. S. C: البداية والتأسيس
كان قد توجه لفيف من رجالات المحلة مع بعض من رفاقهم ومنهم الأستاذ يوسف البازي وعبد الملك الياسين والدكتور علي أمين محمود والأستاذ صالح الكمالي للأنتماء الى نادي (ألأمير) ألرياضي المجاور لمديرية موسيقى الجيش في منطقة الباب المعظم والذي أسسه المرحوم الدكتور نجم الدين السهروردي وقد تأخرت الموافقات لقبول انتسابهم وعلموا بعدئذٍ أن الهيئة ألأدارية للنادي المذكور لم تحبذ قبول انتسابهم مخافة أن يسيطروا على هيئته ألأدارية في ألأنتخابات المقبلة سيما وأن أغلبهم من الكرخيين ومن المنتمين لحزب الاستقلال آنذاك.

                             
 
الأستاذ عبد الملك أحمد الياسين الوكيل الأسبق لوزارة الخارجية

أشار عليهم الدكتور علي أمين محمود أن يتم تأسيس نادي في جهة الكرخ وهكذا كان فابتدأ بأقتراح الحصول على تمويل للنادي من التبرعات المالية من أهل المحلة والموسورين من التجار لغرض تغطية شراء أثاث المبنى الذي يضم النادي إضافة الى شراء تجهيزات رياضية تغطي كافة الفعاليات الرياضة المعروفة والتي ضمها النادي بعدئذٍ، فقام السيد مصطفى عبد الغفور الشيخ بعملية جمع التبرعات والتي تكللت بالنجاح الباهر. ضمت الهيئة ألأدارية الأستاذ يوسف فاضل البازي رئيساَ أضافة لأشرافه وتدريبه فريق كرة السلة في النادي وهو أستاذ التربية الرياضية في الإعدادية المركزية للبنين ونائبه الأستاذ عبد الملك أحمد الياسين الوكيل ألأقدم لوزارة الخارجية العراقية وعضوية كل من الأستاذ صالح الكمالي مدير عام المصرف الزراعي العراقي (سكرتيراً) والدكتور علي أمين محمود (عضو هيئة) ولواء الشرطة أحمد أمين محمود (عضو هيئة)الأستاذ أسماعيل الحديثي مدير عام الاتصالات(محاسباً) والشيخ مصطفى الشيخ (عضو هيئة)والسيد منذر الفضلي (عضو هيئة)والدكتور مصطفى الخضّار (عضو هيئة)والسيد عبد الرزاق الدهّان (عضو هيئة)والدكتور بهجت الناصري(عضو هيئة) والسيد حسن أحمد الياسين (عضو هيئة)والسيد فاتك الصافي(عضو هيئة) والسيد بهجت باقر الناصري(عضو هيئة) وشقيقه السيد عزت باقر الناصري(مدير إدارة).وقد كان بدل أشتراك العضو (150) فلساً شهرياً، كما تم الحصول على منحة سنوية من وزارة المالية مقدارها (100) مائة دينار شهريا وتمت زيادتها بعد خمس سنوات الى (150) مائة وخمسون ديناراً سنويا، بسبب العلاقة الشخصية التي تربط الأستاذ عبد الملك الياسين بوزير المالية آنذاك (خليل كنه).وتم البدء بإصلاح وإعمار البناية والساحة بطريقة )التطوع) والعمل المجاني، حيث كان الجميع يعمل في الحفر والبناء وألأصلاح والطلاء ليلاً وأيام العطل.
ضمت فرق النادي نخبة من الرياضيين الأفذاذ الذين أعلوا شان الرياضة العراقية في المحافل الرياضية العربية والدولية، وكان فريق كرة السلة فيه يضم الملازم الطيار قصي الفضلي والملازم الطيار عبد المنعم عبد ألأمير وجبار راشد الملقب (هارلم) لمهارته في اللعبة وطارق حسن الملقب (حرامي بغداد) لمهارته في خطف الكرة ومهدي صالح وقصي مصطفى الخليل وشكيب عبد الوهاب العاني وفالح أكرم فهمي وطارق عبد الوهاب وفتاح ياسين القنطرجي وطه النعيمي وأرسلان عبد الوهاب وأسعد الخضيري ومحمد رضا الجيلاوي الشهير ب(هبش) وطارق عبد الحافظ.

 
 
صورة للفريق الأول بكرة السلة
الواقفون من اليمين: شكيب عبد الوهاب، أرسلان عبد الوهاب، جبار راشد (هارلم)، طه النعيمي، فوزي عسكر    الجالسون من اليمين: حامد خلف حمزة، قصي الفضلي، كريم داوود السامرائي، عبد الله ثامر
وتألف الخط الثاني لفريق كرة السلة من اللاعبين مجيد مصطاف والملازم الطيار زهير ربّان شقيق الأستاذ نعيم ربان مدير عام الاتصالات وأحمد عبد الغفور السامرائي الملقب ب (أحمد الحجية) ومحمد همبز وفوزي عسكر وصبري زلال الذي توفي وهو في ريعان الشباب والأخوين حسين وشاكر عبد المنعم مرسي وهما مصريان كن والدهما أستاذاَ في دار المعلمين العالية.
وقد أستطاع نادي المنصور الرياضي أن يخلق للرياضة العراقية أبطالاّ كان لبعضهم شأن كبير على الساحة الرياضية، إلا أن تركيز النادي كان على لعبة كرة السلة، فأصبح فريق النادي أقوى فريق في العراق بهذه اللعبة، كما كانت هناك رياضات أخرى تمارس فيه ككرة القدم، ومن لاعبي الفريق حسن أحمد الياسين وجليل مهدي وكمال المقدادي ومحب الدين الطائي وأخرون، وكرة الطائرة حيث كان من المعتاد أن أغلب لاعبي السلة هم مؤهلون للعبة الكرة الطائرة ويضاف اسم فاتك الصافي لهذا الفريق وكرة اليد ورفع الأثقال وكان على رأس الفريق الرياضي عبد ألأله توفيق الجابر، والدراجات وعلى رأسه الرياضي فائق سليم ألأطرقجي، والطاولة والبليارد ممثلا بلاعبين من طراز عالمي منهم عبد ألأله توفيق الجابر والأستاذ صالح الكمالي وهما من المميزين بهذه اللعبة، والسباحة ممثلة بالسباح العالمي علاء الدين النواب الذي فاز بالمرتبة ألأولى للهواة في السباق الذي جرى بين كابري ونابولي في إيطاليا سنة 1951، ثم أحرز المرتبة ألأولى في السباق الذي رعته جريدة الحياة البيروتية بين منطقتي ألأوزاعي وبيروت عام 1955 كذلك عبوره بحر المانش في السباق التقليدي الذي كان يقام كل عام.
ومن فعاليات النادي إقامة الجراديغ صيفاَ وهو تقليد سنوي للنادي حيث يقيم مهرجاناَ في الهواء الطلق وعلى شاطيء نهر دجلة، تمارس فيه شتى الألعاب المسلية بغية جمع المال لترميم النادي. وكان النادي في حركة دؤوبة لأقامة الرحلات لفرق النادي الرياضية المختلفة بين المحافظات العراقية وإقامة المباريات مع فرق تلك المحافظات إضافة لاستقدام الفرق من هذه المحافظات الى بغداد وكانت تتم أستضافتهم والصرف عليهم على نفقة النادي مع الاعتراف بالفضل الى داينمو النادي ولولبه السيد حسن أحمد الياسين.

                                 
 
           داينمو النادي ولولبه السيد حسن أحمد الياسين

وكان هدف النادي هو أن يتشعب ويخدم انتشار المفاهيم الرياضية وليس المهم أن يفوز، وكانت المباريات التي يخوضها فريق النادي لكرة السلة مع نظراءه كنادي ألأعظمية والهواة تكتسب مساحة جماهيرية كبيرة لما تحويه من متعة وندية للمشاهدين، حتى أن المباراة التي جرت عام 1958 بين النادي والأعظمية على ملعب نادي قريش في الكاظمية استقطبت ألآف المشاهدين من الذين غصت بهم مدرجات الملعب، أضافة الى ألآف غيرهم لم يتمكنوا من الدخول لضيق الملعب فبقوا يتابعون وقائع المباراة خارجه.

      

صورة تأريخية تجمع لاعبي النادي مع نادي لأعظمية في المباراة التي جرت عام 1958
ومما لابد من ذكره أن النادي شكّل فريقاَ أولمبياَ لبعض الألعاب فكان الرياضي خالد توماس يمارس لعبة القفز بالزانة، والرياضي فالح أكرم فهمي يمارس القفز العريض، والرياضي جبار راشد يمارس القفز العالي، وكان للنادي فريق مختص بسباق 4X 100 متر بريد يتكون أفراده من محب الدين الطائي وحميد البازي وطه النعيمي وحسن أحمد الياسين. وشارك النادي في بطولة الدراجات العربية التي أقيمت في القاهرة وترأس الفريق العراقي (حسن أحمد الياسين) سكرتير أتحاد الدراجات العراقي، ومن نشاطات النادي إضافة لنشاطاته الرياضية نشاطات أدبية وفكاهية وقد أصدر النادي نشرة جدارية شهرية ثقافية عامة كان أسمها (المنصور) يشرف على أخراجها وتحرير مواضيعها حسن احمد الياسين. بعدها توقف النشاط الرياضي في أروقة النادي، إذ مر عليه ما مر على البلاد في أوائل الستينيات، إذ تمت السيطرة عليه من قبل عدد من الشيوعيين بقرار حكومي. وفي العام 1965 توقف النادي عن كل نشاط وخلت غرفه من رواده وأسدل الستار على تجربة رائعة قادها ابطال وشباب استمرت خمسة عشر عاماَ بالتمام والكمال.

مستشفى غرباء الكرخ:

  
 
مستشفى غرباء الكرخ في منطقة خضر الياس
 وهي أقدم مستشفى في بغداد وتعرف بمستشفى غرباء الكرخ وقد سميت على غرار مستشفى غرباء إسطنبول التي لاتزال قائمه في مدينة إسطنبول وقد أسسها المصلح الكبير الوالي مدحت باشا في سنة 1872م وقد قيل فيها:
مدحتْ أوجدَ عرشاً فيه للناس شفا      قال في تاريخ هذا القصر موسى الصفا
لقد أدرك الوالي مدحت باشا الحاجة الماسة الى تأسيس مستشفى عامه في بغداد وقام بالتخطيط لها في سنة 1872م وبعد مناقشة المشروع في مجلس الولاية تقرر أن تقوم البناية في الحديقة التابعة الى وقف سليمان باشا والواقعة على ضفاف نهر دجله مباشرة من جهة الكرخ، ولكن العقبة الرئيسية كانت عدم وجود ميزانيه خاصه لبناء المستشفى ولذلك أقبل الكثير من الاهالي والوجهاء بالتبرع لبناء هذه المستشفى، وقد تم بناؤها سنة1872م وأطلق عليها مستشفى غرباء، ولقد أرخ العلامة عبد الوهاب النائب في هذه المناسبة حيث قال: -                          
لله ما أطيب هذا البنا         في وصفه ليس له من مثيل
 على التقى مذ تم ارخته    أطيبه هذا شفاء العليل

                         

 
والي بغداد مدحت باشا                 
وبالرغم من اكمال بناء المستشفى لكنها بقيت خاليه لعدم وجود العدد الكافي من الاطباء ولذلك استخدمت البناية في البداية كمدرسه أعدادية. وبعد عدة سنوات توفر العدد المناسب للأطباء وافتتحت كمستشفى عام حيث تتسع الى خمسين سريرا وتشمل فروع الطب والجراحة والامراض الجلدية والزهرية أضافة الى قسم خاص للمعتوهين والعاهرات وبالرغم من عدم وجود عيادة خارجيه ولكن المستشفى كانت مزوده بشعبه للإسعاف. وكانت المستشفى تدار من قبل أطباء البلدية ومأموريها وكان العلاج مجاني، وقد استمرت المؤسسة في خدماتها حتى سنة 1887م حيث أهملت مره أخرى ولنفس السبب المذكور سابقا وتحولت بنايتها الى المدرسة الإعدادية الملكية ونقلت ادارتها الى دائرة المعارف. وقد قام الوالي نجم الدين الملا سنة 1908-1909م وهي سنة اعلان المشروطيه والدستور العثماني، باسترداد البناية واعادتها مستشفى مرة ثانيه بعد ان نقل اليها محتويات مستشفى نامق باشا شمال باب المعظم، بعدها استمرت على حالها حتى ما بعد الاحتلال البريطاني سنة 1917 حين تقرر تحويلها الى المستشفى المدني في الكرخ والمتخصصة بأمراض النساء والتوليد. بعد هدمها اقيمت محلها البناية التي تشغلها العيادة الشعبية للأختصاصيين في الكرخ. ومن المديرين الذين تعاقبوا على إدارة المستشفى فكانوا القائم مقام فؤاد بك ومحمد أفندي نيازي وشاكر السويدي وجميل دلالي وعبد الله برصوم واخرهم صبيح وهبي. وقد زار الدكتور وهبي في أواخر الاربعينيات بعض الدول ألأوربية للتعاقد مع بعض الفنيين في مجال الطب والتمريض فتم التعاقد مع الممرضة الايرلندية (مسسز ماك واير) وقد أضحت المستشفى على عهد هذه الممرضة تقطر نظافة.


نشاطات أهالي محلة خضر الياس:
من النشاطات التي كانت تقام في محلة خضر الياس في كل خميس من كل أسبوع ھي خرﻭج أهلها صغيرهم وكبيرهم، نساؤهم ورجالهم ألى حديقة المحلة بشكل جماعي للترويح عن أنفسهم بسبب ضيق بيوتهم التي لاتسع الكثير من الزائرين فكنت ترى الصغار يلعبون ويمرحون بين أهاليهم والرجال في ركن أخر من الحديقة يمارسون هواياتهم ويتناقلون الأخبار والأحاديث فيما بينهم وكذلك شباب المحلة يتداولون الأخبار والنوادر ويمارسون مختلف الألعاب، كما أن ذلك كان أشبه بمحطة لقاءات للنساء لتمتين أواصر التعارف والتعرف عن قرب لبنات المحلة وفرص للخاطبات واللائي يعملن في مثل هذه الظروف لأنتقاء فتاة مناسبة لأحد شباب المحلة المهيأ للزواج، هذا التواجد ألأسبوعي كان أشبه بكرنفال جميل يمثل أبرز نشاطات هذه المحلة الخالدة.
ومن فعاليات أهل المحلة وخصوصاً عند قدوم شهر رمضان الكريم، فيقوم الأهالي بوضع النشرات الملونة التي تغطي أزقتها وبيوتها كما وتبدأ المساجد برفع التكبيرات مرحبة ومهللة إيذاناً بمقدم هذا الشهر الفضيل، وكما جرت العادة في محلات الكرخ ومنها محلة خضر الياس فيقوم الأهالي بتبادل الأطعمة التي يطبخونها فيما بينهم خلال أيام شهر رمضان فترى الصبية يحملون صحون الأطعمة من دار الى دار وبهذا تزدان موائدهم بمختلف أنواع الأطعمة، كيف لا وهذا الشهر الفضيل هو شهر الطاعات والعبادات والكرم والجود، حتى يستحق الصائمون جزاءً من ربهم بما قدمته أيديهم من العبادة والبر فكل عمل أبن أدم له إلا الصوم فأنه لله تعالى وهو يجزي به.
أما فعاليات الأطفال خلال أيام رمضان فتراهم يخرجون جماعات من بيوتهم وهم يدورون على بيوت المحلة وهم يتغنون بالأغنية الشهيرة (ماجينة ياماجينة حل الجيس وأنطينة)، فيخرج عليهم ساكني البيوت لمنحهم بعض الحلويات أو قطع النقود حيث تتجمع لديهم كمية منها يوزعونها فيما بينهم.

 
أغنية ماجينه يا ماجينه
أما الشباب فتراهم يتجمعون بعد الأفطار وإداء صلاة العشاء، في مقهى خليفة أو مقهى حسن عجمي في محلة التكارتة أو مقهى أحمد الجداع في خضر الياس لممارسة هوايتهم المفضلة في لعبتي المحيبس والصينية وترافق هذه المباريات توزيع البقلاوة والزلابية والتي يجلبونها من محل جواد الشكرجي أو محل حسين الشكرجي (أبو علاء).
   


لعبة المحيبس خلال شهر رمضان المبارك بين شباب التكارتة وخضر الياس
أما رجال وشيوخ المحلة فتراهم يخرجون للتمتع بقضاء أمسيات جميلة فيما بينهم في مقاهي التكارتة أو مقهى أحمد الجداع ذات الموقع المتميز والتي شيدت على ضفاف نهر دجلة الخالد وذلك بعد ألأنتهاء من صلاة التراويح في جامع خضر الياس او جامع قمرية خضر الياس والمجاور لبيت السويدي وفي هذا الشهر الكريم تشاهد اجتماع جميع شرائح مجتمع محلة خضر الياس الى وقت متأخر من الليل بإنتظار المسحرجي الذي يزور المحلة في هذا الشهر ويمر بأزقتها وبيوتها ناقراً على نقارته (اصحى يا نايم وحد الدايم) وعلى وقع نقراته تستيقظ ربات البيوت بعدد سماع نداءات المسحرجي لغرض أعداد وجبة السحور لأهل الدار مبتدئين بذلك صيام يوم جديد من هذا الشهر الكريم. ومن أشهر المسحرجية السيد صالح الخشمان.
الحوادث والأحداث التي آلمت بالمحلة:
كثيرة هي الحوادث والأحداث التي مرت على هذه المحلة وأهلها الوادعين والمسالمين ولكن طبيعة النفس البشرية التي تجنح مراراَ للشر تركت أثرا في مخيلة ووجدان أهالي المحلة وروعت بعض الحوادث الحياة الوادعة التي كان يعيشها الأهالي ومن هذه الحوادث، حادثة مقتل ( شهاب) خال بيت جاسم السامرائي (بيت أبو الحش) وهو خال السادة وهاب وستار وجبار ورزاق وثائر وقد قتل المذكور في أحد الجراديغ وأتهم بيت ناصر الساكنين بجانب بيت طوبان بحادث مقتله فهجم السوامرة الساكنين في المحلة طلباَ للثأر، وتم تبريد الموضوع من قبل بعض رجال المحلة وأجبروا على الرحيل الى ألأعظمية بعد أن هددوا بالقتل إن هم بقوا فيها وبعد فترة تم الكشف عن قاتله ولم تكن لبيت ناصر أي يد في الموضوع.
أما الحادث الأخر فكان مقتل الشاب هشام أبن ياسين وكانت أصابع ألأتهام بمقتله تشير الى عدة أشخاص من المحلة ودون التأكد من هوية القاتل بالضبط، والحادث ألأخر هو مقتل الشقيين عزاوي وسعودي على يد باقر جان صاحب مقهى 14 تموز والذي يقع بجانب المحطة العالمية وبعد قتلهما أخذت (ماهّية) والدة المغدور هشام تدور بالشوارع وهي تصيح (بشّر القاتل بالقتل .. بشّر القاتل بالقتل).
كما تعرضت المحلة الى زلزال ضرب بغداد سنة 1948م وقد كان قويا جداَ، ألا أنه مع قوته فأن أياً من البيوت على قدمها لم يتأثر به ولم يتصدع أي جدار من تلك البيوت، وفي نفس السنة أمطرت السماء بَرَداً (حالوب) وتكونت في ألأزقة تلول منه وعلى سطوح البيوت كذلك فخشى الأهالي أن تنهار السطوح من ثقل البَرَد فأخذوا يلقون به بالمجارف من على السطوح.
وفي 13 أب من عام 1920 داهمت الشرطة محلة خضر الياس للقبض على السيد يوسف السويدي الذي كان من المشاركين النشطين بثورة العشرين وكان يوسف السويدي يسكن محلة خضر الياس وقد دافع عنه أهل المنطقة ورفاقه واصطدموا بالشرطة التي جاءت للقبض عليه، وقد سقط من أهل المحلة ستة قتلى وأثنا عشر جريحاً .. والقتلى هم: محمد العكيلي وعبد الرحمن السامرائي وتوفيق الناصري وصالح حيو وصالح جياد. أما الجرحى فمنهم: الحاج عبود مختار محلة سوق الجديد، وعبد الرزاق الكسار وعلي سلمان الخوجة وحميد دكة.
كنز خضــــر ألياس:
في فجر يوم السبت 14 شعبان سنة 1317هـ / 18 كانون الاول 1899م عثر على شاطئ دجلة من محلة خضر الياس على دفينة من الدنانير الذهبية العباسية او ما عرف وقتها كنز خضر الياس والدنانير التي عثر عليها كانت مضروبة باسم الخليفة المعتصم بالله العباسي .وقصة الكنز هذا وكما رواها السيد علي محمود الضاهر المشهداني حيث قال:( في يوم شتوي من العام 1900 وفي نهاية القرن الماضي نهض ذلك الرجل القروي الذي يسكن في بيت قديم مع زوجته التي لا تنجب بجانب الكرخ من بغداد القديمة في منطقة الدهدوينة قرب نهر دجلة ليؤدي فريضة الفجر ويتوجه لعمله قبيل شروق الشمس حيث كان يعمل على قفة لنقل البضائع من الكرخ للرصافة وبالعكس و(القفة) كانت وسيلة نقل معروفة على شواطيء نهر دجلة ببغداد وهي عبارة عن شكل مدور معمول من الخشب والبردي ومطلي بالقار ألأسود وتسير بواسطة مردي والمردي عبارة عن قطعة خشب طويلة تدفع بها القفة، وعندما وصل هذا الرجل الى قفته كعادته تناول المردي ووضعه على جرف النهر ليدفع القفة، وهنا تفاجئ الرجل بأن المردي غاص في الرمل وعندما أخرجه ليختار مكاناً أخر وإذا به يرى عدة ليرات من الذهب تخرج مع المردي من الرمل.
أندهش الرجل وقفز من القفة ليتأكد من أن الذي يراه هو حقيقة وليس حلماً وعندما أمسك بالليرات وتفحصها وجدها حقيقية وبدأ يحفر في الماء وتتكاثر الليرات التي تخرج مع كل كف من الرمل، ومن حسن حظه أنه لم يكن هناك أحد قد حضر بعد لأن الرجل تعود الحضور الى الشريعة باكراً وقبل شروق الشمس فقام بالتقاط الليرات بسرعة وملأ كيسين كبيرين كانا معه في القفة وحملهما مسرعاً الى زوجته لتخفيها عن العيون على أمل العودة مرة ثانية لحمل البقية، لكون الليرات الذهبية كانت كثيرة وهو لم يأخذ منها إلا القليل وبعد أن وصل بيته القريب أخبر زوجته وقاما بإخفاء الليرات الذهبية تحت أرضية الدار والتي كانت من الطابوق الفرشي وهو الطابوق العريض الذي يسهل رفعه ودفنا الليرات تحت ألأرض وفي مكانين مختلفين وكان هذا هو رأي زوجته إذ قالت له: إذا وجدوا كيساً فلن يبحثوا عن الكيس الثاني والمعروف عن زوجته (أمونة) أنها كانت صاحبة عقل راجح ورأي حصيف، عاد هذا الكفجي الى المكان لجلب المزيد إلا أنه تفاجئ برجال الجندرمة يملئون المكان، وندم لأنه لم يدفن الليرات المتبقية ولما أشرقت الشمس أخذت هذه الليرات المبعثرة على رمال ضفة نهر دجلة تلصف وتعكس أشعة الشمس ألأمر ألذي كشف أمرها، حيث كان دار الحكومة في جانب الرصافة مقابل المكان الذي وجد فيه الكفجي هذا الكنز من الليرات الذهبية.
إن المكان ألذي وقعت فيه هذه الحادثة هو حاليا تحت جسر باب المعظم بجانب الكرخ وكان عبارة عن شريعة للسفن والقفف وألأكلاك لنقل البضائع والأشخاص وكانت تدعى مسناة بيت السويدي، وكان العراق في ذلك الزمن يرزح تحت حكم الدولة العثمانية. وبعد أن شاهد هذا الرجل هذا التجمهر على الكنز الذي وجده والحراسة الشديدة التي وضعت عليه من قبل قوات الجندرمة عاد لبيته ليخبر زوجته بالذي شاهده، أشارت عليه أمرأته  أن يتم أخفاء الليرات لفترة من الزمن ولا يخبرا أحداً بذلك، وبعد عدة أيام نشرت الصحف آنذاك أنه قد تم العثور على كنز يعود للخليفة العباسي المعتصم  في جانب كرخ بغداد وقد ذكرت الأخبار أنه كان يحتوي على سبعة قناطير (حبوب) من الليرات وكذلك تماثيل وحيوانات وحلي ذهبية، وبعد حوالي سنتين ظهر الثراء على هذا الرجل وأشترى بيت كبير وأقام ديوانية كبيرة للزوار والأقارب وذهب لأداء فريضة الحج لأكثر من مرة وتزوج بستة زيجات أخر، ولقب ب ( المعتصم ).

ان الكفجي بطل قصتنا هذه هو صالح بن خلف المشهداني جد السيد علي محمود الضاهر المشهداني من جهة والدته والذي لامس بغرافته بستوكة وقيل حبا كبيراً كانت مدفونة في جرف الشاطئ في مسناة بيت السويدي فكسرها وكانت مملؤة دنانير فانهالت منها الدنانير فمنها ما غاصت في الماء ومنها ما استطاع الكفجي اخذه ووصل الخبر الى السلطات المسؤولة فحافظت على ما بقي واستخرجت الدنانير الغائصة في الماء فكان مجموع ما استولت عليه نحو ثلاث الاف سبيكة بينها ظهرت قطعة بثقل نحو عشرين ليرة سبيكة ذهبية نقلت الى العاصمة اسطنبول وهي الان في متحفها مع النقود التاريخية الاخرى.
طرائف أهل المحلة:
كثيرة هي الطرائف والحكايات المسلية لأهل المحلة لبساطة حياتهم ونيتهم الصافية في تقبل الأمور وتختزن الذاكرة كم واسع منها إلا أن أغلبه قد لا يكون التحدث به صائباً كونه قد يمس خصوصية البعض من أهل المحلة، ومن هذه الطرائف أن نصيف ابن جسوم السامرائي كان يأتي منتشياً لبيتهم وفي أحدى المرات وصل ليلا وكانت الظلمة والعتمة تلفان البيت وغرفه فدخل المطبخ يبحث عن بقايا طعام فوجد قدراً به بقايا (بامية) وكسرا من الخبز فثرد به وأكل ولاحظ وجود ما يشبه اللحمة فيها فأخذ يحاول أبتلاعها دون جدوى فتركها، وعند الصباح وجد أن أهله قد نقعوا القدر من مخلفات البامية بالماء ونسوا فيه (ألأسفنجة) لغرض غسل القدر.
أما محمد ألملقب (حمندي) فكان يتفنن بتعذيب القطط والفئران، فيقوم بشنق القطط بالحبال وصب النفط ألأبيض على الفأر وأشعال النار فيه وتركه يركض بين أطراف المحلة.
ولمحمد أبن الحاج سلمان الجبوري طريفة مع الأستاذ عارف الوسواسي مدرس التربية الدينية، إذ كان يوجد في الصف طالبين من الصابئة المندائيين وهما (نسيم ونعيم)، وفي كل مرة يخرجهما من الصف يخرج معهما محمد بحجة أنه من غير المسلمين، وفي أحد أيام (المحيا) شاهد الوسواسي محمد يدق على الطبلة على رأس تظاهرة المعاضدة والتي جابت محلة خضر الياس متوجهة الى محلة الجعيفر لبدء معركة مع أهلها بالبوتاز والزنابير، فسأل الوسواسي أحد المشاركين عن الفتى الذي يدق بالطبلة فأخبروه أنه أبن الحاج سلمان والذين يبيعون الدوندرمه في التكارتة، فعرف أنه من المسلمين وليس كما يدعي أنه من أهل الكتاب وأنه كان يخدعه طيلة العام الدراسي، وفي اليوم التالي وفي درس التربية الدينية سأل الوسواسي الطلبة من منكم من أهل الكتاب فخرج (نسيم ونعيم) وخرج معهما محمد وهنا أخرج الوسواسي (توثية) كان يخبئها تحت صايته وأنهال بها ضربا على محمد يساعده في الكتلة طلاب الصف نكاية وتبرماً به.
خاتمة:
كان الهدف من هدم هذه المناطق ومنطقة خضر الياس بصورة خاصة والمحلات التراثية التي تشكل مركز بغداد القديم، هو إعادة رسم الخارطة الديموغرافية للمنطقة ككل وإعادة توزيع سكان هذه المحلات ونثرهم على طول وعرض خارطة بغداد كي يسهل قلعهم ودمجهم في مناطق أخرى هي غريبة عن محلاتهم القديمة التي آلفوها وتآلفوا مع أهلها وصولاً الى طمس معالم تراثية وحوادث تأريخية عاشها وجاورها سكنة هذه المحلات. كما أن هذه الخطوة قتلت عادات وتقاليد غاية في الروعة والجمال عند أهل تلك المحلات ومنها الكرم والتكاتف عند الشدائد والملمات والصدق والأمانة ونكران الذات وهي عادات وتقاليد جبلوا عليها طيلة عشرات السنين وانتقلت من جيل لأخر. تشاركوا فيها جنبا الى جنب في بيوتهم البسيطة ومحلاتهم الصغيرة التي كانت تجمع كل هذه الحميمية في العلاقات.

                            
 
              الحاج مظهر جاسم محمد الحبيب

وهنالك أمثلة كثيرة تؤيد ما ذهبنا اليه وأنصعها هنا ربما العمل الذي قام به السيد جاسم محمد الحبيب والد السادة ناجي وعارف ومنذر ومظهر، عندما تبرع لعباس الدكة بمبلغ خمسة دنانير في الأربعينيات من القرن الماضي كي يستطيع أن يشتري عباس زورقه الخاص به ويبدأ حياته بعيداً عن عمل السخرة لدى الأخرين، وكذلك الجمعية الخيرية التي أسسها الحاج عبد الحميد الدهّان لمساعدة بعض الطلبة المعوزين لغرض أتمام دراستهم في الكليات والجامعات العراقية وغير ذلك من الجهد الذي كان ينشد لخلق حالة من التكافل الاجتماعي والتي بدورها تولد حالات أخرى منه وصولاً الى مجتمع الكفاية والعدل. هذه الأهداف النبيلة الفردية أنعكست على أخلاق وسلوكيات ساكني هذه المحلات وأهل ربوعها وأندثرت معهم عندما هدمت بيوتهم ومحلاتهم وأنتقلوا للعيش في محيط غريب كلياً عما آلفوه وعايشوه هم وآبائهم عقود كثيرة. هذه ألأخلاقيات طبعّت بمجملها ما يعرف بالكرخ والكرخيين أناسا وتراثا وتقاليد وعادات لازال الناس يذكرونها ويتحسرون لأيامها لحد ألان.
وفي الختام ارجو ان اكون قد وفقت في ايفاء محلتي ومنطقتي مالهما علي من دين وكذلك ما لأبنائها من ذكرهم واثبات حقيقة وجودهم واسهاماتهم في العراق الذي كان موطن النشامى والغيارى الذي نرجو له صادقين عودة كريمة لأيامه الماجدة وما ذلك على الله بعزيز.
الهوامش:
•الحاج خالد أحمد الياسين – لقاءات وأحاديث على مدى أشهر لاستذكار محلة خضر الياس.
•الأستاذ عبد الملك الياسين – ذكريات من تأريخ نادي المنصور الرياضي.
•الأستاذ أنور عبد الحميد الناصري - سوق الجديد - محلة مضيئة من الجانب الغربي ببغداد.
•الدكتور عماد عبد السلام رؤوف - الاصول التاريخية لمحلات بغداد.
•السيد محمد الشاهد – منتديات عراق الخير والمحبة – الملخص في تاريخ بغداد والعراق – محلة خضر الياس.
•الأستاذ عبد الوهاب الجواري - من حقيبة الزمن ...أيام وذكريات الكرخ الجانب الغربي لبغداد الخالدة.
•الأستاذ أحمد زيدان - الكرخ فرسانها ونجومها التي انارت الطريق للأجيال الرياضية اللاحقة ودورها في رفد الحركة الرياضية العراقية بالأبطال.
•الأستاذ مثنى محمد سعيد الجبوري - الكرخ ... أحياؤها ... عوائلها ... رجالها.
•ذكريات شخصية للكاتب.
•الحاج مظهر جاسم الحبيب – مجموعة صور لمحلة خضر الياس قبل الهدم مهداة للكاتب.



  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

960 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع