(نبضات من الذاكرة عن شارع عمر بن عبد العزيز وشارع الاخطل وشارع رشيد عالي الكيلاني وصولا الى سبع ابكار)
لا مكان في الحياة، بالنسبة لأي واحد فينا، أجمل وأحلى من المكان الذي ولد فيه وترعرع في أجوائه، وتفيأَ ظلالَه وارتوى من نهر مائه، فالمكان هو تذكر لمراتع الشباب بكل أبعادها،
ضحكاتِ ولعب الطفولة البريئة ونزوات وهي طبيعية كجزء من كيان كل إنسان، فمهما ابتعد عنه، وشطت به الدار، فلا بد أن تبقى جمالية بلاده في ثنايا مخيلته، وهذا جزء يسير من الوفاء لهذه الأرض التي حملته على ظهرها وهو يكبر ويكبر، هذا العشق وتلك المشاعر الانسانية الجياشة التي ُتشجي القلب وتداعب النفس الانسانية وتثير ما لديها من ذكريات ومواقف تقترب في تفاصيلها من تلك التي عشناها لنكتب عنها بعد أن غاب البعض عن الكتابة عنها، فيعيدنا الحنين ويجعلنا نطوي كل المسافات كي نلقى أحبتنا، فالدوافع واحدة الحب العميق والشوق الجارف.
الحنين لعصر الطفولة وحكايات الصبا والشباب، فالأهم هو التأكيد على أصالة تلك المدن والمناطق التي أنشاتنا، وعلاقة الانسان بها والارتباط بعظمة من عاشها من أناس طيبون وطقوسها وتراثها وتقاليدها. وتأثير كل تلك الأجواء على مسيرة حياتهم هي تغذية لمواهبهم وإغنائها بالمادة الخصبة، ، تأخذنا الحياة بهمومها.. وأشغالها..ومتاعبها وتبعدنا عن أناس نحبهم وأماكن أعتدنا عليها وتربينا فيها لكننا مهما بعدنا بأجسادنا يظل من نحبهم في أرواحنا وتلك الأماكن محفورة في أعماقنا، فيعيدنا الحنين ويجعلنا نطوي كل المسافات كي نلقى أحبتنا، فالدوافع واحدة..هي الحب العميق. الحنين الجارف للهو الطفولة، وحكايات الصبا، هذه الأحياء التي كتبنا عنها ولا زلنا نكتب عن شوارعها وازقتها لا تزال تشكل في درابينها روح المنطقة وتتعانق مع فن معماري تجسد في تصميم وتنظيم دقيقين يحملان الكثير من الذكريات والحكايا عن زمن جميل مضى كان فيه الأهل والجيران يعيشون كعائلة كبيرة سعيدة.
قد يعيش الإنسان لفترة ما في وطنٍ غيرِ وطنه، وأرضٍ غيرِ أرضه، لظروفٍ أجبرته على الرحيل، ولكنه ربما يحب ذاك الوطن، ويحب أهله، لأنهم طيبون وجديرون بالمحبة، فالمحبة والطيب لا يعرفانِ وطناً ولا أرضاً، ولكن مهما عاش بينهم فلا بد أن يفارقهم، ليعود إلى وطنه، مردداً في طريق العودة كما قال ابن الرومي وهو يتشوق لبغداد
(بلدٌ صحبت به الشبيبة والصبا ولبست ثوب العيشِ وهو جديد
فإذا تمثل في الضميرِ رأيته وعليه أغصان الشباب).
لنبدأ مشوار الكتابة ولنكمل المسيرة لوصف المناطق والشواخص والرموز لبقية أحياء الاعظمية.
شارع عمر بن عبد العزيز مشهور في بغداد وبطول 1600متر يبدأ من ساحة عنتر ويمر بمكتبة الصباح ويستمر متجهاً شمالاً، أول حي عن يمين الشارع هو حي هيبة خاتون خاتون،
وأول المعالم نادي الملكي (الأولمبي) الذي رفد الحركة الرياضية بأبطال حصلوا على مراكز مهمة وشهدت ساحاته أجمل اللقاءات الأجتماعية في الأعياد ويمضي الشارع متجهاً شمالاً حتى يصل إلى تقاطع مكتبة الصباح، الصرح الثقافي مكتبة الصباح العريقة والتي كتب عنهاالكثير من الأدباء والمثقفين
وكان من روادها الرئيس عبد السلام محمد عارف والفريق صالح مهدي عماش نائب رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء رشيد عالي الكيلاني ورئيس الوزراء عبد الرحمن البزاز وناجي طالب والوزراء علي محمود الشيخ علي وعبد العزيز العقيلي ومحمد صديق شنشل وعبد الله الخضير واسماعيل العارف وعبد الكريم فرحان وفيصل السامر وسعد قاسم حمودي والمهندس أحمد سوسة والفنان جواد سليم والسفير محمد سليم الراضي والشاعر والأديب خالد الشواف والرسام اسماعيل الشيخلي والنحات خالد الرحال والرسام عطا صبري و والدكتور عبد العزيز الدوري والدكتور حسين امين والدكتور سليم النعيمي والأستاذ محمد بسيم الذويب والقائد العسكري والمتصرف حسين العمري والدكتور كمال السامرائي والدكتور أحسان البحراني والدكتور سالم الدملوجي والدكتور عزيز محمود شكري والدكتور سعدون خليفة و المهندس المعماري قحطان المدفعي ولويس باكوس وجعفر قاسم حمودي وحسن العلوي والدكتور عناد غزوان وهاني الفكيكي وصباح ميرزا وفلاح ميرزا والطيار هشام أمين زكي
والطيار هشام عطا عجاج وأخرين من رجال الفكر والسياسة وغيرهم، في طفولتنا وشبابنا كنا نذهب اليها لأقتناء المجلات والقصص.
وبعد تقاطع مكتبة الصباح تقع راغبة خاتون عن اليمين وأما اليسار فتقع محلة الشيوخ ويستمر الشارع حتى يصل إلى عمارة على هيئة الباخرة حيث ينتهي الشارع.
فشارع عمر بن عبد العزيز مرورا بالصليخ وسبع ابكار يحتل موقعا متميزا لكونه محاط بالبيوتات الجميلة والفلل وفي وسطه جزرة زرعت فيها أشجار باسقة وفي يعض منها كانت البساتين الصغيرة الخضراء وعرفت منذ القدم بحسن مناخها وطيب هوائها وخصوبة تربتها إضافة لاعتدال طقسها، وهو شارع التمشي حيث تتراءى لك جمال منظره صباحاُ ومساءً، تعودنا بعض الأحيان التمشي هناك ومشاهدة سباقات السكيت التي كان يديرها عوسي الأعظمي الرياضي المشههور لبطولة العراق حيث يبدأ السباق من ساحة عنتر مرورا بالشارع المذكور والى مسناية بلاسم والعودة لساحة عنتر.
هناك الكثير من المعالم البارزة في هذا الشارع منها ان كثير من ابناء المنطقة المحاطة أبناءها وشبابها درس في متوسطة المثنى ومنهم كاتب المقالة، هذه المتوسطة التى نحمل ذكرياتها ونعتز بها لأنها تشكل مرحله مهمه من تأريخ حياتنا، اضافة الى كونها محطه علميه مهمه مررنا بها كباقى الطلبه،فهى التى أسهمت فى تكوننا الفكرى والسياسي والعلمى، ومن المعالم ايضا اسواق العزاوي وأسواق الباخرة وفي الثمانينات أفتتحت أسواق وتجهيزات الانعام الغذائية والتي تعتبر في حينها طفرة لأسواق الماكولات والتجهيزات الغذائية من قبل أصدقاء لنا وهم صباح عبود ومحمد العيدروسي وناثر.
لقد سكن في هذا الشارع وما جاوره الوزراء والاعيان وأصحاب النفوذ من المثقفين والعلماء والعسكر ورجال الاعمال نذكر منهم ليس بالتسلسل الجغرافي وأما بالتسلسل البياني:
الأستاذ جاسم مخلص، الاستاذ يوسف زينل وأحد ابنائه صديقنا الطيار سمير الذي استشهد في حرب تشرين، النائب توفيق الفكيكي وابناءه الاستاذ هاني الفكيكي السياسي وأصدقائنا عبد الآله ومحمد، والاستاذ عزت العزاوي والد أصدقائنا من الطيارين علاء وعماد وعدي والمهندس عدنان، بيت كاشف الغطاء مدير المصرف اللبناني، بيت الدكتور أبراهيم، بيت أمين، بيت الاستاذ كاظم العزاوي، بيت رجل الاعمال المشهور أسماعيل شريف، بيت الوزير علي محمود الشيخ علي، بيت صديقنا عبد الله أبو طبيخ،
بيت الاستاذ علي صادق العطار والد الرسامتان المشهورتان سعاد وليلى، ومع تقاطع مكتبة الصباح بأتجاه الصليخ بيت الاستاذ المحامي جلال القصير أخو صديقنا المشهور بمحبته لنهر دجلة وجرداغه المعروف لسنوات عديدة قحطان القصير، بيت الأستاذان طارق وغانم المتولي، بيت الوزير علي بابان، بيت الاستاذ سامي باشعالم، بيت الدبلوماسي الاستاذ عدنان آصف، بيت الاستاذ محمد القرغولي، بيت الشكرجي الاستاذ محمد صادق واولاده أصدقائنا جعفر ومهند وعماد وأياد، بيت الأستاذ أمين زكي وأصدقائنا الطيار هشام والمهندس خالد، بيت الاستاذ جميل المدفعي وصديقنا سعد المدفعي، بيت السبتي وأصدقائنا هادي وأسامة، بيت الأستاذ كمال صبري أغا، بيت باسل بحر، بيت الوجيه محمد سعيد الخفاف والد الأستاذ كاوة وبنفس البيت كان يسكن أولاد أخيه الصديقان نوروز ومحمود الخفاف، لدى الاستاذ محمد بستان جميل جدا يا ما قضينا مع نوروز أوقاتا جميلة فيه،
سكن لفترة قصيرة الشاعر المعروف محمد مهدي الجواهري، وبيت العلامة عبد العزيز وولده الشاعر والأديب خالد الشواف، بيت القاضي عبد العزيز المطير، وبيت وزير الداخلية عمر نظمي، وبيت وزير المعارف عبد الحميد كاظم، بيت الدكتور سليم النعيمي،
بيت وزير الدفاع عبد العزيز العقيلي، بيت السيد عبود الكرحة (النعيمي) والد اصدقائنا نجاح وسعد وصباح وهذه أحدى بيوته حيث له بيتان آخران في شارع سهام المتولي، بيت الأستاذ نيازي مصطفى،بيت وزير المعارف جابر عمر، بيت الاستاذ مصطفى وقد سكنه فترة الوزير عدنان الباججي عنما كان مديرا في وزارة الخارجية، بيت العلامة جمال الدين الالوسي وأولاده حازم وعاصم ونزار وقتيبه وراجح، بيت الدكتور صباح القاضي، بيت الأستاذ سامي السامرائي، بيت المحامي جليل العزاوي، بيت الاستاذ لطيف روضان، بيت ساعور، بيت مدير السفر جهان بابان، بيت أصدقائنا صادق وعادل بابان، بيت صديقنا عبد الوهاب الجراح الذي لازال في فينا، بيت صديقنا محمد العيدروسي، وبيت الوزير محمد محمود صالح والد كل من الدكتور عصمت ونجدت وصديقنا الدكتور محمود،
وبيت الرسام عطا صبري، وبيت الدكتور جابر الشكري، وبيت الوزير جابر عمر، وبيت الأستاذ عبد الرحمن البسام، كما سكن لفترة الدكتور عبد الرزاق محي الدين وزير الوحدة، بيت الأستاذ عبد المجيد حسن أمين العاصمة، وبيت العلامة محمد بهجت الأثري، بيت الأستاذ علي غالب عزيز، وبيت الأستاذ محمد الراشد، وبيت احمد حامد الصراف، بيت السفير محمد سليم الراضي وزوجته سعاد رئيسة جمعية الهلال الأحمر وابنتهما الفنانة رائدة فن الخزف والكاتبة نهى الراضي وشقيقتها العالمة الآثارية سلمى الراضي، وهناك مشتمل صغير سكنته عائلة حسون الأمريكي.
في شارع الأخطل المتفرع عن شارع عمر بن عبد العزيز الموصوفة بنقاء هوائها وهدوئها السائد ولقريها من نهر دجلة واحاطتها بالبساتين أقدم بعض رموز الطبقات العراقية ببناء مساكنها الواسعة بجمالية يضرب بها المثل من حيث التصاميم الراقية للفن البغدادي المطعم بالتاثير الأوربي والمتناسقة بدقة متناهية وفيها أقدم اليسوع الأمريكان أختيارها لانشاء كلية بغداد وفيها أنشأت حديقة الأخطل، أما بساتينها المترامية فهي جميلة ومليئة بأشجار الفواكه والنخيل ومنه بستان ابو ريم وبستان الخزعل وبستان أم عقيل.
فمن البيوتات التي سكنت شارع الأخطل وماجاوره ومن الطبيعي لا يمكن حصر أسمائهم في هذا المقال ألا أننا سنحاول قدر الأمكان أن نبرز ما نملكه،
منهم الاستاذ الأديب والصحفي قاسم حمودي واولاده القيادي البعثي جعفر قاسم حمودي والوزير سعد قاسم حمودي والسيدة لميس قاسم التي كانت من الناشطات لحقوق المرأة العراقية، وبيت القائد العسكري معاون رئيس أركان الجيش في العهد الملكي عباس علي غالب والد أصدقائنا الدكتور الجيولوجي حافظ عباس ودكتور الاسنان علي،
وبيت الأستاذ محمود ناجي عواد وعيادة زوجته طبيبة الأسنان الدكتورة بلسم عبد الكريم هانيء،وبيت الوزير نوري شاويس ألقيادي الكردي، وبيت الوزير أحسان شيرزاد،
وبيت الوزير ماجد مصطفى القيادي الكردي وبيت الاستاذ زهير فاروق الدملوجي والد زميلتنا في العمل غادة،
وبيت أحد الضباط الأحرار رفعت الحاج سري،وبيت حسن الدهان والد اصدقائنا مجيد والدكتور سليم، وبيت الحيالي والد اصدقائنا خالد والدكتور ماجد ووائل وشامل، وبيت الدكتور عصام لطيف، وبيت القاضي جهاد وأخوه فؤاد الونداوي، وبيت الدبلوماسي معمر أمين خالص، وبيت الأستاذ فيصل العبدلي، وبيت أحد الاعيان الأستاذ لويس باكوس، بيت الأستاذ حارث شوكت، وبيت المقاول المعروف حسيب صالح، وبيت الأستاذ مهدي الذهب، بيت الأستاذ صالح حمام، الأستاذ طاهر بك بابان أستأجر وسكن لفترة مع أولاده عبد الله وجميل ونازدار ونازك ونازلين وبري حيث قدموا من السليمانية، بيت الأستاذ قاسم الرجب صاحب مكتبة المثنى، بيت العسكري سعاد سليم ، بيت الحاج نهاد البياتي، بيت الاستاذ سعيد الدليمي، بيت المقاول لويس شكوري، بيت مدير الشرطة وفيق الجلبي، بيت ابو صادق، بيت الأستاذ هاشم العاني، بيت الأستاذ عيسى العاني،
وبيت صديق دراستنا في الأعدادية فرهاد أبن السياسي الكردي فؤاد عارف، وبيت الدكتور محمد محمد صالح بك رئيس جامعة السليمانية وبيت الأستاذ نوري الهاشمي، بيت صديقنا جميل بابان، وبيت الشاعرة الكبيرة فطينة النائب زوجة الأستاذ بهاء الدين النقشبندي، بيت السياسي وأحد رواد حركة القوميين الأستاذ فوزي عبد الواحد.
وعند مثلث الباخرة يتراء لك بيت شيخ علماء العراق مفتي بغداد أمجد الزهاوي وأبنته نهال وهي البنت الوحيدة له من بين ثلاثة أخوة هم يونس ووحيد وسعيد، كرست حياتها لخدمة الحركة النسوية الأسلامية وكرست حياتها منصرفة للدعوة الى الله، ولها الفضل بانشاء جمعية الأخت المسلمة، توفت رحمة الله عليها عام 2005، المحامي خالد الضايع.
ليبدأ شارع آخر امتداد له وهو شارع رشيد عالي الگيلاني، هو شارع قصير من شوارع الأعظمية ذو اتجاهين بدون جزرة وسطية ويعد الشارع امتدادا لشارع عمر عبد العزيز عند عمارة الباخرة وينتهي عند ساحة الطبقجلي، لقد اشتهرت المنطقة ببساتينها وحدائقها وأناقة وحداثة شوارعها العريضة المزينة بالاشجار والارصفة الواسعة وسهولة مواصلاتها الآمنة صباحاً ومساءً وبيوتاتها الجميلة وهي أشبه بالفلل البديعة التصميم التي مازجت بين التراث البغدادي والحداثة غير المصطنعة المبنية على أستثمار كافة ضروف الابداع للمعيشة والتواجد الأجتماعي،
هذا الشارع سمي تيمنا بالشخصية المعروفة للباشا رشيد الگيلاني رئيس الوزراء والضابط ومنزله والاحداث التي مرت في ذلك المنزل واروقته وما جرى خلف جدرانه من حوارات ومعاهدات كان لها صدى واضحاً في تاريخ العراق المعاصر، هذا البيت وبدافع أنساني وتربوي حولته المربية الفاضلة السيدة وداد رشيد عالي الكيلاني الى مؤسسة مدارس مايس الاهليه الابتدائيه المختلطه والتي كانت المديره الاولى فيها، وكانت واحده من اشهر المدارس الاهليه عند تأسيسها بالنصف الاخير من ستينات القرن الماضي، كانت تحتوي على 3 مراحل لرياض الاطفال (روضه أ،روضه ب،التمهيدي)، وفي نهاية السبعينات أشترته الدولة ممثلة بأمانة بغداد بأعتباره بيتاً تراثياً وجعلته متحف ثورة مايس 1941، ولا ندري ماحل به بعد الأحتلال وهل هو الآخر تعرض للسرقه من قبل الأوغاد؟،وقصر رئيس الوزراء حكمت سليمان المقابل لبيت الكيلاني شهد هو الآخر الكثير من المداولات والجلسات السياسية والادبية، كذلك القصر المسمى (قصر بلاسم) وأكثر البيوت على هذا الشارع ذوات الطراز المعماري المتأنق وخاصة البيوت على جهة اليسار واليمين التي تقع على نهر دجلة، كما اشتهرت المنطقة ببساتينها وحدائقها وأناقة وحداثة شوارعها العريضة المزينة بالاشجار والارصفة الواسعة وسهولة مواصلاتها الآمنة صباحاً ومساءً.
في هذا الشارع أضافة لما ذكرناه منزل نائب رئيس الجمهورية الفريق صالح مهدي عماش، منزل الوزير شفيق الكمالي، منزل الدكتور داود سلمان عميد كلية الطب زوج الدكتورة سعاد خليل وزيرة التعليم العالي،
منزل الدكتور همام عبد الخالق، منزل السفير نعمة فارس، منزل الدكتور كمال السامرائي، منزل الدكتور زهير البحراني، منزل الدكتور مظفر الزهاوي،منزل الدكتور عزيز محمود شكري، منزل الدكتور نجدت سليمان، منزل التاجر الكبير منذر عباس، منزل الدكتور قاسم عبد الحميد، منزل الدكتور حسني الآلوسي، منزل الدكتورة آمنة صبري مراد ومنزل يحي ثنيان ..
أما قصر بلاسم فقد اشتراه التاجر المعروف عودة الكبيسي وأجرى فيه التحسينات بعد ان كان خالياً لسنين عديدة وبجنبه المسناية المعروفة والتي كانت المحل الذي يطفر منه السباحون وقد فقدنا عزيزآ هو وائل الحقاني عندما رما نفسه فاصطدم رأسه لحافة الصخر الموجود في قاع النهر وكانت أثناء العطلة الصيفية بنفس السنة التي تخرجنا منها من الثانوية وهذا المكان هو محل السباحة والمغامرات للشباب أيام مان، كما سكن بالقرب من ساحة أحد المهندس المعروف هشام منير والدكتور عاكف الآلوسي والدكتور جواد علي والأستاذ جمال عمر نظمي .
مجلس شوكت سليمان كان يعقد مرة في الشهر يحضره كبار القوم من السياسين ورجال الادب والشعراء الزهاوي والرصافي.
مجلس عبد العزيز الشواف(الكبيسي) ومن بعده الأديب والشاعر خالد عبد العزيز
كان يعقد صباح الجمعة من كل اسبوع في شارع عمر بن عبد العزيز، وهو امتداد لمجلس ابيه الشيخ عبد العزيز الشواف . يحضره عدد محدود من علية القوم ادباء وشعراء وعلماء ومثقفين يتحدثون في قضايا مختلفة تارة في الادب والسياسة وتارة في التاريخ والعلوم الطبيعية وكان
كان من حضاره الدائميين: الدكتور عبد الرزاق محيي الدين، جمال الدين الآلوسي، محمد الاثري، سليم النعيمي، ابراهيم شوكت، يوسف عز الدين، وغيرهم.
مجلس الدكتور كمال السامرائي وكان يحضره الاطباء ومنهم الدكتور أحسان البحراني والدكتور مكي الواعظ ورجال الادب والفنانين.
لا بد لنا ان نتطرق الى شخصية ظريفة تتناولها الالسن بالمحبة والاعجاب من سكنة المنطقة وهي حسون الامريكي والكل منا يتذكر انظار كل من يراه من الناس في الشوارع وهو سابق لعصرنا الحالي بعقود طويلة حيث كان يرتدي ما يحلو له من القمصان ذات المناشئ المعروفة بجودتها وجودة صناعتها من الاقمشة ومن بينها قمصان تحمل علامة(آرو) المشهورة في ذلك الزمان.
حسون الأمريكي بامتداد الشوارع التي كان يقطعها ويخرج على الناس كل يوم بشكل وزي جديد ،فقد ارتدى القمصان التي تحوي رسومات هاواي وغيرها وقمصان ذات الوان صارخة لم يستطع غيره ارتداءها والمغامرة بالخروج بها وسط الشارع واحذيته المشهورة ومنها الجم جم جم ، وتنتصب على صدره قلادة والاكثر من هذا ان حسون الامريكي كان يسحب وراءه الكلب المدلل اينما حل ويتكلم معه بالانكليزية..
لقد ساعد حسون في حصوله على هذه الملابس الغريبة من عمله في المستشفى مع الاطباء الذين احبوا بدورهم زيه، ونمط سلوكه في الحياة، وكان حبهم وأعجابهم له لا يخلو أحياناً من السخرية التي كان يتقبلها برحابة صدر، حتى ان الكثير من الاطباء والمعجبين كان عندما يروم السفر الى خارج البلاد يرسل بطلب حسون ليسأله عن حاجته لكي يجلبها له من الخارج ولم يكتف حسون هذا بارتداء الازياء الغريبة فقط بل انه تعداها الى التصرف الأوربي فكثيراً ما كان يسير في شوارع عمر بن عبد العزيز والضباط وغيرها من الشوارع مستصحباً معه كلباً كان يستعيره من الدكتور نجدت سليمان ممن كان يسكن في منطقته وكثيراً ما كان ايضاً يصعد الى الباص مستصحباً معه الكلب.
شارع رشيد عالي الگيلاني هو شارع قصير من شوارع الأعظمية ذو اتجاهين بدون جزرة وسطية ويعد الشارع امتدادا لشارع عمر عبد العزيز عند عمارة الباخرة وينتهي عند ساحة الطبقجلي.
في الستينات تم أختيار دار حكمت سليمان الواقعة في شارع رشيد الگيلاني على نهر دجلة في الصليخ، مقراً يجتمع فيه الفنانون والمثقفون ومحبو الفن وأصدقائهم لكي يمارسوا النشاطات الفنية والثقافية وأحياء الاعياد التقليدية والحفاظ عليها.
البيت جدرانه سميكة، تقي بذلك البرد في الشتاء و تحمي من حرارة صيف بغداد. يحيط الدار سياج مرتفع، من ثلاثة جوانب، و ينتهي الجانب الرابع بالبستان الذي يعود للسيد حكمت سليمان، وأجرى المهندس رفعت الجادرجي بعض التحويرات بما يتناسب وروحية هذه الجمعية الأجتماعية، من خلال إعادة تصميم علاقات الأحياز، ففتحت بعض الغرف و توسعت البعض منها، كما جرى تغيير بعضها إلى مرافق. فأصبحت الغرفة التي على اليم حديقة، كما صمم المهندس قحطان القاعة الأجتماعية(المشرب)، وصمم المهندس رفعت قاعة السنما الصيفية، كان الرواق يؤدّي إلى شرفة "طارمة" بارتفاع مترين عن الحديقة. جعل هذا الانخفاض الحديقة من أبرد حدائق بغداد في الصيف. كانت الحديقة تمتاز بأشجارها الباسقة الارتفاع من النخيل الشامخ بسعفه، وشجر الحور بأوراقه الوارفة،التي تتلألأ عندما تكسيها أشعة الشمس بصفرتها و لمعانها، وتعطي ظلاً و برودة ممتعة أثناء النهار. تنساب على جانبها ساقية، تجري مياهها ببطء، فتقطع الحديقة لتسقي البساتين المحاذية لها.
ساهم في أنشاء هذه الجمعية المهندس المعماري قحطان عوني، المهندس المعماري رفعة الجادرجي، الدكتور المهندس محمد مكية، الدكتور كمال السامرائي، الدكتور خالد القصّاب، الدكتورة لمعان أمين زكي، السيدة سعاد العمري، السفير محمد سليم الراضي، العقيد مدحت الحاج سري، المهندس المعماري نزار علي جودت الأيوبي، المحامي محمّد عبد الوهاب، والنائب السابق فيصل الدملوجي، الأديب والكاتب جبرا أبراهيم جبرا.
واختار المجلس رئيساً مدحت الحاج سري، و نائب الرئيس محمّد سليم الراضي ورفعة الجادرجي سكرتيراً.
أقامت الجمعية أمسيات فنية وثقافية ومعارض للرسوم ومسرحيات هادفة قدمها عمالقة المسرح العراقي، وكانت أجمل الامسيات في تلك الجمعية.
لينطلق قلمنا بسفره الجميل ونحن نترك ساحة الطبقجلي وباتجاه منطقة سبع ابكار وهي تسمية لسبع بكرات كانت ترفع الماء من نهر دجلة لسقي البساتين هناك، وقد أنشأ تلك البكرات والي بغداد خليل باشا الذي وصل إلى بغداد سنة 1915 في زمن السلطان مراد الرابع،وأنشأ بجوارها قصراً وبستاناً يسقى من تلك البكرات، وقد أختفت تلك البكرات ولكن لم يزل اسم المنطقة (السبع أبكار) ثم أصبح (سبع أبكار خليل باشا) ثم (كرود خليل باشا), تفريقا بينها وبين حي بغدادي آخر اسمه (عمّار سبع أبكار). هذا ويشيع تفسير آخر لمعنى سبع أبكار بأنه كان في ذلك الحيّ رجل له سبع بنات أبكار غير متزوجات ولكن هذا قول أشبه بالأسطورة الشعبية. وقد نشأ الحي كمنطقة سكنية حديثة في الأربعينيات من القرن العشرين ومنذئذٍ والطريق بينه وبين الأعظمية ترابيّ غير معبد حتى منتصف الستينيات حين تم تعبيده،
شارعها العام هو عثمان بن عفان، وسبع ابكار منطقة هادئة اكثر اهلها متعلمون ومتجانسون فيهم العبيد والسوامرة والدليم والبرزنجية والشالجية وأحدى العوائل اليهودية التي كانت تمتلك أراضي وبساتين، وفيها سوق السمجة الشهير وسمي السمجة لان بدايته بناية على هيئة تشبه السمكة ويملكه الحاج أحمد بنية وأول محل هو محل أبو مزهر، كما بني جامع سبع بكار وجامع حسن البارع.
ومن وجهاء العوائل التي أمتلكت الأراضي الزراعية والبساتين هي:
عائلة بيت السعيد وكان يمثلهم حينئذ كاظم جواد وغنو جواد ومحمد عبد الله السعيد، عائلة محمد ورؤوف ونجيب الشالجي، عائلة النقيب وهم من اشراف بغداد ومنهم هاشم وعاصم، عائلة غنبة المحامدة، عائلة أسطة عباس السامرائي وأخوه خضير الذي بنا بيتنا في الاعظمية وهم بنائون مشهوروين
عائلة الطبقجلي ومنهم المرحوم ناظم الطبقجلي، عائلة ابراهيم اليهودي،عائلة حكمت سليمان وعائلة جزمي وعائلة ناجي شوكت.
يقال ان مطرب المقام المشهور رشيد القندرجي ولد هنا.
سكن لفترة السياسي كامل الجادرجي قبل ان ينتقل الى شارع طه وكذلك سامي النقشلي وحكمت العطار.
وفي منتصف الخمسينات بدأ ت بعض من العوائل التي كانت تسكن في الفضل وقهوة شكر وباب المعظم بالانتقال الى هذه المنطقة، واولهم هو الشيخ الحاج كمال الدين الطائي أمام وخطيب جامع المرادية في الميدان واولاده جمال الدين الطائي مدير عام السفر والجنسية، محب الدين الطائي وكيل وزارة الصناعة ونقيب المهندسين وزميل دراستنا في المتوسطة معز ومجد، بيت الأستاذ شاكر السعدي والأستاذ عبد الستار السعدي والأستاذ حامد السعدي والاستاذ عبد الوهاب السعدي والاستاذ عبد القادر السعدي، الأستاذ أحمد حامد الشربتي التربوي المعروف والد العقيد هشام الذي تأسر في الحرب العراقية الأيرانية والدكتور زهير الاستاذ الجامعي والمربية السيدة أمل مديرة اعدادية الحريري والمربية السيدة سلوى مديرة ثانوية الأعظمية والسيدة مي وزميلنا في العمل صباح،
و ناظم كزار مدير الأمن العامة، الأستاذ الدكتور رشيد العبيدي، الأستاذ عبد العزيز عبد الكريم بطل العراق في الكمال الجسماني، الأستاذ الدكتور رشيد العبيدي عميد كلية الشريعة، الأستاذ عامر الشبلي وكيل وزارة الزراعة، الأستاذ فاض عدادن الاستاذ جميل الخشالي، المهندس فاروق محمد صالح زميلنا في العمل الذي زودنا بالمعلومات المطلوبة عن المنطقة فشكرا له، الحاج عبد الرحمن الراوي، المربية السيدة فاطمة عباس العزاوي مديرة الأعدادية المركزية، الحاج عبد الرزاق الفراجي والاستاذ عباس محمد والصيدلي صالح صاحب صيدلية صالح الراوي.
ومن الذين سكنوا من القوات المسلحة: بيت العقيد علي رضا العزاوي والعميد عبد الباقي كاظم مدير شرطة بغداد، والعقيد عزيز جاسم الكرخي، والعميد سلمان الحصان، واللواء اسماعيل فياض الجبوري أمين العاصمة، واللواء رجب عبد المجيد نائب رئيس الوزراء، اللواء عبد القادر ياسين العاني معاون رئيس اركان الجيش، اللواء فهد الميرة مدير العاب الجيش ورئيس أتحاد الكرة، اللواء الحقوقي راغب فخري، اللواء اياد ناجي عبد اللطيف، العقيد عبد اللطيف السامرائي، العميد حمدي سعيد، العميد عبد الرحمن عبد الكريم، عقيد الشرطة رشيد عبد الرحمن، العميد فالح عواد ابن فاضل العواد احسن من كان يعمل العود، العميد حسين منذر الدورين العقيد حامد الأيوبي والعميد منير عباس العزاوي .
ومن الطيارين: اللواء سعدون الفراجي، واللواء سمير صبري، واللواء محمد صالح، والعميد الركن كمال العزاوي والعقيد ماهر الفراجي.
ومن القضاة: الاستاذ أبراهيم الأيوبي، الأستاذ أسماعيل الايوبي، الاستاذ غازي محمد صالح، والاستاذ قصي بيات والاستاذ فاضل العزاوي.
ومن الأطباء: الدكتور ياسين عبد القادر، الكتور فيصل عبد القادر، الدكتور وليد رجب الجنابي، الدكتورة أيمان عبد الرحمن الراوي، العميد الطبيب رياض عبد الزهرة، الدكتور دريد محمد علي، الدكتور سعد الفراجي، الدكتور عمر فاروق محمد صالح وطبيب الأسنان أحمد فاروق محمد صالح.
هذه معالم ورموز بعض من أماكن الأعظمية وهي راسخة ومنقوشة في الوجدان والضمير الحي اللا متناهي فبمحبتنا لها نخط قصة وفاء لمن سبقونا ووفاء للجيل الحالي والقادم ليتفرس بما كانت عليه منطقة آبائه وأجاده.
ولكن للأسف الشديد ان الظروف التي يمر بها المواطن العراقي غير الطبيعية بعد الأحتلال، حيث اقامت اكثر العوائل باختزال مساحات البيوت التي تسكن فيها وبناء القسم منها او بيعه بسبب الظروف الانفة الذكر، وبدون حصول الموافقات، وبدأت حيث المنطقة تعاني من المظاهر غير الحضارية والتي غيرت الشكل الجميل لها عندما كنا نستمتع بمشاهدة الحدائق والاشجار التي تحولت فجأة الى كراجات للسيارات او لمشتملات سكنية، صغيرة فمنهم من اجبرته الحياة لعدم تحمل الايجار او السكن الجماعي او هجر قسرياً من منطقة سكناه وهو لا يملك المال لشراء منزل فأصبحت هذه التجاوزات على مساحة الدار تباع وتشترى فيما بينهم لكنها تركت اثرا واضحا على جمالية الاحياء السكنية.
جميل أن تخرج الكلمات من اعماق الروح، وجميل أن تخرج الحروف من باطن تلك الأعماق، وجميل أن السطور التي تكتب في لحظة صفاء وصدق مع الذات لكي تهيج لدينا الاشجان وذكريات غابت وفقدناها ولكنها قابعة في دواخلنا وذكراها لاتنتهي، لكي نرصف طريق المستقبل للجيل القادم لنحكي ايامنا وكيف كانت الدنيا وكل واحد منا يسطر ماجادت به ذاكرته وبذلك نكون قد استرسلنا شريط الذكريات ووثقنا لتلك الايام وبكل تأكيد سوف تكون هناك ثغرات فاتني أن أذكرها لبعض من الاسماء والاحداث ولي الامل أن يسرد البعض ما فاتني لتكتمل الصورة ثم بعد ذلك يواصل الجيل الحالي المسيرة ليسلم الراية لما بعده، ومن الله التوفيق.
سرور ميرزا محمود
للراغبين الأطلاع على الحلقة السابقة (ذكريات جميلة وصادقة من الماضي الجميل عن محلة راغبة خاتون وشارع الضباط):
http://www.algardenia.com/2014-04-04-19-52-20/menouats/10139-2014-04-29-18-18-43.html
583 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع