محمــد جعفــر ابـو التمــن
حينما توفي الملك فيصل الاول في 8 ايلول 1933 قدم رشيد عالي الكيلاني استقالة حكومته في اليوم التالي الا ان الملك غازي الذي خلف والده كلف الكيلاني باعادة تشكيل الوزارة مرة ثانية وعندها شكل الكيلاني وزارته الثانية التي تضم معظم الاعضاء في حزب الاخاء الوطني الذي ينتمي اليه الكيلاني والقى كلمة بالمناسبة قال فيها ان سياسته الاستمرار على السياسة التي سار عليها بالاعتماد على الصداقة بين العراق وبريطانيا دون اي تغيير مما ولد خيبة امل خاصة لدى الحزب الوطني العراقي الذي يتزعمه محمد جعفر ابو التمن الذي اصدر بيانا في 11 ايلول قال فيه ان الحزب الوطني لم يتوقع هذه السياسة التي مقتها حزب الاخاء نفسه. واضاف ابو التمن انه من المناسب ان نؤجل بيان الحزب بهذا الموضوع الى ما بعد ايام الحداد على الملك فيصل .
وحينما انتهت ايام الحداد لم يذع الحزب بيانه المنتظر الا ان الراي العام فوجىء في اول تشرين الثاني ببيان شخصي اذاعه معتمد الحزب جعفر ابو التمن قال فيه( لقد اضطررت والاسف يملأ قلبي الى ان اعتزل السياسة وانا واثق بان التطورات في نهضات الامم امثالنا قد علمتنا بانها سوف تضطرنا الى العودة متى حان وقت الكفاح )
على اثر اعتزال ابو التمن انعقد مؤتمر الحزب وانقسم اعضاؤه الى قسمين الاول يؤيد ابا التمن في اعتزاله السياسة ويضم محمد مهدي كبة وجماعته الذين ارسلوا مذكرة الى وزارة الداخلية يؤكدون فيها تعطيل اعمال الحزب السياسية حتى تتهيأ الظروف التي تمكنهم من استئناف ممارسة الاعمال السياسية . والثاني يضم مولود مخلص الذي يطالب بعدم الاعتزال واعتبر موقعي المذكرة خارجين على النظام الداخلي للحزب لمخالفتهم احكامه واعلن مخلص رفضه للقرار وفصل موقعي المذكرة من عضوية الحزب وارسل الى وزارة الداخلية نيابة عن هيئة الحزب اكد فيها استمراره بالعمل الحزبي وفصل الجناح الاول من الحزب. الا انه تعرض الى ضغوط خارجية من قبل الحكومة فاضطر مخلص الى تعطيل الحزب نهائيا من ممارسة نشاطه السياسي العراقي.
ولد جعفر ابو التمن1881 وعاش مسلما ملتزما وعربيا قوميا فعالا ووطنيا مثاليا لم يساوم ولم يهادن الا ان خيبته الاولى كانت عام 1936 عقب انقلاب الفريق بكر صدقي حيث وجد نفسه وزيرا في الوزارة التي شكلها حكمت سليمان باسناد بكر صدقي ووجد نفسه وسط مخطط تآمري يتنافى مع مبادىء الديمقراطية التي آمن بها ودعا اليها والتي اطاح بها الانقلاب العسكري والتي لا تنسجم مع اخلاقه ونهجه مما ادى الى وضع حد لنهايته السياسية بعد عام واحد فقط من الانقلاب وابتعد عن النشاط السياسي عام 1937 ثم امضى بقية عمره منعزلا حتى وفاته عام 1945.
هو محمد جعفر جلبي بن محمد حسن بن الحاج داود ابو التمن ولد عام 1881 في عائلة مسلمة شيعية عربية من بغداد حيث تنحدر من قبيلة ربيعة التي استوطنت منطقة الفرات الاوسط من العراق منذ الفتح الاسلامي اذ نشأ وترعرع جعفر في بيت جده الحاج داود تاجر الحبوب وخاصة الرز( التمن)المعروف والذي كان يملك مستودعا كبيرا يعرف بخان داود في سوق بغداد المركزي قرب سوق الصفافير ولذا لقب بابي التمن. فيما كان يسكن بمحلة ( صبابيغ الال) ببغداد على الضفة الشرقية من نهر دجلة بعد ان هاجر والده محمد حسن الى كرمنشاه في ايران بسبب مشاكل عائلية تاركا زوجته الثانية واولاده تحت رعاية جدهم داود اما والدة جعفر فكانت زهرة الاطرقجي وهي من عائلة عربية بغدادية ثرية وشهيرة ومن انبل العائلات وكانت متدينة ذات نزعة نحو الخدمة الاجتماعية واهتمام خاص بالفقراء حيث كان جعفر شديد التعلق والاعجاب بها وكانت مصيبته كبيرة حينما توفيت عام 1893 نتيجة اصابتها بمرض الهيضة( الكوليرا) الذي اصابها بسبب اختلاطها بالفقراء لمساعدتهم. وكان جعفر شخصية معروفة في اوساط بغداد الاجتماعية والتجارية والثقافية حيث عمل في حقل التجارة وجمع ثروة لاباس بها من خلال تجارته بالحبوب والمواشي والابل وكذلك السفن الشراعية . تزوج من ابنة عمه الحاج سلمان رزق منها بثلاث بنات وثمانية ابناء توفي ستة منهم في مرحلة الطفولة ابنه الاكبر عزيز ولد عام 1927 وتوفي عام 1959 في ظروف غامضة وكان يساري النزعة والاخر عبد الكريم اطال الله عمره فهو رجل اعمال.
وبما ان للمسلم الشيعي ان يختار مقلده بمجرد ان يصل سن التكليف فاختار محمد جعفر ابو التمن لنفسه ستة مقلدين مختلفين وفي اوقات مختلفة من حياته وهم الشيخ محمد طه نجف وكاظم يزدي ومحمد سعيد الحبوبي والشيخ مرزا محمد تقي الشيرازي وشيخ الشريعة الاصفهاني والشيخ محمد حسين ال كاشف الغطاء وحينما بدأ محمد جعفر ابو التمن حياته السياسية اختار محمد سعيد الحبوبي احد اصدقاء جمال الدين الافغاني كما ساعد جعفر ورافقه علي ال بزركان في تاسيس اول مدرسة شيعية بمعونة مالية من الحكومةالعثمانية عام 1908
في عام 1917 تم تاسيس لجنة تعليمية من قبل احد المصريين المعارين للتدريس في العراق تضم خمسة من وجهاء بغداد اختير ابو التمن من بينهم وتضم
الاب انستاس ماري الكرملي وحمدي بابان وشكري الالوسي وابن عمه قاضي الشريعة الحاج علي الالوسي والشاعر جميل الزهاوي وكانت مهمة اللجنة استشارية.تحت اشراف الانكليز لذلك اعترض ابو التمن على هذا الاشراف وقدم استقالته في حزيران 1919 لانه أصر على وجوب اعطاء اللجنة صلاحيات تنفيذية.
وحينما تم تاسيس المجلس البلدي في بغداد عام 1919 كان جعفر احد اعضائه الاثني عشر حيث كان يفضل ان تكون الانتخابات وفقا للقانون التركي القديم واصر جعفر على ان يكون رئيس واعضاء المجلس من ذوي الوظائف المهمة منتخبين لا معينين وان يكون المرشح عراقي الجنسية.وحينما خشي الانكليز هذا التوجه قدم ابو التمن استقالته بعد ان ارتاب بنوايا الانكليز التي اعتقد انها تريد ان تفرض حكما مباشرا على العراق.
وعند عودة ابو التمن الى العراق بعد صدور العفو عنه وعن اصحابه واصل نشاطه السياسي من جديد واسس الحزب الوطني العراقي خلفا لحزب حرس الاستقلال وفتح له عدة فروع خارج بغداد وكان من ابرز اهداف الحزب الوطني هذا تاسيس دولة عربية مستقلة في العراق يقوم على راسها احد ابناء الشريف حسين وعندما اصبحت النشاطات السياسية لجعفر ابو التمن واصحابه غير مقبولة لحكومة الانتداب فقد تم تسفيره واخرين معه الى جزيرة هنجام في مضيق هرمز في الخليج العربي. كما ظهرت في ذلك الوقت احزاب اخرى معارضة كحزب النهضة وحزب العهد اللذان يضمان عددا من الضباط العراقيين ممن كانوا يعملون في صفوف الامير فيصل اثناء الثورة العربية ثم حينما كان ملكا على سوريا.
اراد العراقيون ان يكون احد ابناء حسين بن علي ملكا على العراق فيما كان البعض يرغب بالوجود البريطاني مما دعا البريطانيين الى عمل استفتاء عام لمعرفة ما اذا كان يجب الاستمرار البريطاني او الحكم من قبل امير عربي وفي هذه الفترة عقدت اجتماعات في الكاظمية والنجف لوجهائها اسفرت عن رغبتهم ان يكون احد ابناء الشريف حسين ملكا دستوريا ومن هنا نشط جعفر ابو التمن في الاتصال بالجماعات الوطنية وعمل كحلقة وصل حينما دعا المندوب السامي البريطاني قاضيي بغداد السني والشيعي لترشيح 25 ممثلا عن كل من الطائفتين للتحدث باسمها وكان ابو التمن في ذلك الاجتماع حيث دعا الى الوحدة الوطنية والى عراق موحد بحكومة عربية وحاكم مسلم ونجح ابو التمن في تقريب الطائفتين السنية والشيعية وظهرت ثمارها في المضبطة المقدمة من قبل 47 شخصية وطنية الى المندوب السامي تطالب باستقلال العراق اختيار احد انجال الشريف حسين ملكا على العراق.
وحينما ازداد الصراع بين الوطنيين من جهة ودعاة بقاء الانكليز من جهة ثانية شنت السلطات البريطانية حملة اعتقالات لاثني عشر شخصا من القياديين وابعدتهم كان ابو التمن من بينهم الذي تمكن من التخلص من الاعتقال وترك بغداد الى طهران عام 1919 وفي اواخر شباط 1919 الف الوطنيون العراقيون جمعية سرية سميت( حرس الاستقلال) بزعامة السيد محمد الصدر وتضم علي آل بزركان وجلال بابان ومحود رامز ثم اصبحت اكثر نشاط حينما انضم اليها اخرون مثل:
يوسف السويدي وناجي شوكت وسامي شوكت ومحي الدين السهرودي والشيخ باقر الشبيبي وعبد الغفور البدري وعبد المجيد كنة وكذلك جعفر ابو التمن بعد عودته من طهران في تشرين الاول عام 1919 الذي انتخب امين سر عام
ويقول ناجي شوكت في مذكراته ان جعفر كان القائد الفعلي لحرس الاستقلال التي نادت بالاستقلال التام للعراق الذي كان يضم ثلاث ولايات هي بغداد والبصرة والموصل. وان يكون رئيس الدولة ملكا من انجال الشريف حسين. وان تكون الملكية دستورية وديمقراطية.
حرص ابو التمن على توحيد حرس الاستقلال مع حزب العهد الذي اسسه عزيز علي المصري في استنبول وافتتح له فرع في العراق يضم كل من نوري السعيد وجعفر العسكري ومولود مخلص وطه الهاشمي وجميل المدفعي وتحسين العسكري وذلك لتقارب اهدافهما وتم تاليف لجنة مشتركة عن الحزبين وعقدت اجتماعات ولكنها لم تسفر عن نتيجة ايجابية كما ازداد نفوذ ابو التمن حينما كرس طاقاته للتوفيق بين الطائفتين السنية والشيعية وكان بذلك رمزا للوحدةالوطنية.
لعب ابو التمن دورا مهما في ثورة العشرين حيث انضم في آب 1920 الى مناطق الثورة في كربلاء والنجف حيث رحب به كزعيم بغدادي مشهور وممثلا للمجتهد الشيرازي وعامل ارتباط بين حركة الاستقلال في بغداد والكاظمية وبين العلماء في المدن المقدسة وكان يلقي خطابات في الناس حول الثورة مشجعا اياهم على اشتراك كما شارك مع مثقفين اخرين امثال علي آل بزركان وعارف حكمت في مقالات افتتاحية في صحف الثورة في النجف وخاصة الفرات التي كان يديرها محمد باقر الشبيبي . كان جعفر ابو التمن احد الشخصيات العراقية التي وصلت الى مكة يوم 9 اذار 1921 وهم السيد نورالياسري والسيد علوان الياسري والسيد محسن ابو طبيخ والسيد هادي المكوطر ومرزوق العواد وشعلان الجبر ورايح العطية والد الدكتور غسان العطية وعلي آل بزركان الذي اصدر كتابا بعنوان( الوقائع الحقيقية في الثورة العراقية)وصلال الفاضل وعلوان الحاج سعدون كما التحق بهم المرزا احمد الاخوند الخرساني ومحمود رامز وزكي امين المدفعي وشاكر القره غولي للالتقاء بالشريف حين والطلب منه تعيين ولده عبد الله ملكا على العراق فرحب بهم واخبرهم بانه والحكومة البريطانية يفضلون الامير فيصل لذلك الا ان جعفر بقي مصرا على مبايعة الامير عبد الله وبالرغم من ذلك فقد كانت العلاقة وطيدة بين الامير فيصل وابو التمن حيث اعتاد فيصل ان يلتق في بيت ابو التمن الذي كان ينزل فيه في مكة او في قصره وخاصة في ليالي رمضان ومع ذلك ظل ابو التمن رافضا مبايعته بعبارات مهذبة وحينما عاد ابو التمن الى بغداد في16 ايلول 1921 جرى له استقبل حافل شارك فيه محمد مهدي البصير وباقر الشبيبي وجلال بابان عند البصرة فيما تجمع المواطنون في بغداد لاستقباله يهتفون بالاستقلال والحرية ومنذ عودته وهو يعمل من اجل الوحدة الوطنية والحصول على الاستقلال الذي كان يشغله اكثر مما تشغله قضية اختيار فيصل لعرش العراق واخذ يتحرك باتجاه التعاون مع العناصر السياسية العراقية لصالح الوحدة الوطنية. وبذلك عارض جعفر المعاهدة البريطانية العراقية عام 1924 واعتبرها مجرد مكيدة للابقاء على الانتداب ومن اجل معارضة المعاهدة قام بجولة في منطقة الفرات الاوسط وعلى الرغم من نجاحه واصحابه في اثارة الحماس ضد المعاهدة الا انه فشل في الاجابة على القضايا الخطيرة وخاصة في كيفية حماية حدود العراق ودخول عصبة الامم كدولة ذات كيان مستقل وفي 22 كانون الثاني انتخب جعفر لعضوية المجلس البلدي لمدينة بغداد باكثرية كبيرة وفي 15 نيسان 1922 تم تعيين جعفر ابو التمن وزيرا للتجارة في وزارة عبد الرحمن النقيب الثانية ولما كان جعفر من المعارضين للمعاهدة البريطانية الاولى فقد قدم استقالته في 29 حزيران 1922 وتفرغ للعمل ضمن المؤسسات الديمقراطية كطريق لتحقيق برنامج وطني وظل هكذا حتى عام 1936 وفي 28 تموز 1922 قدم جعفر ابو التمن طلبا الى وزارة الداخلية للحصول على اجازة تشكيل الحزب الوطني وذلك انسجاما مع الثوابت الديمقراطية ومع الوطنية العراقية التي يؤمن بها وضم الحزب في هيأته التاسيسية شخصيات سنية وشيعية بهجت زينل ومحمد مهدي البصير واحمد الشيخ داود وعبد الغفور البدري وانتخب جعفر سكرتيرا عاما للحزب واصدر صحيفة( اعلام الاسلام) الناطقة بلسان الحزب. فيما تاسس حزب اخر باسم حزب النهضة اضافة الى حزب العهد وحاول ابو التمن دمج الاحزاب الثلاثة في حزب واحد وفي 4 ايلول 1922 ابعدت السلطات البريطانية ابو التمن وعدد من اصحابه الى جزيرة هنجام بسبب نشاطهم السياسي المعارض للاحتلال ومن بينهم حمدي الباجه جي وحبيب الخيزران وغيرهم الذين وصفتهم بالمتطرفين. وفي 26 آب 1926 اختير جعفر ابو التمن عضوا في اللجنة العليا الخاصة بتاسيس الهيئات التنفيذية والتشريعية لكل المراكز في النجف .
لقد تمتع جعفر خلال مسيرته السياسية بسمعة طيبة واسعة الانتشار حيث نال اعجاب الشخصيات الوطنية الشابة ووثقت به وبقيادته كلما شرعوا بنشاطاتهم السياسية حيث دافع عنها في الصحف وفي البرلمان وايد اراءهم السياسية
وحينما تاسست جماعة الاهالي بزعامة حسين جميل وكامل الجادرجي وعبد الله اسماعيل ومحمد حديد وعبد الفتاح ابراهيم كانوا يتطلعون الى عرض القيادة على جعفر ابو التمن الذي اعتزل العمل السياسي بعد وفاة الملك فيصل لما شاهده من فساد ونفاق ووافق ابو التمن على الانضمام الى الاهالي بعد ان تاكد من انها لم تكن منظمة سياسية الا انه فيما بعد انشا تنظيما سريا هو الشعبية واختير جعفر رئيسا له ويضم جماعة الاهالي التي ساهمت مساهمة مباشرة في الانقلاب العسكري الذي قاده الفريق بكر صدقي وضرب عرض الحائط كل الافكار الديمقراطية التي كان يدعوا لها ابو التمن الذي اصبح وزيرا للمالية في حكومة الانقلاب برئاسة حكمت سليمان مما اضطره في الاخير الى تقديم استقالته واعتزال السياسة نهائيا حتى وفاته
كان ابو التمن يعتقد بداية ان الانقلاب سيعمل على تنفيذ البرنامج الوطني من اجل تطوير البلاد ويبشر بقدوم مرحلة حوار سياسي حقيقي بين كافة الاطراف لكنه عندما تبين له بعد ذلك ان العسكريين الذين نفذوا الانقلاب كانوا في الواقع صورة اخرى لنمط الحكم العثماني القديم فقدم استقالته وترك العمل السياسي وتفرغ للعمل المهني كمواطن عادي .
ففي خضم تلك الظروف ورغم سنين من الجهد ورغم نمو وتطور خبرته السياسية فقد وجد جعفر نفسه في اخر الثلاثينات في حالة من الياس والاحباط ازاء الممارسات الفعلية للمؤسسات البرلمانية الى حد انه كان على استعداد للتورط في مؤامرة انقلابية عسكرية وهو اسلوب غريب عن مبادىء الديمقراطية التي آمن بها كوسيلة لبناء العراق الحضاري القائم على العدل والقانون والديمقراطية واختار ابو التمن حياته كمواطن عادي يذهب ويعود مشيا على الاقدام الى محل عمله منشغلا في شؤون مهنته وعائلته وتفرغ للاعمال التجارية وانتخب رئيسا لغرفة تجارة بغداد واحتفظ بعضوية الغرفة حتى وفاته في عام 1945.
2202 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع