من وثائق العراق الحديث ثورة ١٤ تموز ١٩٥٨ وعلاقتها برتل الهادي!

         

من وثائق العراق الحديث ثورة ١٤ تموز ١٩٥٨ وعلاقتها برتل الهادي!

   

1- أعلنَ عن قيام الوحدة بين القطرين الشقيقين (سورية ومصر) وتكوين (الجمهورية العربية المتحدة) بداية شهر شباط 1958. كذلك أعلن عن قيام الاتحاد العربي الهاشمي بين (المملكتين العراقية والاردنية) منتصف شهر شباط من العام نفسه. وبعد عدة أيام من قيام (الاتحاد الهاشمي) تحرك (اللواء المدرع السادس) الى الاراضي الاردنية لدعم الجيش الاردني, وحماية الحدود المشتركة بين الاردن وفلسطين المحتلة من تهديدات الكيان الصهيوني (حسب المعلن حينذاك). وأطلق على (ل مع 6) بـ(رتل هادي) نسبة الى آمره (الزعيم الركن هادي علي رضا).

2- أصدرت رئاسة أركان الجيش في وزارة الدفاع أمراً بحركة لواء مشاة العشرين آمره (الزعيم الركن احمد حقي محمد علي) في بداية (شهر تموز 1958), للتنقل والانفتاح داخل الاراضي الاردنية, ويتولى تنفيذ المهام المكلف بها (ل مع 6/ رتل هادي). فتحرك (ل مش20) من معسكر (جلولاء) عند الضياء الاخير من يوم الاحد (13 تموز 1958), بعد تفقده وتفتيشه من قبل (اللواء الركن غازي محمد فاضل الداغستاني قائد فق مش3). وعسكر اللواء (ليلة 13/14 تموز) في المنطقة المحصورة ما بين (الفضيلية – خان بني سعد – قرية الحسينية) منتصف الطريق بين (بعقوبة – بغداد).
3- واصل آمر اللواء (ز.ر احمد حقي) ومقره الحركة باتجاه مدينة (الفلوجة) لاختيار مكان مناسب تعسكر فيه وحدات اللواء عند وصولها الى المدينة. وكلف (ع ر عبد السلام عارف آمر ف 3 ل مش 20) بقيادة وحدات اللواء باعتباره اقدم ضابط. فاستغل (ع. ر عبد السلام) وبالتعاون مع (العقيد عبد اللطيف الدراجي آمر ف1 ل مش 20), تلك الفرصة السانحة في بسط سيطرته على وحدات اللواء, وقد سبقها اعتقال (ع ر ياسين محمد رؤوف آمر ف2ل مش20) الذي رفض تنفيذ رغبتهما.
4- دخل (ل مش 20) العاصمة (حينها كان البغداديون يغطون بنوم عميق على سطوح منازلهم كعادتهم طيلة فصل الصيف), وأحكم اللواء سيطرته على (قصبة بغداد) دون مقاومة تذكر. فأذيع البيان الاول للثورة في (الساعة السادسة من فجر يوم الاثنين 14 تموز) من دار الاذاعة في (الصالحية/ الكرخ), وأعلن عن قيام الجمهورية العراقية. وقرأ البيان بصوت (ع.ر عبد السلام عارف), وتكررت اذاعته عبر الاثير من قبل المذيعة (عربيه توفيق لازم).
5- كٌلفت قوة بمهاجمة قصر الرحاب نتج عنها قتل العائلة المالكة, في حين نجح رئيس الوزراء (نوري السعيد) بالإفلات من قبضة القوة التي هاجمت داره (واقعة على الضفة الغربية من نهر دجلة – محلة كرادة مريم).
إن بقاء (نوري السعيد) على قيد الحياة يشكل تهديداً محتملاً لنجاح الثورة واستمرارها, ولكنه قتل ظهر يوم الثلاثاء (15 تموز), ومع ذلك بقى التهديد الخارجي قائماً وقتذاك.
6- قاد الزعيم الركن عبد الكريم قاسم (ل مش19 فق3) من معسكر منصورية الجبل/ المقدادية, معقباً نفس الطريق الذي سلكه (ل مش20) مفجر الثورة. ودخل بغداد قبل ظهر (يوم الاثنين 14 تموز). وزاول عمله من ديوان وزارة الدفاع الواقعة في (باب المعظم – الميدان). وقد شغل (ز.ر عبد الكريم) منصب رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع, وأسند الى (ع.ر عبد السلام عارف) منصب وزير الداخلية بالإضافة الى منصبي نائب القائد العام للقوات المسلحة ونائب رئيس الوزراء.
7- اثناء قيام الثورة صادف وجود عدد من وزراء الاتحاد الهاشمي, وكانت اقامتهم في فندق بغداد (المطل على شارعي السعدون وابي نؤاس) لحضور اجتماع وزاري اتحادي, والذي بدأ أعماله (يوم السبت 12 تموز), فاتصلوا هاتفياً بآمرية الانضباط العسكري في وزارة الدفاع حال سماعهم البيان الاول من اذاعة بغداد, مطالبين حمايتهم من غضبة جماهير الشارع التي احاطت بالفندق. فأرسلت سيارة عسكرية مع ضباط وجنود حماية لجلبهم ومعهم بعض الاجانب المقيمين في نفس الفندق. الا أن الجماهير الغاضبة المحتشدة عند المدخل الجنوبي لوزارة الدفاع هاجمت السيارة العسكرية التي تقلهم, فقتلت وزيرين أردنيين معتقدين بأنهما (د. فاضل الجمالي وزير خارجية الاتحاد, وصباح نوري السعيد مدير عام سكك الحديد), وكما قتل بالحادث (دبلوماسي وضابط أردنيين). بالإضافة الى قتل رجلي أعمال أحدهما امريكي الجنسية والثاني الماني (سحلت جثثهم جميعاً على اسفلت شارع الرشيد بعد ظهر ذلك اليوم التموزي القائظ). لقد كان ضمن المجموعة أنفاً احد الوزراء العراقيين في وزارة الاتحاد (لواء ركن طيار سامي فتاح), فتلقفته أيادي جماهير الشارع وأوشكت أن تجهز عليه غير أن جنود الحماية تمكنوا من إنقاذه وادخلوه ثكنة وزارة الدفاع, ونجا من موت محقق بأعجوبة.
8- وصل (م. اول محمد حسن شلال) الى مقر (ل مع 6/ رتل هادي) في الساعة الواحدة من ظهر يوم الاحد (13 تموز 1958) وهو أحد طلاب الدورة (24) من كلية الاركان العراقية آمرها (لواء ركن مدفعي حسن مصطفى بيرقدار الكاتب والباحث العسكري المعروف). اذ كان ضمن منهاج الدورة زيارة الحدود المشتركة بين الاردن وفلسطين المحتلة, وبالإضافة الى (خط هدنة توقف القتال بداية عام 1949 بين الجيوش العربية وقوات الكيان الصهيوني). وقد أخبرهم (م. اول محمد حسن) بان موعد تنفيذ الثورة (ليلة 13/14 تموز) عند مرور (ل مش20) بالعاصمة, والذي سبق وأن صدرت الاْوامر اليه لتبديل (رتل هادي) كما أسلفنا.
9- اتفق ضباط هيئة ركن اللواء (رائد ركن خالد مكي الهاشمي, رائد حسين علي عجيل, نقيب ركن اسماعيل تايه النعيمي) بالتشاور مع (م.ر عبد الكريم فرحان معاون آمر ف مش1 الالي) بـإعداد خطة لخروج (رتل هادي) من الاراضي الاردنية حال سماع نبأ قيام الثورة من اذاعة بغداد. أصدر مقدم اللواء (ر.ر خالد الهاشمي) أمراً انذارياً الى وحدات اللواء للتهيؤ والاستعداد للحركة بأقصر وقت ممكن دون علم آمر اللواء.
10- أخبر مقدم اللواء آمره (ز.ر هادي علي رضا) بنبأ قيام الثورة (فجر يوم الاثنين 14 تموز) واستفسر منه عن الإجراءات الواجب اتخاذها. فعقد (آمر اللواء) مؤتمرا في مقره حضره آمري الوحدات وهيئة الركن وطلب منهم التروي وانتظار تطورات الاحداث وانجلاء الموقف, وانتهى المؤتمر بدون نتيجة محددة.
11- تَسلم (العقيد الدرع صالح عبد المجيد السامرائي – الملحق العسكري العراقي في العاصمة عَمان) عدة رسائل/ برقيات من المقر العام في (بغداد) تخص (رتل هادي) تؤكد على سرعة مغادرته الأراضي الأردنية, والعودة الى الاراضي العراقية ولكنه لم يبلغ بها. فيما يبدو كانت لديه نية مبيته بالسيطرة على (رتل هادي) بالتعاون والتنسيق مع الجانب الاردني (بعد نجاح ثورة تموز واستقرارها تم استدعاء عقيد صالح الى بغداد واعتقل في سجن معسكر أبو غريب ونقل الى مستشفى الرشيد العسكري بعد تمارضه وهرب منها الى خارج العراق. وبقى يمارس نشاطا مناوئا للنظام السياسي القائم في العراق وفي تسعينيات القرن الماضي عثر على جثته في منطقة نائية شمالي لبنان).
12- عَقَد الضباط الأحرار اجتماعا سريا في إحدى وحدات اللواء (مساء يوم 14 تموز), واتفقوا على ضرورة عودة اللواء الى الاراضي العراقية بأسرع ما يمكن قبل أن يتعقد الموقف وتصبح عودتهم صعبة ومحفوفة بالمخاطر, وبعدها ذهب المجتمعون الى خيمة (آمر اللواء) وعرضوا عليه الموضوع فوافق على الحركة الى منطقة (المفرق) الاردنية للتقرب من أكداس الوقود, وتكون حركتهم (فجر يوم15 تموز) وبـإيعاز منه وتحت سيطرته, وبعد انتهاء اللقاء مع (آمر اللواء) مباشرة صدر بيان من اذاعة بغداد يطلب فيه من (رتل هادي) العودة الى العراق دون تأخير.

المشرق /زهير عبد الرزاق

   

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1331 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع