شارع الرشيد .. طرائف ومفارقات ومعالم
شهد شارع الرشيد الكثير من المواقف والتظاهرات السياسية والمفارقات منذ تأسيسه ومن طريف ما يروى عن طريقة انشاء هذا الشارع ينقله الباحث الاجتماعي علي الوردي فيقول :ان "شق الشارع كان يجري بطريقة عجيبة فقد جيء بحبلين طويلين ومدّا فوق سطوح الدور لتحديد استقامته وعرضه بهما، وكان مرور احد الحبلين فوق احدى الدور معناه نزول الكارثة على اهل تلك الدار، اي ان دارهم ستتعرض للهدم". ويتابع أن " صاحب الدار كان يسرع الى اصدقائه لكي يرشدوه الى من يساعده على ازاحة الحبل عن داره لقاء رشوة. فكان الحبل يتحول من دار الى اخرى حسب مبلغ الرشوة التي تدفع او النفوذ الذي يستخدم". وهذا ما فسر كثرة الالتواءات والالتفافات في شارع الرشيد.
يبلغ طول الشارع من الباب المعظم الى الباب الشرقي (بثلاثة كيلومترات ومئة وعشرين متراً)، وهذه المسافة في الربع الأول من القرن العشرين هي طول مدينة بغداد القديمة من جانبها الشرقي (الرصافة)، فيما عرض الشارع لايتعدى (12) مترًا، ويمكن ان نقسمه الى اربعة اقسام، الأول من الباب المعظم الى ساحة الرصافي، والثاني الى ساحة حافظ القاضي والثالث الى جسر السنك والرابع الى الباب الشرقي، اما الباحث باسم عبدالحميد حمودي فيذكر عنه، استخدمت السلطات المدنية والعسكرية السجناء يومها في تكسير أحجار الدور التي ينبغي هدمها حسب مخطط الشارع وفي تسوية ارضه .ومن هنا نشأ المثل الشعبي"يدك احجار بالجادة"وكانت شكايات بعض المتنفذين قد اوقفت او حرفت الهدم عن امكنته المقررة ثم أوقف الهدم جوار جامع السيد سلطان علي "رض" وكاد مشروع الشارع الجديد أن يتوقف،
إلا أن عودة خليل باشا والي بغداد وجهود رئيس البلدية في حينها الذي أقام عمودا خط عليه لوحا مكتوبا عليه (خليل باشا جاده سي) أي (شارع خليل باشا) ،نجحت في إعادة العمل ثانية من قبل العمال في ايار 1916 وفي الساعة التاسعة صباحا من نهار الأحد 20 آب 1916 جرت مراسم افتتاح الشارع ونقش اسم خليل باشا على قاعدة الشارع ..
وفي مكان العمارة المطلة على تمثال الرصافي اليوم من جهة اليمين كانت (رويال سينما) التي عنيت بتقديم الافلام والعروض المسرحية التي قدمتها فرق حقي الشبلي وفاطمة رشدي وجورج ابيض واقيمت فيها حفلة لام كلثوم وغيرها في نهاية الثلاثينيات .
وقد تغير اسمها الى سينما الحمراء الصيفي التي عرضت في الخمسينيات اول فيلم عراقي صميم هو (فتنة وحسن) بطولة ياس علي الناصر واخراج حيدر العمر.
وذكرالشيخ جلال الحنفي عنه:-
شارع الرشيد في العشرينيات يبدأ من الباب المعظم من الطاقة الكبيرة المرتفع إلى أكثر من عشرة أمتار وفيه الباب الحديدي الكبير لمدخل بغداد من هذه الجهة، وعلى جانبيه بابان صغيران تحت الطاق المقوس لمرور السابلة وفي خارج الباب الصغيرة يجلس (دزدبانية) الضرائب ويقع جامع الازبكية في أول الطريق العام ثم جدار القلعة وبابها المفتوح دائما (وزارة الدفاع) وبالمناسبة فانه قد سمي جامع الازبكية بمنارته القصيرة لان أفراد شعب الاوزبكستان يتجمعون فيه مع دواليبهم حيث كانوا يمتهنون حد السكاكين وفي بغداد يسمونهم (الجراخين) و قد جاؤوا مع الجيش العثماني عند فتح بغداد. اما الجهة اليسرى من الشارع فتبدأ بالبيت الذي احتوى على دائرة عسكرية وبعده ساحة لوقوف الدواب وبيعها ،وقد شيد في محلها محطة بنزين باسم محطة بنزين الباب المعظم وهي الآن المكتبة المركزية العامة.
المصدر:الصباح /قحطان جاسم جواد
628 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع