بغداد – "ساحات التحرير":تألق عازف العود العراقي الموسيقار نصير شمة كعادته في المدينة التي طالما حلم بها وتمنى لها السلام والازدهار، كان متوهجاً وهو يبعث الأمل والتفاؤل بغد أفضل من خلال موسيقاه العذبة التي تحفز على التأمل بقدر ما تثير الشجن، كيف لا وهو يحيي أهله وناسه وعشاق فنه بمناسبة ذات دلالة، وهو يذوب شوقاً سعياً منه لإشاعة الحب والسلام في مدينة السلام.
كان الموسيقار نصير شمة الذي صاحبته فرقة الحياة الموسيقية، نجم الحفل الذي أقامته بعثة الأمم المتحدة في العراق، مساء أمس الجمعة، بالتعاون مع وزارة الثقافة العراقية بمناسبة يوم السلام العالمي للتأكيد على السلام واللاعنف في البلاد، وذلك على قاعة المسرح الوطني وسط العاصمة بغداد، بحضور رسمي وجماهيري كبير غصت به القاعة، وغيبا ملفت لبعثة الأمم المتحدة.
واستهل الحفل بكلمة وزير الثقافة سعدون الدليمي، استذكر فيها "جريمة بشعة" استهدفت الأطفال في منطقة بغداد الجديدة عندما قام "الإرهابيون" بتوزيع الحلوى على الأطفال بهدف تجمعهم ومن ثم تفجير سيارة مفخخة عليهم ليصبحوا "أشلاء متناثرة"، لم يتمالك الدليمي نفسه فتساقطت دموعه وهو يستذكر تلك "الفاجعة" التي حضرها شخصياً عندما كان وزيراً للدفاع حينها، واختتم الوزير كلمته بعبارة ذات مغزى مفادها أن العراق "يفتقد السلام منذ أول اطلاقة للحرب قبل ثلاثين سنة".
وأبدع عازف العود العراقي الأشهر حالياً نصير شمة صحبة فرقة الحياة الموسيقية، وهو يناجي بغداد ويستذكر في أخرى قصيدة للمبدع الخالد صاحب أنشودة المطر، بدر شاكر السياب، وسط أجواء مبهرة من الاندماج الروحي والعاطفي للجمهور الذي قابل شمة بعاصفة جياشة من المحبة وهو يردد على وقع أنامله السحرية الأغاني الفلكلورية.
النائبة المستقلة صفية السهيل، كانت من بين الحضور، وقالت للصحافيين ان الاحتفالية تشكل "وقفة عراقية أسعدت الجمهور بعودة الموسيقار الكبير نصير شمة إلى وطنه صحبة فرقة الحياة التي تضم العديد من الرواد من العراق ومصر لتقديم مجموعة من روائع المقطوعات الموسيقية والغنائية التي أهداها إلى شهداء العراق وبغداد العاصمة لاسيما وهو يشدو طيب الله صباحك يا بغداد".
وأضافت السهيل، أن الحفل "أرسل رسالة إلى الجميع وعلى رأسهم السياسيين أكد فيها أنه مع السلام مطالباً بوقف العنف ولنزاعات والخلافات"، مبينة أنه أكد أيضاً على ضرورة العمل على "إشاعة الاستقرار الذي يأتي من استدامة السلام لينصرف الجميع للبناء".
واعتبرت السهيل، أن هذه الاحتفالية شكلت "تظاهرة من أجل السلام وإرسال رسالة جماعية بصوت واحد عبر عنه الموسيقار نصير شمة بموسيقاه العذبة تنادي بوقف النزاعات وإشاعة السلم الأهلي والتأكيد على حرية الإنسان في السعادة والفرح".
في حين قال الفنان جواد محسن، ان الموسيقار نصير شمة "شخصية جميلة ومؤثرة لم تنزلق إلى العزف التجاري وتمكن من خط رؤية تعبيرية خاصة به في عزف العود"، عاداً أن شمة هو "خلاصة المدرسة العباسية العراقية في العزف على العود".
وأضاف محسن، أن شمة "عازف كبير ومذهل ولا يمثل لوناً واحداً"، لافتاً إلى أنه "تميز بالجمع بين التعبير والرؤية الشرقية أو الحسية في الموسيقى".
وأكد الفنان جواد محسن، ان العراقيين شعب "محي للفن والجمال"، وتابع أن العراقيين "يشجعون نصير شمة ويحبون اعماله لأنه طالما كان مع العراق وشعبه ووحدته".
وحضر الحفل حشد كبير من المواطنين والمسؤولين وشخصيات إعلامية وثقافية.
884 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع