السينمائي 'قفزة نوعية' في المجلات المتخصصة في الفن السابع

 عدد زاخر بموضوعات متنوعة ومساهمات أصيلة لكتاب ونقاد وباحثين

الدورية الشهرية 'تعمل على سد أكثر من ثغرة في التثقيف والوعي السينمائي، اذ لم تكن منبراً إعلامياً ترويجياً ذا منطق تجاري استهلاكي دعائي لهذا المخرج أو لتلك الممثلة أو لذاك المنتج، بل معيناً ومرجعاً سينمائيا رصيناً لجميع صناع السينما لما انطوت عليه من جدة وحداثة وموضوعية واستمرارية في مسيرتها'.

ميدل اونلاين/بغداد - صدر ،مؤخراً، العدد الجديد من مجلة "السينمائي" الدورية الذي يحمل الرقم 13، والتي تمثل قفزة نوعية مغايرة في مسار المجلات الثقافية الدورية المتخصصة التي يحفل بها المشهد الثقافي والابداعي لاسيما المشهد السينمائي العراقي خاصة والمشهد السينمائي العربي عامة، وحفل بموضوعات متنوعة ومساهمات أصيلة لكتاب ونقاد وباحثين معنيين بالفن السابع.

تصدر العدد الجديد الافتتاحية التي كتبها رئيس التحرير الإعلامي عبدالعليم البناء وجاءت تحت عنوان "السينمائي معين ومرجع رصين" أكد فيها: "إن صدور مجلة "السينمائي الدورية المتخصصة التي تعنى بالفن السابع كنتاج ثقافي وفني وجمالي وإبداعي، شكل قفزة نوعية فكرية وثقافية مميزة، عملت على سد أكثر من ثغرة في التثقيف والوعي السينمائي، فلم تكن منبراً إعلامياً ترويجياً ذا منطق تجاري استهلاكي دعائي لهذا المخرج أو لتلك الممثلة أو لذاك المنتج، بل باتت معيناً ومرجعاً سينمائيا رصيناً لجميع صناع السينما لما انطوت عليه من جدة وحداثة وموضوعية واستمرارية في مسيرتها، باعتبارها المجلة السينمائية العراقية والعربية الورقية الوحيدة المعروفة بمواصفاتها الفنية والطباعية الفاخرة."

وأوضح " إن هذا الإصرار على المواصلة والمطاولة لم يأت من فراغ بل جاء من روح الفريق الواحد، التي يعمل بها رئيس مجلس الإدارة صاحب الامتياز وهيئة التحرير بمن فيهم رئيس ومدير التحرير والمدير الفني بلمساته الفنية والجمالية الباذخة بتناغم واضح مع كوكبة من أبرز الكتاب والنقاد العراقيين والعرب، الذين واظبوا على رفد المجلة برؤاهم ومعالجاتهم وآرائهم الموضوعية، وفق معادلة الإيمان بأن السينما، هي وسيلة اتصال جماهيري تشكل أحد أركان عملية الاتصال المتكونة من صناع الفيلم، ومضمون الفيلم، وآراء الجمهور، والداعمين، والتي تحتاج الى منبر يتواصل من خلاله صناع الفيلم، والمتلقون على حد سواء".

حوار العدد الذي أجراه البناء كرس للفنانة هند كامل التي سطعت نجوميتها منذ نعومة أظافرها وتسيدت الشاشة وهي لما تزل في عمر الزهور فوقفت باقتدار أمام أساطين الفن العراقي للتتلمذ على يدي والدتها وأيايديهم وتتقن فنون الصنعة وأسرار اللعبة الفنية لتبز أقرانها ولتترك بصمتها وهي تخوض غمار تجارب ابداعية فنية متنوعة في السينما والمسرح والإذاعة والتلفزيون ومارست الانتاج وقادت بمعية زوجها المخرج الكبير الراحل فيصل الياسري أكثر من مؤسسة فنية عراقية وعربية.

في حين توقف "ملف العدد" هذه المرة عند "الفيلم العراقي القصير ما بعد 2003" بعد مرور عشرين عاما من حدث قلب موازين الحياة في العراق لاسيما على صعيد السينما التي عانت كثيرا من الادلجة والاجندات السياسة التي فرضتها السلطة الحاكمة آنذاك، وشهدت السينما بعد سقوطها انطلاقة حقيقية، حيث انطوى الملف على رؤية وقراءات متعددة لكوكبة من أبرز نقاد السينما في العراق، فكتب مهدي عباس موضوعين توثيقيين أحدهما عن "أنس الموسوي.. مؤسسة في رجل"، والآخرعن "ثلاثة أفلام عراقية قصيرة حققت 158 جائزة"، وعلاء المفرجي عن "الفيلم القصير الذي نطمح"، ود. صالح الصحن عن "الفيلم العراقي القصير ما بعد 2003"، و د. سالم شدهان عن "تجربتي مع شباب السينما في بابل"، ورضا المحمداوي عن "بين الفكرة وحرفة السيناريو.. لقطات قصيرة عن الفيلم الروائي القصير".

في باب "سينمائيون عراقيون" يواصل رئيس التحرير التنفيذي الزميل سعد نعمة تسليط الضوء على تجربة ومسيرة السينمائيين العراقيين حيث اختار إثنين منهم وهما : المخرج هاشم أبو عراق، والمدير الفني علي إرداعة.

في باب "نقد" نقرأ رؤى نقدية متعددة، الأولى كانت بقلم الناقد عدنان حسين أحمد المقيم في لندن سلط فيه الضوء على الفيلم الوثائقي "سوق سفوان" للمخرج السينمائي العراقي هادي ماهود عاداً إياه "علامة فارقة في المشهد الوثائقي العراقي"، والثانية بقلم الناقد سعد المسعودي المقيم في باريس وكانت عن الفيلم السوداني "مأساة وطن" والذي احتفى به مهرجان كان في دورته السادسة والسبعين، والثالثة بقلم الناقد سمير حنا خمورو المقيم في باريس أيضاً حيث تناول بالتشريح النقدي فيلم "تشريح السقوط" للمخرجة الفرنسية جوستين ترييه، الذي أكد فيه اتفاق النقاد والجمهور على أحقية الفيلم بالفوز بالسعفة الذهبية للدورة الأخيرة من مهرجان كان السينمائي.

في باب "مهرجانات" يتوقف العدد عند الاستعدادات والتحضيرات للدورة السادسة من مهرجان الجونة السينمائي التي كانت مقرراً انعقادها في المدة من 13 الى 20 تشرين الأول أكتوبر2023، وتضامناً مع ملحمة طوفان الأقصى التي يخوضها شعبنا العربي الفلسطيني ضد ظلم وعدوان الكيان الصهيوني الغاصب، تقرر تأجيله الى إشعار آخر. كما تم تسليط الضوء على حفل ختام الدورة الثمانين من مهرجان فينيسيا السينمائي الذي حفل بالنجوم الذين تهادوا على سجادته الحمراء قبل الاعلان عن الفائزين في هذه الدورة التي تبارى على جوائزها التي أعلنتها لجنة التحكيم برئاسة المخرج الامريكي الشهير داميان شاريل، وكان من ضمنهم فوز فيلم "اشياء مسكينة" لمخرجه يورجوث لانثيموس بجائزة الأسد الذهبي لأفضل فيلم، والفنان بيتر سارسجارد الذي حصد جائزة أفضل ممثل عن دوره في فيلم "ذاكرة"، والفنانة كايلي سبينسي عن دورها في فيلم "بريسليا" لمخرجته صوفيا كوبولا، وقد كرست المجلة صورتي للفائزين الأخيرين الصفحتين الوسطيتين. في حين كتب من دمشق الناقد السوري علي العقباني عن "مهرجانات السينما العربية منصات للقاء والعرض والفرجة والإنتاج والتسويق".

"رسالة باريس" التي يحررها الناقد السوري صلاح سرميني غطت هذه المرة جوانب مختلفة من التجارب السينمائية المتنوعة التي يحفل بها المشهد السينمائي وما حواليه في فرنسا وغيرها لاسيما فكرة التنقيب في الميراث السينمائي، والنقابة السينمائية للنقد السينمائي والسمعي والبصري، وقائمة بجوائز كان الرسمية والموازية، ومفهوم "الطليعة" في السينما، وغيرها.

أما الناقد السينمائي العراقي رضا الأعرجي فكتب من الرباط حيث يقيم تقريراً مهماً وجميلاً عن مدينة الإنتاج السينمائي في مدينة ورزازات الساكنة عميقاً قلب الجنوب المغربي التي تحولت الى عاصمة عالمية للفن السابع، وجاء تحت عنوان "هوليوود إفريقيا: مدينة مغربية في عمق الصحراء".

في باب "ذاكرة السينما العراقية" نتجول في صفحات مجلة "ستوديو" التي كانت ربما أول مجلة سينمائية ريادية عراقية أصدرها ورأس تحريرها الفنان القدير الراحل جميل حمودي الذي عرف باهتماماته السينمائية والثقافيةعلى الرغم من تخصصه بفن التشكيل. ويقدم في باب "دراسات" الدكتور شاكر لعيبي الجزء الثالث من سلسلته الوثائقية التاريخية والبصرية النادرة والمهمة عن "سينمات العراق بين 1918 و1958".

وفي باب "قراءة في كتاب" يقدم الناقد الجمالي البروفيسور عقيل مهدي سياحته الفكريةالكاشفة والشائقة في كتاب الدكتور ليث عبد الأمير الموسوم "سينما الأكستريم.. جماليات الحدود والتجاوز" بصفتها موسوعة فيلمية مصغرة. وفي باب "فوتوغراف" ينقلنا الدكتور خليل الطيار الى تجربة الفنان الفوتوغرافي طارق العساف عبر دراسة حملت عنوان "تسليط الضوء بتغريب الضوء.. إنعطافة بصرية لطارق العساف". الدكتورة ورود ناجي باقة من "متابعات سينمائية" لبعض من أبرز الفعاليات والأخبار السينمائية لنجوم السينما العراقيين والعرب والأجانب.

ليختتم العدد بمقالة الدكتور جبار جودي عن "الاستثمارالفاعل في القوة الناعمة" مستعرضاً منجزات النقابة المتنوعة في المشهد السينمائي وآخرها التحضير لإقامة مهرجان بغداد السينمائي في شهر شباط/فبراير من هذا العام 2023.

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1075 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع