حسين فهمي: عودتي إلى لقاء سويدان شائعة
كما يتحدث عن اهتمامه بالسياسة وتأثيرها على نشاطه الفني
لها/مؤمن سعد - القاهرة:يرى ان سكوت الفنانين على ما يتعرضون له من هجمات شرسة من بعض المتشددين سيشجع على المزيد منها، لكنه لا يوافق على الاعتصامات والاحتجاجات، وإنما يرى أن أفضل رد هو تقديم مزيد من الأعمال الفنية.
الفنان حسين فهمي يعلن تضامنه مع إلهام شاهين ويسرا، ويكشف لنا حقيقة عودة الحياة الزوجية بينه وبين لقاء سويدان، وموقفه من الشائعات، وعلاقته بنجوم جيله والنجوم الشباب.
كما يتحدث عن اهتمامه بالسياسة وتأثيرها على نشاطه الفني، وسبب غيابه عن افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، والأصوات التي يحب الاستماع إليها، والكتب التي يقرأها.
- بسبب عدم تقديمك أي أعمال فنية خلال الفترة الأخيرة واهتمامك بالأحداث السياسية أشيع أنك تفكر في اعتزال الفن، فما صحة ذلك؟
طبعاً لا أفكر في ترك الساحة الفنية، واهتمامي بالسياسة لم يؤثر على كوني فناناً إطلاقاً، لأنه لا علاقة بين الاثنين، خصوصاً أننى مهتم بالسياسة منذ فترة طويلة، وهذا لم يؤثر على وجودي في السينما أو التلفزيون.
الأمر أبسط من ذلك بكثير، فقد بدأت مرحلة الإعداد للأعمال الفنية التي ستصوَّر في بداية العام المقبل لتُعرض لاحقاً.
- لكن هناك بعض الفنانين الذين يقلقون من إعلان آرائهم السياسية خوفاً من أن يؤثر ذلك على شهرتهم الفنية، ألم تتخوف من ذلك؟
أندهش كثيراً من كون الكثير من زملائي الفنانين يرفضون الحديث في السياسة، رغم أننا نمر بمرحلة مفصلية تستوجب أن يعبر الجميع، بمن فيهم الفنانون، عن آرائهم.
كما أنني لا أعرف السبب وراء هذا التخوف الذي يسيطر على بعض الفنانين، لأنه يجب الفصل بين آراء الفنان السياسية وبين عمله الفني، بمعنى أن الجمهور يحترم الفنان لأعماله الفنية وليس لآرائه السياسية التي يمكن أن تتوافق مع آراء البعض ولا تتوافق مع البعض الآخر.
وهذا ما يحدث في أوروبا وأميركا، فهناك فنانون كبار ونجوم لهم قاعدة عريضة من الجمهور ومع ذلك يعلنون آراءهم السياسية دون أن يؤثر ذلك على نجوميتهم وشهرتهم، لأننا يمكن أن نختلف حول آرائي السياسية، لكن ذلك لا يقلل أبداً من قيمتي كفنان.
- ما هي أعمالك الفنية المقبلة؟
اتفقت على تصوير الجزء الثاني من مسلسل «حافة الغضب» الذي انتهينا من تصوير جزئه الأول العام الماضي، لكن لم يعرض حتى الآن، ولذلك سيعرض الجزءان في وقت واحد، وكل جزء مكون من خمس عشرة حلقة منفصلة.
وسيكون الجزء الثاني بعنوان «موت محقق» وقصته مأخوذة عن رواية للكاتب الكولومبي الشهير غابريال غارسيا ماركيز، ويناقش قضية الثأر والشرف، وتشاركني بطولته سوسن بدر وإخراج حسني صالح. كما أن هناك مسلسلاً آخر بعنوان «فخ النسور»، من إخراج نادر جلال.
قصته مأخوذة من ملفات المخابرات المصرية، ومن المفترض أن أجسد فيه شخصية «نانيت عاميت» رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، لكن حتى الآن لم أبدأ قراءة السيناريو حتى أحسم مسألة مشاركتي بشكل نهائي.
- معنى ذلك أنك يمكن أن تدخل في سباق رمضان القادم بمسلسلين، فهل هذا تعويض عن عدم تقديمك أي أعمال العام الماضي؟
كنت أتمنى عدم الوجود بأي مسلسلات في رمضان الماضي، وسعدت جداً بخبر تأجيل عرض مسلسل «حافة الغضب»، وذلك بسبب كثرة الأعمال المعروضة خلال هذا الشهر من مسلسلات وبرامج تلفزيونية، بالإضافة إلى أن الجمهور المصري كان يبحث عن متابعة الأحداث السياسية أكثر من الدراما، وأدى هذا إلى ظلم كثير من الأعمال المعروضة وعدم تحقيقها نسبة مشاهدة كبيرة رغم جودتها وتميزها.
فأنا لا أرغب في عرض أعمالي في شهر رمضان وأقترح أن يخصص موسم آخر في كانون الثاني/يناير أو شباط/فبراير من كل عام تعرض فيه مسلسلات جديدة.
لكن بالنهاية لم أستطع فرض ذلك لأنني لست المتحكم في تلك المسألة، بل إنها تخص شركات الإعلانات التي تجبر المنتجين على حصر أعمالهم بالشهر الكريم حتى تحصّل عائداً مادياً من القنوات الفضائية.
- تقرر عرض فيلمك «لمح البصر» بعد تأجيله لأكثر من عامين، فما سبب تأخر عرضه كل هذا الوقت؟
هذا الفيلم قريب جداً إلى قلبي، وكنت في غاية السعادة عندما علمت بتحديد موعد لعرضه لأنه من نوعية الأفلام الهادفة أو كما يطلق عليها أفلام المهرجانات، فهو مأخوذ عن رواية للكاتب الكبير نجيب محفوظ ولديه شكل مختلف في التصوير والإخراج، لكنه مر بظروف صعبة وأرجئ بسبب قيام الثورة المصرية وبعدها لم نجد الوقت المناسب لعرضه.
والفيلم شارك من قبل في مهرجان الإسكندرية ونال جائزة أحسن فيلم، ولذلك أرى أن هذا الموعد سيكون لمصلحته.
- عدم حضورك حفلة افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي الدولي أثار اندهاش الكثيرين، فما سبب غيابك؟
للأسف لم أستطع حضور مهرجان القاهرة بسبب عدم وجودي في مصر، فقد سافرت إلى واشنطن قبل بداية المهرجان لتكريمي عن مجمل أعمالي في مركز الحوار العربي في الولايات المتحدة الأميركية، وبعدها انتقلت إلى نيويورك لحضور ندوة «الحوار بين الشرق والغرب» التي أقيمت في متحف المتروبوليتان، وهي استكمال للمؤتمر الذي عقد في لندن قبل أكثر من شهر وحضرته أيضاً. وسفري بهذا التوقيت جعلني أعتذر أيضاً عن عدم تلقّي التكريم في مهرجان بيروت الدولي للسينما.
- حصلت الشهرين الماضيين على أكثر من تكريم فني عن مجمل أعمالك في عدد من الدول الأوروبية، كيف كان شعورك؟
عندما أكون مشغولاً بتصوير أعمال فنية جديدة أعتذر عن عدم حضور التكريمات، ولذلك قررت استغلال فرصة عدم ارتباطي بأي مواعيد خلال الفترة الماضية، وسافرت إلى عدد من الدول الأوروبية لحضور التكريمات الخاصة بي، وهذا جعلني أشعر بالفخر والفرح بتقديمي تاريخاً فنياً مشرفاً يلقى تقدير العالم كله.
ومن بين التكريمات التي سعدت بها تكريمي من معهد الفن المعاصر في إنكلترا تحت رعاية الأسرة الملكية.
- ما تعليقك على ما يحدث الآن من هجوم شرس على الفنانين من أبناء جيلك أمثال إلهام شاهين ويسرا وعادل إمام؟
أرى أن هذا الهجوم الشرس على الفن مقصود ومرتب لهدم الفن المصري، وعملية منظمة لتشويه صورة الفنانين جميعاً، والدليل على ذلك أنه هجوم غير مبرر، فليس من حق أي شخص، حتى لو كان يطلق على نفسه صفته رجل دين، أن يكفّر الآخرين مثلما حدث مع إلهام شاهين ويسرا، بل إن ما قيل عنهما على ألسنة هؤلاء المتشددين دينياً يعتبر سباً وقذفاً بأبشع الألفاظ.
والحقيقة أنني أفاجأ بذلك ولم أكن أتخيل أبداً أن يحدث بتلك الطريقة، لأن من حق الجميع أن يعلنوا عن آرائهم، سواء اتفقنا أو اختلفنا معها، لكن بأسلوب محترم يسمح بالنقاش وتبادل الآراء.
في أي حال، أنا متأكد من أن هذه الاتهامات الموجهة نحو الفنانين لن تسفر عن شيء، لأن الجمهور المصري والعربي بشكل عام يعشق الفن والإبداع والموسيقى، ولا يوجد مجتمع في العالم كله يستطيع أن يعيش بلا فن، فالمجتمع بلا فن يصبح ميتاً وبلا روح، فهي مجرد محاولات فاشلة وسينتصر الفنانون أصحاب الحق في النهاية.
- هناك بعض الآراء التي تتجه نحو قيام جميع الفنانين بوقفات احتجاجية اعتراضاً على الهجوم الشرس للفن والإبداع، فهل تتفق مع هذا الرأي؟
البعض يفكر في ذلك لمحاولة التصدي لما يحدث، لكنني ضد الوقفات الاحتجاجية والاعتصامات، وأرى أن أفضل الحلول لمواجهة هذا الهجوم العنيف هو تكثيف جميع الفنانين أنشطتهم الفنية وتقديم أعمال سينمائية وتلفزيونية وغنائية بشكل أكبر بكثير من الفترة الماضية، حتى نرد على كل من يرغب في تدمير الإبداع ونثبت له بالدليل القاطع أنه سيفشل في ذلك.
- هل تحدثت مع إلهام شاهين أو يسرا عن الهجوم الذي وجه إليهما؟
بالتأكيد تحدثت مع إلهام شاهين أكثر من مرة كان آخرها عندما تم تكريمنا معاً بمناسبة افتتاح مجمع سينمائي بالقاهرة، وأكدت لها أنني متضامن معها وموافق على كل ما تقوم به، منذ إعلان الهجوم عليها وإقامتها دعوى على الشيخ عبد الله بدر.
وكذلك تحدثت مع يسرا بعد الهجوم عليها وقلت لها إنني أقف بجانبها قلباً وقالباً وأتابع معها بشكل متواصل التطورات التي تحدث في هذا الشأن.
- ألم تخف من هجوم المتشددين عليك؟
لم أقلق من ذلك على الإطلاق، لأنني مؤمن تماماً مثل جميع الفنانين بدور الفن والرسالة القيمة التي يوجهها إلى الجمهور. وأتذكر موقفاً حدث لي أخيراً، عندما قابلني أحد الأشخاص في أحد الأماكن العامة وفوجئت بأنه يقول لي إن الشيوخ أصبحوا يكشفون حقيقة الفنانين، وتحدثوا عن إلهام شاهين ويسرا وعادل إمام، وجاء الدور ليتحدثوا عن حسين فهمي، فقلت له: هل تعلم أنهم بعد أن يهاجموني ويتخلصوا مني سيأتي دورك، لأنها سلسلة لا تنتهي وستقضي على الجميع وليس الفنانين فقط، والتاريخ هو الذي يثبت ذلك.
فعند قيام الثورة الفرنسية وضع أنصارها قانوناً بإعدام كل الأثرياء والأمراء والعائلة الملكية ورجال الدولة السابقين بالمقصلة، وبعد أن تخلصوا من هؤلاء بدأوا البحث عن الأفراد العاديين حتى قل الشعب وتقلص بشكل ملحوظ، وهذا ما كنت أقصده.
ورغم ذلك لا أخاف أبداً من شن الهجوم عليَّ طالما أفعل ما أقتنع به.
- هل لديك مخاوف على مستقبل الفن في مصر؟
لا أشعر بأي مخاوف على مستقبل الفن، لأن هناك مقاومة من جانب الفنانين والمبدعين للحفاظ على حقوقهم وعلى حرية الإبداع في أعمالهم الفنية. نحن مثّلنا مصر وشرّفناها في مختلف المجتمعات الدولية، وحتى الآن لا يوجد مهرجان فني يخلو من الفنانين المصريين، سواء في أوروبا أو الدول العربية مثل مهرجانات أبو ظبي ودبي وقرطاج وبيروت ومراكش وغيرها، وهذا دليل على ريادة الفن المصري وقوته، ولن يستطيع أحد أن يؤثر عليه سلباً مهما استخدم من وسائل.
- ترددت أخبار تؤكد وجود محاولات لعودة الحياة الزوجية بينك وبين لقاء سويدان، فما مدى صحة ذلك؟
هذا الكلام ليس له أي أساس من الصحة فهو مجرد شائعات تعودنا عليها جميعاً، فقد انفصلت عن لقاء منذ أكثر من أربعة أشهر عندما اتفقنا على الطلاق، ولا أرغب في الخوض في تفاصيل الانفصال، لأنني لا أحب التحدث عن حياتي الخاصة.
لكنني أريد أن أؤكد أنني أكنُّ للقاء سويدان كل الاحترام والتقدير، وأعلم أنها تبادلني الشعور، وما زلنا صديقين حتى الآن.
- هل تشعر بالغضب عندما تستمع إلى تلك الشائعات؟
بالعكس تماماً، تضحكني في بعض الأحيان. لكنني أشعر بالغضب الشديد عندما أجد زملاء لي يقومون بعد الانفصال بالحديث كل منهما عن الآخر بالسلب، وأرى أن ذلك لا يجوز، لأن حياة الفنان الخاصة هي الشيء الوحيد الذي يملكه بمفرده ولا تهم جمهوره، فيجب أن يحافظ عليها ولا يعلنها للجميع بوسائل الإعلام المختلفة.
- ولماذا لا تخرج لنفي الشائعات التي تظهر عنك؟
أنا لست متابعاً للأخبار التي تنشر عني في الصحف أو المجلات الفنية، ولا أهتم بالإنترنت ولا أمتلك حساباً شخصياً على فيسبوك أو تويتر، ولهذا لا أعلم مصدر الشائعة أو توقيت خروجها حتى أنفيها، لكن الجمهور الآن أصبح أكثر وعياً لما يحدث ويتعرف جيداً على الأخبار الصحيحة من الشائعات، ولهذا لا داعي للاهتمام بها.
- هل تشك في أن بعض تلك الشائعات مصدرها الوسط الفني؟
لا، لأن كل الفنانين أصدقائي، فلا يوجد لديَّ أي مشاكل أو عداوات مع أحد، بل أكنُّ للجميع كل الحب والاحترام. وأرى أنني أتميز بتكوين صداقات مع جيلين مختلفين، بمعنى أنني على علاقة جيدة بأبناء جيلي، وكذلك لديَّ صداقات عديدة مع الجيل الحالي أو كما يطلق عليه جيل الشباب، ومن أصدقائي نور الشريف وعزت أبو عوف ومحمود ياسين وليلى علوي ويسرا ولبلبة وإلهام شاهين ونيللي ونجلاء فتحي، ومن الشباب أحمد السقا وكريم عبد العزيز ومحمد هنيدي وبشرى.
- من هو النجم الشاب الذي ترى أنه يصلح أن يكون حسين فهمي في المستقبل؟
الكثيرون منهم لديه الموهبة التي توصل إلى تحقيق الشهرة والنجومية وصناعة التاريخ الفني، لكن لا يوجد شخص يستطيع أن يحل محل الآخر، خصوصاً في مجال التمثيل، فلكل منا كاريزما خاصة وأسلوب مختلف في التمثيل.
- معروف عنك أنك عاشق للغناء والموسيقى، فمن هي الأصوات الغنائية المحببة إلى قلبك؟
أمضي معظم وقت فراغي في سماع الموسيقى، ومن المطربين الذين أستمتع بغنائهم وأتابع كل ألبوماتهم محمد منير وعمرو دياب، وهما صديقاي على المستوى الشخصي، وقد أعجبني ألبوم «أهل العرب والطرب» لمنير وألبوم «بناديك تعالى» لعمرو، فهما دائماً يثبتان أنهما نجمان كبيران ويستحقان أن يتربعا على عرش الغناء المصري.
كما أحب سماع الأغاني القديمة لعبد الحليم حافظ وأم كلثوم ومحمد عبد المطلب وسيد مكاوي وفيروز وماجدة الرومي.
- نعلم أن لديك مكتبة ضخمة في بيتك فما هو آخر كتاب قرأته؟
بالفعل لديَّ مكتبة ضخمة تحتوي على مئات الكتب التي تتحدث عن مختلف الموضوعات والقضايا، وعادة ما أقرأ الكتاب أكثر من مرة، وهذا ما حدث أخيراً فقد قرأت كتاب «كل رجال الباشا» للمرة الثانية، وهو من تأليف خالد فهمي ويتحدث عن عصر محمد علي باشا وبنائه مصر الحديثة.
وهناك كتاب ثانٍ أقرأه بعنوان «الدولة والدين» للكاتب برهان غليون، وأرى أنه يناقش قضية مهمة تمر بها مصر خلال الفترة الحالية، وهي مسألة خلط الدين بالسياسة ومدى تأثير ذلك على المجتمع.
1134 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع