ولك سعيد أشرب و أشبع وأشكر الحزب الشيوعي ،ما أظن هذه الفرصة تتكرر ابداً!
بالأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي و يجوز قبل هالسنوات ما كانت بمدينة السليمانية مثل أغلب المدن العراقية ماعدى ( العاصمة والموصل والبصرة ) بارات لشرب الكحول أبداُ.
وهذا مايعني انه ماكان أكو مشروب بالأخص حليب سباع ( العرگ) ، لاء كان اكو اكثر من محل لبيع المنكر يديروه الأخوة المسيحيين من اهالي المدينة.
والعرگ كان يجيبها تجار من بغداد ب(قرابات) كبيرة و مختومة وأبو المحل يحطها ببطالة من بطل و نص بطل وربع بطل عاد هو وضميره!!.
أكبر وأشهر المحلات كان لشخص اسمه (كسبر سركيس) ومحله بأشهر وأكبر شوارع السليمانية / شارع مولوي.
عدى البيع كان يقدم ( پيكات) بأقداح أشبه بالأستكان للي يريد يشرب پيك وأنت ماشي!!.
مع هذا الپيك كان يقدم ماعون استكان چاي وبداخله شوية مخللات ( طرشي) و ماكان أكو لا لبلبي ولا باگلة حتى جاجيك!!.
بذيج الفترة مثل كل الأوقات كانت اكو مجموعة من المدمنين عالمشروب و ياسبحان الله هالشريحة مفلسين على طول ، ماعندهم شىء يذكر يعيشون على هذا وهذاك واكيد كان همهم الأول والأخير شرب المنكر دون التفكير بالأكل و غير الأكل ، يقضون حياتهم بالشوارع و النوم أما بالجوامع أو بالأزقة والطرقات.
بالخمسينيات كان أكو أشهر اثنين واحدهم ما يفارگ الأخر ليل نهار و أهل المدينة بالأخص اهل الدكاكين كلهم يعرفونهم كانوا في غاية الأدب ومافد يوم أذوا أحد لو تصرفوا تصرف غير لائق على العكس كان واحدهم هادىء بمعنى الكلمة.
بعض المرات كانوا( يزاغلون) على سركيس ، يشربون وبعدين ما يدفعون وواحدهم يخش بعيون ابو المحل و يصرون بأنهم دفعوا المبلغ كبل مايقدم الهم المشروب.
سركيس أمفتح مو باللبن ولكن أمفتح بالعرگ و ماتفوته هالشغلات لو بعض المرات كان يسكت وچنه مايدري ولكن لاء .. كان يدري كلش زين.
من تكررت الحالة بدا أول ما يطلبون المقسوم يگوللهم:
شوفوا كاكه سعيد* وانت كاكه خوله* ، طلعوا فلوسكم وإلا ماكو عرگ ولا توجعون راسي ترة ماعندي وكت!!.
هاي شلون و شتخليلها أتطيب ، والله يا خولة أنكشفنا ، مو مشلكة طلع المية فلس و أنطي هالخنزير خلينا نشرب ويا ستار من هالمصباح الله يستر!!.
وهكذا كل يوم ولكن لو تسألهم شبعتوا عرگ؟؟.
ثنيناتهم بصوت واحد:
- لا بالحرام واحدنا عبالك شارب قطرة وحدة!! ياربي هم يجي يوم نشرب ونشبع مثل ما أنريد؟؟!.
بذيج السنة كانت حركة الشيوعيين في اوج نشاطها بالأخص القيام بالتظاهرات في اكثر من مناسبة خلال السنة الواحدة.
فد عصرية كان الأخوة ( سعيد و خوله ) كالعادة يشربون عند العم سركيس الورد واذا على غفلة انطلقت مظاهرة من بداية الشارع بأتجاه السراي ( مقر المتصرفية والشرطة وبقية الدوائر) وكالعادة الشرطة كانت على اتم الأستعداد لمواجهتهم ، وبعد ما وصلوا الى منتصف الشارع ، الشرطة بدأت بأطلاق النار في الهواء لتفريقهم .
بهالأثناء طلب سركيس ان يخرجوا لأن القيامة قامت وصارت لخة والمسألة ما تتحمل واخاف تجيهم چيلة طائشة ويروحن بيها ولا ماكلين ولا هم يحزنون.
لكن الأخوة ولا يمهم گالوله:
- شوف سركيس والله لو تشتغل المدافع و طائرات حربية و تطلع نخلة براسك فلا نتحرك حتى انخلص المشروب وعلى راحتنا!!.
سركيس ظل يتوسل وقرر يرجعلهم فلوسهم وفوكاها بوسة ، ولكن ويه من؟؟ قرارهم قطعي ومن غير جدال وهات وخذ!!.
سركيس نزل نص(كبنك) المحل و أنطلق مثل الصاروخ تارك الأخوة الأعزاء بالمحل وبذيج الساعة يا محل يا دنيا كلمن يگول آخ يا روحي!!.
يا لهذه الفرصة الذهبية ، ولك سعيد صدك چذب؟؟ المحل صار محلنا توكل على الله ونزل بقية الكبنك وخلينا ندخل جوة أني أسوي روحي سركيس وانت المشتري وبيك خير وتدلل .
ما كذبوا خبر دخلوا جوه للمخزن.. أيباااخ ... قرابات العرگ والبطالة مالية المخزن و حمروش طاح بكروش و عيونكم ماشافت!!.
المشكلة ماكو طرشي بس كانت هناك انجانة مليانة فلفل امخلل بس من النوع الحار جدااا!.
وشكو بيها مو فلفل حار والله لو (قزلقورط) هم انخليها مزة.. ولك خوله تعال أگرصني أخاف هذا حلم ومو حقيقة ، اشرب نعلة على روح أهلك سركيس ماتنطينا مشروب إلا نقداً؟؟ والله لنشرب مال سنة وأكثر وباچر روح طگ راسك بالحايط وأشتكي!!.
ظلوا يشربون للصبح وواحدهم صار جنازة من كثر الشرب والأهم بسبب الفلفل الحار وجوههم صارت طماطة من اثرها وحتى السنتهم تورمت ومايگدرون يحچون ولا كلمة!!فقط عيونهم تتحرك!.
الصبح من أجه سركيس المسكين شاف مصيبة واحدهم شاربله كذا بطل عدى اللي انكسر وانچب الغريب بالأمر واحدهم كان سابح بالعرگ غاسل راسه و رجليه بالعرگ!!، بالحقيقة قدروا الخسارة بأكثرمن خمصطعش دينار ، دينار ينطح دينار !!.
راح للمركز وجاب شرطة حتى يكشفون على الحادثة بس ويه من ولا چنهم عايشين فقط يتنفسون ولكن لا حركة ولا كلام.
اخذوهم بسيارة الشرطة للمستشفى وهناك بقوا كم يوم وبعدها بدأ التحقيق ولكن سركيس المسكين تنازل على شرط ان مايشوف وجوههم!!.
ورا هذيج الحادثة كان واحدهم يسأل الأخر:
- تعتقد راح تتكرر اللي صار؟؟، والله فعلاً الحزب الشيوعي حزب الكادحين والفقراء والمشردين شفت شلون بصاية هالحزب تحققت احلامنا، عاشت الشيوعية والمطرقة والمنجل و كل الأقمشة الحمر و ليلين*!!و ماركيز*!! و كل الشيوعين ألأعزاء و الله يعلي سعودهم وإن شاءالله يجي يوم يستلمون المتصرفية والسراي!!!.
لا والله يستحيل تتكرر، لا سركيس يترك محله و ينهزم لأنه اخذ درس ولا الشرطة راح تطلق نيران و أكيد كانت صدفة وتكرارها صعب يا ابن العم ، صحيح شربنا كلش هواية بس ما شبعنا ، ياريت لو شاربين أكثر حتى لو متنا مايهم شكو ورانا؟؟ ماما دادا؟؟ الله عليك هذه هي عيشة اشو حتى سركيس يريد الدرهم ليگدام؟؟.!!.
رباط السالفة:
أكو فرق بين فرصة الأخوة ( سعيد وخوله) هم اجتهم فرصة بصاية الحزب الشيوعي و محد كان يتضرر من أفعالهم غير صحتهم وماسببوا اي ضرر غير لأبو العرگ بخمصطعش دينار وبس.
أما أخوة النشامى عملاء وجواسيس ايران وأمريكا فرصتهم اجت بصاية الشيطان الأكبر (أمريكا) ووجودهم كانت نهب وسلب العراق و حرمان كل الشعب العراقي من الراحة والأمان وبسببهم انشرت البطالة والفوضى و عشرات الأمراض الأجتماعية.
خوله و سعيد كان الهم چارة كان بأمكان المتصرف ( المحافظ ) أو مدير الشرطة أن يحجزهم أو يبعدهم عن المدينة وكلشي يگعد بمكانه.
أما الحرامية وجواسيس المنطقة الخضراء ازاحتهم مو عملية سهلة و ماكو غير حلين:
-ان يثور الشعب في انحاء العراق و يرموهم بأقرب مزبلة.
- قيام الشيطان الأكبر بعملية عسكرية (انقلاب) و اعادتهم الى ازقة وشوارع لندن واوربا ولبنان وايران.
وأني اشوف العملية الأولى أسهل كودن أمريكا هي اللي رادت تدمير العراق من كل النواحي.
تتذكرون لقاء طارق عزيز و جيمس بيكر وزير خارجية الشيطان الأكبر من هدد العراق وگال: لأنرجعكم عقود و عقود الى الوراء.
وفعلا صار اللي صار و اليوم ومنذ احتلال العراق عام ٢٠٠٣ دانشوف الخراب والدمار من كل النواحي!!.
الى اللقاء في سالفة أخرى..
أخوكم رئيس التحرير.
ملاحظة:
*القصة حقيقية مئة بالمئة شبيهة بتمثيلية عبود يغني للفنان الكبير يوسف العاني.
*اسامي ( سعيد وخولة ) أسماء مستعارة كونهم ماتوا من عقود وهم والباري عزوجل.
* يقصد ب( ليلين و ماركيز) لينين و ماركس.
453 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع