تاريخ مطبعة الحكومة في الموصل

           

             تاريخ مطبعة الحكومة في الموصل

أسست مطبعة الحكومة في الموصل – وكانت تسمى مطبعة الولاية في العهد العثماني – سنة 1875 م (1292هـ) في زمن والي الموصل تحسين باشا الذي جلب أدواتها وآلاتها من الأستانة،

وقد ساعد الأباء الدمنكيون على ترويج أشغالها فأنيطت أدارتها بموظفي دائرة الولاية المركزية كالمكتوبجي وكتاب المجالس الإدارية ومن الذين تولوا أدارتها رؤوف أفندي الشربتي وعلي بك كاتب مجلس الإدارة ورؤوف أفندي ابن محمد أفندي والمكتوبجي طاهر بك واحمد أفندي رئيس كتاب المحاسبة الخصوصية ونظمي بك وحسن فائق بك رئيس بلدية الموصل السابق. وعلي بك وخير الدين أفندي العمري نائب الموصل في المجلس النيابي الآن وارسلان بك.

وقد اشتغلت الطبعة الرسمية من يوم تأسيسها بطبع الأوراق الرسمية والأشغال التجارية ودفاتر دواوين الحكومة والتقاويم السنوية باللغة التركية المسماة (موصل سالنامة سي) وفيها طبعت جريدة (موصل) الرسمية وهي جريدة أسبوعية أخلاقية أخبارية ظهرت سنة 1879م (1297هـ) وقد كانت في أول صدورها تنشر باللغتين العربية والتركية ثم اقتصرت على اللغة التركية وأعيد القسم العربي إليها في أخر عهد العثماني بالموصل.

           

فلما دخل البريطانيون الموصل في اليوم الثاني عقيب إعلان الهدنة سنة 1918م (1337هـ) استأنف الكولونل لجمن الحاكم العسكري للموصل إصدار الجريدة الرسمية اللغة العربية فقط فكانت تصدر مرتين في الأسبوع وعهد بإنشائها في أول الأمر إلى القس سليمان الصائغ الكلداني الموصلي مؤلف (تاريخ الموصل) ثم تسلم إنشاءها الأستاذ أنيس الصيداوي الصحفي البيروتي ورئيس الثانوية في يافا (فلسطين) ألان. وأعقبه في القيام بشؤون هذه الجريدة التحريرية يونان عبو اليونان من كتاب الموصل الذي تركها أخيرا وانخرط في سلك طلاب متقن الطب المؤسس حديثا في بغداد. وأخذت تصدر بعد ذلك أربع مرات في الأسبوع.

وفي مطبعة الولاية هذه طبعت حينا جريدة نينوى لسان حال الاتحاديين العثمانيين باللغتين العربية والتركية. وجريدة نجاح لسان حال حزب الائتلاف باللغتين العربية والتركية أيضاً وجريدة جكه باز الهزلية باللغة التركية فقط.ولما صودرت أموال الأجانب في الحرب الكونية العظمى وكانت مطبعة الأباء الدمنكيين في جملة ما صودر نقل إلى مطبعة الحكومة كثير من أدوات وآلات وحروف بعض ما حفظ في المطبعة. فلما احتل الإنكليز الموصل أدوا إلى دير الدمنكيين ومبعثهم بعض ما حفظ في الطبعة الرسمية من منهوبات مطبعتهم ولم تمتد إليه يد السرقة أو التلف.

وفي السنة الماضية جدد في هذه المطبعة قسم مهم من حروفها وآلاتها كما أعيد إلى المبعث المنكي بعض ما فضل فيها من آثار مطبعتهم بلا استعارة.

من مطبوعاتها:

1 ـ أبهى القلائد في تلخيص انفس الفوائد) تأليف السيد احمد فائز ابن السيد محمود أفندي البرزنجي سنة 1315هـ (1897م) ص 226 وهو في العقائد الإسلامية والكلام وقد طبع برخصة نظارة المعارف في الأستانة المرقمة 117 وبتاريخ ذي القعدة سنة 1314هـ (1896م) في عهد ولاية زهدي بك الوالي العثماني على الموصل

2 ـ سالنامات لسنوات متعددة باللغة التركية

3 ـ منهج التعليم الابتدائي سنة 1919 ص 64

4 ـ نظام بلدية الموصل (موقت) ص 24 سنة 1920

5 ـ إيضاحات في تدريس اللغة العربية في المدارس سنة 1921 ص 10

6 ـ منهج لتعليم اللغة العربية للطلاب الذين لسانهم غير العربي ص 13 سنة 1921

وقد طبع في هذه المطبعة بعض الكتب المدرسية باللغة التركية.

مطبعة نينوى أو سرسم أو آثور أو عيسى محفوظ في الموصل

تغير اسم هذه المطبعة مرارا فكانت في أول تأسيسها مطبعة نينوى ومطبعة سرسم أحيانا فمطبعة آثور فمطبعة عيسى محفوظ وهو اسمها الحالي وكان مؤسسها عيسى محفوظ الموصلي بشركة فتح الله سرسم وذلك في سنة 1910م (1327هـ) وجلب آلاتها وأدواتها من باريس وحروفا عربية ولاتينية. وفيها صدرت جريدة (نينوى) باللغتين العربية

والتركية وجريدة (جكه باز) الهزلية.

وفي أبان الحرب العظمى صادرتها الحكومة العثمانية مدة عشرة أشهر وأخذت تطبع فيها جريدة حقه طوغرو (دعوة الحق) لبث دعوتها باللغات الأربع التركية والعربية والفارسية والكردية. فلما كان الاحتلال البريطاني أعيدت المطبعة إلى صاحبها وهي اليوم تصدر جريدة (صدى الجمهور) العربية مرتين في الأسبوع. واشتغلت مدة بطبع الأوراق التجارية وأغلفة أوراق (السيكارة) وصاحبها متفنن في حفر الألواح المنقوشة وطبعها فيها.

وفي هذه المطبعة طبعن مجلة (النادي العلمي) التي كان يصدرها النادي المذكور

في الموصل عقيب الاحتلال البريطاني.

من مطبوعاتها:

1 – (عنوان البيان وبستان الأذهان) كتاب لأحد المؤلفين القدماء في الحكم والآداب في جزأين صغيرين سنة 1914.

2 – التحفة السنية في الهدية السنوية لعلي الجميل الموصلي سنة 1895

3 – بدائع الأفكار ياخوذ الحكمة والأدب للترك والعرب تأليف فاضل الصيدلي الموصلي وهي شذرات عربية أدبية مشروحة باللغة التركية ص 32 سنة 1330هـ (1911م).

4 – خطبة نادي المشرق – كتاب سياسي عمراني خاطب به مؤلفة الأستاذ السيد محمد حبيب العبيدي، مفتي الموصل الان، أمم الشرق ودعاها إلى النهوض وقد أوحت إليه بهذه المعاني الحرب العثمانية البلقانية كتب على الرسالة (ينفق ريعها في سبيل تعزيز مبدأها) ص 88 سنة 1331هـ (1912م).

5 – (الأناشيد الموصلية) ألفه محمد سعيد الجليلي الكاتب في سكرتارية المجلس النيابي في بغداد الآن في 24 ص سنة 1332هـ (1914م) ولهذا الكاتب حكاية لا بد من إثباتها هنا للتاريخ:

كان مؤلف هذا الكتاب سنة 1332هـ (1914م) مدرسا في مدرسة (دار العرفان) الرسمية وقد اسند إليه تدريس الأناشيد وهو التعليم المدخل حديثا في منهج الكتاتيب الابتدائية والذي قصد به تدريس أناشيد (الحماسة التركية) لخدمة القومية التركية في نفوس النشء العربي؛ فلم ير المدرس وهو من الشبان العرب المتحمسين لقوميتهم العربية أن يكون وسيلة إلى

نفث الروح التركي في نفوس النشء الغض وإماتة الحس القومي العربي وقد كان يومئذ منحصرا في أفراد قلال يعدون على الأصابع وذلك لشدة ضغط الاتحاديين فعزم على تدريس الأناشيد باللغة العربية فلم يجد بين الأيدي كتابا يحس تداوله لهذا الغرض فطلب إلى بعض الأدباء الموصليين أن يضعوا أناشيد ليعلمها للأحداث فلبى طلبه جماعة منه: قاسم الشعار قاضي محكمة بعقوبة الشرعية حالا وداود الملاح الذي قصفته المنون في سني الحرب الكبرى والأستاذ محمود الملاح الذي كان متبرعا بإلقاء دروس التاريخ والجغرافية في المدرسة المذكورة وهو الآن مدرس اللغة العربية في دار المعلمين في بغداد ونظموا بضع أناشيد تتضمن التغني بمجد العرب التاريخي وإذكاء نار الحماسة في أفئدة النشء العربي فجمعها المدرس الذكور وطبعها في رسالة مع مقدمة له وشرح بعض الألفاظ والأعلام التي وردت فيها.

6 – تنوير الأذهان في بعض حقائق تاريخ الكلدان – نبذة مختصرة رتبها حنا نرسي الموصلي الكلداني ص 67 سنة 1926م

7 – برنامج الجمعية الخيرية السريانية الكاثوليكية ص 35 سنة 1927م

8 – التقرير السنوي الأول لجمعية الإحسان للسريان الارثودكس في الموصل لسنة 1926 – 1927م.

م. لغة العرب 1 تشرين الثاني 1927

ملاحق المدى / رفائيل بطي

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

2192 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع