لكي لايلعننا التاريخ / الجزء الثالث

            

لكي لايلعننا التاريخ /الجزء الثالث

     

لقد كانت نكسة حزيران 1967 بمثابة الضربه القاضيه على رؤوس الحكام العرب حيث كان الشعب العربي يغلي وهو يوجه الاتهامات الى الحكام على انهم هم السبب في هذه النكبه ولغرض امتصاص هذه الموجه العارمه تعرضت الانظمه الضعيفه الى التغيير وفي مقدمتها العراق ثم ليبيا والسودان..

كان العرب يعتمدون بشكل كبير على مصر عبد الناصر بالرغم من ان العديد من المحللين السياسين يعتقدون ان مصر سحبت الى الحرب سحبا وعن طريق مؤامره كان الجانب السوري طرفا فيها وتسليمه هضبة الجولان بدون قتال وكذلك تسليم القدس الشريف والضفه الغربيه ..


لقد اظهرت نكسة حزيران 1967 ترهل الانظمه العربيه وفسادها وقلة خبرتها وعدم جودة اسلحتها ولاكفاءة جيوشها او قادتها .

نيسان 1968

في لقاء لي مع نائب الامين العام لحزب الوحده العربيه(س.الكروي) الذي كان ممثلا في الجبهه الوطنيه التقدميه الديمقراطيه في دمشق عام 1973 سألته عن سبب ترك البعثيين يقومون بالعمل عام 1968 بدون معرفتكم او على الاقل مشاركتكم فكان رده هو :

تم تشكيل جبهه وطنيه من حركة القوميين العرب وحزب البعث والعربي الاشتراكي لغرض التخطيط والتنفيذ سويا لقلب نظام الحكم في العراق وبشكل مشترك ومتكافىء وبعد عدة اجتماعات وفي نيسان 1968 كان من المقرر ان يجري قلب نظام الحكم من قبلنا ومعنا البعثيين وتم تحديد يوم 17 نيسان وقد بلغت الكادر باجمعه ونزلوا الى الشارع مع اسلحتهم من الفجر ولكننا فوجئنا بعدم وجود اي تواجد للبعثيين حسب الاتفاق وبعد الاتصال بهم اخبرونا بان ظروف قاهره تطلبت التاجيل الامر الذي احرجنا في سحب كادرنا من الشارع .. ويسترسل ويقول لقد كنت مكلفا باعتقال عبد الرحمن عارف وحتى اغتياله ان تطلب الامر وكنت قد كونت علاقه قويه مع ابنه نبيل حتى وصل الامر ان ادخل القصر الجمهوري بشكل اعتيادي وبعد تأجيل العمليه يوم 17 نيسان وتحديدا في الاسبوع الاول من تموز 1968 دخلت انا ونبيل الى القصر الجمهوري فوجدت عدد من الصناديق الخشبيه والجنود الخاصين يرزمون فيها التحف والهدايا والمقتنيات التي كانت قد قدمت الى الرئيس كهدايا وعند سؤالي الى الخالة ام قيس عن الموضوع قالت:

( نرسلها الى شارع النهر لكي يلمعوها ويجلوها )..

ولكن يبدو انها كانت تهيئه للمغادره بوقت مبكر وان عبد الرحمن عارف يعلم بالموضوع وقد يكون بالاتفاق معه حتما واذا كان الموضوع تلميع كان بامكان حضور اهل المهنه الى القصر للقيام بالمهمه ثم ان الرزم كان لاغراض الشحن البعيد .

التقيت بالرجل مرة اخرى في بغداد عام 1982 بعد صدور عفوا عن السياسيين خارج العراق وعين في وزارة الصناعه ولكني فقدت اثره بعد ذلك ومن المحتمل تمت تصفيته .

وتأكيدا لما ورد اعلاه فقد حدثني احد الضباط في الحرس الجمهوري وكان آمر سرية دبابات في صبيحة الانقلاب 1968 واصبح في الحرب العراقيه الايرانيه له شأن كبير وقاد احداث احتلال الكويت وكنت على مقربة منه عن طريق شقيق زوجته وهو من اعز اصدقائي فقال :

لم يكن الذين دخلوا الى القصر سوى مجموعه من المدنيين مع بعض انفار من العسكريين المتقاعدين وكنا نجلس في بهو كتيبة الدبابات وقلت للضباط لماذا انتم صامتون هيا لنتحرك وننهي هذا الموضوع بدقائق وقد رد سعدون غيدان قائلا الموضوع انتهى والرئيس سلم وهو لايريد اراقة دماء ونحن على استعداد للتعاون مع النظام الجديد ولم تكن قد اطلقت ولا اطلاقه واحده سوى صلية رشاشه دوشكا رماها احد العرفاء من دبابته ..

ومن جانب آخر اتصل امر كتيبة الصواريخ المحموله (كاتيوشا ) وهو في (معسكر الوشاش الذي لايبعد سوى 500 متر عن القصر الجمهوري) شخصيا بعبد الرحمن عارف وعرض عليه التدخل لانهاء الموضوع واعتقال هؤلاء الاانه رفض وقال بالحرف الواحد: الموضوع انتهى ..!!

ولابد من العوده قليلا الى الوراء والى اللاجئين البعثيين في مصر فقد ورد على لسان عضو قيادة شعبة ( ع.ع ) الذي توفي لاحقا بمرض غامض بان مسؤول التنظيم قد اخبر من قبل المخابرات المصريه ان احد اللاجئين يتردد على السفاره الامريكيه في القاهره وكان ذلك في نهاية عام 1962 وكلف المسؤول اثنان من الرفاق كل على حده لمراقبة الشخص وقد اكدوا ذلك كلاهما دون ان يعلم احدهم بالاخر وتم استدعاء الشخص وشكل بحقه تحقيق حزبي..

       

ولكن قيام انقلاب شباط 1963 وصدور اوامر من القياده القطريه باحراق كافة المتعلقات والعوده الى العراق باسرع وقت وقد ضاع الموضوع ومن اللذين يعلمون به وبشكل تفصيلي هو (عياده كنعان الصديد ) الذي كان ضمن مجموعة اللاجئين في مصر ..

                                                                       

يقول المرحوم حردان عبد الغفارالتكريتي بان المنسق وضابط الارتباط مع السفاره الامريكيه في بيروت قبل الانقلاب هو واحد من الذين اصبحوا قاده للعراق بعد الانقلاب في 1968 ..

وهنا لابد من بعض الاسئله التي تحتاج الى اجابه :

1. هل من المعقول ان يقوم 70 شخص معظمهم من المدنيين وباسلحه بسيطه تنقلهم سيارات عسكريه لوري من اقتحام القصر الجمهوري الذي عجز عن قلب النظام فيه قوات نظاميه عسكريه ومن الحرس الجمهوري نفسه وطائرات وغيرها واذا كان قادة الحرس الجمهوري ومنهم امر لواء الحرس وكالة عبد الرحمن الداوود وامر كتيبة الدبابات المقدم سعدون غيدان والعقيد الركن عبد الرزاق النايف وكيل مدير الاستخبارات كل هؤلاء مشتركين بالانقلاب فما الحاجه للبعثيين وهم لم يكونوا يشكلون تلك القوه على الساحه السياسيه العراقيه قياسا بالاخرين الا اذا كانوا قد فرضوا فرضا على الانقلابيين من جهات قويه لها امكانية الحسم من عدمه ؟؟ ..

         

2. لماذا استسلم عبد الرحمن عارف بسرعه دون اي مقاومه وهو يملك الكثير من الاوراق منها الانضباط العسكري وقوات الصواريخ وقوات في معسكر المحاويل والفرقه الثالثه المدرعه في معسكر الحبانيه و الورار وهو من قاوم انقلاب عام 1966..

                                    

3. ماعلاقة عبد الرزاق النايف وابراهيم الداوود وكلاهما معروفين باتصالاتهما مع الانكليز .

4. لماذا نشط جهاز حنين في اغتيال الكادر الحزبي البعثي قبل و بعد انقلاب تموز 1968 وجرت تصفيه غير طبيعيه ومنهم المرحوم سليم عيسى الزيبق الذي جرت عدة محاولات لاغتياله تحت انظارنا .

5. لقد اشيع في حينها ان عبد الرحمن عارف استلم مبلغ ستة ملايين دينار(مايعادل 18 مليون دولار ) ثمنا لتسليمه السلطه ولم يجري التأكد من ذلك ..

6. وهل يعقل من شخص يقود دوله وضابط قديم ويملك مصادر معلومات متنوعه ان يطمئن ويلجأ الى اليمين والحلف وهو يعلم ان الموضوع يتعدى الحلفان وغيره .

كل هذه الامور كانت قد سبقت وجرت قبل وبعد 17 تموز 1968 والمنتصر يقول ما يشاء لان الخاسر لايستطيع ان يتحدث او لايريد ان يتحدث او قد يكون شريكا وتكون اللعبه اشبه بالمصارعه العالميه التي يتفق على نتائجها مسبقا ..

            

ذكر احد الاصدقاء البعثيين ان ماحدث يوم 17 تموز كان بتدبير امريكي ولكن يوم 30 تموز اعاد الانكليز الوضع الى ما كان عليه بطاقم آخر ,, وانطلاقا من هذه المعلومه تكون العمليه امريكيه ولكن بريطانيا دخلت على الخط او العكس علما ان صراع النفوذ على دول الشرق الاوسط كان مستمرا بين الانكليز والامريكان منذ نهاية الحرب العالميه الثانيه ...

استلم الرفاق الحكم في العراق بحمله اعدامات كبيره على اساس مجموعه من الجواسيس والعملاء ولم يتسنى لااحد الاطلاع على مجريات التحقيق ولا المحاكمات ولا التهم الموجه بالرغم من بعضهم كان على علاقه مع الغرب وخاصة الامريكان حيث كان المجال مفتوح في عهد الاخوين عارف لهذه العلاقه منها تجاريه ومنها سياسيه ومنها ثقافيه وكان الكثير من الشباب ينتمون الى المكتبه الامريكيه كأعضاء والى المعهد الامريكي للغات ويشاركون في فعاليات وانشطه للسفاره الامريكيه .

هذه الاجراءات كانت بمثابة رساله تم توجيهها الى يهود العراق الذين كانوا لايزالون يرفضون مغادرة العراق والهجره الى اسرائيل وفعلا تم ذلك على مراحل اخرها كان عام 1972 وعن طريق البيشمركة الكورديه في شمال العراق باسلوب التهريب الى ايران وتركيا وباشراف منظمات يهوديه عالميه وبعلم الحكومه العراقيه ولم يتبقى منهم سوى سبعة افراد بعد ان كانوا اربعون الف في عام 1914 وضعفي العدد قبل عام 1948 .

بدأ العراق بعد تموز 1968 عهدا جديدا ولم يكن العراقيين يعرفون فيه نظام الطابور (السره ) على منتجات زراعيه ولا الخبز ولا الصمون واصبحت الامور شحيحه الى ابعد الحدود وفرضت تسعيره للمواد واصبح كل شيء نادر من البيض الى اللحوم الى الدواء الى الفواكه الى معجون الطماطه وقصة شفرات الحلاقه معروفه حتى وصل الامر الى اختراع طريقه لادامة حياة موس الحلاقه عرضها برنامج العلم للجميع ولجأ العراقيين لاول مره الى النكته لمعالجة حالهم الصعب وقيل الكثير منها ,, وتبدوا هذه كانها عملية ترويض وتخويف حتى جاءت احداث ابو طبر وتخويف بغداد وعوائلها واختتمها الامن العام بمنع للتجوال تم فيه جرد جميع سكان بغداد وتصويرهم لاغراض استخباريه ومعلوماتيه تحت ذريعة ابو طبر ..

وهنا بعض المحطات التي غيرت بوصلة النظام في العراق الى اتجاه مختلف تماما وهي :

   

المحطه الاولى , هي تأميم النفط في 1 حزيران 1972 واعلان نجاح التأميم يوم 1 آذار 1973 وهو الامر الذي لايمكن نكرانه وهو الذي حقق عائدات ماليه كبيره للعراق لاحقا وهي خطوه وطنيه لايختلف عليها اثنان .

                            

المحطه الثانيه , وهي الزياره التي قام بها نائب رئيس مجلس قيادة الثوره ( صدام حسين) الى الاتحاد السوفيتي والاستقبال الحافل الذي جوبه به والمباحثات على اعلى المستويات التي تمخضت عن اتفاق ( معاهدة الصداقه والتعاون ) والتي تشمل ايضا الدفاع المشترك ..

هذه الاتفاقيه وضعت العراق في محور الاتحاد السوفيتي مما يعني بالمقابل خروجه من الهيمنه الغربيه اي بمعنى آخر اصبح في خانة الاعداء .

                                          

المحطه الثالثه , هي المحاوله الانقلابيه الفاشله التي قام بها ناظم كزار والتي غيرت الكثير من سياقات العمل الحزبي وتعيين القيادات والاجهزه الامنيه والقوات المسلحه عموما .

كما لايمكن لااحد ان ينكر دور النظام في حرب تشرين وارسال الجيش العراقي بدون ان يتم اشعاره بهذه الحرب وادت القوات العراقيه دورها القومي بكل امانه وشرف وكان لدورها في درء احتلال دمشق معروفا وموقف النظام السوري كان غامضا وهزيلا ولايتناسب مع دولة مواجه .

                               

ما حدث بعد حرب تشرين 1973 وارتفاع اسعار النفط بشكل كبير بعد الحضر النفطي الذي فرضه العرب على دول امريكا واوربا حتى وصل سعر البرميل اكثر من 37 دولار وهو رقم كبير جدا في ذلك الوقت وسجل عائدات ماليه كبيره للعراق, هذا الامر ادى الى قيام العراق بالخطه الانفجاريه ومدتها خمسة سنوات وفيها انجازات لايمكن نكرانها ومنها شواهد لاتزال قائمه وبمبالغ تعتبر ارقام صغيره امام ميزانية العراق هذه الايام ومن الانجازات (الكهرباء ،الطرق والجسور ، السكن ، مكافحة الاميه ، الصحه ، التعليم ،ارتفاع مستوى المعيشه ، تجديد البنى التحتيه وانشاء الجديد منها ..الخ) واذكر ان في الاعوام تلك كان البقال وصاحب المحل والجزار يقضي الصيف سائحا في اوربا ويترك في محله عاملا مصريا . تلك فتره ذهبيه شاعت فيها الحريات الشخصيه والتطوير والانفتاح ولايزال العراقيين يذكرونها على انها من اجمل الفترات واستمرت حتى اوائل الثمانينات من القرن الماضي ..

ولكي لايفوتني ان اذكر ان حزب البعث انتهج اسلوبا ذكيا في استلام المناصب القياديه والتي كان يعاني من قلة الكادر المتخصص فيها وفي كل المجالات الامر الذي جعل الحزب يحافظ على الكوادر الموجوده والتي تعود الى الانظمه التي سبقته وفي نفس الوقت تهيئة كوادر وارسال العديد منها الى الخارج للحصول على شهادات عليا ومنهم على سبيل المثال ( عادل عبد المهدي , اياد علاوي ) وآخرين واستغرق ذلك مايقارب عشرة سنوات وفي عام 1977 تمكن النظام من اشغال 80%من المناصب العليا بكوادر بعثيه وهذا الاسلوب ينتهجه حزب الدعوه الان .

                   

جرت محاوله انقلابيه تزعمها عبد الغني الراوي مع بعض العسكريين وضباط شرطه وجرت في شهر كانون الثاني 1970 ولكنها فشلت وجرت على اثرها تنفيذ احكام اعدام بالمشاركين جميعا وكان من كشف العمليه المرحوم العميد الركن فاضل الناهي..

                                   

وجرت محاوله اخرى قام بها اللواء الركن وليد محمود سيرت ومعه مجموعه من الضباط وتمت تصفيتهم ولااحد يدري مدى صحة هذه المحاوله ..

في عام 1973 وتحديدا في تموز قام مدير الامن العام الرفيق (ناظم كزار ) وهو من المهاجرين غير العراقيين ومن اللور الفيليه وتم منحه الجنسيه العراقيه من قبل عبد الكريم قاسم رحمه الله في عام 1959 بعد ان كان لايملكها هو وعائلته وبوساطه من مدير مكتب قاسم . قام هذا الرفيق باول محاوله انقلابيه من داخل الحزب استخدم فيها صلاحياته الحزبيه كونه مسؤولا في استدعاء وزير الدفاع والداخليه...   

وهيء مجموعات من الامن والشرطه لاغتيال كل من احمد حسن البكر وصدام حسين خلال استقبال الاخير للبكر في مطار المثنى عائدا من بلغاريا ولكن العمليه فشلت بسبب تأخر طائرة البكر عن موعد وصولها وكادت تتسبب في قتال بين حماية البكر من جهه وبين حماية صدام من جهه لولا قيام ناظم كزار باذاعة بيان من خلال جهاز لاسلكي لسيارة شرطة نجده وسمعه الجميع والا كان الشك يملىء الاطراف مما يدل على عدم الثقه بعضهم البعض ..

ومن هنا بدأت الحكايه لحكم البعث باسم البعث فقط وليس على صعيد الواقع وقد وجد القاده ذريعه دسمه للانقضاض على السلطه والحزب وتم تجميد نظام الانتخابات الحزبيه واصبح التصعيد الحزبي يخضع للتعيين والقرابه والمحسوبيه والمنسوبيه والعشائريه واوقفت فقرة النقد والنقد الذاتي في الاجتماعات الحزبيه وظلت فقره روتينيه لايجوز طرح اي انتقاد يخص الكادر المتقدم وقلصت الديمقراطيه تحت شعار الديمقراطيه المركزيه واصبح الحزب بجميع مؤوسساته دائره او ميليشيا تلهج باسم القائد وتصفق وتنظم المسيرات والهتافات ...الخ..

  

وامسينا اشبه بكوريا الشماليه اوروسيا ايام ستالين او شاوشيسكو في رومانيا... وهنا توقف الدور الرقابي للحزب على مؤوسسات الدوله ومكاتب الحزب واصبحت الامور تسير تدريجيا نحو جمع الامور بيد شخص واحد وتقليص دور الاخرين حتى جائت ساعة الحسم في عام 1979 وتحديدا في تموز عندما اقيل البكر او استقال او تمت ازاحته لايفرق المهم اصبحت الامور كلها بيد صدام حسين وتمت تصفية الرفاق بمهرجان هزيل من الاتهامات ومنها على سبيل المثال:

    

تلقي ( محمد عايش ) وهو عضو قياده قطريه مبلغا ( 300 دينار ) من الملحق العسكري السوري وهو بحكم منصبه ودرجته الحزبيه يملك صلاحية ونثريه تفوق هذا المبلغ باضعاف ؟؟؟ وقد قيل في حينها ان احد ابناء البكر وهو هيثم قد سحب مسدسه وهدد وارعد وشتم ولكنه سكت بعد حين وقد تبين ان الاقصاء شمل حاشية البكر واقربائه وبهدوء ..

(راجع الرابط المبين في نهاية المقاله ..)

ويبدو ان التغيير كان مطلوبا بعد التغيير الذي حصل في ايران عندما نصب الامريكان خميني قائدا لما سمي بالثوره واعتقد ان كل ذلك ان كان في ايران اوالعراق كان مخططا له بعنايه ابتدأ من الفوضى الخلاقه التي جربتها الادارة الامريكيه في ايران كأول تجربه وكان يديرها الجنرال ( هاوتزر ) من داخل السفاره الامريكيه في طهران بدون علم الشاه حتى اكتشف الشاه ذلك وعندما اتصل به رئيس الاركان الايراني طالبا رأي الاداره الامريكيه وان قوات الحرس الامبراطوري جاهزه لايقاف العنف والتظاهرات كان الرد ( رأي الاداره الامريكيه هو ان تغادر ايران الى خارج ايران وباسرع وقت ) وقد ذكر ذلك الجنرال ابراهيمي رئيس اركان الجيش الذي قتله الثوار لاحقا وايد ذلك الصحفي الفرنسي (ادور سابيليه) في كتابه ايران مستودع البارود.

عرجت على موضوع ايران لانه على صلة وثيقه كما اعتقد لحرب لاحقه كان الامريكان قد خططوا لها منذ فتره وهذا ما حصل وفيها كانت امريكا واسرائيل تلعب على الحبلين وتمد الطرفين بالاسلحه لاطالة الحرب وانهاك الاقتصاد لكلا البلدين ..

                                      

في كتاب ايران مستودع البارود (اسرار الثوره الاسلاميه ) للصحفي الفرنسي (ادور سابيليه)الذي كان ملازما للشاه حتى غادر معه في نفس الطائره وهو من المخابرات الفرنسيه يقول تحت عنوان ( غلطة بغداد ) :

ان الحكومه العراقيه ارتكبت خطأ كبيرا بدخولها الحرب مع ايران وكانت نصيحة اصدقاء صدام ان يترك الوضع الحالي في ايران كما هو فأن ايران كانت تسير باتجاه التقسيم الى ثمانية دول على الاقل وان الحرب ستوحد الداخل الايراني المتفكك وقد ايد ذلك خطاب الرئيس الامريكي (كارتر ) الذي قال بالنص:

لن نسمح بتقسيم ايران الى دويلات باي شكل من الاشكال ؟

                         

ثمانية سنوات من الحرب الشرسه يمتنع فيها خميني عن وقفها ولااحد يعلم السبب الا ان يكون ينفذ اجنده خارجيه قد يكون العراق قد جر اليها او هو مشترك فيها...

وقد بدأ ذلك من رسالة الخميني سيئة الصيت التي بدأها ( السلام على من اتبع الهدى ) وكأن الموضوع مقصود ومخطط له مسبقاورفع شعارات مزايده على العرب ومنها (تحرير فلسطين يمر عبر كربلاء ) ولايمكن نسيان اهوال هذه الحرب والضغط النفسي الهائل الذي عانت منه العوائل والاشخاص والدوله برمتها ومناظر الشهداء المغطاة بالعلم العراقي التي اصبحت منظرا مألوفا يوميا ولايمكن وصف المعاناة الا من عاشها وذاق مرارتها وصعوبتها ...

               

انتهت الحرب في 1988 وكانت خسائرنا باكثر من 600 ألف شهيد جميعهم من الشباب واكثر من مليون جريح ومعوق وارامل وايتام وديون بلغت 67 مليار دولار في قيمة الدولار انذاك .. وقد خسرت ايران ضعف ذلك كما صرح مسؤوليها ولم يجني احد من الطرفين اي هدف استراتيجي ولا حتى مكسبا تعبويا على صعيد البلد لان لكل حرب اهداف الا هذه فكان كلا الطرفين يدعي رد العدوان ...

نترككم الى الجزء القادم وفيه احتلال الكويت وتداعيات ذلك..

صديق المجله \ بغداد

للراغبين الطلاع على الجزء الثاني..النقر على الرابط أدناه:

http://www.algardenia.com/terathwatareck/5287-2013-07-09-09-45-36.html

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

504 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع