الصباح/فؤاد عبد الرزاق الدجيلي:وقع في متناول يدي الكتاب الموسوم بـ (شارع الرشيد) إعداد وتقديم الباحثباسم عبد الحميد حمودي.
وبدوري أعدّ الكتاب من أجود الكتب التاريخية الذي تفتخر به المكتبة العراقية والعربية. وقد احتوى الكتاب على المقدمة، فضلاً عن ثلاث وعشرين مقالة كتبها كُتاب مبدعون لهم مكانتهم المرموقة في عالم الثقافة. وساتناول بالعرض بعض المقالات تاركاً البقية للقارئ الكريم الاطلاع عليها.
ذكر الباحث باسم عبد الحميد حمودي في مقدمة الكتاب (شارع الرشيد صورة ناطقة للعراق المعاصر) اذ قال :
" لقد فضلت دار الشؤون الثقافية العامة إصدار هذه الوثيقة على هيئة كتاب هو الذي بين أيديكم الآن وعهدت الينا مشكورة بتحريره سعياً منها إلى إعادة قراءة جزء حيوي من الذاكرة الشعبية المتجسدة في (صياغة ) هذا الشارع وحواريه وأصنافه ومثاباته الفنية والاجتماعية".
أما في مقالة (اطلالة تاريخية على شارع الرشيد ) فقد تحدث الكاتب أسامة ناصر النقشبندي قائلاً:"هذا الشارع من انجازات والي بغداد خليل باشا الذي ولي 1334هـ ـ 1916م وهو أخر والي عثماني لبغداد وغادرها ليلة 11 آذار سنة 1917م.
افتتح الشارع في 22 تموز 1916 وهو يوم إعلان الدستور وكان يمتد من الباب المعظم إلى منطقة السيد سلطان علي ، وقد سمي في أول الأمر باسم (جادة خليل باشا) و( الجادة العامة) أو (الجادة) اختصاراً ، وثبت ذلك على قطعة من الكاشي المزجج كانت موضوعة فوق قاعدة منارة جامع السلطان علي في الزاوية المقابلة للجنوب ، وقد أتلفت هذه القطعة عند تعمير الجامع سنة 1932م.
كان عرض الشارع 16 متراً في أول الأمر إلا إنه أهمل ولم تعمر اغلب الأبنية التي هُدمت فأصبحت خرائب ، واستمر إهماله الى العشرينيات من القرن المنصرم".
من جهته تحدث الكاتب فخري حميد القصاب في مقالته (الأسواق التراثية المطلة على شارع الرشيد) ، إذ قال : " ان الأسواق التراثية التي تطل اليوم على شارع الرشيد هي: ( سوق الشورجة ، وسوق البزازين، وسوق الصفافير ، وسوق الهرج، وسوق الميدان ) إذا ما استثنينا الأسواق الحديثة التي شيدت على جانبي الشارع في السنوات الماضية وأشهرها السوق العربي المجاورة لسوق الشورجة (مقابل البنك المركزي العراقي الحالي) وقد لعبت هذه الأسواق جميعها دوراً بارزاً في الحياة الاقتصادية البغدادية، ومازالت تتبوأ ذات المكانة التي تبوأتها هذه الأسواق قديماً".
كما تحدث الدكتور إحسان فتحي في مقالته (شارع الرشيد حكاية معمارية مثيرة) قائلاً: "يُعدّ شارع الرشيد بالمفهوم التخطيطي الحديث أول شارع رئيس يشق في العراق ومنذ العام 1915م، حين بدأ العمل به ، وحتى الآن، يستمر هذا الشارع باستقطاب أهم الأنشطة الاقتصادية والتجارية والإدارية والترفيهية في بغداد".
وتناول الكاتب حسين حسن التميمي في مقالته (جامع الحيدر خانة) بصورة تفصيلية ، اذ قال: " بنى داود باشا هذا الجامع المهم العام 1839م. بعد ان أغدق على البناء والعمال اموالاً وفيرة ، وهيأ لهم ما شاءوا من مواد ووسائل العمارة. ثم انشئت للجامع سقاية مباشرة ذات شباك يطل على سوق الحيدر خانة ، يرتوي منها العطاشى بأجر معلوم للساقي الذي يسبل للشرب بـ ( 500 فلس شهرياً) وللسقا الذي يحمل للساقية عشر قرب يومياً (3.500) شهرياً . ويعد هذا الجامع من أتقن جوامع بغداد القديمة ، وهو مربع البناء متناسب الزوايا والأرجاء ، ومفروشاته وإزاره من الرخام، وأبوابه الثلاثة فخمة ومهيبة ومصلاة للشتاء يعلو ذراعين عن الأرض وتعلوه قبة شامخة بالكاشي الملون ، وفيها قبتان صغيرتان ، ومنارة عالية. وفي الجامع غرف لائقة بسكنى القائمين بشؤونه ، فضلاً عن المؤذن وطلاب العلم" وجاء في مقالة (بغداد دجلة والرشيد) للكاتب دانيال عشو المحامي ما يأتي : " شارع الرشيد يقسم مدينة بغداد جانب الرصافة الى جزء شرقي وغربي. الجزء الشرقي يمتد من الشارع حتى شارع الشيخ عمر شمالاً وباب الشيخ جنوباً والقسم الغربي من الشارع حتى نهر دجلة. ويحيط بالجزء الشرقي من بغداد خط القطار الصاعد من بغداد الى بعقوبة.وهذا الخط يبدأ من محطة الباب المعظم ويقف عند محطة أخرى شرق بغداد هي محطة باب الشيخ ومنها يتجه إلى بعقوبة".
أما أهم الجوامع المطلة على شارع الرشيد فقد ذكرها بصورة تفصيلية الكاتب فؤاد طه محمد في مقالته (معالم بغدادية تاريخية على شارع الرشيد ) وهي:
1.جامع المرادية : يقع في محلة الميدان.
2.جامع مرجان : يقع عند مدخل الشورجة
3.جامع السيد سلطان علي : يقع في محلة المربعة.
4. جامع الأحمدية ويعرف بجامع الميدان.
وفي مقالة الكاتب كمال لطيف سالم (شارع الرشيد ذاكرة بغداد) تحدث الكاتب عن المقاهي ووسائط النقل والجوامع والصحف والمجلات والمحال وأشهر الأطباء والصيدليات والمطاعم والحدائق والأسواق ، فضلاً عن مشاهير أصحاب العربات في شارع الرشيد (شيخان ) ، إذ كان انساناً ظريفاً يحب النكتة وكانت له طريقة في الضحك يعرفها أهل بغداد أيام زمان. وهناك شخصيتان ظريفتان في شارع الرشيد هما : شفتالو يعمل (ساقي ماء) في مقهى البرلمان (الرشيد)، وخليلو القزم ، الذي كان من عشاق المقام العراقي.
كما تحدث الكاتب وحيد الشاهري في مقالته (شارع الرشيد وسينماته ) اذ قال : "ان هناك ست عشرة داراً للسينما في شارع الرشيد كانت تعرض فيها أفلام ترفيهية للمشاهدين.
أما ملحق الصور ( ص345 ـ 365 ) فيحتوي على تسع عشرة صورة توضيحية عن معالم شارع الرشيد في العشرينيات والثلاثينيات والأربعينيات من القرن المنصرم. وأخيرا نستطيع القول:
ان هذا الكتاب القيم لابد ان يطلع عليه المثقفون للاستفادة منه.
1550 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع