الجمعيات والمنظمات والأحزاب الكردية... الجزء الرابع
حزب هيوا (الأمل)
في عام(1939)أصدرت الشخصيات الكوردية التقدمية (إبراهيم احمد، علاء الدين السجادي، وغيرهم) مجلة (گلاويژ) الكوردية التي سرعان ما التف حولها كل العناصر الكوردية التقدمية في المجتمع الكوردي، بغض النظر عن ميولها وعقائدها السياسية.
إن مجلة(گلاويژ) قد هيأت الظروف والجو المناسب لتأسيس حزب هيوا السياسي في كوردستان العراق، تأسس هذا الحزب في عام (1939) بصورة سرية وبمبادرة عدد من الضباط الأكراد والعناصر التقدمية من المثقفين الأكراد، وضع نصب عينيه النضال ضد الفاشية من اجل الاستقلال القومي للشعب الكوردي، وتأسيس حكومة كوردية وسرعان ما اكتسب حزب هيوا الشهرة الواسعة المستحقة في جميع أنحاء كوردستان العراق، وجمع تحت لوائه بصورة مدهشة، عددا كبيرا جدا من الشخصيات الديمقراطية والتقدمية من أبناء الشعب الكوردي، لقد وصل عدد أعضاء حزب هيوا في بداية التأسيس إلى أكثر من ألف وخمسمائة عضو حزبي أغلبيتهم الساحقة من الضباط وضباط الصف والجنود، والتجار و الكسبة والمثقفين الأكراد، من المحاميين والطلاب والأطباء والمعلمين وضم هذا الحزب خليطا من الأكراد المتأثرين بالأفكار القومية والديمقراطية.
قام حزب هيوا بأعمال حزبية كبيرة جدا ليس في العراق فحسب بل وفي تركيا وإيران وسوريا أيضاً، وبمساعدة حزب هيوا تمكن ملا مصطفى البارزاني الفرار من منفاه في السليمانية عام(1942)، وعبر إيران حيث وصل إلى منطقة عشيرته، وقاد فيما بعد الثورة الكوردية، لقد كان حزب هيوا حتى نهاية عام (1943)حزبا تقدميا ومن أقوى الأحزاب السياسية الكوردية في تاريخ الحركة التقدمية التحررية للشعب الكوردي حينذاك وأكثرها تنظيما.
وكان يضم الأكراد في كوردستان العراق كما واثر تأثيرا بليغا على الأكراد في تركيا وإيران وسوريا، ولكن مع ذلك فقد نما واشتد في ذلك الوقت التناقض الداخلي والمبدئي داخل حزب هيوا، وتضاربت الآراء بين الجناح اليساري واليميني حول جميع القضايا الحزبية الخاصة، وحول التنظيم والمنهج والخطط والأساليب والشعارات والاتجاهات السياسية في السياسة الخارجية والداخلية للحزب، وفي عام(1943) وأثناء الثورة الكوردية التحررية في منطقة بارزان بقيادة الجنرال ملا مصطفى البارزاني وصل التناقض والخلاف داخل الحزب هيوا بين الجناحين اليميني واليساري إلى أوجه واتخذ شكل نضال علني، لقد كان الخلاف داخل حزب هيوا يدور حول قضيتين رئيسيتين هما:
1.في أي اتجاه سياسي يسير الشعب الكوردي في نضاله القومي التحرري وحل قضيته القومية وعلى من يجب أن يعتمد ويتخذ سندا في نضاله؟ هل يجب الاعتماد على الاتحاد السوفيتي وعلى المعسكر الاشتراكي؟ أم على بريطانيا وعلى المعسكر الغربي الاستعماري.
2.على حزب(هيوا) أن يساعد بكل ما لديه من القدرة، ويجمع الوسائل ويشترك اشتراكا فعالا في الثورة الكوردية التي كان يقودها الجنرال ملا مصطفى البارزاني، ويتحمل عبء قيادتها ويوجهها، أم يجب عليه أن يقف موقف المتفرج السلبي من الثورة، ولا يشترك فيها اشتراكا فعالا، ويتخذ لنفسه موقف حياد تجاه الثورة المذكورة اللهم إلا مساعدات سرية طفيفة لا تجلب انتباه نظر الطبقة الحاكمة العراقية، ولا تغضب الحكومة البريطانية.
وهكذا جرى الخلاف بين الجناحين اليساري واليميني داخل الحزب،
فقد كان يترأس الجناح اليميني في الحزب رئيس الحزب نفسه الأستاذ رفيق حلمي، وكان هذا الجناح يطالب بتقوية علاقة الحزب مع بريطانيا بحجة أنها قوية ومسيطرة على العراق، وبحجة انه لا يمكن الاعتماد على الاتحاد السوفيتي لأنها بعيدة عن كوردستان وعن الشعب الكوردي، والذي كان يطالب الحزب باتخاذ موقف الحياد وأن يتخذ موقفا سلبيا من الثورة الكوردية المذكورة، مدعيا أنها سوف تغضب بريطانيا، أما الجناح اليساري الذي يضم الأغلبية الساحقة من أعضاء الحزب التقدميين الوطنيين ضباطا وجنودا وطلابا ومثقفين، فقد كان يطالب بإلحاح أن يقوي الحزب علاقته مع الاتحاد السوفيتي والدول الاشتراكية، لان المعسكر الاشتراكي وحده قادر على مساعدة الشعب الكوردي، ولأن موقف السياسة البريطانية والدول الغربية معروف جدا من قبل الشعب الكوردي حول القضية الكوردية، فكان يطالب بأن يشترك الحزب اشتراكا فعالا في الثورة الكوردية المذكورة أي ثورة ملا مصطفى البارزاني ومساعدتها ماليا في القدرات وفي اجتماعات الحزب.
ازداد واشتد الخلاف والتناقض بين الجناحين والقضيتين المذكورتين، وهكذا وصلت الخلافات إلى ذروتها أثناء انعقاد الاجتماع الحزبي في شهر شباط عام (1944) في مدينة كركوك، مما أدى إلى الانشقاق التام في الحزب حيث انفصل عن الحزب الجناح اليميني بزعامة الأستاذ رفيق حلمي، الذي عارض مطاليب الجناح اليساري، أما الجناح اليساري فانه اتحد في حزب جديد وسمى نفسه بالحزب أو لجنة (ازادي)، لتتولى قيادة النضال المسلح مع ملا مصطفى البارزاني واتصل برؤساء العشائر لتوسيع نطاق الثورة، ولكن بعد فشل الثورة وانسحاب ملا مصطفى البارزاني إلى إيران، ذهب معه الضباط أيضا و قسم من جماعة لجنة ازادي، بينما بقي الجناح اليميني لمدة قصيرة محتفظا باسم (هيوا) وسرعان ما انحل، ولكن قسما من الجناح اليساري انضم إلى الحزب الشيوعي في كتلة (القاعدة) وأصدروا جريدتهم الحزبية بصورة سرية (ئازادي).
أما القسم الثاني فقد انضم إلى فرع حزب (ز.ك) أي (ژيانه وه ى كوردستان أي بعث كوردستان) وهي جمعية تأسست في كوردستان إيران، وكان لها فرع في السليمانية آنذاك أم القسم الثالث فقد أسس حزبا جديدا باسم (رياراست أي الطريق المستقيم) وكانت معظم خلاياه في لواء السليمانية وبين الطلبة الكورد في بغداد، كما انضم قسم أخر منهم إلى كتلة(وحدة النضال) الشيوعية العراقية، وأسسوا لهذا الحزب فرعا في كوردستان باسم (يه كيتي تيكو شين)أي (وحدة النضال) وأصبحت جريدة(يه كيتي تيكو شين) لسان حالهم، وحول تأسيس الحزب يقول الأستاذ عبد الستار طاهر شريف:
في كتابه تاريخ الحزب الثوري الكوردستاني، لقد كان بداية تأسيس حزب هيوا في أربيل، وقد كانت تسمى في البداية (داركر أي الحطاب) ثم تطورت فسميت باسم هيوا وكان مؤسسوها الأوائل كلاً من السادة: مصطفى العزيزي، يونس رؤوف، جلال قادر، موسى عبد الصمد، رستم عبد الجبار والأخير من أعضائها النشيطين وكان كلهم من أربيل ماعدا يونس رؤوف، فقد كان من كويسنجق، واتصل هؤلاء المؤسسون برفيق حلمي وكان غرضهم من ذلك الاتصال هو أن مؤسسي الحزب كانوا من الشباب غير المعروفين في الأوساط الكوردية السياسية وكانوا بحاجة إلى قائد معروف، بماضيه القومي ليكون لهم رصيداً سياسياً فوقع اختيارهم على رفيق حلمي.
كتب الدكتور مكرم الطالباني مقالة تحت عنوان (بعض الصفحات من نضال الحزب هيوا) يقول (يعتبر الشاعر يونس رؤوف الملقب بـ (دلدار) من الأعضاء المؤسسين لمنظمة داركر التي تأسست من قبل طلاب كانوا يدرسون في الثانوية المركزية في كركوك، منهم برهان الجاف الذي كان في عام 1937 يدرس في تلك الثانوية، وان أغلب اجتماعات هذه المنظمة كانت تعقد في بيت برهان الجاف، ثم يضيف قائلاً أن معظم أعضاء مؤسسي المنظمة داركر اتفقوا فيما بينهم بان يطلبون من الأستاذ رفيق حلمي، لينظم إلى المنظمة ويصبح رئيساً لها باعتباره اكبر منهم في العمر، وقلد عدة مناصب وله دور مشرف في الحركة الوطنية الكوردية،
خاصة أيام حكمدارية الشيخ محمود الحفيد في السليمانية.
ويقول الكاتب عندما عقد المؤتمر الأول لداركر تم تغيير أسم المنظمة إلى حزب هيوا وأصبح رفيق حلمي رئيسه، ولكن بعد مرور فترة قليلة انحرف رفيق حلمي عن مبادئ حزب هيوا، وابتعد عنه وخاصة مبدأ الديمقراطية، ولم يعقد أي مؤتمر آخر وأصبح رفيق حلمي هو الكل في الكل، ومن ثم قام بطرد بعض الأعضاء المؤسسين للحزب وخاصة أعضاء اللجنة المركزية، ومن بينهم يونس رؤوف،كاكه حه مه خانقاه واتى بأعضاء جدد بدلاً عنهم واحتلوا مكانهم داخل اللجنة المركزية، وكان رفيق حلمي ينظر إلى أعضاء الحزب نظرة الأستاذ للطلاب، إضافة إلى ذلك كان يعتبر منصب رئيس الحزب منصباً مقدساً، لا يجوز لأحد أن يوجه إليه النقد أو يقف في وجهه، ثم يقول قام رفيق حلمي بتشكيل البوم لصور الأعضاء ويكتب كل عضو اسمه على صورته، ويهديها إلى الرئيس رفيق حلمي، ولكن هذه الفكرة واجهت معارضة من قبل العسكريين، وقالوا: بأنه لا يجوز لحزب محذور أن يقوم بمثل هذا التصرف، وقالوا إذا وقع هذا الألبوم في أيدي الأعداء أو السلطات البريطانية، سوف ينكشف سرهم ويكون مصيرهم الإعدام.
وان بعض أعضاء اللجنة المركزية اقترح تشكيل لجنة متكونة من ثلاثة أعضاء، (عضوين إضافة إلى رئيس الحزب) للأشراف على الشؤون المالية للحزب، ولكن رفض هذا الاقتراح من قبل رفيق حلمي وكان يرغب بان يكون هو المشرف الأول على الشؤون المالية، ولم يحاسبه أحد على ذلك.
يقول الأستاذ مصطفى نريمان:
تأسس حزب هيوا عام 1939 وبنفس التنظيم الأساسي لحزب داركه والذي أسسه الشاعر يونس رءوف دلدار، وبعض الطلبة الذين قرروا إعطاء رئاسة حزب هيوا للأستاذ رفيق حلمي لمكانته الثقافية والسياسية المرموقة ويضيف قائلاً: بان تنظيم داركر قد تأسس في عام 1937 في مدينة أربيل من قبل نور الدين بهاء الدين، ومصطفى عوزيري، وفتاح عبدالجبار.
تأسيس داركر: كتب الدكتور مكرم الطالباني في مقال له نشر في مجلة(ره نكين)، العدد(52) ، 1993 يقول بان يونس رؤوف دلدار ومكرم الطالباني وبرهان الجاف ومعروف البرزنجي هم الذين قاموا بتأسيس تنظيم داركر عندما كان طلاباً في إعدادية كركوك.
يقول الدكتور عادل تقي عبد البلداوي تأسس عام 1939 برئاسة الاستاذ رفيق حلمي وابرز أعضائه من طلبة دار المعلمين الابتدائية، أمثال( مصطفى نريمان، وصالح اليوسفي ، وكريم زند، وتوفيق وردي) فضلا عن الضابطين مجيد علي ومحمود الشيخ طه. وانضم إلى صفوفه الضباط وضباط الصف والجنود والمثقفين والمحامين والأطباء والمعلمين والطلاب.
يقول السيد مصطفى نريمان:
لم يتمكن هذا الحزب (من التغلغل في صفوف الفلاحين وقد كان نشاطه محصورا بين رؤساء العشائر والاغاوات والبكاوات والشيوخ، إذ كان يعتقد أن دخول هؤلاء إلى صفوف الحزب يعني ضمان الفلاحين أيضا، ويتطرق مصطفى نريمان إلى بعض الخلافات الخطيرة التي ظهرت بين أعضاء حزب هيوا في عام 1943 والتي كانت تهدد بانهيار هذا التنظيم منها.
1.انتشار الأفكار اليسارية بين صفوف بعض من أعضاء هذا الحزب.
2.الصراع الذي ظهر بين الضباط الأعضاء في الحزب ورفيق حلمي الذي أراد التفرد برئاسة الحزب، هذا ما أكده أيضا السيد رشيد باجلان في اللقاء الصحفي الذي نشر في مجلة (ره نكين )،العدد لسنة 1994.
3.ظهور شعور عدم الخضوع لرؤساء العشائر الأعضاء في حزب هيوا لأوامر وقرارات الحزب، حول تنظيم (شوان) يقول مصطفى نريمان:عندما كنا أعضاء في حزب هيوا، زارنا مكرم الطالباني وزيد احمد عثمان في دار المعلمين وطلبا منا نحن (محمد توفيق وردي،كريم زند،ومصطفى نريمان) الانضمام إلى تنظيم جديد يسمى (شوان) وترك تنظيمنا السابق في حزب هيوا، ولكن وبعد مرور عدّة أيام تبين لنا بان هذا التنظيم مرتبط بالسفارة البريطانية في بغداد فابتعدنا، وفي حديث مع المرحوم مصطفى نريمان حول اكتشاف هذا التنظيم أبلغه المرحوم بان الشهيد صالح يوسفي هو الذي كشف أوراق هذا التنظيم.
وكتب الدكتور حسن الجاف إن رئيس الحزب هيوا قرر حل الحزب وتأسيس حزب بديل، يحل محل حزب هيوا يضم إلى صفوفه كوادر مثقفة، وقطاع واسع من الجماهير بعد أن كشف تلك المؤامرة التي دبرها مكرم الطالباني لضرب الحزب من الداخل، وقيامه بتزوير توقيع رئيس الحزب رفيق حلمي، فقررت اللجنة المركزية لحزب هيوا بتشكيل محكمة خاصة لمحاكمة مكرم الطالباني ،وكانت هذه المحكمة قد تشكلت من أعضاء الحزب وهم السادة: فايق هوشيار، ورشيد باجلان، وحمه خانقا، وبرهان الجاف وقرروا طرد مكرم الطالباني من الحزب.
وهذا ما أكده أيضا يونس رؤوف (دلدار)، الذي كان الشخص الثاني في حزب هيوا بعد رفيق حلمي، حيث قال لرفيقه مسعود محمد اللذين كانوا يدرسون معاً في كلية الحقوق في بغداد (بان مكرم الطالباني هو الذي وضع المؤامرة لضرب الحزب من الداخل)، في مؤتمر كلار الذي انعقد في صيف عام 1944في منزل داؤد بك والذي حضره نخبة من أعضاء اللجنة المركزية وهم السادة: داود بك، وكريم بك شقيقه، والشيخ حمه نجيب الطالباني، والشيخ عطا الطالباني،وملا سعيد حكيم، ورشيد باجلان، وعلي اكبر، ورفيق حلمي، وعزيز بشتيوان، وحمه صالح دلو، وضابطين، وفي هذا المؤتمر الذي كرست جلسته لمناقشة بعض الصعوبات الداخلية التي كانت تواجه الحزب اتهم مكرم الطالباني رئيس الحزب رفيق حلمي بان له ارتباطات مشبوهة مع الإنكليز، ويعمل لصالحهم وهذا مما دفع بالضابطين اللذين حضروا مؤتمر كلار وكانا ضمن لجنة ازادي بترك الحزب والابتعاد عنه، ولكن اسم مكرم الطالباني لم يرد ضمن قائمة أسماء أعضاء الحزب الذين حضروا مؤتمر كلارالوفد الكوردي.
تشكل الوفد الكوردي بعد الحرب العالمية الثانية في عام 1946 لعرض حالة الشعب الكوردي وقضيته الوطنية بالذات على الحكومات والمحافل الدولية، وتألف الوفد الكوردي من بعض الشخصيات الوطنية الكوردية البارزة وقدم عدّة مذكرات إلى منظمة الأمم المتحدة مطالباً بإدراج القضية الكوردية في جدول أعمالها ووضع حد لمأساة الشعب الكوردي، واعتراف بحقوقه ومنها حق تقرير مصير بنفسه، ولكن منظمة الأمم المتحدة أخبرت الوفد الكوردي بأنها لا تستطيع بحث القضية الكوردية، إذا لم تعرض عليها من قبل أحد أعضاء المنظمة وقد انتشر أخبار نشاط الوفد الكوردي، وكتبت بعض الصحف العراقية عنه وتتبع الشعب الكوردي أعماله بكثير من الاهتمام وعلق عليه آمالاً واسعة وأظهر له تأييداً عميقاً، رغم أن هذا التأييد لم يتطور إلى حقل المساندة العملية على الوجه الأكمل ومن أبرز أعضائه ومؤسسيه الدكتور كامران بدرخان.
معهد الدراسات الكوردية
أن كثيراً من المتتبعين لشؤون الشعب الكوردي يعرفون ، عن هذا المعهد بأنه مؤسسة ثقافية هدفه تعريف العالم بالأمة الكوردية، نشأ هذا المعهد في باريس عام 1949 وسمي بمعهد الدراسات الكوردية، وكان رئيسه الدكتور كامران بدرخان، وقد أصدر المعهد مجلة أسمها (النشرة الكوردية) باللغة الفرنسية والإنكليزية وكانت مجلة مصورة ونشرت بحوثاً قيّمة،وصدر منها ثلاثة عشر عدداً.
حزب شورش أو الحزب الشيوعي العراقي الكوردي
قبل الدخول في الموضوع من المفروض إعطاء ولو بصورة مختصرة نبذة موجزه عن الانشقاق الذي حدث داخل الحزب الشيوعي العراقي وخاصة في فترة الأربعينات من هذا القرن.
1.المحاولة الأولى كان عام 1942 قادها ذنون أيوب وأصدر جريدة إلى أمام.
2.المحاولة الثانية كان عام 1943 وقادها عبد الله سعود القريني وأصدر جريدة شرارة.
3.المحاولة الثالثة كان عام 1943 ايضا وقادها داود الصايغ وأصدر جريدة القاعدة.
كان للحزب الشيوعي العراقي فرع في المنطقة الكوردية، يسمى بالحزب الشيوعي العراقي الكوردستاني، وكان يتزعمه كل من السادة صالح الحيدري، جمال الحيدري، نافع يونس وعلي عبد الله، وعبد الكريم توفيق، ورشيد عبد القادر وعبد الصمد محمد ونوري محمد أمين، ومن أهداف الحزب ( ضرورة توزيع الأراضي على الفلاحين والعمل على رفع مستواهم اقتصاديا وصحيا وثقافيا ومنح الشعب الكوردي حقوقه الثقافية والإدارية)، وكان مجلة ئازادى التي كانت تصدر باللغة العربية لسان حالها،كان قيادة هذا الحزب بيد الأكراد التقدميين والمثقفين والعمال والعاملين في مصافي النفط وفي طرق المواصلات، أن فعالية حزب شورش كانت متجهة نحو توحيد جميع القوى التقدمية في كوردستان العراق، مع جميع القوى التقدمية في البلاد، وذلك لأجل توحيد النضال العربي الكوردي المشترك ضد العدو الواحد ألا وهو الاستعمار، وأذنابه حكام العهد الملكي المباد وفي سبيل تأسيس نظام ديمقراطي حر في البلاد، و أثناء الثورة الكوردية التحررية عام 1943 ـ 1945 في العراق، ساعد حزب شورش تلك الثورة بعدم فسح المجال للاستعمار البريطاني والقوميين الشوفينين العرب، باتهام الثورة الكوردية التحررية بتهم وافتراءات مختلفة كتسميتها بثورة رجعية وضد الشعب، وقد اتجهت أهداف هذا الحزب نحو تحقيق الأمالي للقومية للشعب الكوردي، بينما شجب الحزب الشيوعي العراقي فكرة تأليف حزب شيوعي خاص بالأكراد، بالمقابل رفض الحزب شورش الاعتراف بسلطة الحزب الشيوعي العراقي عندما انفصلوا، لقد ساهم قادة الحزب الشيوعي في تأسيس الحزب شورش الكوردي وأصدروا جريدة باسم شورش، وسمى بعد ذلك الحزب باسم الجريدة أي (شورش)، ومن أشهر قادتها السادة صالح الحيدري الذي عدّ سكرتيراً للحزب فيما بعد نوري شاويس، علي عبد الله، رشيد عبد القادر، عبد الصمد محمد، نافع يونس،كريم توفيق، نوري محمد أمين، وقد بقي أعضاؤه مترددين بين الحزب الشيوعي الكوردي والحزب الشيوعي العراقي.وأخيراً فقد مهد حزب شورش الطريق لقيام حزب آخر هو حزب رزكاري الكوردي ثم الحزب الديمقراطي الكوردي حيث شكل حزب شورش بالاشتراك مع حزب رزكاري .
في المؤتمر التأسيسي الذي انعقد في ١٦/ آب / ١٩٤٦ حيث انخرط بعض أعضاء حزب شورش في صفوف الحزب الديمقراطي الكوردي أما المعارضون من حزب شورش فقد رفضوا الانخراط في صفوفه بسبب إصرار الأستاذ حمزة عبد الله إدخال بعض الملاكين الكورد إلى قيادة الحزب الديمقراطي الكوردي وهم السادة الشيخ لطيف ابن الشيخ محمود الحفيد ومحمد زياد أغا.
نكمل في الجزء الخامس :
علاء الدين السجادي: مؤرخ وصحفي وأديب وقاضي وعالم إسلامي ولد في كردستان ايران 1907، انتقل مع اسرته الى مدينة السليمانية الشمالية العراقية ليصبحوا عراقيين سنة 1916 ، حيث تخرج من المدرسة الاهلية الدينية الإسلامية سنة 1927، ثم تفقه بالدين الإسلامي على يد العلماء ،علي التكيوي، وامجد الزهاوي، ومحمد القزلجي ، وفي سنة 1937 انتقل للعاصمة بغداد لتولى امامية مسجد خاتون في منطقة الميدان ، وفي سنة 1938 اسس مجلة كلاويژ الناطقة بالكردية ، والتي استمرت عشر سنوات، كم اصدر سنة 1941 م مجلة نزار الخاصة بالثقافة العراقية ، ثم تولى منصب عميد كلية الاداب بجامعة بغداد سنة 1966 حتى سنة ،1974 حيث عين رئيس الأوقاف الإسلامية والشؤون الدينية في المنطقة الشمالية العراقية التي أصبحت إقليم كردستان لاحقا، وكان له الفضل الأكبر بوضع نظامها الإداري والمالي وهيكلها العام، وخلال تلك الفترة مارس مهامه كقاضي وخطيب وإمام وواعظ ، له العديد من المؤلفات الفكرية والثقافية ، أهمها تاريخ الادب الكردي ، والعادات والتقاليد الكوردية ، وقد وافته المنية في بغداد سنة 1984 .
إبراهيم أحمد: هو كاتب وروائي ومترجم كردي عراقي ولد في سنة 1914 في مدينة السليمانية في كردستان العراق، تلقى تعليمه في القانون في جامعة بغداد في سنة 1937، ويعتبر واحد من بناة الأدب الكردي ، في سنة 1946 أصبح عضو في الحزب الديمقراطي الكردستاني وثم أصبح عضو في حزب الإتحاد الوطني الكردستاني ، ويعتبر صهر جلال طالباني رئيس الجمهورية العراق السابق وزعيم حزب الإتحاد الوطني الكردستاني من إبنته هيرو إبراهيم أحمد، توفي في سنة 2000.
يونس ملا رؤوف : المعروف باسمه الأدبي دِلدار، أي «العاشق»، (20 فبراير 1918، كوي سنجق، محافظة أربيل، العراق توفى في 12 اب 1948، شاعر كردي مؤلف نشيد «أي رقيب» الذي كان نشيد جمهورية مهاباد، وحالياً نشيد إقليم كردستان العراق.أتم المدرسة الثانوية في كركوك، ثم درس الحقوق في بغداد وتخرج في سنة 1945. انضم أثناء دراسته إلى حزب Hiwā (الأمل)، وهو أول منظمة كردية معترف بها قانونياً تسعى إلى توحيد كردستان.
الكثير من شعر دلدار أسلوبه كردي كلاسيكي يتصف بإيقاع كمي وقافية موحدة. نُشرت قصائده في مجلات أدبية مرموقة في أربيل وبغداد. أدخل دلدار عناصر الواقعية والرومانطيقية إلى الشعر الكردي. تحول الكثير من قصائده إلى أغاني، ويعتبر الكثير من الأكراد نشيد «أي رقيب» نشيداً قومياً كردياً.
الدكتور مكرم شيخ جمال الطالباني: وزير الري العراقي الاسبق والقيادي البارز في الحزب الشيوعي العراقي من مواليد مدينة كفري التابعة انذاك لمحافظة كركوك سنة 1923. تخرج من كلية الحقوق جامعة بغداد سنة 1946ومارس بعدها المحاماة في مدينة كركوك. كان من ضمن فريق المحاميين للدفاع عن الزعيم الشيوعي العراقي يوسف سلمان يوسف الملقب ب(فهد)سنة 1947. تعرض في العهد الملكي للسجن والنفي والإقامة الإجبارية. بعد اعلان الجمهورية في العراق عين مدير عاما لدائرة انحصار التبوغ لمنطقة بغداد في 1-1- 1959 وبعدها عين مفتشا عاما لوزارة الزراعة بعد تشكيلها 1958 حتى انقلاب شباط سنة 1963 بعدها اعتقلته قوات الحرس القومي وحكمت عليه ب 3 سنوات.عين السيد مكرم الطالباني وزيرا للري مع السيد عامر عبد الله وزيرا بلا وزارة سنة 1972 نتيجة المفاوضات حول ميثاق العمل الوطني للجبهة الوطنية بين حزب البعث العربي الاشتراكي والحزب الشيوعي العراقي. بعدها عين وزيرا للنقل سنة 1978 حتى قدم استقالته في تاريخ 1979-5-10. حصل على شهادة الدكتوراه من الاتحاد السوفييتي في العلوم الاقتصادية عبر رسالته (الإصلاح الزراعي والتطورات الاجتماعية في الريف العراقي)سنة 1973 وله رسالة دكتوراه ثانية موسومة (ازدواج الملكية في بلاد الرافدين)سنة 1975.
المصدر:
الويكيبيديا العربية الموسوعة الحرة
الجمعيات والمنظمات والأحزاب الكوردية ، الدكتور عبد الستار طاهر شريف .
وثائق عن الحركة القومية الكوردية التحررية .الدكتور عبد الفتاح علي يحيى .
مصطفى نريمان ، بيره وه رىيه كاني زيانم دار الحرية للطباعة (بغداد ـ1994)، هامش (ص73)، (ص69)، (ص85)، (ص84).
د.شعبان مزيري التكوين السياسي والثقافي للأحزاب والجمعيات الكوردية
د. شعبان مزيري :قراءة في كتاب مذكراتي،العراق،(جريدة) بغداد،العدد، لسنة1995.
د.حسن الجاف :مطبعة الزمان،(بغداد ـ 1996)( ص 18 ، ص 19 ،ص31 ، ص32 )
د.عادل تقي عبد البلداوي: التكوين الاجتماعي للأحزاب والجمعيات السياسية في العراق ، ص 72، 73
عبد الجبار حسن الجبوري، الأحزاب والجمعيات السياسية في القطر العراقي 1908 ـ 1958، دار الحرية للطباعة.
2197 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع