اَلْجَيْشُ العراقي والبيشمركه بَيْنَ الأمْسِ واليوم وحَرْبُ (داعش)
1. المقدمة
أ. منذ اليوم العاشر من شهر حزيران 2014 وحتى الآن وأخبار سقوط مدينة الموصل بيد مقاتلي الدولة الإسلامية ( داعش ) شَغَلَتْ العالم من أقصى الشرق (أسْتُرالْيا) إلى أقصى الغرب ( الولايات المتحدة الأمريكية وكندا ) مروراً بالإتحاد الأوروبي إضافَةً إلى المنظمات الدولية (مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة وأمينها العام بان كي مون) ملأ الدنيا صريخاً حول الإرهاب وعِنْدما إجتاح الجيش الإسرائيلي غزة لم نسمع له تصريح واحد.
ب. بعد إجتياح مقاتلي ( داعش ) سهل نينوى وإحتلالهم مدينة مخمور ولم يبقى أمام داعش سوى جبل ديبكه القريب من مدينة أربيل عاصمة كردستان إستنجد رئيس الأقليم السيد مسعود البرزاني بالولايات المتحدة الأمريكية والإتحاد الأوروبي لتسليح البيشمركه بالأسلحة الحديثة والمتطورة ، توافد
على مطار أربيل رؤِوساء دول و وزراء دفاع بشكل غير مسبوق للقاء السيد مسعود البرزاني بعد ذلك تم إقامة جسر جوي من الدول المذكورة آنفاً إلى مطار أربيل لنقل شُحنات الأسلحة والذخيرة من مختلف الدول الأوربية مع خبراء لغرض تدريب البيشمركه على إستخدام هذه الأسلحة لتعزيز موقف البيشمركه ضد (داعش ).
ج. توالت تصريحات رؤوساء الدول الغربية تَضَخُمْ إمكانيات (داعش) القتالية كأنَما أمام جيش لايُقْهَر تعداده مئات الآلاف من البشر المدربين بأرقى أكاديميات العالم العسكرية ومسلحين بأحدث التقنيات العلمية من الأسلحة المتوسطة والثقيلة ، الرئيس الأمريكي شَحَذَ هِمَمْ رؤوساء الدول الأوربية للإنْضِمام إلى التحالف الدولي إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية للقضاء على ( داعش )
أرسلت معظم دول حلف شمال الأطلسي الطائرات المقاتلة من نوع ( أف 16 ) الأمريكية الصنع وتورنادو البريطانية الصنع وريبال الفرنسية الصنع إلى قواعد جوية في دول عربية لتنطلق منها نحو الأجواء العراقية تُعَقِبُ حركة ( داعش ) على الأرض في مدينة الموصل ومدينة صلاح الدين ومدينة بغداد ومدينة الأنبار وشرق سوريا.
2. خلفية تأريخية
أ. سبق أن وثقنا عدة معارك بين الجيش العراقي والبيشمركه سنة (1974 – 1975) الأكثر ضَراوَةً في تأريخ (حركات الشمال ) بل على مستوى العالم أجمع وَنُشِرتْ المقالات في موقع الكاردينيا تحت عناوين :
أولاً. عمليات الجيش العراقي الباسل سنة (1974 – 1975) في شمال العراق القسم الأول / تأريخ النشر 8 تشرين الثاني 2013 .
ثانياً. عمليات الجيش العراقي الباسل سنة ( 1974- 1975) في شمال العراق القسم الثاني / تأريخ النشر 18 تشرين الثاني 2013 .
ب. يعتبر القِتال في المناطق الجبلية من القتالات الخاصة والتي تسمى (بحرب العصابات ) نظراً لطبوغرافية الأرض المعقدة والطبيعة المناخية الأكثر تعقيداً في موسم الشتاء خاصة وقد كان الجيش العراقي الباسل والبيشمركه على حَدٍ سواء يمتلكون خبرات قتالية في المناطق الجبلية نتيجة الإشتباكات بين الطرفين التي إمتدت لعقود من الزمن .
3. حركات الشمال (1974 – 1975 )
لغرض وضع القارئ الكريم بالصورة الصحيحة و المقارنة بين ما حدث في الأمس البعيد وما يحدث اليوم للجيش العراقي سنعيد شرح الظروف المكانية والتعقيدات الطبوغرافية لبعض من المعارك التي أشرنا إليها في المقالين أعلاه.
أ. باناروما الحدث الأول
أولاً. المكان ناحية (قره تو) التابعة لقضاء خانقين ، الوحدة الفوج الأول لواء المُشاة الرابع عشر، الزمان من منتصف شهر نيسان 1974 لغاية منتصف شهر تموز 1974 ، موقع ناحية (قره تو) 40 كيلو متراً شمال شرق مدينة خانقين على الحدود العراقية الإيرانية مباشرةً ، طبوغرافية المنطقة شبه جبلية الطريق الذي يربط ناحية (قره تو) بمدينة خانقين غير معبد ، أقرب وحدة عسكرية إلى ناحية (قره تو) مقر لواء المُشاة الرابع
عشر في مدينة خانقين ، الوحدات التي بِإمْرَة الفوج بطرية مدفعية ميدان زائداً سرية إستطلاع الفرقة المدرعة السادسة زائداً رعيل هندسة ميدان من كتيبة هندسة ميدان الفرقة الأولى .
ثانياً. يتواجد البيشمركه في القرى الكائنة شمال وشمال شرق ناحية ( قره تو) لايوجد تماس مباشر مع مفارز البيشمركه ، لكن كانت مفارز البيشمركه المتواجدة في المنطقة تستغل الوضع العام المتأزم سياسياً بين الجمهورية العراقية و إيران في زمن الشاه وتقوم بقصف القوة العراقية المتواجدة في ناحية (قره تو) بالهاونات الثقيلة عيار 4,2 عقدة أمريكية الصنع بدعم إيراني ومن الأراضي الإيرانية بشكل شبه يومي ، كانت توجيهات القيادة العراقية بعدم الرد على النيران التي مصدرها من داخل الأراضي الإيرانية خشية تطور الموقف مع إيران عسكرياً .
ثالثاً. يتم فتح الطريق بين مدينة خانقين ومقر القوة في مدينة (قره تو) يوم واحد في الإسبوع لغرض نقل المجازين العائدين من الإجازة والمغادرون وإدامة تموين القوة بالأرزاق وسد نقص قياسات الأعتدة ، كما ذكرنا آنفاً الطريق غير معبد كانت مفارز البيشمركه تزرع الطريق بألغام ضد العجلات كل يوم فتح طريق ، يوجد على الطريق سلسلتين جبليتين متوازيتين طبيعة تكوينها سنون صخرية تقع جنوب ناحية (قره تو) بمسافة 2 كيلو متر يتسلل إليها البيشمركه فجر يوم فتح الطريق من داخل الأراضي الإيرانية ويكمنون فيها ويجري إشتباك بين البيشمركه وقوة فتح الطريق إسبوعياً طيلة تواجد الفوج في ناحية ( قره تو) ، كانت القوة تُعْتَبَرْ معزولة ومحاصرة وفق المفهوم التعبوي ، كان آمر الفوج برتبة رائد ومساعد آمر الفوج وآمر سرية الإسناد برتبة نقيب وآمري السرايا برتبة ملازم أول بقية الضباط آمري الفصائل برتبة ملازم .
رابعاً. خلال هذه الفترة التي تجاوزت ثلاثة أشهر لم يخسر الفوج شهيداً واحداً ، خسائر الفوج بالأشخاص من الجرحى على عدد أصابع اليد الواحدة نتيجة إنفجار لغم ضد العجلات تحت عجلة حمل نوع إيفا لعدم كشف اللغم من قبل مفارز الهندسة .
ب. باناروما الحدث الثاني
أولاً. المكان قاطع راوندوز ، العارضة الجبلية جبل نواخين الكتف الأيسر لمضيق كلي علي بك إرتفاع جبل نواخين أكثر من 1850 متراً، طبيعة الجبل أجرد خالي من الأشجار ، مصادر المياه في قمة الجبل غير موجودة توجد عيون ماء في سفح الجبل المطل على مضيق كلي علي بك ...
الوحدة الفوج الثالث لواء المُشاة 22 ، الزمان من بداية شهر آذار 1974 لغاية شهر تموز 1974 .
ثانياً. عند تعثر المفاوضات بين الحكومة العراقية ووفد القيادة الكردية بزعامة مصطفى البرزاني في شهر آذار 1974 قامت مفارز البيشمركه بقطع الطرق على القطعات العسكرية المتواجدة في قاطع راوندوز مما إضطرت حامية راوندوز الإنسحاب إلى جبل حرير ، كان الفوج الثالث لواء المُشاة 22 منفتح على شكل ربايا في قمة جبل نواخين ، كان هذا الفوج من ضمن الأفواج التي سُمِيَتْ عند تشكيلها بالأفواج الخفيفة أي تسليحها يختلف عن تسليح أفواج المشاة الدائمية وأغلب جنودِها من الإحتياط ومعظم ضباط الفوج أحداث ليست لديهم الخبرة القتالية الكافية .
ثالثاً. شنت قوات البيشمركه هجوم على ربايا الفوج في جبل نواخين من ثلاث إتجاهات من إتجاه الشمال حوض ديانا ومن إتجاه الجنوب شمال غرب مدينة خليفان ومن إتجاه الغرب إمتداد سلسلة جبل نواخين وتمكن البيشمركه من محاصرة الفوج من جميع الإتجاهات وقطع طريق الإدامة عليه وإستمرت هجمات البيشمركه على ربايا الفوج بشكل مستمر وبضراوة ، كان البيشمركه وقتها من المقاتلين الأشداء الذين يجيدون القتال بِكَفاْءَةٍ عالية ، قسم من الربايا الخارجية نفذ عتادها مما إضطر قيادة الفوج سحبها إلى الربايا الداخلية.
رابعاً. قاتل منتسبي هذا الفوج قتال الصحابة في عصر الرسالة الإسلامية ليل نهار بدون كلل وملل بالرغم من نفاذ الأرزاق الجافة لديهم بقوا أياماً طويلة يقتاتون على الماء و الحشائش وبقايا الخبز اليابس المرمي خارج الربايا قامت طائرات النقل العسكرية من نوع إنتينوف 12 ذات الأربعة محركات بإلقاء المؤن إليهم بالمضلات لكن طبيعة المنطقة الجبلية تكون فيها التيارات الهوائية شديدة ، أقل من نصف المؤن المُلْقاة بالمضلات يسقط ضمن ربايا الفوج والقسم الأخر يسقط في مناطق البيشمركه ، كان الجرحى من منتسبي الفوج يتم علاجهم بإمكانيات المفارز الطبية المتيسرة من ضماد الميدان والذين جراحهم بليغة بقوا يعانون الألم لحين إستشهادهم وصعود أرواحهم إلى بارءها
خامساً. لم يستسلم منتسبي الفوج ضباطاً ومراتب للأمر الواقع كونهم محاصرين من قبل البيشمركه ضربوا مثلاً رائعاً لبسالة وشجاعة منتسبي الجيش العراقي الباسل لحين فك الحصار عنهم بعد أكثر من ثلاثة أشهر من الحصار، أقدم ضابط في الفوج كان برتبة نقيب وبقية الضباط برتبة ملازم أول وملازم ، تم تكريم جميع ضباط الفوج برتبة أعلى لبسالتهم وشجاعتهم وكذلك ضباط الصف .
تلسق صورة
ج. باناروما الحدث الثالث
أولاً. المكان مدينة رانيه ، العارضة الجبلية جبل (كيوه رش ) الممتد من مضيق سنكسر شرقاً إلى حوض بلنكان غرباً ، طبيعة الجبل أجرد ذو صخور نارية لا يوجد تراب بين الصخور في الجبل ، مصادر المياه في قمم جبل (كيوه رش) غير متيسرة إرتفاع الجبل متباين بين 1800 متراً وأعلى قمة في الجبل هو الراقم (2013) متراً المشرف على حوض بلنكان من جهة الشمال الغربي الذي يعتبر الأرض الحيوية في المنطقة ، الوحدة السرية الرابعة فوج المُشاة الأول لواء المُشاة الرابع عشر ، الزمان من نهاية شهر آب 1974 لغاية نهاية شهر شباط 1975 كانت سرايا فوج المُشاة الأول لواء المُشاة الرابع عشر قد بدأت بالتقدم ومسك قمم جبل (كيوه رش) المشرفة على مدينة رانيه من جهة الغرب بدْءاً بالسرية الرابعة إلا إنها أخفقت بإنجاز المهمة بسبب مشاجرة بين آمر السرية وأحد آمري الفصائل تَرَتَبَ على ذلك توقيف الأثنين بِأمَرْ آمر اللواء العقيد الركن عبد الجبار الصافي وأنيطت مهمة التقدم إلى السرية الأولى تلتها السرية الثالثة ثُمَ تلتها سرية مغاوير اللواء التي كانت مهمتها مسك الراقم (2013) أما السرية الثانية كُلِفَتْ بمسك الرواقم السفلية المشرفة على مقر الفوج .
ثانياً. أنيطت مهمة قيادة السرية الرابعة لكاتب المقال شخصياً بعد نقل آمر السرية السابق إلى الفوج الثالث ، كُلِفَتْ السرية الرابعة بإستلام مهمة مسك الراقم (2013) من سرية مغاوير اللواء ، طبوغرافية منطقة الراقم معقدة جداً يكون على شكل حرف أل باللغة الإنكليزية من الجهة الشمالية الغربية يوجد الطريق النيسمي المؤدي إلى الراقم ، ذروة الراقم لايزيد عرضها على متر مربع تزداد إتساعاً كلما إتجهنا نحو الشرق توجد قطوع حادة وعميقة متعرجة من جهة الشمال والجنوب يُطْلَقُ على تسميتها خُلْجِان ، تم تخصيص فصيلين مُشاة الفصيل العاشر والفصيل الثاني عشر ومقر السرية في منطقة الراقم ( 2013 ) زائداً حضيرة هاون متوسط 82 ملم زائداً حضيرة رشاشات متوسطة بي كي سي زائداً مرصد المدفعية.
ثالثاً. فصيل المُشاة الحادي عشر كُلِفْ بمسك راقم يقع منتصف المسافة بين قاطع السرية الثالثة والراقم ( 2013) ، كان يشغل منصب آمر الفصيل الملازم صبيح قاسم تعيب ، وردني كتاب سري وشخصي من قائد فرقة المُشاة الثانية التي يعمل لواء المُشاة الرابع عشر بِإمْرَتِها العميد الركن طالب محمد كاظم مضمون الكتاب يكون الدفاع بالراقم (2013) لآخر طلقة وآخر جندي ، تم تحصين الراقم بشكل يؤمن الدفاع إلى جميع الجهات وزرع محيط الراقم بشكل مكثف بألغام ضد الأشخاص وتم تعبئة الرشاشات المتوسطة على طرق التقرب المحتمل أن تسلكها مفارز البيشمركه لمهاجمة الراقم .
رابعاً. كان الراقم يتعرض للقصف المدفعي المعادي بالمدفعية الإيرانية الثقيلة من منطقة دالمان بشكل يومي من ساعات الصباح الأولى حتى حلول المساء ، بعد غروب الشمس لأحد أيام شهر تشرين الأول 1974 شَنَ البيشمركه هجوم على الراقم (2013 )من ثلاث إتجاهات في آنٍ واحد وتقربوا إلى مسافة إقل من عشرة أمتار أسفل الراقم لكن محاولاتهم باءت بالفشل نتيجة يَقَظة جنود السرية وشجاعتهم في الرد السريع على مصادر النيران المعادية .
خامساً. كذلك قامت مفارز البيشمركه بالهجوم على الفصيل الحادي عشر المنعزل في الراقم الكائن بين قاطع السرية الثالثة والراقم (2013) مرتين في نفس الليلة وأيضا باءت محاولاتهم بالفشل نتيجة ليَقَظة جنود الفصيل علماً كان آمرالفصيل متمتع بإجازة دورية والفصيل بقيادة عريف الفصيل الذي كان برتبة رأس عرفاء سرية خسائر السرية بالأشخاص طيلة هذه الفترة عدد قليل من الجرحى ، كان عدد الضباط في قيادة السرية ثلاثة إثنان من صنف المُشاة والثالث من صنف المدفعية وهوالملازم هاني رُتب الضباط واحد برتبة ملازم أول ترقى إلى رتبة نقيب في 6 كانون الثاني 1975 الضباط الأخرين برتبة ملازم.
د. إستشهدنا بهذه الأمثلة من معارك القتالات الخاصة في المناطق الجبلية المُسَماة (حرب العصابات ) ولم نستشهد بمعارك من الحرب النظامية التي خاضها الجيش العراقي الباسل على الساحات العربية الإسرائيلية في معاركه مع العدو الصهيوني في سنوات (1948 – 1967 – 1973) أو من خلال الحرب العراقية الإيرانية في سنوات ( 1980 – 1988 ) لأن البيشمركه ليس جيش نظامي ، ورأينا كيف كان يقاتل منتسبي المؤسسة العسكرية العراقية التي وضع لبناتها الأولى في أسس صحيحة وسليمة مؤسسها الفريق الركن جعفر العسكري سنة 1921 بداية تشكيل الدولة العراقية و إستمرت على نفس النهج والعقيدة العسكرية حتى إحتلال العراق سنة 2003 .
4. حرب ( داعش ) حزيران 2014
أ. خلفية تأريخية
أولاً. قبل نهاية سنة (2012) قدمت محافظة الأنبار وقضاء الفلوجة بقائمة من الطلبات إلى حكومة السيد نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي السابق رجت فيها تنفيذ تلك الطلبات وقامت بإعتصامات سلمية إستمرت إلى الأشهر الأخيرة من سنة (2013) وشارك في الإعتصامات وزراء وسياسيون وبرلمانيون وشيوخ عشائر مشتركين في العملية السياسية وإمتدت هذه الإعتصامات إلى محافظة نينوى ومحافظة ديالى ومحافظة صلاح الدين وقضاء الحويجة .
ثانياً. طلبت الحكومة فض إعتصامات مدينة الحويجة لكن المعتصمين رفضوا فض الإعتصام مالم تُلَبْى طلباتهم ، طوقت قوات الجيش ساحة الإعتصامات وغادر بغداد وفد حكومي برئاسة وزير التربية لغرض التفاوض مع المعتصمين وحدث إلتِباسْ يكتنفه الغموض حسب مانُشِرَ في حينه مما أدى إلى فشل المفاوضات التي ترأسها وزير التربية السابق في حكومة السيد نوري المالكي مع وجهاء المعتصمين في قضاء الحويجة قامت قوات سوات والشرطة الإتحادية وقطعات الجيش بالهجوم على ساحة الإعتصامات في قضاء الحويجة وقامت بالإستخدام المفرط للقوة ذهب ضحية هذا الهجوم أكثر من 70 شهيداً من أبناء القضاء .
ثالثاً. بعد فض الإعتصام في قضاء الحويجة بالقوة قام السيد نوري المالكي بإعتباره القائد العام للقوات المسلحة بإصدار أوامره إلى القيادات العسكرية بإنذار المعتصمين في محافظة الأنبار وقضاء الفلوجة وإعطائهم مُهْلة مُحَدَدة لفض الإعتصام لكن المعتصمين رفضوا الإنصياع لهذه الأوامرمالم تُنَفَذ مطالبهم وقامت قوات الجيش والشرطة الإتحادية بمحاصرة ساحة الإعتصامات ثم مهاجمتها فكانت هذه العملية الشرارة الأولى لإنتقال المعتصمين من الحالة السلمية إلى حالة حمل السلاح ومواجهة القوات الحكومية في محافظة الأنبار وباقي أقضيتها وفي مقدمتها قضاء الفلوجة.
رابعاً. تحليلنا الشخصي إن المستشارين السياسيين والعسكريين في مكتب السيد نوري المالكي إرتكبوا خطأً فادحاً وقدموا إستشاره غيرصحيحة إلى السيد نوري المالكي قياساً على ماحدث في قضاء الحويجة نتيجة لِسُوء تقديرهم للموقف وقلة خبرتهم السياسية والعسكرية في إدارة الأزمات الداخلية ومن المؤكد تلقوا إيحاءات من طرف أجنبي لسلوك هذا الطريق الخطأ دون إستنفاذ المفاوضات السلمية ومنحهم مطالبهم وإستمرت العمليات العسكرية إلى الوقت الحاضر.
ب. باناروما سقوط الموصل
أولاً. قبل سقوط الموصل بأيام قام تنظيم الدولة الإسلامية ( داعش ) بهجوم مباغت على مدينة سامراء وتمكن من السيطرة على أجزاء كبيرة من شمال
المدينة بدون مُقاومَةٍ تُذْكَرْ إلا أن التنظيم إنسحب من المدينة بإرادته ، تحليلنا الشخصي لهذه العملية حقق التنظيم غايتين الأولى جلب إنتباه المستشارين العسكريين في مكتب القائد العام السيد نوري المالكي نحو مدينة سامراء بإعتبارها مركز ديني لوجود مرقد الأمامين العسكريين فيها، الغاية الثانية لجس نبض يَقَظة القطعات العسكرية وقدرتها وإستعدادها على القتال.
ثانياً. كان حجم القطعات العسكرية في مدينة الموصل كبيراً جداً ويتكون من فرقة المُشاة الثانية وفرقة المُشاة الثالثة وفرقة من الشرطة الإتحادية زائداً أفواج الطوارئ زائداً الشرطة المحلية ، يوم 10 حزيران تَفاجَأ العراقيين والعالم بسقوط مدينة الموصل بيد تنظيم ( داعش ) حجم القطعات الموجود في الموصل وفق السياقات التعبوية يحتاج الطرف المهاجم ثلاثة أضعاف القوة المدافعة لغرض تحقيق تفوق على الخصم ، السؤال الذي يطرح نفسه كم كان حجم قوة ( داعش ) الذين هاجموا مدينة الموصل ؟، من خلال مقاطع أفلام اليوتيوب التي عُرِضَتْ في القنوات الفضائية للجنود والضباط الذين تركوا أماكن تواجد وحداتهم في مدينة الموصل وخلعوا ملابسهم العسكرية وأرتدوا الملابس المدنية وإنسحبوا بإتجاه كردستان ، تحدث ضباط برتب صغيرة وجنود بصدور أوامر لهم بترك معداتهم وأسلحتهم وعدم القتال ومغادرة كبار الضباط مدينة الموصل بإتجاه دهوك وأربيل .
ثالثاً. السؤال الثاني الذي يطرح نفسه تواجد الفريق الأول الركن عبود كمبر معاون رئيس أركان الجيش للعمليات والفريق الأول الركن علي غيدان قائد القوات البرية واللواء الركن مهدي الغراوي قائد عمليات نينوى جميعهم متواجدين في مدينة الموصل ، ماسبب تواجد الأول والثاني بهذا الوقت في مدينة الموصل ولماذا لم يحثوا القطعات على القتال ويبقون على رأس قطعاتهم والدفاع عن المدينة ؟.
ج. باناروما سقوط صلاح الدين والقاعدة الجوية (سبايكر) وكركوك
أولاً. بتأريخ 13 حزيران أي بعد أقل من( 72) ساعة على سقوط الموصل سقطت محافظة صلاح الدين ، كان حجم القطعات في المحافظة فرقة المُشاة الرابعة وفرقة من الشرطة الإتِحادية إضافةً إلى فوج طوارئ المحافظة والشرطة المحلية وشاهدنا على شاشات التلفزة ألوف الجنود بملابس مدنية يَقودهمْ إلى المصير المجهول أشخاص ملثمين على عدد أصابع اليد يحملون بنادق آلية فقط وبعد فترة إنتشرت رائحة الدم وسُمِيَتْ بمجزرة سبياكر ولحد تأريخ كتابة هذا المقال لم يُعْرَفْ عدد الجنود الذين قُتِلوا في المجزرة ولم يستلم ذويهم جثث القتلى .
ثانياً. لم نعرف التأريخ الصحيح لإنسحاب وحدات فرقة المُشاة الثانية عشرة من محافظة كركوك بدون قتال تركت معسكراتها ومعداتها على الأرض بل شاهدنا في القنوات الفضائية الحواسم يتقاسمون الغنائم التي تُرِكَتْ في المعسكرات بينما صرح ناطق بإسم قوات البيشمركه بأن قيادة فرقة المُشاة الثانية عشرة طلبت من البيشمركه إستلام المواقع والمعسكرات التي إنسحبت منها وتوالت التصريحات بين الطرفين الحكومة الإتحادية وحكومة الأقليم عن حقيقة التسليم والأستلام بين الطرفين .
د. باناروما سقوط مدينة تلعفر و سنجار وسهل نينوى و مدينة مخمور
أولاً. بعد سقوط الموصل بيد مقاتلي الدولة الإسلامية ( داعش ) قاموا بالهجوم على مدينة تلعفر أحد أقضية محافظة نينوى الذي يقع شمال غرب مدينة الموصل وتمكنوا من السيطرة على القسم الأكبر من القضاء لكن المطار الذي يقع خارج المدينة إلى جهة الغرب بقى تحت سيطرة القوات الحكومية المتواجدة فيه ، أرسل السيد نوري المالكي اللواء الركن المدعو أبو الوليد إلى قضاء تلعفر لغرض إعادة السيطرة على مدينة الموصل مع تعزيزات من وحدات الفرقة الذهبية تم نقلها بواسطة الطائرات العسكرية وإستمرت المناوشات بين الطرفين بين كَرٍ وَفَرْ ولم يفلح أبو الوليد بإعادة السيطرة على قضاء تلعفر وإنسحب متخفياً إلى مدينة دهوك .
ثانياً. بعد سقوط قضاء تلعفر بيد تنظيم ( داعش ) قام التنظيم بمهاجمة قضاء سنجار الذي يقع إلى الغرب من قضاء تلعفر ولم يبعد عنه مسافة طويلة والذي كان تحت سيطرة قوات البيشمركه وَتَفاجَأ العراقيين من خلال ظهور النائبة فيان الدخيل تحت قبة البرلمان في إحدى جلسات البرلمان تناشد الحكومة الإتحادية والمنظمات الدولية إنقاذ الأزيديين الذين سيطر تنظيم ( داعش )على مدينتهم سنجار بدون معركة تُذْكَرْ مع قوات البيشمركه حسب إفادات الشهود من أبناء سنجارالذين ظهروا على شاشات التلفزة الفضائية .
ثالثاً. بعد السيطرة على قضاء سنجار سيطر تنظيم ( داعش ) على قضاء زمار وعين زالة النفطية شمال مدينة الموصل وهاجم الجانب الأيسر بدأً بسد الموصل والقرى التي يقطنها الأخوة المسيحيين التي تقع في سهل نينوى شرق الموصل وهذه المناطق هي ( باطنايا – تلسقف – تلكيف – برطلة – كرمليش – بغديدا ) وصولاً إلى الخدر و الكوير كل هذه القرى كانت تحت سيطرة قوات البيشمركه أيضاً وسيطرعليها (داعش )بدون معركة تذكر.
رابعاً. بعد فترة قصيرة تَفاجَأ العراقيين والعالم أجمع بسقوط مدينة مخمور الكردية التي تقع جنوب غرب مدينة أربيل عاصمة الأقليم بيد تنظيم ( (داعش ) والتي لا تبعد أكثر من 50 كيلومتراً عن مدينة أربيل وبدون قتال أيضاً ولم يفصل عن المناطق التي إحتلها تنظيم (داعش) ومدينة أربيل سوى جبل ديبكه جنوب مدينة أربيل .
خامساً. بعد سقوط مدينة مخمور بيد تنظيم ( داعش ) إستنجد رئيس الأقليم السيد مسعود البرزاني بالجانب الأمريكي والأوربي وجاء الرد سريعاً ، أرسلت الولايات المتحدة الأمريكية مقاتلاتها من طراز أف 16 لإسناد البيشمركه في مقاتلة (داعش ) مع إقامة جسر جوي لنقل الأسلحة والذخيرة التي طلبها رئيس الأقليم من دول حلف شمال الأطلسي وتم إخراج مقاتلي ( (داعش ) من مدينة مخمور بوقت قصير جداً.
هـ.أسباب إنهيار الجيش العراقي و البيشمركه أمام تنظيم (داعش)يجب المرور على خلفية تشكيل الجيش العراقي الجديد بعد الإحتلال سنة ( 2003) بعد قرار الحاكم الأمريكي المدني في العراق ( بريمر) بحل الجيش العراقي السابق والأجهزة الأمنية كافة.
أولاً. كما يعرف الجميع كان تشكيل الجيش العراقي الجديد وفق النسب الطائفية التي وضعها الحاكم الأمريكي المدني في العراق (بريمر) 60% الشيعة و 20% السنة و 17% الأكراد و3% من باقي الطوائف .
ثانياً. الأمر الرقم 91 الذي أصدره بريمر بدمج مليشيات الأحزاب الدينية مع الجيش والقِوى الأمنية وإعتبار خدمتهم الجهادية السابقة خدمة لأغراض الترقية والتقاعد.
ثالثاً. إصدار القانون الرقم 64 في عهد حكومة إبراهيم الجعفري سنة 2005 هذا القانون الذي إعتبر الفترة التي قضاها المخرجين من الجيش العراقي السابق والمحالين على التقاعد لأسباب مختلفة خدمة لأغراض الترقية والتقاعد وإعادتهم إلى الخدمة ومنحهم رتب عالية جداً وإشغالهم مناصب قيادية حساسة في الجيش وهم غير مؤهلين لإشغال هذه المناصب .
رابعاً. تفشي حالة الرشوة أثناء التطوع في الجيش الجديد حيث كان الجندي يدفع مبالغ كبيرة نسبياً لغرض التطوع في الجيش إضافَةً إلى أن التطوع كان من طائفة معينة فقط خلافاً لقانون الخدمة الإلزامية الذي كان سارياً قبل 2003 حيث كان يشمل كافة أبناء العراق.
خامساً. عدم تدريب وحدات الجيش الجديد التدريب التعبوي الذي كان الجزء الأهم في تدريب وحدات الجيش العراقي السابق وإعدادها للقتال .
سادساً. تكليف وحدات الجيش بواجبات قوات الأمن الداخلي لفترة طويلة الأمر الذي إنعكس سلباً على سلوك منتسبي الجيش ضباطاً ومراتب وإستغلالهم للمواطنين في نقاط السيطرة داخل وخارج المدن مما ولد شُعوراًعاماً بالغضب وإمتعاضاً ضد وحدات الجيش لدى كافة أبناء الشعب.
سابعاً. تفشي الفساد الإداري والمالي في كافة أنحاء المؤسسة العسكرية وأصبح تواجد الجنود في وحدات الجيش بنسبة أقل من 50% من الموجود الكلي للوحدات وبقية الجنود موجودين على الورق في الجيش فقط وهم يمارسون أعمالهم الخاصة أو في بيوت ذويهم.
ثامناً. تقديم معلومات وتقارير غير صحيحة من قبل القيادات العسكرية إلى مراجعها العُلْياعن مستوى كفاءة وحدات الجيش .
تاسعاً. إحالة معظم الضباط من الجيش العراقي السابق الذين ساهموا في إعادة تشكيل الجيش في سنة 2004 في زمن حكومة د. أياد علاوي إلى التقاعد أو إبعادهم من الجيش لشمولهم بقانون إجتثاث البعث وقانون المساءلة والعدالة وتصفية قسم كبير منهم.
عاشراً. عدم وجود عقيدة عسكرية واضحة المعالم تعتمدها قطعات الجيش في الإعداد والتدريب للقتال.
اًحد عشر. عند تشكيل مكتب القائد العام للقوات المسلحة السيد نوري المالكي سحب كافة الصلاحيات من وزارة الدفاع ورئاسة أركان الجيش ووضعت بيده وإنعدم دورها في القيادة والسيطرة على الجيش.
قوات البيشمركه وتنظيم ( داعش )
إثنى عشر. بالنسبة إلى قوات البيشمركه يكتنف موقفها الغموض بعدم مقاتلة ( داعش ) مع علمنا إن مقاتلي البيشمركه الحاليين ليس برباطة جأش أفراد البيشمركه في فترة السبعينات .
ثلاثة عشر. تدعي قوات البيشمركه لايوجد في حوزتها أسلحة ثقيلة تقف بوجه تنظيم (داعش) ولكن من المعروف إن البيشمركه إستولت سنة 2003 على أسلحة ثقيلة من معسكرات وحدات الجيش العراقي السابق خاصة في مدينة كركوك.
أربعة عشر. في تصريح للمستشارين الأمريكيين الذين أرسلهم البنتاغون إلى الإقليم لغرض تقييم قوات البيشمركه وجدوا عدم تطابق عدد البيشمركه الموجودين في الوحدات على الأرض مع العدد الحقيقي الموجود في سجلات الرواتب هذا يعني تفشي حالة الفساد الإداري بين صفوف البيشمركه أيضاً.
5. ما حقيقة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام ( داعش)
أ. الكثير من المحللين السياسيين والعسكريين المسلمين الذين تجري القنوات الفضائية مقابلات معهم يتسائلون لماذا تنظيم (داعش) لاينقل المعارك إلى داخل الأراضي المحتلة طالما يرفع راية الجهاد دفاعاً عن الإسلام ؟.
ب. السؤال الأخر الذي يطرح نفسه ، من الذي كان يمول ( تنظيم داعش )
بكل هذه العجلات الحديثة والأسلحة المتوسطة والثقيلة وعن أي طريق كانت تصل إلى ( داعش )؟.
ج. السؤال الأخر الذي يشغل عقول الناس أين كانت المعدات عالية التقنية التي تمتلكها الولايات المتحدة الأمريكية والتي كانت تتنصت على مكالمات المستشارة الألمانية في عقر دارها وأين كانت أعين رجال وكالة المخابرات المركزية الأمريكية المنتشرين في بقاع العالم من تنظيم ( داعش )؟.
د. السؤال الأخير من يقف خلف تنظيم (داعش) ومن المستفيد من قتل الإنسان و الجندي والضابط في الجيوش العربية وتدمير معداتهم العسكرية الباهضة الثمن ؟.
هـ. الجواب على الأسئلة أعلاه ، كافة مراكز البحوث الستراتيجية في العالم العربي والشرق الأوسط والدول المستقلة وكافة المحللين السياسين والإعلاميين والعسكريين يؤكدون حقيقة واحدة هي أن تنظيم ( داعش ) صناعة أمريكية إيرانية إسرائيلية بإمتياز هدفها تحقيق مصالح الدول آنفة الذكر.
6. ماذا حقق (داعش ) على الصعيد الداخلي والإقليمي والدولي
أ. تحقق على الصعيد الداخلي مايأتي
أولاً. كانت تصريحات المسؤولين في رئاسة الوزراء ومكتب القائد العام للقوات المسلحة و وزارة الدفاع و وسائل الإعلام المختلفة والفضائيات تسمي الأعمال العسكرية في محافظة الأنبار بالإرهاب وتنسبها إلى الإرهابيين والتكفيريين والصداميين وبعد 10 حزيران وسقوط الموصل أصبحت تنسب إلى تنظيم الدولة الإسلامية ( داعش ) .
ثانياً. الفصائل المسلحة العراقية المعارضة التي يبلغ تعدادها 12 فصيلاً التي كانت تقاتل القوات الأمريكية بعد الإحتلال الأمريكي والذي إنخفض نشاطها العسكري بعد إنسحاب القوات الأمريكية ورفضت الإندماج في العملية السياسية في البلاد وبعد إنهيار القطعات العسكرية التي كانت موجودة في محافظة نينوى وصلاح الدين سنحت لها الفرصة مجدداً لتعيد نشاطها القتالي ضد القوات الحكومية في المحافظات المنتفضة الأخرى في الموصل وصلاح الدين وكركوك وديالى وحزام العاصمة بغداد.
ثالثاً. بعد تسليم كركوك من قبل وحدات الجيش إلى قوات البيشمركه وسهل نينوى هذه المناطق التي كانت محل جِدالٍ بين الحكومة الإتحادية وحكومة إقليم كردستان والتي تطالب الأخيرة بتطبيق المادة 140 من الدستور، صرح رئيس الأقليم السيد مسعود البرزاني بأن موضوع كركوك أصبح منتهياً ويجب عدم العودة إلى ماقبل 10 حزيران 2014 .
رابعاً. بعد إحتلال مدينة مخمورإستنجد السيد مسعود البرزاني بالولايات المتحدة الأمريكية والإتحاد الأوربي للدفاع عن الإقليم ضد (داعش ) و طلب تزويد قوات البيشمركه بالأسلحة الحديثة والثقيلة ، أسْتُجيبَ لطلب السيد مسعود البرزاني فوراً وفُتِحَتْ مخازن السلاح الأمريكية والأوربية أمام إقليم كردستان فَوُرَاً وتم إقامة جسر جوي إلى مطار أربيل لنقل هذه الأسلحة إضافة إلى قدوم الخبراء المطلوبين لتدريب البيشمركه على إستخدام هذه الأسلحة والتي كانت حكومة المركز ترفض تزويد قوات البيشمركه بالأسلحة.
خامساً. طلبت قيادة الأقليم إنشاء قاعدة جوية أمريكية دائمية في أربيل لغرض الدفاع عن الأقليم وحماية المصالح الأمريكية في المنطقة ومن المُحْتَمَلْ أن يتم إنشاء هذه القاعدة في سهل حرير لأن الأرض تُساعِدُ على ذلك .
سادساً. بلغت خسائر الجيش العراقي بالأشخاص نتيجة هذه العمليات العسكرية التي قام بها (داعش ) حسب ما أعلنه السيد وزير الدفاع سعدون الدليمي في جلسة مجلس النواب أحد عشر آلف جندي مفقود ، ناهيك عن تدميرو فقدان كافة الأسلحة والعجلات والمعدات الثقيلة لأربعة فرق مُشاة وفرقتين من الشرطة الإتحادية والتي يقدر ثمن هذه المعدات بأكثر من 3 مليار دولار.
سابعاً. تسيد المليشيات العائدة لِْلأحزاب الدينية رسمياً بدعم حكومي وأصبحت الرديف للجيش بل مسؤولي هذه المليشيات هم الذين يصدرون الأوامر إلى قادة وآمري وحدات الجيش وهذه المليشيات يجري تدريبها من قبل ضباط من فيلق القدس الإيراني في معسكرات للتدريب داخل الأراضي الإيرانية وترتبط هذه المليشيات سياسياً وعسكرياً بقيادة فيلق القدس الإيراني.
ثامناً. خسائر الحكومة المركزية من تهريب النفط الخام من قبل ( داعش ) من حقول الموصل ومن إيقاف ضخ النفط العراقي في إنبوب كركوك جيهان التركي الذي يمرعبر الأراضي التركية يقدر بمئات الملايين من الدولارات شهرياً.
تاسعاً. تدمير الْبُنى التحتية في المحافظات المنتفضة نتيجة القصف الجوي الحكومي العشوائي الذي تقدر كلفته بأكثر من ثلاثة مليار دولار.
عاشراً. توقف النشاط التجاري بين الجارة الشمالية تركيا والجارة الغربية الأردن لصالح الجارة الشرقية إيران .
أحد عشر. نتيجة العمليات العسكرية والقصف الجوي العشوائي للمدن تهجر أكثر من ثلاثة ملايين إنسان عراقي يعيشون في مخيمات وفي االشوارع وعلى الأرصفة وأوضاعهم الإنسانية مزرية حسب وصف منظمة الصليب الأحمر الدولية.
ب. تحقق على الصعيد الإقليمي مايأتي
أولاً. حقق تنظيم ( داعش ) إلى الجارة إيران فتح أبواب العراق على مصراعيها سياسياً وعسكرياً وصناعياً وحسب ما نُشِرَ بوسائل الإعلام بالصورة والصوت مشاركة القطعات العسكرية الإيرانية بعملية فك الحصار عن قرية آمرلي بقيادة قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني.
ثانياً. حسب ما نُشِرَ في الفضائيات العراقية زيارة السفير الإيراني إلى قرية أمرلي وتفقدها يعتبر تدخلاً سافراً بالشأن العراقي خلافاً للأعراف الدبلوماسية وبدون تنسيق مُسْبَقْ مع وزارة الخارجية العراقية.
ثالثاً. حسب تصريحات عدة مسؤولين عسكريين إيرانيين هم الآن المسؤولين عن خطة الدفاع عن العاصمة بغداد.
رابعاً. بيع الطائرات العسكرية العراقية المقاتلة التي أودعها العراق في المطارات الإيرانية سنة 1991 إلى الحكومة العراقية.
خامساً. شراء العراق للمعدات العسكرية الإيرانية وبعض الأسلحة والذخيرة الحربية يحقق إيرادات كبيرة إلى إيران خِِلافاً لقرارات مجلس الأمن الدولي المفروض على إيران .
سادساً. تجارياً العراق يستورد الآن كافة أنواع بضاعته من المشتقات النفطية والمواد الصناعية والمنتوجات الزراعية مما يدر على إيران مبالغ تقدر بعدة مليارات من الدولارات.
ج. تحقق على الصعيد الدولي مايأتي
أولاً. عودة الأساطيل الأمريكية والقواعد الجوية والقوات البرية وخبراء الأسلحة لدول حلف شمال الأطلسي إلى منطقة الشرق الأوسط عموماً والعراق خصوصاً .
ثانياً. سوف تجني شركات تصنيع وإنتاج الأسلحة والذخيرة الأمريكية والأوربية أرباح تُقَدَر بمليارات الدولارات بسبب الحرب على (داعش) التي قُدِرَتْ فترة إستمرارها أكثر من عَشْر سنوات .
ثالثاً. سوف تجني لاحقاً الشركات الهندسية الأمريكية والأوربية مليارات الدولارات لغرض إعادة تأهيل الْبُنى التحتية التي سوف تدمرها الحرب على (داعش).
رابعاً. نتيجةً لتدمير القدرة القتالية للجيوش العربية في سوريا والعراق وليبيا ومُسْتَقْبَلآ غير البعيد في مصر والتي تحتاج إلى عقود من الزمن لإعادة تأهيلها ومبالع طائلة تستنزف ثرواتها المالية وقدراتها الإقتصادية ، أهم شئ تحقق أمن الكيان الصهيوني بدون أي خسارة بشرية أو مادية تُذْكَرْ من جانب إسرائيل.
اللواء
فوزي البرزنجي
18 تشرين الأول 2014
1203 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع