قصة الجندي الذي اعدمته بلاده
قد يظن الكثير ان الحروب ما هي الا معركة تحدث بين طرفين او اكثر لتنتهي بانتصار احدهم ، و قد يبدو الامر منطقيا و لكن هناك تفاصيل غامضة و قصص عجيبة تحدث اثناء الحرب ، و من هذه القصص قصتنا لهذا اليوم ، فقصتنا اليوم تدور احداثها خلال الحرب العالمية الثانية ، و هي عن جندي امريكي قامت بلاده باعدامه رميا بالرصاص ليصبح الجندي الاول و الوحيد الذي تقوم بلاده باعدامه منذ الحرب الاهلية ، فيا ترى ما هو السبب وراء اعدام هذا الجندي الذي لم يتجاوز عمره 24 عام ؟ ، سنكتشف السبب من خلال احداث القصة ، فتابعوا معنا.
خلال الحرب العالمية الثانية دارت الكثير من المعارك و من اشهر هذه المعارك معركة ( بيرل هاربر ) ، وهي معركة كانت ما بين اليابان و الولايات المتحدة الامريكية ، و خلال هذه المعركة فقدت الولايات المتحدة ما يقارب 2000 جندي من قواتها ، وقد حدثت هذه المعركة في اليوم السابع من شهر ديسمر للعام 1941 م ، بعد هذه المعركة لم تتردد الولايات المتحدة في اعلان الحرب على اليابان.
و خلال الحرب العالمية الثانية و التي حصدت ارواح اكثر من 60 مليون نسمة عانى الجيش الامريكي كغيره من الجيوش المشاركة في الحرب من فرار الجنود و خوفهم من الحروب و تعرضهم للقتل ، حيث تشير التقارير الى ان عدد الجنود الذي تعرضوا للمحاكمة العسكرية بلغ حوالي 21 الف جندي ، وقد حصلوا على احكام متفاوتة وصلت الى حد الاعدام لعدد 49 جندي.
كان من بين المحكوم عليهك بالاعدام جندي امريكي يسمى ( ايدي سولفيك ) و الذي كان اتعس الجنود حظا ، فالجنود المحكوم عليهم بالاعدام سوف تخفف عنهم العقوبة ولن يعدموا ما عدا هذا الجندي ، التحق سولفيك بالجيش الامريكي كجندي متطوع وكان ذلك عام 1944 م ، و تدرب اولا على حمل السلاح قبل انضمامه للفرقة 28 مشاة.
خلال شهر اغسطس انطلق سولفيك الى الاراضي الفرنسية ليلتحق بكتيبته و التي عانت خسائر فادحة خلال حربها مع الجيش الالماني ، وفي خلال احدى المعارك ظل سولفيك الطريق ليجد نفسه في موقع تابع للجيش الكندي ، فمكث هناك حتى يوم الخامس من شهر اكتوبر عام 1944 م ، و بعدها تم تسليمه للشرطة العسكرية الامريكية ليلتحق بالكتيبة التي تواجدت بمنطقة ( الزنبورن ) ببلجيكا.
حينها عبّر سولفيك عن خوفه من حمل السلاح و العمل ضمن كتائب المشاة في الجيش ، وانه لن يتردد في الهرب خوفا من القتال و التعرض للقتل في النهاية ، تجاهل الجميع هذه الكلمات التي صدرت من سولفيك الا انه قام في اليوم التالي بتوقيع رسالة مضمونها انه سوف يهرب من ارض المعركة اذا تم اجباره على حمل السلاح.
قام المسؤولون في الفرقة 28 مشاة بمحاولة جعل سولفيك يحيد عن قراره الا انه كان مصمما ليؤكد بانه مستعد لتحمل العواقب كاملة ، و هنا صدرت اوامر من الفرقة 28 مشاة لسولفيك بالتوجه الى ارض المعركة ومساندة زملائه الا انه رفض وكان مصرا على قراره ، ليتم بعدها اعتقال سولفيك ومحاكمته عسكريا امام محكمة تتكون من 9 اعضاء.
تم اصدار الحكم بعد تداول و مشاورات امتدت لساعتين ليكون الحكم هو الاعدام رميا بالرصاص وذلك يوم 11 من شهر نوفمبر من العام 1944 م ، وقد رفضت المحكمة تماما تخفيف هذا الحكم حيث اعتبرت المحكمة ان سولفيك تحدى سلطات الولايات المتحدة الامريكية و انه يجب اعدامه حتى يكون عبرة للآخرين.
حاول الجندي مراسلة قائد قوات التحالف الجنرال ( دوايت ايزنهاور ) املا في ان ينقذ حياته الا ان محاولاته بائت بالفشل ، حيث ان قضيته تزامنت مع معركة ( الثغرة ) والتي خسرت خلالها الولايات المتحدة الامريكية الآلاف من الجنود ، ليؤيد الجنرال ( أيزنهاور ) حكم الاعدام بحق سولفيك والذي تم اعدامه في فرنسا رميا بالرصاص في يوم 31 يناير عام 1945 م.
1018 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع