علاء کامل شبيب
الاوضاع الاستثنائية في العراق و التي باتت تتجه نحو منعطفات بالغة الخطورة بسبب من السياسات غير السليمة و البعيدة تماما عن المنطق و روح الحکمة لرئيس الوزراء العراقي نوري المالکي، صارت محط أنظار و ملاحظة مختلف الاوساط و المحافل الدولية، وعلى الرغم من أن الامريکيون جعلوا العالم يتصور بأنهم سيجعلون من عراق مابعد النظام السابق، عراقا ديمقراطيا آمنا يکون عاملا فعالا في إستتباب الامن و الاستقرار و السلام في المنطقة و العالم، لکن الاوضاع الحالية للعراق و بعد أکثر من عشرة أعوام من سقوط النظام السابق لاتبشر بأي خير.
قادة العراق الجدد وفي مقدمتهم نوري المالکي نفسه، ملأوا الدنيا صراخا و عويلا بشأن دکتاتورية النظام السابق(والتي نقر بها و لانختلف بشأنها)، لکنهم و ماأن استلموا مقاليد الحکم، ظلوا متشبثين بها بنفس الصورة و الطريقة و الاسلوب السابق، لکن الذي برز و بصورة غير مألوفة بهذا الخصوص کان رئيس الوزراء نوري المالکي الذي و بعد أن طوى فترتين في منصب رئيس الوزراء من أبرز معالمهما الفشل و الاخفاق الذريع و تفشي العنف و الفسادين الاداري و المالي و بروز ظاهرة الاقتتال و العنف الطائفي بأسوأ صوره، لايبدو أنه يرغب بترك هذا المنصب(رغم فشله الکبير)، وانما يطمح الى ولاية ثالثة بمبارکة و تإييد خاص من النظام الايراني.
بالامس، إعترض الزعيم الشيعي مقتدى الصدر على المالکي و إنتقده نقدا لاذعا متهما إياه بالدکتاتورية و الاستبداد في الحکم و إستغلال تمثيله للشيعة من أجل مصالحه و أهدافه الخاصة، لکن اليوم، يطل على العالم من بروکسل، مفتي العراق الدکتور رافع الرافعي حيث إلتقى هناك بنائب رئيس البرلمان الاوربي حيث خاطب العالم کله من هناك بقوله:( بعد 8 سنوات من الألم والمعاناة، الآن هو الوقت المناسب لأنهاء دكتاتورية المالكي)، وهو کلام سيستمع و ينصت إليه المجتمع الدولي بإهتمام بالغ خصوصا وان المسافة الزمنية التي تفصل بينه و بين تصريحات مقتدى الصدر ليس سوى أيام قلائل.
مفتي العراق الذي أماط اللثام عن الدور المشبوه للنظام الايراني في العراق و کونه سببا رئيسيا في معضلات و مشاکل و الاوضاع السلبية الحالية التي يمر بها العراق، بل انه وضع يده على جرح العراق النازف عندما قال بخصوص عمليات الاعدام الجماعي و الجرائم ضد الانسانية التي إرتکبتها الحکومة العراقية بدعم من النظام الايراني بقوله:( المالكي قادر على ارتكاب مثل هذه الجرائم بدعم من النظام الإيراني، وأن قوة القدس الإيرانية هي في الحقيقة التي تحكم العراق.)، والانکى من ذلك انه أکد کما أکد من قبله الصدر بأن ظلم و إجحاف و دکتاتورية المالکي تطول جميع أبناء الشعب العراقي و من مختلف الاعراق و الاديان و الطوائف بشرها، حينما قال:( على الرغم من أن السنه هم الهدف من التطهير العرقي الوحشي الا ان الشعب العراقي بأسره من الشيعة والمسيحيين والأقليات الاخرى يجري قمعها بشدة.).
مفتي العراق، ومن أجل أن يوضح الصورة أکثر و يضع النقاط على الاحرف و يبين مدى تغلغل النفوذ الايراني في العراق و کونه بات يؤثر على القرار السيادي العراقي و يتدخل بشؤونه الداخلية دونما إکتراث، أشار في تصريحاته من بروکسل الى الانتهاکات التي لحقت و تلحق بأعضاء منظمة مجاهدي خلق في العراق، عندما لمح الى أن حکومة المالکي لاتراعي الشرائع السماوية و لا القوانين الارضية بشأن ضمان أمن و سلامة سکان مخيم ليبرتي بقوله:( أن الشرائع السماوية والقوانين الأرضية تفرض علينا أن نضمن الامانة والسلامة لمجاهدي خلق في العراق وكل خرق يؤدي إلى ايذائهم بأي صورة من الصور فهو قادح في انسانيتنا.)، والحقيقة أن واحدة من المهام التي تم توکيل المالکي بها من جانب النظام الايراني هي شن الهجمات الدموية على سکان أشرف و ليبرتي و جعل حياتهم جحيما لاتطاق، لکن الدکتور الرافعي، ومن خلال تصريحاته هذه أکد ثمة حقيقة بالغة الاهمية، وهي أن جنوح المالکي للدکتاتورية و التفرد بالحکم انما هو بالاساس بنائا على مشيئة و إرادة من جانب النظام الايراني، ومن هنا، فإن بذل مختلف الجهود للحيلولة دون بقاء المالکي في کرسي رئاسة الوزراء، انما هو جهد وطني و اخلاقي و انساني و حتى شرعي، لأنه يضمن نهاية الظلم و القمع و الاجحاف.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
1420 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع