بعد اكثر من شهر ونصف على اندلاع الاشتباكات بين ثوار العشائر والجيش العراق في محافظة الانبار والفلوجه والرمادي تحديدا ومحافظات اخرى مثل نينوى وكركوك وصلاح الدين وبغداد وديالى وبابل ,,
الامر الذي وصل حد التشكيك بالعمليه ومبرارتها من قبل حلفاء المالكي قبل المعارضين وبدأت التصريحات ووضع اللوم على هذا الطرف وذاك ولم تتمكن القوات العسكريه من حسم الموقف لصالحها بل على العكس فانها تكبدت خسائر كبيره قياسا بمقارنة قوات الطرفين ,,
وقبل الخوض في اسباب الزياره ومبرراتها ورأي حلفاء المالكي واعداءه بها لابد من التطرق بشكل مختصر لبعض الحقائق التي افرزتها الاشتباكات على ارض الواقع لكي تكون الصوره واضحه ,,
الجيش العراقي الحالي ليس هو كما كان الجيش السابق فأنه يفتقر الى الكثير من المستلزمات الاساسيه لكي يكون جيشا بمعنى الكلمه وادناه بعض من هذه المستلزمات والتي سبق ان ذكرناها عدة مرات في مقالات سابقه :
1 . تم تشكيل الجيش بصوره عشوائيه وبدون عقيده عسكريه واضحه تبين اهداف الجيش وواجباته على مستوى البلد ..
2 . تم تطويع الجيش بشكل طائفي ليكون من مكون واحد لغرض استخدامه ضد الخصوم في الداخل وارضاءا لاجنده خارجيه وطائفيه..
3 . القياده العسكريه الحاليه غير كفوءه وهي من اردىء القيادات العسكريه التي لفظها الجيش العراقي السابق ومنها من هم محالين على التقاعد لاسباب عدم الكفاءه او اسباب اخلاقيه او عدم الالتزام بضوابط المهنه ومنهم من هو محكوم بالاعدام بسبب جبنه وتخاذله .
4 . لم يتم تدريب الوحدات على اسليب القتال المتنوعه وتم التركيز على مكافحة الشغب والمداهمات وقتال الشوارع وهذه واجبات الشرطه .
5 . التسليح محدود والاعتده ضئيله والكفاءه محدوده .
6 . شيوع الرشاوى والفساد بشكل كبير في صفوف القوات والوحدات ..
7 . توسع الجيش بشكل كبير على حساب النوعيه والتدريب والكفاءه .
في المقابل فأن افراد العشائر الذين يقاتلون القوات العسكريه لايملكون من الاسلحه والاعتده الا ما يؤمن الدفاع عن مدنهم وبيوتهم وهي اسلحه بسيطه واكثرها اذا لم تكن جميعها من مخلفات الجيش العراقي بعد 2003 وهذا يثبت صحة ما ذكرناه في اعلاه ..
نعود الى زياره المالكي الذي هدد عدة مرات هو ووكيل وزاة الدفاع بانهم سيقتحمون الفلوجه وانهم سوف وسوف وتبين لاحقا انهم غير قادرين على فعل شيء وان تحويل مسار الحرب على الارهاب من الجزيره ووادي حوران الى الانبار والفلوجه تحت ذرائع واهيه والتي كان لها اسبابها وبشكل مختصر هي كسر شوكة اهل السنه ومعقلهم في الانبار لكي يكون المالكي بطلا شيعيا في نظر الشيعه لانه كسر شوكة السنه وهذا المنطق ليس للمالكي بقدر ماهو توجيه ايراني واضح واعادة لسيناريو داعش وسوريا ولكنه فشل ..
اليوم يقرر المالكي بعد ضغط كبير وخلافات شديده في داخل حزب الدعوه وخاصة عندما وصا الامر الى ان يقوم علي الاديب بطرح مقترح في اخر اجتماع للهيئه السياسيه للحزب بضرورة اختيار بديل للمالكي اضافة الى قرار المرجعيه الدينيه على عدم تولي المالكي ولايه ثالثه ,, في خضم كل ذلك قرر المالكي زيارة الانبار ولكن اين هي الانبار فأن الرمادي لاتبعد عن بغداد سوى 100 كم فعلام الذهاب الى البغدادي التي تبعد عن الرمادي اكثر من 100 كم وفي قاعده محصنه ومنع التجول لمدة عشرة ساعات وعشرة الاف شرطي جيء بهم لهذه الغايه وسرب من السمتيات المقاتله واسعاف جوي وانذار (ج) لجميع القطعات ؟؟ هل هي زيارة لبلد اجنبي نحن في حرب معه ؟؟ الم يصرح سعدون جوير ان الانبار تم تطهيرها بالكامل ؟؟ لماذا اذا لم يجري اجتماع المالكي في مجلس المحافظه وبحضور اعضاء المجلس الذين هربوا ؟؟
لقد حضر الاجتماع اكثر من عشرة شخصيات ادعت انها تمثل عشائر الانبار والمعروف ان عشائر الانباركثيره وشيوخها معروفين والحضور ليس فيهم شيخ عشيره واحد وهم من المنتفعين وليس هذا بمهم قدر اهمية ماقاله المالكي وما وعد به ,, فقد اصدر العديد من الوعود منها قبول عشرة الاف متطوع من ابناء الانبار وتعويض المتضررين واعادة اعمار المدن حتى ان اصطر التجاوز على الميزانيه واطلاق سراح العلواني وتعهد باطلاق سراح المعتقلين وغير ذلك ,,
المالكي لايفي بوعوده ,, وهو ثعلب متقلب ومكار ,, ويعمل باسلوب التقيه ,, وموجه من قبل الخارج ,, وغير قادر على تنفيذ وعوده
علام كل ذلك وانت لم تقم بزيارة الانبار ولا اي محافظه من المحافظات المنتفضه خلال اكثر من سنه واليوم تقوم بزيارة الانبار اصعب رقم في المعادله وتحت ظروف القتال ؟؟ لتطلق وعودا كاذبه انت اول من يعلم انها غير قابله للتطبيق .. ومن يصدقك فهو ساذج وغبي ..
هذا يعني بكل بساطه انه فشل في تحقيق نصر في هذا الملف وانه خضع الى نصائح اسياده في قم وطهران وهنا لانريد ان ندرج ارقام الخسائر التي تكبدتها القوات العسكريه لانها من الشعب العراقي وقد زج بها بدون هدف ولا سبب مقنع ..
القات العسكريه اليوم في حاله من تردي المعنويات وحالات هروب كثيره وقيادات فاشله وتجربه صغيره تعطي مثال واضح لما عليه الجيش حدثت يوم امس السبت في ناحية الرياض حيث طارد ابناء العشائر الجنود الى بيت مدير الناحيه لدخلاء وحالة اخرى في جرف الصخر وحالات كثيره في الفلوجه والانبار واماكن اخرى ..اليوم الموضوع ليس داعش وليس الفلوجه والرمادي اليوم هي انتفاضه بل قل كفاح مسلح وثوره تعم اكثر من نصف العراق ولها اهدافها وبرامجها ولن تهدأ حتى تصل اليها .
اعتقد ان رد الثوار يختلف عما يفكر به المالكي وهو انهم لن يقبلوا بأي مبادره خاصة انها جائت متأخره جدا وانهم قرروا على هدفهم الرئيسي وهو تحرير العراق من هذه العصابه ومجموعة اللصوص والعملاء واعادة العراق الى مكانه الطبيعي لتخليص العراق مما هو فيه من قتل وجريان للدم مستمر ونهب منظم للاموال وفساد لم يشهده التاريخ ..
زيارة فاشله ولن يتمكن المالكي من اعادة المياه الى مجاريها مع الانبار وحتى ان عادت فانها سوف تكون غير صالحه للشرب ..
صديق المجله / بغداد
1234 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع