علاء کامل شبيب
ماأعلن عنه عن موافقة وفد النظام الايراني مع الوکالة الدولية للطاقة الذرية على إتخاذ سبع خطوات عملية و اولية بشأن التعاون من أجل إيجاد حل لقضية الملف النووي للنظام، يأتي هو الاخر بإتجاه عدم وجود قدرة و جرأة کافية من جانب النظام للتنصل من مطب إتفاق جنيف الذي علق فيه رغم انفه.
إتفاق جنيف الذي کان بمثابة منعطف هام و حساس في تأريخ النظام، هو في نفس الوقت معمعة جديدة دخلها النظام بإرادته ولکن ليس من السهل عليه أبدا الخروج منه بسلام او على الاقل کما هو حاله عندما دخلها، ومن يراجع تأريخ النظام طوال أکثر من 30 عاما، يجد انه إعتاد دائما على أن يأخذ او يقبض تنازلات او مواقف او مناطق نفوذ من المنطقة و العالم من دون أن يعطي شيئا، ولو نظرنا الى الحروب الثلاثة الاخيرة التي شهدتها المنطقة، و هي حرب أفغانستان و عاصفة الصحراء الصحراء و حرب إحتلال العراق، لوجدنا أن النظام الايراني قد حصل على مکاسب و مناطق نفوذ من دون أن يعطي في المقابل أي شئ من عنده، لکن في إتفاقية جنيف مع مجموعة خمسة زائد واحد، تغيرت هذه المعادلة تماما، وکان على النظام أن يدفع شيئا مميزا من عنده، هذا الشئ الذي يدفعه يتعلق وجود و مصير النظام برمته به.
السياسات الحمقاء و الطائشة للرئيس السابق أحمدي نجاد و الذي کان بالاساس مدعوما من قبل مرشد النظام و التيار المتشدد بصورة خاصة، أوصلت الاوضاع في إيران الى اسوأ حال و باتت المشاکل و الازمات و المعضلات تعصف بالنظام عصفا إذ أن نجاد الذي کان يستهزأ بالعقوبات و يسخر منها في خطبه الغريبة، وجد النظام نفسه فجأة و قد إلتف حبل العقوبات التي طالت مختلف المجالات و وصلت الى مجال النفط و البنوك و تم سحب بساط السيولة النقدية من تحت أقدام النظام و صار وجها لوجه أمام أوضاع وخيمة تتعقد يوما بعد آخر، حتى لم يعد هناك من مجال للمناورة و اللف و الدوران إذ لم يبقى أمام النظام سوى طريقين او خيارين لاثالث لهما وهما:
اولا: مقاومة العقوبات و الصمود أمامها و تحمل جميع التبعات بمافيها المواجهة العسکرية.
ثانيا: الاستسلام و الرضوخ للإرادة الدولية و القبول بشروطها لحسم و تفکيك البرنامج النووي.
في الحالة الاولى، لم يکن بمقدور النظام تحمل الضغط الداخلي الذي کان قريبا من الانفجار و کان يودي به، مثلما انه لم يکن بمقدوره أيضا مقاومة الهجوم العسکري الغربي، ولذلك لجأوا الى الخيار الثاني وهو يعني الرضوخ للإرادة الدولية التي لافكاك منها إلا بتلبية الشروط المطلوبة و على رأسها تفکيك البرنامج النووي الذي هو روح و اساس النظام، وهذا يعني بالضرورة جعل النظام مکشوفا و من دون الظهير الذي کان يحاول الاستقواء و التمختر به، وان المعني بهذا الامر هو شخص الولي الفقيه الذي يقف خلف المشروع النووي کي يمنح اسباب القوة و المناعة لإستمرار إستبداده، وفي نفس الوقت لدعم و تحصين مناطق نفوذهم الاخرى في المنطقة، لکن إنتهاء المشروع النووي يعني أن اللعبة ستصل الى المفترق الحاسم و ستتغير طبقا لذلك قواعدها و التي لن تکون أبدا في مصلحة النظام، لکن من الواضح أن وفد النظام يحاول بطريقة و اخرى إطالة أمد اللعبة و البعض من الاخذ و العطاء و اللف و الدوران قبل أن يصلوا الى المحطة التي لن يعود منها مرشد النظام أبدا!
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
1404 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع