سؤال طالما طرحه ابني الصغير علي بعد ان تعرضت للغيبوبة وكان على وشك ان يفقدني للابد!
امي الم يخطر في بالك يوما ماذا سيحدث لي اذا متٍ وفقدتكٍ يوما ما ؟هل ساقضي بقية حياتي بدون ام؟
لماذا سنموت وماذا افعل اذا فقدتك وفقدت اخي الكبيروصديقنا اولاف؟
امي الا توجد حبة سحرية تجعلنا نحيا الى الابد؟
حبيبي ,اذا كنا جميعا نحيا للابد ولااحد منا يموت فلن تكفي ثروات الارض للجميع ,ولن تكفي مساحة الارض للبشر جميعا فلاالماء يكفينا ولا الحيوانات ولاالسمك وكيف سنعيش ؟ فكما ترى اننا برغم الحروب والكوارث الطبيعية التي تحدث في عالمنا فانك تجد الملايين من الجياع والمشردين والفقراء والملايين من المرضى والمعاقيين في كل بقاع الارض.
من يدري عن المستقبل فهناك تنافس بين امريكا وروسيا منذ القدم بغزو الفضاء فامريكا تحاول ان تجد امل في الحياة على الكواكب الاخرى قبل ان يكتشفها غيرها ويستعمر الكواكب الاخرى.
المهم فان سؤال ابني اخذني الى سؤال اخرطرحته انا على نفسي: هل اصلا نحن احياء فعلا ام اموات ونتصور اننا احياء؟
من منا يعيش ومن منا ميت تحت غطاء جسده؟
بحكم عملي ونشاطاتي في الدنمرك اقتربت من حياة الكثيرين من اخوتي العراقيين والعرب المقيمين في الدنمرك وتعرفت على حقيقة حياتهم وهذا يجعلني اتسائل اذا كانوا بالفعل احياء ام اموات ؟
تذكرت احدهم كان بروفيسور في الرياضيات جامعة بغداد وعندما وصل للدنمارك واجه الكثير من العنصرية ولم يحصل على عمل فانتهى في شقة عبارة عن غرفة صغيرة في احدى الضواحي الفقيرة في الدنمارك وفقد عقله وعندما نراه في الشارع نجده يتكلم مع نفسه ويتصور ان هناك من يلاحقه ليقتله ويتصور ان الحكومة تتابع خطواته كي تضعه في السجن بعد ان فر من سجن صدام حسين.
وماذا عن الفتاة الجميلة التي في كل مرة يحاول رجل ما الاقتراب منها وملامسة يدها تغضب منه وتدفعه بعيدا فهي قررت بان لاتتزوج باي رجل لان ابوها كان يغتصبها فالاب كان السجان في سجن الامن العامة في بغداد وكان يغتصب بناته الواحدة تلو الاخرى وامام امهم هكذا كانت تتحدث الفتاة للطبيب النفسي والدموع تنهمر على خديها
اني اقرف الرجال انهم مجرمون ,لن اتزوج برجل يوما من الايام! هكذا قالت الفتاة للطبيب النفسي.
وذلك الشاب العراقي الذي لايعرف سوى كاس البيرة والنبيذ فهم الاهل والاصدقاء الذين فقدهم في العراق ولم يجدهم في الدنمارك فالوحدة والغربة قد حطمت كل الذكريات الجميلة هل سيذكر شاي امه ام خبز امه ام طعام امه وزوجته التي تركته بعد ان اخذت منه الاولاد فلايستطيع ان يراهم بعد الان فلم يبقى له سوى الكاس لينسى كل شئ وينسى نفسه لكني لااظن انه نسي شيئا بل على العكس تراه يبكي كلما يسكر فيتذكر زوجته واولاده وامه والعراق كل شئ ضاع منه ماذا نقول لرجل كهذا لقد سالني مرة نفس سؤالك, لماذا اعيش مادمت ساموت اليس من الافضل ان اموت الان بعد ان خسرت كل شئ!
ام تلك المصابة بالبوليميا انه الجحيم نفسه تذهب للسوق لشراء اكبر كمية من الاكلات والحلويات وتاتي مسرعة للبيت تغلق بابها وتذهب الى غرفتها لتاكل كل مااشترته من طعام حتى تشعر بان عليها بالاستفراغ فتذهب الى الحمام وتضع اصبعها في فمها وتبدا بالاستفراغ كانت هي طريقتها الوحيدة كي لايزداد وزنها وتبدو مشوهة وخاصة جميع النساء صديقاتها استعن بعمليات الشفط وربط المعدة ليبدوا نحيلات.
وهل زنى المراة مع حبيبها اكبر عند الخالق من استفراغ الطعام الذي لايجده الفقير في العراق اوفي افريقيا او الصومال ؟ اين الخلل وماهي الجريمة الكبرى الزنى ام استفراغ طعام لايحصل عليه طفل جائع في مكان ما وربما يموت من جوعه!
ولماذا خلق الله الامراض لماذا جعلنا ضعفاء امام شهواتنا؟ لماذا لم يجعلنا اقوياء الارادة امام رغبتنا في السيجارة او كأس البيرة او قطعة الشوكولا او الرغبة الجنسية؟
نعم الرغبة الجنسية ان مدمن المخدرات او الكحول او السيجارة او مدمن الاكل لايختلف عن مدمن الجنس!
نعم عندما استمتعت لقصة الفتاة المدمنة على الجنس والتي تذهب الى سفينج كلوب او نادي الممارسة الجماعية لانها لاتكتفي بحبيبها الوحيد وهو يعلم بذلك لانها ليست طبيعية بكل الاحوال لماذا خلقها الله بهذا الخلل حتى ان حركة بسيطة تثيررغبتها الجنسية !
لااعلم صغيري الحبيب من فينا حي يعيش؟ ومن فينا ميت ؟
ووثم عدت الى سؤال ابني الصغير نظرت اليه وسالته اخبرني انت الان كما ترى انا اخذ الدواء في اوقاته المحددة لماذا اخذ دوائي اذا كنت ساموت فلماذا اخذ الدواء واسمع نصيحة الطبيب بالمشي يوميا وممارسة الرياضة ماذا افعل ؟هل اترك الدواء ام اتناوله
امي ..انت تاخذين الدواء باوقاته لكي تعيشي لاخر لحظاتك المحددة لك ,ولكن ستموتين في النهاية وانالااريدك ان تموتي , فلماذا لم يكتشف احد العلماء الحبة السحرية لكي يمنحنا الحياة للابد
اسمع حبيبي ربما هي فرصتك لاكتشاف تلك الحبة السحرية لكي لانموت.
مكارم ابراهيم
837 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع