حلم في بغداد ...

د.مشرق محمود

حلم في بغداد

حلِمتُ بانك كنتَ في أيلولَ
عند أهلِك,
بوجودك أشرق بيت الأهلِ بالعودِ الحميدِ
حلمت بأنك كنت في بغداد
تبحث في شوارعها عن الوطن الطريد,
ساعةً, في شارع السعدونِ تمشي
و ترتاحِ ساعةً عند الرشيدِ.
تنظر في سويعاتِ الذكرياتِ
في المقاهي , في الشوارعِ و المكتباتِ
في الماضي المجيدِ
تسير بين أنقاض ِ و أنفاض و دخانٍ من هنا
 و هناكَ أكوامَ أحجارٍ و أسلاكٍ و آهات
لفّت عباءَة الحزنِ أرض السواد
و الماض السعيدِ...
بغداد  مرّ بكِ الخراب مزمجرا, عاتيا كالقسوة الحمراء كالغضب الحديدي
أبكيك بغداد يا ابنة المجد التليدِ...
حلمت بأنك كنت متذمرا من هذا
و حائرا في ذاك مهموم العيون
عيونك الحيْرى بالسؤال تبحث عن ما يسرُّ و يُطمئنُ,
تبحث عن ذكرى غرامٍ
كان يحبو فرحا من كليةِ الآداب برفقة الأصحاب
و يمر ببابِ المعظم ثم يعبر شارع النهرِ السعيدِ
الى الرشيدِ
فأين أنت أ يا غرام أين أنت أ يا غرام؟؟؟!!


أيُّ غرام أي غرام
في وطن ينام صامتا تجتاحه ألآلام
الناس فيه يُحذفون من سطور ذكرياته
الناس فيه يُقبرون في جراحهِ
الناس لا يروْن من ظلام غير حفرةِ العدم
عدم عدم عدم و دم...

كنتُ أراك يا حبيبي في شوارعِ المدينةِ
تجوب تأريخها المحشوِّ بالأحزانِ والأوهامِ
تبحث في الأزقة الفقيرةِ
تتأمل الجدران
جدرانها بطاقات سوادٍ و هُموم
هل انتهى النهارُ  من  سمائها و اخضوضر الدُّخان
بعودة الغربان؟
هل هاجم التتار ساحاتها و حماتها؟
بغداد يا بغداد!!
أسئلة ليس لها جواب,
أجوبة من العدم , دم و دم...
عُدتُ اليكِ يا بغدادُ بعد الموتِ
لأشهد كيفَ كانَ موتك الموعودُ في عتمةِ الظُلَمِ
عدتُ اليكِ حالماً كحلم
فيا مُزحةَ الأقدارِ في الوهم
ليكن كل ما أراه حلم
و لتكن كلّ أحلامي وهم
لتكن كل أحلامي عدم

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1402 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع