بعد أن أتيت على بعض ما سمعته من النكات والقفشات عن الحاخامين في العراق والشرق، أنتقل لما يرويه الغربيون عن حاخاماتهم، وأبدأ بهذه النكتة الكلاسيكية:
اجتمع قس كاثوليكي وقس بروتستانتي وحاخام يهودي، وتساءلوا فيما بينهم عن تقسيم الفلوس التي يتصدق بها المتعبدون ويضعونها في صندوق التبرعات. قال القس الكاثوليكي: أنا أرسم دائرة على الأرض ثم ألقي بالنقود إلى السماء. ما يسقط في الدائرة لله وما يسقط خارجها لي. قال البروتستانتي: عجيب! أنا أفعل نفس الشيء، ولكنني أعتبر ما يقع في الدائرة لي وما يقع خارجها فلله.. أسلمه للكنيسة. جاء دور الحاخام فقال: أنا لا أرسم أي دائرة. فالرسم حرام علينا، ولكنني أرمي بالنقود إلى السماء. ما يأخذه الرب منها فهو حصته وما يسقط على الأرض أعتبره حصتي!
والنكتة تتضمن إشارة إلى الروح العملية عند اليهود في لوذعيتهم لكسب المال، وهو ما عبر عنه صبي يهودي مبكرا في صباه. قال المعلم سأعطي دولارا لمن يعطيني الجواب الصحيح.. من أعظم رجل ظهر في التاريخ؟ أجابه صبي فرنسي: إنه نابليون. كلا هذا خطأ. أجابه صبي ألماني فقال إنه لوثر. كلا. هذا خطأ. ثم جاء دور الصبي اليهودي فقال إنه المسيح. قال المعلم صح. وأعطاه الدولار ثم سأله كيف قلت ذلك وأنت يهودي؟ قال: «أنا أعرف أن أعظم رجل في التاريخ كان موسى وليس عيسى. ولكن البزنس بزنس!».
وتجسمت روح البزنس في قفشة أخرى عن الوصايا العشر وكيف نزلت مكتوبة في لوحين اثنين بدلا من لوح واحد. راح الحاخام يشرح لتابعيه في الكنيس فقال: إن الوصايا العشر عرضت أولا على الألمان فقرأوها ثم هزوا رؤوسهم بالنفي. قالوا لا نريدها فهي تحرم القتل، ثم عرضت على الفرنسيين فهزوا رؤوسهم بالنفي فهي تمنعهم من الزنى، وعرضت على أهل بابل فرفضوها لأنها تحرم عليهم السرقة، ثم عرضت على الفرس فرفضوها لأنها تحرم عليهم الكذب، وهكذا جاء دور اليهود فقبلوها. ومن ثم - قال الحاخام - جعلهم الرب شعبه المختار. سألوا فقيل لهم إنها مكتوبة على لوح من المرمر، فقالوا أفلا يمكن أن نحصل على لوحي مرمر، رجاء؟
ودخل أحد الحاخامين على جمهوره في كنيس في روسيا، فوقفوا احتراما، قال: ما هذا؟ أنا لم آمركم بالوقوف. فأجابه الشماس لقد تلا المرتل اسم الرب فوقفوا احتراما. فصرخ فيه الحاخام: «لا تقل ذلك! من يصدر الأوامر هنا أنا أم الرب؟».
وكما قلت سابقا، اعتاد اليهود طرح أي مشكلة على الحاخام. جرى نقاش بصدد المهن الحرة وأيها أقدم تاريخيا من الأخرى: الطبيب أم المحامي؟ احتكموا للحاخام فقال دون شك الطبيب هو الأقدم، فقد لزمت الحاجة له عندما خرجت حواء من ضلع آدم، أما المحامي فلم تظهر له أي حاجة حتى قام قابيل بقتل هابيل!
علما بأن ما رويته من فكاهات الحاخامين هو جزء من فكاهات رجال الدين في سائر الطوائف، مما يحدوني للقيام برحلة أشارك قرائي فيها.
856 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع