كاظم فنجان الحمامي
شاهدوا هذا الفيلم الوثائق المرعب حتى لو لم تتحمل أعصابكم, لتكونوا شهداء عند الله على جرائم المنظمات الظلامية الحاقدة على الجنس البشري, ثم ارفعوا أكفكم إلى الواحد الأحد الفرد الصمد لإنقاذ هذه الأمة من شرور هذه المجاميع الغارقة في الإجرام.
ستشاهدون هنا مجموعة من المجرمين الذين شنوا هجومهم المسلح على الأطباء والممرضين وعلى الراقدين في مستشفى (العُرضي) باليمن, صباح يوم الخميس الماضي الموافق الخامس من ديسمبر (كانون الأول) من عام 2013.
http://www.youtube.com/watch?v=2FLwj6InNtM&feature=youtube_gdata
في ذلك اليوم المشئوم كانت الحياة تدب في أركان المشفى بين طبيب يفحص, وآخر يجري عملية إنقاذ لأم, وثالثة تخفف من وجع مريضها. هنا اشترك أطباء من اليمن مع أطباء من جنسيات أخرى في عملية واحدة, إنسانية الهدف والغاية, لم يكن الجميع يتخيل أن مسوخاً بشرية تتربص المكان, وتستعد لإنهاء الحياة التي تحيط به, وعلى حين غفلة, وكما هي عادة الإجرام أن يتحرك غدراً ويوجع غيلة, تحركت سيارة الموت على متنها نفرٌ خلعوا إنسانيتهم وآدميتهم خلفهم, وبدأ الموت ينهال رصاصاً على المكلفين بحماية المشفى عند الحاجز, لكن العدو جبان, اقتحمت السيارة الحاجز, وعبرت إلى حيث كان المرضى يئنون ألما ووجعا, والأطباء يحيطون بهم رعاية ورحمة, ولم تلبث غير قليل ثم انفجرت مصطدمة بعمود بمادة شديدة الانفجار, سائقها الهالك باع نفسه سلفا فكيف بغيره.
انفجارٌ دوى صوته عاليا, وتعالت أدخنته ونيرانه السوداء ملبدة سماء المنطقة, ومعلنة وحشية القاتلين, وبدأ القتل المجاني عبر ما يشبه الإنسان في هيئته, وما يختلف عنه في هويته. تسلل لصوص الأرواح إلى المشفى, وبدأت معركتهم الخاسرة.
قتلٌ لكل شيء, وتصفيةٌ لكل متحرك, رصاصٌ منهمر على عُزَّل من السلاح. جاء القتلى بالزي العسكري, لأن الناس يشعرون بالأمان مع الزي العسكري. لبسوا ملابس غيرهم ليستروا سوءة أفعالهم, وكان لهم السبق في الغدر وهم أهله. انتشر القتلة, وبدأت المعركة غير المتكافئة وغير الشجاعة, بدئوا يجهضون حياة المرضى الذين لم يسلمهم المرض إلا إلى يد أولئك الذين لا يرحمون.
تشاهدون هنا طبيبة, من هول الفاجعة, حاولت الهروب بحثا عن مخبأ من لصوص الأرواح, لكن لا مناص من القتل, ولا أخلاق لمن يحملون الرصاص. لم يفرق القاتل بين رجل أو امرأة, فأجهض حياتها برصاصة في الرأس, وألحق زميلتها بها بنفس الوحشية. لم يدرك القاتل انه يفقد قيمه كلها عندما يوجه سلاحه نحو امرأة لا تملك إلا حلما بالنجاة بددته رصاصاته الخائنة.
وتتكرر الفواجع, فتشاهدون في الفيلم نفسه مجموعة من المرضى يستغيثون برجل ببزته العسكرية, فإذا به يتجه إليهم بوحشية قاتل متستر بثياب لا يساوي قيمتها, ويجيب استغاثتهم بقنبلة يدوية تودي بحياتهم, فالموت هو كل بضاعة هؤلاء, وهم يمنحوه لمن يقابلهم رجلاً أو امرأة أعزلا أو مسلحا كبيرا أو صغيرا.
نحن اليوم أمام أزمة حقيقية تهدد مستقبلنا, خصوصا بعدما تمادى تجار الموت في إصدار فتاواهم المضللة, بنصوص محرضة على القتل وهدر دماء الأبرياء, حتى تكاثرت الجماعات التي تروج للجهاد القائم على قتل المدنيين شيوخاً وأطفالاً ونساءً عن طريق تكفيرهم وإزهاق أرواحهم.
ربنا مسنا الضر وأنت أرحم الراحمين
1469 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع