سيف الدين الألوسي
اليوم أتصل بي أحد الأصدقاء المقربين وسألني سؤالا ؟ ماذا تريد وما هي النتيجة من بعض كتاباتك ؟ وخصوصا مقالك الاخير قائمة متهجولون !!!
بقيت مثل (الأطرش بالزفة ) لا أعرف بماذا أجيبه!هل هو أو أنا على حق؟تكلم معي قائلا .. ابقى على تدوين البغداديات ولا تدخل نفسك بالسياسة وكما كنت طيلة عمرك ! فمقالاتك عن المنصور وبغداد هي الاكثر اهتماما من مقالاتك الاخرى !!
سؤال حقيقي من صديق وأخ وقريب عزيزعلي جدا , معظماوي بغدادي عراقي أصلي , خدم بلده بكل أخلاص , طبيب أخصائي وناجح , أسر مرة لمدة يومين في ل م 422 عندما كان آمره المرحوم يالجين عمر في الشيب وتم تخليصهم من الاسر بقدرة قادر ! كان ملازم طبيب مجند ويعمل كضابط اداري أيضا ! لم ينتمي الى أي حزب وتم منحه رتبة ضابط مجند كونه طبيب دورة 32 ضباط أحتياط حاله حال كل المهن الطبية !
لفارق سنوات التخرج ولكونه من نفس صفي منذ الابتدائية ولكون فرق سنوات الدراسة فقد كان زملائي من خريجي دورة 29 ض أ , وقد كنا جميعا وحتى الحزبيين نحاول التملص من الدخول كضباط ومحاولة الواسطة للخدمة كجنود أو ضباط صف وحسب الصنف في تلك الفترة ورغم راتب ج م خ ,ون ع خ صنف كان لا يتجاوز العشرين دينارا في تلك الفترة وبعد أن كان أربعة دنانير ونصف ومن ثم أصبح عشرة ونصف بمكرمة !!
رجعت بي الذاكرة الى ما سمعته من والدي الطبيب ( الرئيس طبيب أحتياط أو النقيب ما بعد ذلك ) وغيرهم من خريجي الكليات , حيث كانوا يعاملون بكل أحترام وتقدير طيلة خدمتهم في زمن العهد الملكي الزاهر وكانت رواتبهم وتقديرهم هي موضع أعتزاز كل ضباط الجيش وامريه وقادته !, وحتى كانوا يمنحون أجازة أعتيادية خارج القطر لمدة شهر وخدمتهم لا تتجاوز السنة !و في زمن تكالب عليه طلاب الجاه والتامر باسم الحرية والاستقلال والوطنية !!!
رجعت بي كل تلك الذكريات وأنا أرى الباناروما العراقية تمر بجيلنا الذي ضحى بأكثر سنوات عمره و من أجل ان يكون لنا وطن محترم نموذج لكل الاوطان !!!
تكلم معي هذا الاخ الصديق ونحن في المنافي لا نعرف ولا ندري ماذا جرى لنا, مثل أغنية المرحوم خالد الذكر محمد عبد الوهاب !! لست أدري !
هل هذا العراق الذي نعرفه ؟؟ لست أدري ؟؟؟
أنا لا أدري بحياتي السابقة ولا بحياتي الاتية ؟؟؟ وهم فوكاها لست أدري تاليها؟
صار لنا أكثر من ثلاثة عقود ونيف( نيف من عوازة ) ولا ندري ؟ وما هي حياتنا وحياة عوائلنا ؟؟
اليوم رئيس وزراء العراق والقائد العام للقوات المسلحة ( أصبح هذا المنصب منذ عقود لكلمن حارة أيده له ) يخرج دفعة من خريجي كليات الامن الوطني ويحلفهم بالعظيم !! بأن يكونوا مخلصين للوطن وشعبه وأن يرددوا بعده ما تفضل به ( لقد حلف الكثيرون سابقا بالولاء للحكم والبلد والنظام ومن ثم تم التامر عليه بكل الوسائل وقتل الابرياء !!) , الظاهر الرجل لا يستوعب الدروس السابقة ولا التأريخ اما بسبب الجبروت أو الغباء !! ملاحظة .. أرجع الى التأريخ القريب !!
بعد كل هذا , هل تريدني يا أخي وصديقي أن أكف عن كتابة مأساة شعب وأمة , ولم يبقى من العمر الا قليلا .. تحية كبيرة الى كل شهداء العراق وذويهم الذين ضحوا لاسباب لا ناقة لهم فيها ولا جمل , وليأخذ المناصب من كان يجاهر بالقومية والبطولة وتحرير فلسطين والدين والمذاهب تارة وبالاممية تارة أخرى وجامعة لو مومبا ومن كان يدعي الوطنية والديمقراطية والحرية وهو يسكر في نا !!! مع أولياء الامر بالمعروف والنهي عن المنكر!! و كما هي العادة ! ,,,, والنتيجة أصبح العراقيين نموذج لموقع ناشيونال جيوغرافي للطبيعة ! , تراه في الغوغل سيرج وتتألم عليه حيث أصبح مثل غابات قبائل الزولو ومنافسات التوتسي والهوتو ! ......... حيفن عليك يا عراق ..
1522 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع