كلمة حق في حق المهندس محمود ذياب الأحمد

                                           

                            د. أكرم المشهداني

          

     

ليس لأنه من أبناء عمومتي (مشهداني)، ولا لأنه اشتغل وزيرا في جهة عملي (وزير داخلية)، ولكن فقط لله وللتاريخ، فإن هذا الشخص يستحق كل التقدير.

           

محمود ذياب الأحمد، مهندس كفوء متميز في مجال عمله، شجاع إلى أقصى درجات الشجاعة النادرة، حريص على المال العام ويقدس المال العام وتثور ثائرته حين يسمع ان هناك هدراً أو تجاوزاً، إنسانيا عطوفا لا يقبل بالظلم، ولا يخشى في الله لومة لائم، حريص على تمشية أمور الوزارة دون تأخير فكان يداوم يوميا بعد صلاة الفجر وينشغل بإنجاز البريد الرسمي، قبل بدء الدوام الرسمي في الثامنة صباحاً، حيث يبدأ منهاج مقابلاته وزياراته التفقدية والميدانية، يقابل الناس ويستمع لشكاواهم ولكنه كان يرفض بشدة استقبال قريب او صديق لأن الدوام للعمل وللخدمة العامة، وليس للمقابلات الشخصية، وطالما اشتكى منه اقاربه واصدقاؤه من رفضه مقابلة اي منهم مقابلة شخصية في مكتبه، ومن عملوا معه عن كثب يعرفون تفصيلات اكثر عن نزاهته وعفته ورفضه هدر الوقت والمال بغير خدمة الصالح العام.

كما أنه اهتم بتطوير مكاتب شكاوى المواطنين لتسهيل وصول المواطنين والأستماع لشكاواهم وانصافهم، وكان يقرأ تقارير الحوادث اليومية من جميع انحاء العراق بتمعن ويتابع القضايا دون تدخل ولا تأثير إلا للحق.
 كان يحترم القضاء ويطلب التعاون مع القضاء، كان حريصا جدا على التحديث والتطوير، رغم انه استلم وزارة الداخلية في أقسى سنوات الحصار، لكنه بعلاقاته المتميزة حقق مكاسب للوزارة يذكرها العاملون بالوزارة.

  

حقق لكلية الشرطة انجازات هو صاحب الفضل فيها وبخاصة اعادة طلاب الشرطة الى كليتهم الأم بعد أن كانوا يمضون سنتين في الكلية العسكرية ويمضون السنة الاخيرة فقط في كلية الشرطة، واستطاع ان يقنع القيادة بذلك ويصدر الامر باعادة طلاب كلية الشرطة الى كليتهم لجميع مراحل الدراسة. كما كان له الفضل في اصدار قانون كلية الشرطة الجديد الذي شمل اساتذة كلية الشرطة بقانون الخدمة الجامعية.

كانت لديه افكار تطويرية عديدة لكن حصول العدوان الغادر والغزو الأمريكي الاجرامي الذي أوقف عجلة التنمية والتطوير في العراق وأعاد العراق قروناً إلى الوراء...

            

لا ينسى العراقيون وقفة الاستاذ أبو دريد في المحكمة بكل شجاعة وإباء، كما لا ينسون ظهوره في التلفزيون خلال ايام الحرب مع وزير الاعلام، لتقوية عزائم المقاتلين دفاعا عن العراق.

                                           


ادخله الغزاة الامريكان في قائمة المطلوبين الـ 55، رغم انه وزير مهني..
وحكم عليه ظلما وبقي في السجن من 2003 حتى تموز 2012 حيث اطلق سراحه لعدم مطلوبيته باي قضية...
شجاع لا يهاب الموت، حين اعتقله الامريكان في تموز 2003 رفض ان يلبسوه الكيس الاسود في راسه بكل شجاعة، وامضى في الاسر عشر سنوات تضاف لرصيده النضالي والجهادي..

                   

أتحدى من يثبت أن محمود ذياب الأحمد قد ظلم شخصاً يوماً ما، أو تصرف تصرفاً غير قانوني، أو خارت معنوياته في الاسر او في المحاكمة..
تحية للأخ العزيز أبو دريد أينما حلّ وأينما أقام ويكفيه فخراً سجله الحافل بالإنجازات والمواقف الوطنية الطيبة..

                  

وأتقدم بالشكر الجزيل للأخ كاك مسعود البارزاني رئيس الاقليم لتوفيره الاقامة والأمان للاخ المهندس أبي دريد في ربوع كردستان الخير والامان، وهو موقف عراقي اسلامي كريم اصيل من الأخ مسعود وفقه الله..

        

      أخر صورة للسيد/ محمود ذياب الأحمد بعد اطلاق سراحه..

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

978 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع