إنتصار الملالي أم إستسلامهم و خنوعهم

                                            

                              علاء کامل شبيب

الجدل على أشده بصدد ماإذا کان الاتفاق الاخير الذي تم التوصل إليه بين مجموعة 5+1 و بين النظام الايراني في جنيف فيما إذا کان الاتفاق لصالح أي من الطرفين، وان رؤى و وجهات نظر مختلفة تطرح بهذا الخصوص على الرغم من أن هناك ثمة طابع تشاؤمي يغلب عليها خصوصا من جانب دول المنطقة، والسؤال هو:

هل تمکن النظام الايراني النيل من الغرب و جعلهم يبدون أغبياء و سذج من خلال مايقال عن إنتصار سياسي له في هذا الاتفاق؟

بداية لابد من الاقرار والاعتراف بأن قضية الملف النووي و معظم القضايا و المسائل الحساسة الاخرى، انما هي تجسيد للصراع من أجل المصالح، وان کل طرف يحاول جهد إمکانه الدفاع عن مصالحه و عدم التفريط بها في أي حال من الاحوال، وعندما نتمعن في طرفي المعادلة نجد طرفا يمثل خلاصة و عصارة التقدم و الحضارة الانسانية، أما الطرف الاخر فهو يمثل النظام الايراني الذي يحاول في عصر الثورة المعلوماتية أن يؤسس إمبراطورية تقوم على أساس نظرية دينية شاذة و غريبة و طارئة على الدين الاسلامي ويميل معظم العلماء و المفکرين المسلمين الى عدم القبول و الاخذ بها، وفي الوقت الذي نجد الطرف الاول مشغولا و منهمکا بإختراع و إبتکار کل ماهو متطور من أجل خدمة الانسانية بشکل عام و خدمة مصالحهم بشکل خاص، فإننا نجد الطرف الثاني"أي النظام الايراني"، منهمك بکيفية إبتکار أنماط و اساليب جديدة لقمع و کبت شعبه و طرق جديدة أخرى لتصدير الارهاب بمختلف أنواعه لدول المنطقة و العالم.

شعوب و دول الطرف الاول تتمتع برخاء و رغد في المعيشة و الحياة في حين أن شعب الطرف الثاني يعاني من ظروف قاسية جدا جعلت أکثر من 80% منه يعيشون تحت خط الفقر و أن تزداد نسبة الادمان على المواد المخدرة بوتائر فظيعة و ان تتفاقم البطالة حتى تتجاوز 35% فيما تنخفض نسبة الزواج و ترتفع مقابلها نسبة الطلاق و الانفکاك الاسري، ونعود لنتسائل هل حقا أن النظام الايراني بأوضاعه الوخيمة هذه قد تمکن من تحقيق إنتصار"مزعوم"على الطرف الثاني؟ هل أن أصحاب المحابس و الخرز و انواع الدجل و الشعوذة قد تمکنوا فعلا من إلحاق الهزيمة بالتکنلوجيا و التقدم العلمي؟ وبکلمة أخرى هل إنتصر التخلف و الظلام على التقدم و الضياء؟

خلال مراجعتي لمجمل المواقف و الطروحات و وجهات النظر التي تصدت لإتفاقية جنيف فقد لفت نظري موقف السيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية التي ومع ترحيبها بتراجع الاستبداد الديني ولو بقدر خطوة عن مشروعه النووي فإنها أکدت بأنه قد جاء نتيجة وطأة العزلة و العقوبات الدولية المفروضة عليه بالاضافة الى السياسات و عمليات الکشف التي قامت

بها المقاومة الايرانية في المجال النووي طيلة العقود الثلاثة الماضية، واننا نرى بأن السيدة رجوي کانت ذات نظرة و رؤية ثاقبة عندما أشارت الى أنه" لو كانت القوى العظمى قد عملت بحزم ووضعت جانبا الاعتبارات الاقتصادية والسياسية لكان بامكانهم تفكيك برنامج النظام لصنع القنبلة النووية بالكامل في المفاوضات الحالية."، ونعود لنتسائل: أي نظام سياسي تکون هکذا سياسية محنکة و حذقة في مواجهتها، ويکون خصومه قادة و زعماء التقدم و التطور العلمي، مالذي بإمکانه أن يفعل غير الاستسلام و الخنوع؟ عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1470 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع