دكتور اكوي (اجوي) قلبي؟؟

                                                 

                             د. رافد علاء الخزاعي

حكى لي صديق جراح قلب نطاسي بارع من مصر الشقيقة في احدى السفرات حكاية غريبة  وهي ان لديه مريض عمره 35 سنة شاب عراقي كان في اتم الصحة والنشاط والحركة الدائبة وخلال ثلاثة اشهر بعد قصة حب عاصفة فاشلة اصيب بذبحة صدرية شديدة كما يصفها صديقي الطبيب المصري وقال عندما استدعي للقاعة التعليمية في المشفى الذي يعمل به وعرض عليه الفحص القسطاري التشخيصي للحالة انه اصيب بالذهول عندما علم ان عمر صاحب الحالة 35 سنة بالتمام والكمال

وان لديه تضيق بالغ الخطورة في الشرايين  التاجية الثلاثة وان العلاج القسطاري التداخلي وزرع الشبكة لاينفع مع هذه الحالة الا عن طريق عملية زرع الاوردة من الساق للشرايين التاجية وتحويل الشريان المجهز للثدي الايمن والايسر لدعم الشرايين التاجية المصابة وعند مراجعة الحالة من اسباب الاختطار كان الذهول اكثر للجراح لان المريض  كان لايوجد تاريخ مرضي للسكر والضغط او التدخين او السمنة او تاريخ عائلي وان نسبة الدهون في الدم جيدة وانه كان رياضييا  وبعد ذلك توجه الطبيب الجراح مع الطبيب المعالج لرؤية المريض في ردهة الانعاش ......
فساله الطبيب الجراح كيف جرت الحالة.....
قال له المريض انه الحب الغادر الذي حرق له قلبه وهكذا كان يعتقد وقال له دكتور هنالك لنا اغنية في العراق تقول....
يا طبيب صواب دلالي كلف, لا تلكمه بحطة السماعة. بعد دقات القلب ما تنعرف ، تنقطع ما بيه ساعة و ساعة ياطبيب بسهم محبوبي انصبت والسهم جتال منه تعذبت
اه والويلاه من عنده صحت جرح كلبي مارهم بصوابه
يا طبيب صواب دلالي كلف
يا طبيب دواي مااظن ينعرف
يا طبيب الجرح لبكلبي بالف
جرح زاد على جروح اوجاعه
يقول الطبيب المصري وقتها عجزت معلوماتي الطبية وانا ارى دموع الشاب تنسال من عينيه بحرقة واقتنعت ان  الحب قتال صاحبه كما تقولون.....
قلت له نعم هذه الاغنية مشهورة عندنا وغناها اكثر من مغني من داحل حسن وحسين نعمة وسعدي البياتي واخير حسام الرسام..
وان الحب جتال صاحبه هنالك قصيدة للشاعر الرائع فالح حسون الدراجي وغناها المبدع سعدون جابر.....
نا بهذا العمر حبيت واشكي لك إجيت أعتب
هوى تالي العمر كتال
واكثر من هوى ايام الصبا يعذب
ما اريدن سفر وي مركب البد ذات
بد الذات لو طال السفر وي صاحبه يخرب
انا بهذا العمر حبيت واشكي لك إجيت اعتب
حبيتك حب لهفه بلهفه حبيتك حب روح بروح
خيرتك وليهوى بكيفه تريد تضل تريد تروح
لاشوكَك ينساه البال ولا حبك غير هالحال
ولا تكَدر تنساك الروح .. تريد تضل تريد تروح
يا مرافكَـ صغري وايامي ومعاشر صحوي واحلامي
شلون الحاجب ينسى العين وشيفاركَـ ولفين اثنين
لو جانو بفد نية وروح .. تريد تضل تريد تروح
إلحبك ولراد اشواكَك يهواك بوصلك وفراكَك
حبيناك شكَد ما نحب وشكَد ما بالعالم حب
يا اسمر يا غالي ومملوح .. تريد تضل تريد تروح.....
وبعد ان صفق الطبيب المصري لهذه الكلمات قال لي  ان المريض قبل ان يدخل صالة العمليات قال لي يادكتور اكوي (جوي )قلبي ترى اذا ماتجويه بعد سنة وارجعلك وقلبي مصاب بذبحة اخرى....
وساعود اغني مثل عبد الجبار الدراجي لك.......
كتور جَرْحي الأوَّلي عوفَه
جَرْحي الجِديد اعْيونَكْ اتْشوفَه
أكْبَرْ امْنِ الأوَّلْ
وِبْمُدِّتَه طَوَّلْ
جَرْحَينْ صارَنْ بِالُگَلُبْ
وِالرّوحْ مَلْهوفَه
جَرْحي الأوَّلي بالُگَلُبْ مِنْ يُومْ عِشْرَتْنَه
والثّاني آخ اشْگَدْ صَعُبْ وَسْبابَه فَرْكَتْنَه
دِكْتُورْ هَالأسْبابْ
مِنْهَه الْجَرِحْ ما طابْ
هذي طَبيبي حالِتي امْبَيِّنَه اوْمَعْرُوفَه
دِكْتُورْ وِصْفُولي الصَّبُرْ وِالصَّبُرْ مَلَّيتَه
اوْ لَمَّنْ صُبَحْ حالي خَطِرْ شَخْصَكْ اتْعَنَّيتَه
وَشْكِيلَكْ الْحالَه
مِنْ وِلْفِي وَعْمالَه
هذي طَبيبي قِصِّتي امْبَيِّنَه اوْمَكْشُوفَه
عَجَّزِتْ حَتّى الصَّيْدَلي مِنْ كُثُرْ ما دَوَّرْ
كِلْ دُوَه ما عِنْدَه إلِي وِبْوَصْفِتي اتْحَيَّرْ
رَدْ وصْفِتي لِيَّه
اوْ زادِ الأْلَمْ بِيَّه
خَلِّي العاذِلْ يِشْتِفي وِيْحَنّي اچْفُوفَه
وانا اقول له سوف ازرع لك شرايين للقلب لوى كل اكتؤاءت الحب لاتصيبه بمقتل.....
يقول ضحك المريض وهو يقول دكتور ساغني.....
شَدْعيلَكْ يَللّي احْرَگِتْ كَلْبي
كونْ ابَّلْوِتي يِبْلاكْ رَبّي
سَهْرانْ ليلَكْ
مَهْدومْ حيلَكْ
تِتْحَسَّرْ وِلْفَكْ ما يِجيلَكْ
گَلْبَكْ يِنچِوي مِنْ دَمْعِ لِعْيونْ وِتْشوفْ الأذِيَّه
حَتَّه تِعْرُفْ طَعْم الْجِفَه اشْلونْ يَللّي خِنِتْ بِيَّه
تِتْوَسّلْ وِلْفَكْ ما يِجيلَكْ
ضحكت وقلت له دكتور هاي مطلعت صالة عمليات هاي استوديوا عرب ايدل.......
ضحك صديقي المصري قال انتم العراقيين اهل ليلى والعشق....انتم انكيدوا واهاته.......انتم بلقيس التي جعلت من نزار شاعر العرب العاشق بلا منازع .....انتم موطن عشتار ...وانتم قلوب نابضة بالحب..........
ولكن ياصديقي الان القلب العراقي محمل بالاسى والحزن والاهاءات وهو يغني ......................
هاذ َ حَدْنَه اوْياكُمْ
يَلْ نِسيتو احبابْكُمْ
خاينينْ الْوَعَدْ
لا تِجونّه بَعَدْ
اوْ لا نِجي يَمْ بابكُمْ
هاذَ حَدْنَه اوْياكُمْ
انْتِهينَه امْنِ لْعِشِگْ
هاذ َ حَدْنَه اوْ نِفتِرِگْ
خافْ تالي نِحْتِرِگْ
لو وُصَلْنا الْبابكُمْ
هاذ َ حَدْنَه اوْياكُمْ
چَمْ گَلُبْ حُبْكُمْ چُوَه
ما يِفيدّه كِلْ دُوَه
بَعَدْ ما نِمْشي سِوَه
اوْ لا نِشوفْ ادْياركُمْ
هاذ َ حَدْنَه اوْياكُمْ
اِ گْطَعو كِلِّ الْأمَلْ
نِصْطِفي عُگبِ الْزَعَلْ
بينَه خَلّيتو عِلَلْ
گولو بَلَّه اشْصابْكُمْ
هاذ َ حَدْنَه اوْياكُمْ
ضحك صديقي وقال لامستحيل يادكتور من عجائب الدنيا الثامنة ان يعيش عراقي بلا حب بلاعشق...........

الدكتور رافد علاء الخزاعي

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1579 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع