موفق الخطاب
تحت المجهر -(( اعوذ بالله من الشيطان الرجيم))
قد يستغرب القارئ الكريم من هذا العنوان .. لكن دعونا نختصر لكم الواقعة ونخرجكم من استغرابكم..
للاسف الشديد ان يصل الحال ببعض سياسيي العراق انهم يتحرجون من ثوابت دينهم، ولو كان من باب التقية والخشية من الانتقام لربما اوجدنا لهم العذر لكن ان يقع ذلك منهم من باب التزلف والتملق لديانة اخرى او لأقلية او لشخصيات معينة ليظهر نفسه امامهم انه يعظم التعايش حتى ولو على حساب الدين الرسمي للدولة فهنا يجب التوقف عندها والاستنكار لهذا التصرف الذي استنكره العراقيين بكل اطيافهم ..
لقد تابعنا بأسف شديد ما صدر عن محافظ نينوى السيد عبد القادر الدخيل بالأمس من اعتذارٍ غير مبرّر خلال حفل افتتاح جامع النوري الكبير ومنارة الحدباء التاريخية الذي تم انجازه على نفقة دولة الإمارات الشقيقة وباشراف منظمة اليونسكو ، إذ ابتدأ المحافظ بتقديم اعتذاره للحضور ويبدوا ان من بينهم بعض من ممثلي الاقلية اليزيدية الذين يقدسون ابليس او ما يطلقون عليه طاؤوس ملك وكذلك ممثلين عن الاخوة المسيحيين بسبب بدء تلاوة القرآن الكريم بالاستعاذة: «أعوذ بالله من الشيطان الرجيم»، وهذا امر منصوص عليه في محكم التنزيل
زاعمًا أنّ ذلك قد يجرح مشاعر الآخرين!!!
إننا اذ نؤكد أن ما قام به السيد المحافظ يمثل خطأً فادحًا وإساءة صريحة إلى قدسية القرآن الكريم وثوابت الدين الإسلامي، فالاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم ليست عبارة عابرة، بل هي أمر ربّاني منصوص عليه في كتاب الله العزيز:
﴿فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ﴾ [النحل: 98].
إن الاعتذار عن فريضة دينية واجبة، وفي محراب أحد أعظم المساجد التاريخية في العراق والعالم الاسلامي، يعد استخفافًا بهوية الأمة الإسلامية، وإشارة خاطئة توحي بأن القرآن الكريم قد يكون موضع حرج أو استحياء، وهذا ما لا يقبله عقل سليم ولا دين قويم.
إنّ احترام التعددية الدينية لا يعني مطلقًا التنازل عن شعائر الإسلام وثوابته أو تحاشي تلاوة بعض من آيات القرآن الكريم مداراة لمشاعر اتباع الاديان الاخرى . بل على العكس، فإن أي حوار أو تعايش لا يقوم إلا على أساس الاعتراف بالآخر كما هو وحرية التعبد دون التضييق عليه لكن دون الالتفاف على النصوص والمدارة والتحرج منها و من الثوابت والمقدسات.
فهل نلغي النصوص القرآنية مراعاة لمشاعر اليهود والنصارى والايزيدية والمجوس واللذين اشركوا ان حضر احدهم اي مناسبة دينية خاصة بالدين الاسلامي بحجة التعايش؟؟ وما علاقة ذلك بالتعايش المدني ؟؟
الم يقرأ سيادته هذه الايات بحق بني اسرائيل والاخرى بحق النصارى و التي هي اعنف من التعوذ من الشيطان الرجيم ؟؟
﴿لُعِنَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوا۟ مِنۢ بَنِىٓ إِسْرَٰٓءِيلَ عَلَىٰ لِسَانِ دَاوُۥدَ وَعِيسَى ٱبْنِ مَرْيَمَ ۚ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوا۟ وَّكَانُوا۟ يَعْتَدُونَ)
والآية (( ﴿لَّقَدْ كَفَرَ ٱلَّذِينَ قَالُوٓا۟ إِنَّ ٱللَّهَ ثَالِثُ ثَلَـٰثَةٍۢ ۘ وَمَا مِنْ إِلَـٰهٍ إِلَّآ إِلَـٰهٌۭ وَٰحِدٌۭ ۚ وَإِن لَّمْ يَنتَهُوا۟ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُوا۟ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌۭ﴾ [المائدة: 73].
وعليه، فإننا ندين ونستنكر هذا التصرف، ونطالب السيد المحافظ بتصحيح موقفه والرجوع الى جادة الصواب والاستغار من ذنبه والاعتذار علنًا للمسلمين، تأكيدًا على التزامه باحترام عقيدتهم ومقدساتهم فالمحافظ حر فيما يعتقد لكنه ليس حرا فيما يصرح خاصة اذا كان ذلك يتعارض مع ثوابت المسلمين .
فالتعايش لا يكون على حساب القرآن الكريم والنهج والسيرة النبوية المطهرة ونصوصه الصريحة ولا على حساب عقيدة الأغلبية الساحقة من أبناء نينوى والعراق وجمهور المسلمين .
كان الاولى بسيادته ان لا يدعوهم الى حضور هذا الحفل من الأساس ان كان يخاف على جرح مشاعرهم ..
واخيرا تعظيم كتاب الله وشعائره أمر عظيم لا يقدر عليه الا من اشبع قلبه بالإيمان..
﴿وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ﴾ [الحج: 32].
638 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع