د. المؤرخ حسن آلزيدي
وجهة نظر عن الذكرى السابعة والستين للثورة الجمهورية الأولى في العراق في الرابع عشر من تموز ١٩٥٨
تمر على عراقنا العزيز الذكرى السابعة والستين للثورة الجمهورية الأولى في العراق..وهي حدث سياسي وتاريخي وقانوني هام في تاريخ العراق المعاصر الذي خضع بين ١٠ شباط ١٢٥٨ حتى الثالث من تشرين اول ١٩٣٢ لقوي اجنبية متعددة حيث صار دولة مستقلة وعضوا في منظمة عصبة الأمم.. غير انه بقى عمليا مرتبطا بنفوذ سياسي وعسكري بريطانيا بدأ في السابع من اذار ١٩١٧ حيث ابقت بريطانية قاعدتين جويتين واحدة في الحبانية في غرب بغداد وأخرى في الشعيبة في شرق البصرة لتكون إداتها الضاربة ضد اي تحرك وطني مع ارتباط العراق في عام ١٩٥٤ بحلف بغدادمع إيران وتركيا بقيادة بريطانيا خلفا لحلف سعد اباد الذي تشكل في عام ١٩٣٧ وكانت فيه أيضا أفغانستان التي لم تعد في الحلف الحديد. كما تصدي النظام الملكي للحركات الوطنية في الثاني من مايس ١٩٤٢ وللأحزاب الوطنية حيث اعدم اربعة من اعضاء اللجنة المركزية للحزب الشيوعي وأعتقل عشرات من اعضاءه ووقف موقفا سلبيا من حق الشعب الفلسطيني في دولة مستقلة في عام ١٩٤٨جانب دولة إسرائيل ومن الثورة الجمهورية في مصر في عام ١٩٥٢ ومن قرارها في تموز ١٩٥٦ بتاميم شركة قناة السويس البريطانية الفرنسية التي كانت دولة داخل دولة واعتقل ونفي والغي جنسيات عددا من الوطنيين الذين أعلنوا ادانتهم للعدوان الثلاثي ووقف موقفا سلبيا من حرب التحرير الجزاءرية وتجاهل دول المعسكر الاشتراكي على الرغم من انه شارك في عام ١٩٥٥ في مؤتمر باندونغ للحياد الإيجابي وعدم الانحياز..
لذلك ظهرت حركة وطنية عامة ضد النظام تمثلت في عام ١٩٥٣ في تأسيس سرا حركة عسكرية باسم الضباط الاحرار وفي عام ١٩٥٤ تشكلت جبهة الاتحاد الوطني من كل الأحزاب الوطنية وهي الحزب الشيوعي والحزب الوطني الديمقراطي وحزب الاستقلال وانظم لهم عام١٩٥٧ حزب البعث العربي الاشتراكي وقوي وطنية اخري وكانوا يطالبون بتوسيع التضامن العربي واجراء انتخابات برلمانية نزيهة واطلاق سراح السجناء و المعتقلين والمنفيين. وانهاءالنفوذ العسكري البريطاني والخروج من حلف بغداد. ولم يستجب النظام لاي من هذه المطالب.. لذلك تضافرت جهود الضباط الاحرار والأحزاب السياسية للقيام بحركة انقلابية ناحجة في يوم الاثنين الموافق ١٤ تموز ١٩٥٨ باسقاط النظام الملكي وإقامة النظام الجمهوري الاول
حيث تشكلت اول حكومة جمهورية ضمت ممثلين من كل الأحزاب والقوي الوطنية.واتخذت قرارات وطنية هامة منها إقرار دستور اشار الي ان الاكراد شركاء في الوطن مع بقية الاقليات القومية المتأخية والمتحابة وقانون إصلاح زراعي متواضع وقانون أحوال شخصية تقدمي لصالح النساء و قوانين العمل المهني والنقابي والانفتاح على المعسكر الاشتراكي والخروج من حلف بغداد ودعم حرب التحرير الفلسطينية والجزائرية ومحاكمة بعض رجال العهد الباءد محاكمات عادلة..و(لكن) لان العراق محاط بجيران لا يتفقون مع نهجه التقدمي وضغوط أميركية واوربية وقلة خبرات الأحزاب السياسة في إدارة الحكم فان الحكومة براسة الزعيم قاسم لم تفكر لا في السنة الأولى ولا في الثانية ولا في الثالثة ولا في الرابعة أجراء انتخابات برلمانية التي هي إحدى مطالب جبهة الاتحاد الوطني بل بقي الزعيم قاسم رءيسا للوزراء بين ١٤ تموز ١٩٥٨ وحتى مقتله في التاسع من شباط ١٩٦٣ يصفق ويهتف له قادة وكوادرالحزب الشيوعي ويطلقون عليه الزعيم الأوحد وابن الشعب البار وماكو زعيم الا كريم تقليدا لرموزهم القادة السوفييت الذين كانوا يحكمون حتى الموت(لينين وستالين وبريجنيف والاخرين) لذلك عارض الزعيم الأوحد قاسم ليس فقط أعضاء جبهة الاتحاد الوطني وهم حزب البعث وحزب الاستقلال ومعظم قادة الحزب الوطني الديمقراطي بل الاكراد الذين تمردوا في عام ١٩٦١ ومعظم اعضأء وقادة حركة الضباط الاحرار الذي اعدم قاسم منهم ٢٠ بمن فيهم مؤسس الحركة وسكرتيرها العام العقيد المهندس رفعت الحاج سري.
ان فشل الثورة الجمهورية الأولى في العراق أمرا متوقعا في دول العالم الثالث لقلة خبرات قادتها حتى لو حسنت نواياهم حيث كانوا جميعهم بمن هم في السلطة وخارجها نزيهين ومخلصين لكنهم عجزوا عن معالجة القضايا الأساسية للوطن وهي خدمة المواطنين التي لا زالت مستعصية على الجميع..
رحمي لكل رجال ثورة ١٤ تموز التي تبقي إحدى حركات النضال الوطني العراقي التي منها انتفاضة الثلاثين من حريران ١٩٢٠وحركة مايس ١٩٤٢ ووثبة كانون اول ١٩٤٨ وانتفاضة اذار ١٩٩١ وانتفاضة تشرين اول ٢٠١١ التي هي أوسع انتفاضة قدم فيها شعبنا حوالي الف شهيدا وشهيدة ضد النظام العراقي الحالي العميل والرجعي والطاءفي الذي يجب أن يزول.
د. المؤرخ حسن الزيدي
احد الذين عاصر وعايشوا أحداث يوم ١٤ تموز ١٩٥٨ المجيدة.َالتي يجب الاحتفال بها في يوم ١٤ تموز من كل عام على الا يلغي يوم الثالث من تشرين اول ١٩٣٢ الذي كان العراق اول دولة عربية تصبح مستقلة وعضو في عصبة الأمم سابقا مصر بخمس سنوات.
577 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع