الشرود الفكري (السرحان)

التفاصيل

تم إنشاءه بتاريخ الخميس, 27 شباط/فبراير 2025 15:45

كتب بواسطة: د.سالم الشماع

د.سالم مجيد الشماع

الشرود الفكري (السرحان)

مفهوم التركيز اوالسرحان: هو فقدان الإحساس بالزمان والمكان ان زاد عن حده أي فترات الفقدان يتحول فيها إحساس الشخص انتباهه عما مكلف من مهمات ويترك التركيز فيها ويذهب الى أفكار ليست لها علاقة بالمهمة.
السرحان يكون على أحد ثلاثة اشكال:
- تسود الأفكار نحو أحلام اليقظة قد تكون لها إيجابية لحل مشكلة ما.
- عندما يصاب الشخص بالخوف من الفشل.
- التعرض لضعف التحكم في الانتباه وله أسباب عدة.

من أسباب كثرة الشرود الذهني (السرحان):
1. أسباب مرضية وخاصة المزمنة، والخوف من المستقبل والتي تؤثر على العمل مثل امراض القلب والسكري والجهاز العصبي والعضلي والسرطانات.
2. أزمات مؤثرة على الحالة النفسية ومحاولات تلح على إيجاد حلول لها وهو مشغول بواجباته.
3. ضعف على مستوى الشخصية.
4. كثرة التفكير في كثير من الأعباء المتراكمة سواء مسؤولية العمل او تقدم العمر.

التركيز الفكري اوالسرحان
دراسات كثيرة على مستوى علم الاجتماع والعلوم الطبية حيث يعتقد معظم الباحثين ان الامر مرتبط بوجود خلل في أحد الجينات المسؤولة عن التفكير والذي له علاقة بعوامل البيئة وفي عدد من المصابين بالسرحان لوحظ قلة حجم منطقة اتخاذ القرارات في الدماغ ويصاحبه نقص في هرمون Dopamine لدى هؤلاء الأشخاص. كما لوحظ ان قسما من المصابين بالسرحان قد تعرضوا لبعض المشاكل الصحية مثل الولادة المبكرة او انخفاض الوزن عند الولادة او إصابات الرأس في مرحلة الطفولة، او تعاطي المخدرات والكحول او ادمان التدخين من الام اثناء فترة الحمل.

وهناك ملاحظات أوقات تزداد فيها حالة السرحان مثل المصاب بأحلام اليقظة واوقات حضور المحاضرات وعند الصلاة وكذلك وقوع الشخص في خيالات كثيرة وغير واقعية وبخاصة في سن المراهقة ولعل الامر يحدث في الشخص المصاب بالقلق والاكتئاب والهوس او لديه ضغوط نفسية لسبب ما وقد يكون المريض الذي يعاني من الشخصية الانطوائية مصابا بكثرة السرحان والتفكير.

ولابد ان نذكر هنا عن السرحان المزمن حيث يصاب المريض بعدد من المضاعفات مثل:
التوتر والعصبية وعدم القدرة على القيام بواجباته والعزلة والوحدة والارق وصعوبة النوم ومشاكل التغذية.
ان أكثر ما يهم تبعات السرحان هو الانتهاء عن الحياة العامة والمجتمع والعيش مع نفسه ولا مجال بالتوسع بما يحدث عندئذ.
العلوم العصبية والنفسية او البحوث التي قام بها اساتذتها أدت للوصول الى ان قسما من دماغ المصاب بالشرود الذهني يحافظ على جزء من الدماغ لا زال يستجيب لما يحدث للبيئة التي هو فيها ...مثلا شخص في حالة السرحان يمشي في طريق ولكنه نادرا ما يصطدم بالأشخاص الاخرين في نفس الطريق او عندما يعبر الشارع الى الجهة المقابلة ولكنه يأخذ حذره وهو شارد مما يدل على ان قسم من الطاقات المخصصة للانتباه الى محيط الشخص لازال يعمل وحسب الظروف الموضوعية وكذلك فشارد الذهن الماشي في الشارع لا يسمع الضجيج من حوله كمحركات السيارات ولكن اذا انطلق بوق سيارة بجانبه على حين غرة بصوت عالي ومفاجئ للتنبيه فسوف يخرج من حالة الشرود ويتجنب طريق السيارة.

خلاصة هذه الدراسة هي ان الدماغ يدعم شرود الفكر من خلال تعطيل جزء من عمليات الدماغ المتعلقة بالاستجابة بما يحيط بيئة المصاب.

كما تظهر دراسات التخطيط الكهربائي للدماغ ان النشاط الكهربائي في كثير من الخلايا العصبية في الدماغ توضح او تعكس استجابات المخ للأحداث التي يراها او يسمعها خلال فترات السرحان وان قدرة الدماغ يبقى جزئا من نشاطه جاهزا لاكتشاف الاحداث غير المتوقعة في محيط البيئة اثناء السرحان.

علاجات السرحان بصورة موجزة فأن الدماغ له القدرة المحدودة التي يستطيع بها على الانتباه والتركيز على فهم المطلوب وان تركيز الدماغ على شيء محدد يعني تجاهل الشيء الاخر ويبدو ان إيقاف الفكر عن السرحان يتطلب الكثير من الإرادة والمعاناة.
فشرود العقل كثير الحدوث ويجعل الانسان بعيدا عن انجاز كثير من الأمور فتقل درجة الإنتاج ويكثر الإحباط في كثير من المشاريع.
جاء في دراسة لجامعة هارفرد في سنة 2010 م (ان ما يقرب من نصف البالغين يتعرضون للإصابة بالسرحان وينعكس ذلك على نتيجة إخفاقات العمل وكثير من ضياع الوقت والطاقة).
وهنالك محاولات لتعزيز إعادة تركيز الذهن وشروده، من ذلك حصول المصاب بالسرحان على فترات راحة بصورة ذكية بأخذ المصاب ممارسة نشاطات تساعد على قضاء فترات تأمل وجيزة لعدة دقائق دون التفكير بشيء ما قبل العودة الى القيام بالواجبات.
الابتعاد عن الانشغال الدائم بالهاتف والتقليل من أوقات الجهد الفكري المبذول والذي يعمل على تشتيت الأفكار.
من الأفضل إعطاء فرصة لمن يعمل في عمل يؤدي لشخص كثير السرحان غير العمل الحالي ومنح عملا مغاير لكي يستطيع القيام به بتركيز وبدون قلق من عدم إمكانية انهاء العمل الذي يقوم به حاليا.
كما يضع صاحب السرحان أهدافه في العمل بصورة واضحة وقصيرة المدى وقابلة للتحقيق ونتاجها فيها ضمان كبير.
كما يقتضي عدم جمع اعمال مؤجلة الى أوقات تكون فيها مشغول بأعمال أخرى وخاصة في البيت فأخذ أوقات مع العائلة والتركيز في المكان غير المناسب.
لا استسلام مطلقا لعدم الحصول على نتائج سريعة، قد يستوجب زيادة وقت الراحة بين فترة عمل وأخرى ...ولا تزداد أوقات العمل أكثر من الاعتيادي.
قيلولة العصر جيدة دون نوم ولا تزيد عن ساعة مثلا دون عمل مع راحة تامة من كل شيء.
لا يحتاج الامر الى تمارين التركيز لان ذلك يؤدي الى نتائج عكسية.

لوحة السرحان
علامات السرحان واضحة في وجه صاحب السرحان نظرات خالية من أي تفاصيل فارغة لا ترمش الا عند القلق ووجه دون تغيير والافكار تتسرب من الدماغ دون هدف او تدور حول نفسها لعل السرحان له علاقة بالأسر... ففي اللوحة ثلاث شخصيات لعلهم اخ واخته ووالده ورابع الشخصيات في اعلى اللوحة تدور الدنيا به ولا يعرف الى اين الطريق يلف ويدور دون قرار......

27-02-2025