د.ضرغام الدباغ / برلين
النظام في طهران يختار الهروب للأمام
أعلنت إيران عن هجوم كبير ضد إسرائيل، وإيران في هذا لا تخاطر عسكرياً فحسب، بل وسياسياً أيضاً إذ يدرس الاتحاد الأوربي الآن حظر الحرس الثوري الإيراني (الذراع الخارجية لإيران).
فإيران تخطط لهجوم كبير على إسرائيل، وإلى ذلك أشار قائد الحرس الثوري الإيراني، اليوم (3/ نوفمبر) أن طهران تستعد لرد صارم على القصف الإسرائيلي الأخير على أنظمة إيرانية للدفاع الجوي. وبحسب الزعيم الثوري آية الله علي خامنئي، بأن القصف سيكون شديداً ومدمراً. وتتنبأ وسائل الإعلام الغربية، أن إيران ستختار زمن توجيه الضربة قبل الانتخابات الامريكية(الخميس 5/ نوفمبر) طهران ترغب في منع المزيد من الهجمات الإسرائيلية، ولكن ها تعلم أن هذا المسار محفوف المخاطر.
وكانت إسرائيل قد قامت(قبل عشرة أيام) بقصف مواقع عسكرية إيرانية مضادة للجو، رداً على هجوم صاروخي إيراني (1/ أكتوبر) ، وفي البداية قلل الزعيم الإيراني خامنئي من أهمية القصف الإيراني، لكنه في خطابه للشعب بدا أكثر عدوانية، حين هدد أن الرد الإيراني على الهجوم الإسرائيلي "سيحطم العدو " وخامنئي البالغ من العمر 95 عاماً، يتراوح في حديثه بين التهديد المعتدل والقاسي، وخامنئي يريد أن يعتبر ما يحدث من إخفاقات هي بسبب عناصر لا تنفذ الواجب بصفة تامة، وأنه يمثل التعبير الصحيح للقيادة المثالية.
وصرح الجنرال سلامي، أن بلاده مستعدة للحرب، والجنرال سلامي يعلم وكذلك المرشد خامنئي،، بأن أي هجوم إيراني كبير، يمكن أن يؤدي إلى هجمات مضادة، من قبل إسرائيل والولايات المتحدة، على المفاصل الرئيسية وشرايين الحياة للجمهورية مثل المنشآت النفطية، وربما أيضا قد يشمل القصف المنشآت النووية. لذلك استعدت الولايات المتحدة لمثل هذا الاحتمال ونشرت طائرات القاصفة القاذفة من طراز (B52) التي تحمل قنابل ثقيلة بوسعها اختراق التحصينات العميقة في إيران.
في خضم هذه الاحداث يختار نظام الملالي الهروب إلى أمام، إذ يبدو أن طهران قد توصلت إلى نتيجة مفادها، أن إيران إذا التزمت التهدئة وقدمت التنازلات، فإن ذلك قد يشجع الإسرائيليين على هجمات جديدة، وعبر أحد الخبراء الإسرائيليين في الشؤون الإيرانية من مركز الأبحاث (INSS) أن إيران تريد الحفاظ على الحد الادني من الردع حيال إسرائيل، ولكن أيضا مع احتمال أن طهران تبالغ في تقدير قواها.
أسلوب المواجهة موضوعة مثيرة للجدل داخل النظام الإيراني نفسه، وبهذا الصدد أعترف النائب في البرلمان، الجنرال السابق إسماعيل كوثري، أن هناك من المسؤولين الحكوميين، من يعارض مهاجمة إسرائيل مرة أخرى، ولكن هؤلاء المعارضين ليس بوسعهم فعل أمر حاسم.
المخاطر في ميدان المواجهة مع إسرائيل والولايات المتحدة، لا تنحصر في المجال العسكري فحسب، بل وسياسياً واقتصادياً، فإيران اليوم أكثر عزلة دولية من أي وقت مضى، ومع إعدام الألماني / الإيراني جامشيد شارمهد، في الأسبوع المنصرم، وهو ما أثار الحكومة الألمانية واعتبرته استفزازا عدائياً، التي كانت تعتمد حتى ذلك الوقت، اعتماد أسلوب المحادثة والتفاوض مع سلطات طهران. فيما تقوم الحكومة اللمانية بمحاولات ضمن الاتحاد الأوربي لإعلان الحرس الثوري كمنظمة إرهابية، وهو على ما يبدو موقفاً فاجأ حكومة ملالي طهران.
ويبدو أن ردة الفعل الحكومة الألمانية قد فاقت توقعات طهران، وبهذا الصدد صرح الخبير في الشؤون الإيرانية آراش عزيزي : مثل " صفعة على الوجه " لطهران أن إغلاق القنصليات الإيرانية الثلاث في ألمانيا (فرانكفورت/ هامبورغ / ميونيخ)، وإذا نجحت الجهود الألمانية بتصنيف الحرس الثوري كمنظمة إرهابية، لإن ذلك سيكون " كارثة أخرى لإيران ".
طهران من جهتها، تأمل أن لا تنجر الدول الأوربية إلى هذا الموقف، وتتخذ مثل هذه الخطوة، وكانت بروكسل (عاصمة الاتحاد الأوربي) قد ترددت حتى الآن في تصنيف الإرهاب، من أجل إبقاء باب المفاوضات النووية مفتوحاً مع إيران، وتقول ناشطة ألمانية / إيرانية دانيلا سبهري أأن الحكومة الألمانية كانت فيما مضى تبحث عن الأعذار لتجنب إدراج الحرس الثوري على قائمة المنظمات الارهابية
2131 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع