العلم والمعرفة والثقافة هي من تجعل في البلدان مطاف الدول المتحضرة والمتقدمة بما يصل اليه ابنائها في مستواهم العلمي والثقافي وبكافة المستويات والاختصاصات , والعراق بلد الحضارات واول من سن القانون واول من خط بالقلم لينير طريق الانسانية .
العام الدراسي الجديد يطرق الابواب ولابد من اكمال كافة التحضيرات من الجوانب العلمية والاجتماعية والنفسية من قبل وزارة التربية ومديرياتها وادارات المدارس لاستقباله لغرض اعداد طلبتنا الاعزاء وتحفيزهم على مواصلة حياتهم الدراسية على اكمل وجه ولاسيما بعد انتهاء العطلة الصيفية والبعض من طلبتنا قضى تلك العطلة في مراجعة بعض المواد التي يحقق بها درجات النجاح .
ان نسبة الامية في صفوف مجتمعنا بدأت في تزايد كبير يوم بعد اخر حتى وصلت نسبة لا يستهان بها وخاصة لدى النساء والاطفال الذين لم يواصلوا اكمال دراستهم او حتى لم تسنح لهم الظروف بالدراسة وهذا خطر كبير يداهم مجتمعنا ولابد من وضع حلول للقضاء على ظاهرة الامية .
ان عزوف الاطفال عن اكمال الدراسة او عدم التعلم له تاثير سلبي كبير وقد تكون من اهم اسباب عزوف الطلبة من التسرب من المدارس يمكن ان نلخص منها :-
1. الظروف الامنية
2. الحالة الاجتماعية والمادية للعائلة
3. رغبة الاسرة في تعليم ابنائهم
4. البيئة التي يسكنها الطفل وتاثيرها
5. ادارة المدارس وكيفية تعاملها مع الطلبة
نلاحظ ان في بداية كل عام دراسي تتهيئ اغلب العوائل العراقية لارسال ابنائها لاستقبال العام الدراسي الجديد من خلال شراء المسلتزمات المدرسية من قرطاسية وملابس واعدادهم نفسيا من اجل يكونوا جاهزين للدوام والتسلح بالعلم .
وعلى النقيض من ذلك نلاحظ ان البعض من العوائل تترك ابنائها في الشوارع غير مهتمين بالمدرسة والتعليم ويبقى اطفالهم يسرحون ويمرحون في الشوارع بين اللهو و اللعب وحمع النفايات وبيعها من اجل بضعة دنانير وهذا بالتاكيد يخرج اجيال جاهلة علميا بالوقت الذي تزداد نسبة الامية ونسبة المتخلفين عن مواصلة حياتهم الدراسية , وللقضاء على هذه الظاهرة نطالب حكومتنا بالاهتمام بالمدراس وبمنهاجها وبكيفية ادامة التواصل بين الطالب وولي امره وبين ادارة المدارس وتعاونهم معا من اجل الارتقاء بمدارسنا وطلبتنا نحو الافضل ,كما يجب على المجالس البلدية والمحلية ان تاخذ دورها في متابعة الاطفال ووضع الحلول اللازمة للقضاء على هذه الظاهرة او الحد منها .
في الوقت الذي نجد تشرد وتسيب الاطفال من المدارس وتخلفهم عن الاستمرار في مواصلة التعليم نلاحظ انتشار المدارس الاهلية التي بدات تستقبل الطلبة وباسعار مرتفعة جدا وكذلك ظاهرة الدروس الخصوصية التي اصبحت واقع حال يفرض على عؤائل الطلبة ويثقل كاهلم بمبالغ كبيرة جدا وهذا له تاثير سلبي طبعا على المدارس الحكومية وطريقة ايصال المادة بالشكل الصحيح للطلبة .
من الناحية النفسية ظاهرة تسرب الاطفال من المدارس ظاهرة خطيرة جدا ولها نتائج سلبية على المجتمع , فظاهرة تسرب الاطفال من المدارس شائعة اذا ما تكررت كثيرا عند احد الطلاب تعتبر حالة مرضية حال الهروب من البيت او العمل او الاهل وتسمى في ذلك الوقت اضطراب السلوك (conduct disorder ) وهذه الحالة تحتاج الى معالجة نفسية على الاكثر سلوكية وخصوصا من قبل ذوي الطالب , ويكون فيها الطالب ( الطفل ) مستعد وراثي لهذه الحالة عندما يكون في العائلة لديهم اضطرابات في الشخصية , وقد يرافقها ادمان على التدخين او المواد الاخرى ( المشروبات – الفاليوم – الارتين ومشتقاته – الحشيش .... ....... الخ) وتؤثر هذه الحالة على المستوى العلمي اذ يكون في تنازل ويؤدي الى الرسوب او ترك المدرسة نهائيا اذا لم يعالج .
اما تاثيره على المجتمع فعندما يكبر الطفل يكون لديه نوع من الشخصية المعادية للمجتمع ( antisocial personality ) اذ يؤثر في المستقبل في اضطراب العلاقات بين الاشخاص او مع الاهل او في الزواج او حتى في العمل .
وكثرة التسرب من المدارس يؤدي الى ارتفاع نسبة الجهالة وهذا يؤثر على تقدم البلد اجتماعيا وحضاريا واحيانا خلقيا , وهناك حالات نفسية ترافق حالة التسرب من المدارس في الطب النفسي هي :-
1. الادمان على المواد
2. الاكتئاب
3. اضطراب الشخصية
4. احيانا حالات عقلية
للمدرسة وادارتها الدور الكبير في متابعة هذه الحالة وتشخيصها من خلال عرضها على الباحث الاجتماعي الذي يقوم بدوره باعلام الاهل ومعرفة الاسباب واحيانا استشارة طبيب نفسي لغرض معالجة الحالات المتعنتة ( الشديدة ).
للعائلة دور مهم وكبير في منع حالة التسرب تتمثل بالنشأة ( التربية الصحيحة ) من قبل الوالدين الاهل او ولي الامر .
قد تكثر حالات التسرب الاطفال من المدارس بين الاطفال الايتام او منفصلي الوالدين لعدم وجود متابعة حقيقية وصادقة في متابعتهم من قبل اولياء امورهم .
ونحن في بداية العام الدراسي الجديد يجب علينا ان نضع الخطوات الصحيحة لجعل الاطفال (الطلاب ) اكثر تقبلا لفكرة التعليم والذهاب الى المدارس ومحاربة هكذا ظاهرة يجب ان تكون هناك زيارات الى عوائل هؤلاء الاطفال من قبل لجان مختصة للتعرف على عوائلهم وشرح النتائج السلبية المترتبة على هذه الظاهرة الخطرة التي تزداد بكثرة لعدم وجود الرقيب والمحاسب ويبقى تسيب الاطفال دائم وهو في رأيي ضياع لاحدود له .
743 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع