مؤيد عبد الستار
الاداب الاجنبية... هدية من الخليلي
نشرت سابقا عدة رسائل وبطاقات أرسلها لي الاديب النجفي البغدادي الراحل عبد الغني الخليلي، وخصصته باكثر من مقال في حياته ورحيله وكنت أظن أني وفيت حقه في نشر ما لدي من تراث ومراسلات بعث بها الي بالبريد ، لاني أقيم في مدينة مالمو جنوب السويد وهو يعيش في العاصمة السويدية ستوكهولم .
كانت زياراتنا متباعدة ومكالماتنا الهاتفية كثيرة اضافة الى ما يرسله من بطاقات تهنئة في المناسبات، وبعض التعليقات المولع بها منذ زمن المراسلات الادبية التي كانت شائعة بين أدباء النجف خاصة والادباء عامة، في تلك السنوات التي سبقت انتشار الشبكة العنكبوتية التي التهمت الورق وامتصت الاحبار التي ينضد بها العشاق لواعج قلوبهم والاحباب هيام غرامهم والبائسون نفثات أكبادهم .
وبينما أقلب رفوف مكتبتي الايلة للرحيل الى عالم مجهول، لمحت مجلة قيمة كانت مطلوبة في أزمنة القراءة الجادة وعزيزة في تلك الايام الحافلة بالنشر والثقافة والعلوم والاداب، وكانت أغلب بيوت النخب الاجتماعية مرصوفة بالمكتبات العامرة بالكتب النادرة. حتى جاء زمان استبدلت فيه الكتب باجهزة سوداء أسماها البعض حاسوبا ولعب بها الصبيان وأسموها Playstation.
فزال بريق الكتاب وانزوى في زاوية من البيت يعاني الغربة والوحدة في عالم انغمس في اليوتيوب والتك توك والفيس بوك.
من بين تلك الكتب وقعت بين يدي مجلة قديمة مزينة بلوحة توحي باجواء الشرق الحالمة ، مجلة الاداب الاجنبية التي يصدرها اتحاد الكتاب العرب ، العدد 77 - 78 لسنة 1994 وهو عدد مزدوج خاص بالادب الفارسي .
كان الراحل الخليلي قد أوصى بنسختين من المجلة حين علم بصدورها في دمشق ( نسخة له وأخرى لي ) اعجابا منه بالشاعر سعدي الشيرازي الذي خصصت له المجلة فصلا بقلم الياس سعد غالي ، سعدي الذي اشتهر بديوانه البستان ، وكانت الفضيلة مطلبه الاول ، فهو يرى أن السعادة ليست في الجاه أو السلطة أو المال ونحوه من متاع الدنيا بل في الفضيلة ، التي هي عنده سلاح انساني كوني لا قومي ولا وطني ولا عرقي ولا معاشي .ص207 المجلة .
والشاعر جلال الدين الرومي الذي كتب عنه الدكتور علي حسون دراسة وافية. بالاضافة الى ادباء وشعراء واعلام الثقافة الفارسية مثل الشاعرة فروغ فرخ زاد و القاص صادق هدايت والفردوسي وملحمته الشهيرة الشاهنامه التي حفلت بالمواعظ والحكم مثل قوله على لسان انو شيروان :
جنين كفت نو شيروان قباد
كه جون شاه را سه ر به بيجد زداد
كند جرخ منشور أو را سياه
ستاره نخواند اورا نيزشاه
ستم ، نامه عزل شاهان بود
جو دود دل بيكناهان بود
وهي تعني : هكذا قال انو شيروان، لو أن الملك ظلم الناس وهجر العدل فانه سيخسر في الدنيا ، فان الظلم يعني بداية زوال الجبابرة والملوك ...) ص 228 المجلة .
المجلة تحفل بدراسات قيمة عن الادب الفارسي ومشاهير أعلامه . ولذلك حرص الخليلي على طلب نسختين أهداني نسخة زينها باهداء جميل :
حبيبي الكاتب الاديب ابا سامان الورد
مع التحية والمودة والشوق الى لقاء قريب
على أجراف الفرات .. فأنا ابنه الوفي البار . وفي ظلال نخيله نستريح من
الغربة المريرة.
المحب أبو فارس 2/ 1/ 1994 ستوكهولم.
.......................
رابط فيديو عن الخلييلي
https://www.youtube.com/watch?v=LrfxfPoPhjk&t=271s
1186 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع