مختصر تاريخ السريان الموارنة

موفق نيسكو

مختصر تاريخ السريان الموارنة

إن موارنة لبنان هم قوم آراميون سريان، وكل تاريخ الموارنة القديم سرياني، ولغتهم سريانية، وكنيستهم اسمها إلى اليوم رسمياً: الكنيسة السريانية المارونية، وشفيع كنيستهم هو القديس مارون السرياني (350-410م تقريباً)، وسنة 685م انشَّق الموارنة عن الكنيسة السريانية الملكية الأرثوذكسية (الروم الأرثوذكس)، وعَيَّنوا يوحنا مارون +707م أول بطريرك مستقل لهم، وأكثر تواجدهم في لبنان، ومنذ عهد البطريرك إرميا العمشيتي (1199–1230م) الذي شارك في المؤتمر اللاتراني الرابع في روما سنة 1215م، بدأت كثلكتهم، وتعززت في عهد البطريرك اسطيفان الدويهي (1670–1704م)، واشتهر الموارنة على مر العصور بالاسم السرياني وتميَّزوا بغيرتهم لأمتهم وكنيستهم السريانية، وقد خَاطبَ السريان الأرثوذكس الموارنة في عهد بطريركهم يوحنا مارون: أنتم كلكم سريان، وكان كرسي بلدكم لأنطاكية السريان، وجارت ملوك الروم على السريان.

 

إذا حصرنا الكلام في سريانية لبنان ولغته في سالف الزمان اتضح أن الفينيقيين استعملوا اللغة السريانية، واقتبس اليونان أبجديتهم منهم، وترتيبها هو مثل السريان: ألفا، بيتا، جما، دلتا، إيبسيلون، زيتا، حيتا..إلخ، وقام اليونان ببعض التغييرات البسيطة في بعض الحروف مثل الواو، وبعض الألفاظ السريانية أخذها اليونان من الفينيقيين مثل: حرير، بوص، كتَّان، سمسم، أرز، نردين، مر، بلسم، لبان، صبر، مرجان، فيروز، بلّور، ياقوت، زمرّد، نفط، زوفا..إلخ، وعن اليونان أخذ اللاتين حروفهم التي بقيت عموماً محتفظة بترتيبها السرياني abcd أبجد، klmn، كلمُن، qrst قرشت، وسُمِّي البحر المتوسط، البحر الفونيقي أو La mer Syrienne، البحر السرياني. (تاريخ هيرودوتس، كتاب 5 فقرة 57-59. ويُسَمِّي حروف اليونان، حروف قدموسية نسبة إلى قدموس "قادم، أي الأول" الذي وصل اليونان قادماً من لبنان سنة 1590 ق.م.، ويقول هيرودوتس: إن الفينيقيين الذين تخصهم صيدا يسكنون سوريا، والفينيقيين وسريان فلسطين وسوريا يتكلمون نفس اللغة. ك 2 فق 104-105، 116. وانظر بيرو جورج، تاريخ الفن في العصور القديمة، ج3، فينيقية وقبرص، 1882م، ص495).

أسماء آلهة لبنان القديمة سريانية: ܐܝܠ (أيل، ومعناها: الله)، (ܒܥܠ بعل: سيد)، (ܒܥܠܡܠܟܘܬ بعل ملكوت: صاحب الملك)، وأسماء مدن وملوك لبنان القدماء سريانية أيضاً مثل العاصمة الأولى (ܓܒܠ جبيل: جبل)، وملوكها (ܐܒܝ ܫܐܡܐ أبي شامو: أبي الشهير)، (ܐܚܝ ܪܡܐ أحي رامو: أخي العظيم)، (ܪܒ ܥܕܝ رب عدي: رب الخلاص)، ومدينة (ܨܝܕܢ صيدا، صيدون: صيَّد)، وملوكها: (ܥܒܕ ܡܠܟܘܬ (عبد ملكوت: عبد الملك)، (ܐܫܡܘܢ ܥܙܪ اشمن عزر: الشهير عزر)، (ܙܕܩܬܝܢ صدقتين: الصديق)، وغيرها.

أمَّا في المسيحية، فإنجيل مرقس (7: 26) باللغة اليونانية الأصلية يقول: إن المرأة الفينيقية الوثنية كانت (سريانية في قوميتها أو جنسها).
γυνὴ ἦ Ἑλληνίς، Συροφοινίκισσα، de gynē Hellēnis Syrophoinikissa
وفي اللغة اللاتينية للكتاب المقدس وهو الرسمي المعتمد لكنيسة روما أن المرأة هي: فينيقية سريانية
Erat autem mulier gentilis Syrophoenissa
المُترجمة إلى اللغة الإنكليزية حرفياً أيضاً: فينيقية سريانية
The woman was gentile syrophoenician
استمر لبنان سريانياً، ويُسَمِّي الأسقف الماروني توما الكفرطابي من القرن الحادي عشر أهم دير للموارنة في القرن السابع، وهو دير مارون، "دير السريان الموارنة"، ويقول إبراهيم الحقلاني+1664م: كان آباؤنا السريان يستفتون في هذا الدير، وغوليميوس في تاريخه المترجم للفرنسية في القرن الثالث عشر يُسَّمي الموارنة دائماً بالسريان، ويقول: سنة 1099م نزل إلى طرابلس السريان الساكنون في جبل لبنان والبترون وجبيل، وجاء في تواريخ الأفرنج في القرنين الحادي والثاني عشر أن رهبان سريان موارنة كانوا في القدس، ويُسَمَّي المؤرخون موارنة قبرص سرياناً، وكتب غوليم مطران صور سنة 1174م في أخبار سنة 1182م: الأمة السريانية ساكنة في صقع فينيقي بنواحي جبل لبنان عند مدينة بيت جبيل، وهي وافرة العدد ولها أسقفيات عديدة ينيف عددها على الأربعين ألفاً وهم رجال أقوياء أشداء في حمل السلاح وأفادونا في مصالحنا الكثيرة، ونحن سعداء بذلك، ويملك الموارنة ديراً باسم دير مريم للسريان فيه مخطوطات منها لسنة 1493م (العصر الذهبي للمخطوطات العراقية، ص357-358، واشترى المخطوط سنة 1626م الشماس قرياقس السرياني من العراق)، وافتُتح أشهر مجمع ماروني سنة 1736م بتراتيل سريانية، وجاء في مقرراته رأس 7 قسم 3: إن ملتنا المارونية هي السريانية، وكتب الأب بطرس فرماج اليسوعي +1741م مشتكياً لرئيسه: إن موارنة حلب يرتلون بالعربية، ونسخوا العادة القديمة أن يُتلى الطقس الإلهي وسائر الصلوات بالسرياني، وفي مجمعي سنة 1755-1756م، تقرر حرم كل من ينسخ كتباً كنسية من السريانية إلى العربية إن كان كاهناً أو علمانياً، وغير مسموح بكتابة أي كتاب كنسي بالعربي، وإذا ارتأت الضرورة، وبعد أخذ موافقة البطريرك، خطاً وختماً، يجب وضع النص السرياني مقابل العربي، لنبقى محافظين على تراث آبائنا، وحتى النص العربي يجب أن يُكتب بالحرف السرياني (الكرشوني)، وبعد الانتهاء من كتابة أو نسخ الكتاب، يُعرض على البطريرك ليراهُ ويُسجِّل موافقته عليه، وفي كنيسة سركيس كتاب بالسريانية لسنة 1375م عن تولي البطريرك الماروني يوحنا الثامن، وأثناء انعقاد المجمع اللاتراني الخامس سنة 1515م طلب الخوري يوسف ممثل البطريرك الماروني إقامة قداس باللغة السريانية في روما، فطلب الكاردينال سانتاكروس تدقيق الطقس، فدققه الروماني تاسيوس أمبروسيوس، الذي كان يجيد السريانية، وسُمح للخوري بإقامة القداس ومن يومها دخلت السريانية إيطاليا، وقال المطران اسطيفان عواد في كتابه المطبوع في روما سنة 1769م: الموارنة هم ذلك القطيع الصغير من أولئك السريان، وقال البابا بينودكتس الرابع عشر +1758م: تعلمون أن الموارنة هم مسيحيون سريان مختصون بالبطريركية الأنطاكية، وذكر الأب عبد الأحد أنطونيوس دي لوكا من رهبان القديس فرنسيس في خطبته في 6 نيسان 1776م بحضور البابا كليمانوس الثالث عشر والكرادلة ولفيف من الطوائف الشرقية لتثبيت البطريرك الماروني يوسف اسطيفان: أيها الأب الأقدس، إن ما أثبته سلفكم البابا بينودكتس الرابع عشر في أصل السريان الموارنة..إلخ، ويقول الخوري ميخائيل الشبابي الماروني سنة 1899م: إن الموارنة هم السريان (الآراميون)، وكنيستهم سريانية، ولغتهم سريانية، وقداسهم سرياني، ورهبانهم سريان، وقد أنعم الله على ملتنا السريانية المارونية، والأسرار الكنسية حسب تعليمات روما للموارنة هي بحسب الرتب السريانية، ويقول البطريرك الماروني بولس مسعد +1890م: الموارنة هم عدة قبائل من الشعب السرياني، ويقول المطران يوسف الدبس الماروني +1907م: ليس الموارنة إلاَّ فصيل من السريان، ويُسَمِّي هو وغيره أحبار الموارنة، رؤساء السريان أو آباء الكنيسة السريانية، وتجد في مؤلفات البطريرك الدويهي +1704م نوافير وأشعار وألحان الموارنة، هي سريانية، مثل: النوافير السريانية القديمة، فك الأشعار السريانية الغامضة المعنى، الألحان البيعية السريانية وضبط أوزانها، وفي منشور البطريرك يوحنا في 15 أيار 1895م، الموارنة هم سريان، شعباً، كنيسةً، لغةً، وطقوساً، وجميع كتب الليتورجيا والكتاب المقدس المسموح استعماله طقسياً في الكنيسة المارونية كانت تصدر باللغة السريانية فقط حتى مطلع القرن العشرين، وطبعاً روما تُسمِّي الموارنة دائماً بالسريان (إلى جانب الكلدان أيضا)، كما في الكتاب السنوي البابوي الخاص بالطوائف الكاثوليكية، وغيره.

هناك آثار ونقوش سريانية كثيرة قديمة في كنائس لبنان تخص البطاركة والمطارنة الموارنة، منها نقش سرياني في دير سيدة مفيقون أو ميفوق (مريم) باسم البطريرك الماروني بطرس الرابع +1199م، وهناك نقش سرياني يعود لعهد البطريرك الماروني يعقوب سنة 1277م يذكر فيه أنه جدد الدير، ويوجد صليب مكتوب عليه بالسريانية: بك نقهر أعداءنا وباسمك نطأ خصومنا، والبطريرك العمشيتي أو الدملصاوي كان يكتب بالسريانية، ووقَّعَ سنة 1279م بالسريانية على صورتي ناحوم وصفنيا النبيين عندما كان مطراناً لدير كفتون، باسم إرميا الدملصاوي، وسنة 1578م كتب البطريرك الماروني الرزّي رسالة إلى البابا الروماني غريغوري الثالث عشر يوصيه بالشدياق عازر، وكان توقيعه: بطرس بطريرك الموارنة السريان الحقير الساكن في دير والدة الله قنوبين بجبل لبنان المقدس، وأسوةً ببعض بطاركة السريان مثل بطريرك السريان الكاثوليك بطرس السادس +1702م، المحفوظ خاتمه في دير الشرفة في لبنان وعليه نقش سرياني، فقد تَعوَّد بطاركة الموارنة بعمل نقش سرياني على خواتمهم كالبطريرك عواد الحصروني +1756م، وفي كنيسة شليطا ضريح البطريرك جرجس بطرس مكتوب عليه بالسريانية: هنا رقد بالرب في نيسان سنة 1670م، وكثير من بطاركة ومطارنة الموارنة وقَّعوا بالسريانية وأصدروا مناشير عناونيها بالسريانية كالبطريرك سمعان عواد +1756م، طوبيا الخازن +1766م، يوسف اسطيفان +1793م، فيلبس الجميل +1796م، ومثلهم المطارنة، ومنهم مطارنة قبرص مثل إلياس الجميل سنة 1776م، وبطرس مغلوف الغسطاوي 1674م.

كانت السريانية هي اللغة المحكية في أغلب مدن وقرى لبنان إلى نهاية القرن الثامن عشر، وكثير من الكلمات المحكية اليوم في لهجة لبنان، هي سريانية، وروى الراهب الفرنسيسكاني غريفون الذي زار لبنان في القرن الخامس عشر الميلادي أنه سمع الموارنة يتكلمون بلغة أجدادهم السريانية، وكتب في مذكراته أن السريان الموارنة يُحاكون السريان الغربيين في طقوسهم، وسنة 1515م ذهب الخوري الماروني يوسف مع راهبين لتدريس اللغة السريانية في روما، ولما زار شاتايل لبنان سنة 1632م سمع أهالي حصرون يتكلمون بالسريانية، وكان البطريرك الماروني جرجس عميرة +1644م يتكلم السريانية، وروى الكاهن الماروني مرهج بن نمرون الباني +1712م، أن أهالي بشري وثلاث قرى مجاورة يتكلمون بالسريانية، وعندما قام العلاَّمة سمعان يوسف السمعاني بزيارة لبنان سنة 1736م بصفته موفداً بابوياً، زار والدته في حصرون في جبة بشري، وتكلم معها بالسريانية.

أكثر من 570 مدينة وقرية في لبنان اليوم أسماؤها سريانية: بيروت (الآبار، صنوبر)، باريش (بيت الرئيس)، بزبينيا (بيت المشتري)، وأسماء الأديرة هي سريانية: بكركي (المدارج والصحف)، بقعاثا (السهول)، حراش (السكوت)، وأسماء الأنهار والينابيع أيضاً سريانية: نهر رشعين (رأس العين)، الليطاني (النهر اللعين)، عين بسابا (عين الشيخ)، والكتابات السريانية واضحة في الكنائس والأبنية القديمة: باب البطريركية المارونية في بكركي، كنيسة مار نوهرا في سمار جبيل، وكنيسة مار سابا في البترون، وكتابات سريانية كثيرة على أضرحة الراقدين، وعلى الأوعية المنزلية، منها في دير طاميش طنجرة كبيرة منقوش عليها ذكرى مؤبد ووقف مخلد من الفقير في رؤساء الكهنة البطريرك جبرائيل البلوازني 1705م، وفي دير الشرفة طبق نحاس 1792م محفور عليه بالكرشوني اسم جبرائيل بن نعمة الحلبي، وفي المنازل الشخصية أوعية نحاسية مثل منزل فرنسيس سرو 1892م.

اسم مدينة صور ܨܘܪ، سرياني، معناه الصخر أو السور، وملكها ܐܚܝܪܡ أحي آرام، أخو آرام، أي العظيم أو العالي)، وهو ملك صور الشهير 969 ق.م، المذكور في التوراة (2 صموئيل 5 :11)، وغيرها، واسم السريان هو أساساً من مدينة صور وهو صفة لاسم ملك مدينة صور (سور أو سورس)، فمنذ الملك حيرام أصبحت صور المدينة الأولى في لبنان، وبدأ اسم السريان (الصوريون) يتردد شيئاً فشيئاً ويحل محل اسم الآراميين، ليشمل المناطق القريبة من لبنان في سوريا كجبل حرمون الذي ورد اسمه (سريون) في سفر التثنية (3: 9)، ومزمور (29: 6)، ثم عَمَّ اسم السريان على جميع الآراميين وبلاد آرام لتُسَمَّى به أكبر بلاد آرام أي سوريا، وإلى اليوم في جنوب شرق تركيا يلفظ بعض السريان كلمة سورَايَا (صورويي، صوراي)، والمرأة الفينيقية السريانية المذكورة في إنجيل مرقس هي من مدينة صور، والمؤرخ الشهير لأخبار السريان في الحروب الصليبية، وليم الصوري هو أسقف مدينة صور.

وصلت مآثر السريان اللبنانيين إلى أوربا، فاثنان من ثماني باباوات روما من السريان، كانا من سريان لبنان هما البابا سيشينوس الصوري (15 يناير 708- 4 شباط 708م) الذي يحمل رقم 87، وقسطنطين الصوري (25 آذار 708-9 أيار715م) رقم 88، وذكر القديس جيروم أو إيرونيموس +420م باللاتينية عن وجود سريان قادمين من الشرق إلى الغرب وفرنسا لغرض التجارة Avidissimi Mortalium Syri راكضين وراء الخيرات الزائلة، وفي مجمع نابورنا المنعقد سنة 589م ذُكر وجود مهاجرين سريان، وطبع أعمال المجمع بالحق القانوني الإيطالي مانسي (1692-1769م)، وقال القس سلفيان أحد كهنة مرسيليا في القرن الخامس: احتل السريان بجمهورهم مدن الغال وكانوا يمثلون عنصر التمدن الراقي وقد خففوا بدهائهم غلو البرابرة فادَّوا للبلاد خدمة جلية للبلاد، وعندما وصل الملك الفرنسي غونتران (545-593م) مدينة أورليان جاءه جمع غفير حاملين أعلام ورايات ينشدون بمدحه باللغة السريانية (يحيا الملك، وليدم حكمه على الشعوب سنين لا عدة لها)، ويقول المطران لويس دوشان: إن تاجراً من عرق سرياني اسمه حوشب نجح في شراء أسقفية باريس في القرن السادس الميلادي.

اسم مالطا وجوارها سرياني (ܡܥܠܬܐ المدخل)، وتشمل جزر قرب مالطا (غوزو ܓܘܙܐ المخزن)، وكيمونا ܟܐܡܘܢܐ المرج)، أمَّا قبرص فقد أسسها الفينيقيون أصلاً، وابتنوا مدينتين هما (ܫܠܡܐ، السلام، أو سلاميس، ومدينة باف أو باث: الوجه)، وروَّجوا هناك لعبادة (ܠܒܢܢ لبنان) إلههم الأكبر، وكثير من الآثار منذ القرن التاسع قبل الميلاد، والكنائس بعد الميلاد تنطق بذلك، وكانت قبرص تابعة لكنيسة أنطاكية السريانية إلى سنة 451م، وكانت اللغة السريانية رسمية فيها إلى جانب اليونانية إلى العهد البيزنطي لاحقاً، لأن الجزيرة كانت تابعة للإمبراطور اليوناني مدنياً، وكنسياً كانت تتبع بطريرك أنطاكية، ويقول ليونس ماشراس: كُنا مضطرين لاستعمال اللغتين لكي نُكاتب الإمبراطور والبطريرك معاً، ولذلك كان على أولادنا تعلم اللغتين ليدخلوا مكتب الديوان السري، وحتى الجاليات السريانية والمستعمرات التي أقامها الفينيقيون كانت أسماؤها سريانية، كأسماء ملوك قرطاجنة (ܒܪܡܟܐ برماكو ومعناها: ابن الوضيع)، (ܚܢܝܒܥܠ حنيبعل: البعل الرؤوف)، (ܒܪܝܟܐ بريخا: المبارك)، (ܚܢܢ حنون: الحنون).

لغة الكنيسة المارونية هي السريانية، بلهجتها الغربية أي غرب الفرات، والكتاب المقدس وكتب الليتورجيا المسموح استعمالها كنسياً كانت تصدر بالسريانية فقط حتى مطلع القرن العشرين، وكثير من كتب الموارنة مؤلَّفة بالاسم السرياني مثل كتب القس يوسف حبيقة، المنارة اللبنانية في الطقوس والرتب وسائر الاحتفالات والعوائد الدينية البيعية في الكنيسة السريانية اللبنانية 1905م، وشهادات فروض الكنيسة المارونية السريانية في الأشحيم والفنقيطيين والتشمشت 1904م، وألَّف الموارنة قواميس سريانية عديدة، وفي العقود الأخيرة هناك نهضة سريانية واضحة لديهم كنيسةً وشعباً للاعتزاز بالسريانية، لغةً، تراثاً وطقوساً، خاصة الرهبانية الأنطوانية، وتُقام اليوم في لبنان مؤتمرات وندوات لإحياء ذلك، ومقر بطريركية الموارنة هو في بيروت- لبنان، واسم الكنيسة الرسمي: الكنيسة الأنطاكية السريانية المارونية، ويحمل بطريركها لقب، إغناطيوس أسوةً ببطاركة السريان (أنظر مصادر الموارنة: الخوري الماروني ميخائيل الشبابي، تاريخ الكنيسة الأنطاكية السريانية المارونية، ج1 ص8، 42-44، 313، 602، 606، 615، 641-642، ج2 قسم1 ص112، 167، 207، 232، 303، 495، 516، 616 ،622، 655، 688، ج2 ق 3 ص246-251، 343. الأب برنردوس الماروني، تاريخ الموارنة 517-1531م ص182 وغيرها. واسحق أرملة، تاريخ الكنيسة السريانية، وانظر مؤلفات السريان الموارنة السريانية وبالاسم السرياني في التاريخ، ص361-364، 372-378، 383، 399، 406-411. 436-441، 460-466، وآثار فرنسا ومآثرها في لبنان وسوريا، ص18-38، 54، 65، 98. والمطران يوسف الدبس، الحجج القاطعة الجلية على من يُنكر ثبوت الموارنة في العقيدة الكاثوليكية، ص3، 75. والجامع المُفصَّل في تاريخ الموارنة المؤصَّل. وسفر الأخبار في سفر الأحبار، ص8، وروح الردود في تفنيد زعم الخوري يوسف داود، ص26. والأب بطرس ضو، تاريخ الموارنة، ج1 ص254-257. والمطران يوسف دريان، لباب البراهين الجلية عن حقيقة الطائفة المارونية، ص306، 314، 346-349. والخوري ميخائيل الرجي، في الطقس الماروني، مجلة المشرق 1935م، ص481-522. وجوزيف يعقوب، ينابيع سريانية، جذورنا، السريان ونقل البشارة، ص335-340. وفيليب طرَّازي، أصدق ما كان عن تاريخ لبنان، ص3-11. ورد العسف والبهتان وصفحة من أخبار السريان، السلاسل التاريخية في أساقفة الأبرشيات السريانية. وللمزيد عن سريانية لبنان: البطريرك اسطيفان دويهي، تاريخ الطائفة المارونية. ومتي موسى، الموارنة في التاريخ. وبولس نعمان، المارونية في أمسها وغدها. ومتري هاجي أثناسيو، موسوعة بطريركية أنطاكية، خاصةً ج6-9. ومجلة المشرق، ونوابغ المدرسة المارونية. وإيليا عيسى، قاموس الألفاظ السريانية في العامية اللبنانية. وأنيس فريحة، معجم أسماء المدن والقرى اللبنانية، وغيرهم).


وشكراً/ موفق نيسكو

 

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1124 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع