علاء کامل شبيب
الموقف الاخير للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، الخاص بتأکيده على إتهام النظام الايراني بتغذية العنف في بلاده، ودوره کذلك في دفع أطراف يمنية أخرى لزرع حالة من عدم الاستقرار في اليمن، جسد بحق موقفا حازما و صريحا من هذا النظام الذي صار کالطفيليات الضارة التي تعتاش على اوساط اخرى من أجل إستمرارها في الحياة.
اليمن الذي سبق وان ضبط في تموز يوليو من العام الماضي شبکة تجسس للنظام الايراني في اليمن تعمل منذ 7 أعوام و يقودها ضابط في الحرس الثوري و مهمتها التجسس على اليمن و القرن الافريقي، کما أن الرئيس اليمني بذاته قد أعلن في أيلول سبتمبر من العام الماضي أيضا عن کشف بلاده لستة شبکات تجسس أخرى تعمل لصالح النظام الايراني، بالاضافة الى أن اليمن قد ضبط في شهر شباط فيبروري من هذا العام سفينة شحن قادمة من إيران کانت محملة بالاسلحة و المتفجرات من بينها صواريخ سام 2 و سام3 المضادة للطائرات، وان الموقف الاخير للرئيس اليمني قد جاء بعد أن طفح الکيل ببلاده من جراء التدخلات المريبة و غير المسؤولة للنظام الايراني في الشؤون الداخلية و التي تجاوزت کل الحدود المألوفة، وهو موقف في الاتجاه الصحيح من الضروري أن لاتدعه البلدان العربية يمر مرورا سريعا وانما تستثمره الى جانب حالات أخرى من أجل السلام و الامن و الاستقرار في المنطقة.
ان الذي يثير الذعر و يجعل شعر الرأس يقف هو أن النظام الايراني إذا کان يفعل کل هذه الامور مع اليمن البعيدة عنه، فکيف به مع دول تجاوره و على رأسها العراق؟ والذي يدفعنا لتصور مقدار و حجم الکارثة في العراق، فإننا نشير الى تصريح وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري الذي أکد فيه بأنه ليس بمقدور العراق السيطرة على شحنات الاسلحة القادمة من إيران عبر العراق الى سوريا، لکن الذي تحاشى عن ذکره و الاشارة إليه زيباري هو دور النظام الايراني في العراق نفسه و مالذي فعله و يفعله منذ عام 2003؟
النظام الايراني الذي يکاد العالم کله أن يعلم بأنه قد صار صاحب القرار و الشأن في کل صغيرة و کبيرة تتعلق بالعراق، وبعد أن صارت مصارفه و اسواقه و أجوائه و أراضيه في خدمة أهدافه و مصالحه، وهو يستخدم العراق کما نرى کممر خاص و کحديقة خلفية له للعديد من الامور المتعلقة به، مثلما جعل من العراق أيضا ساحة خاصة له لتصفية حساباته مع مخالفيه و معارضيه من عراقيين و إيرانيين على حد سواء، إذ لايسلم من شره أي مخالف له.
الواجب الوطني يدعو العراقيين و لاسيما الشخصيات و القوى الوطنية العراقية من أجل العمل للتحشيد لموقف وطني واضح المعالم من تدخلات النظام الايراني في الشؤون الداخلية للعراق و التي وصلت الى حد الاستهتار بالسيادة الوطنية للعراق وخصوصا بعد الجريمة النکراء الاخيرة بحق المعارضين الايرانيين في معسکر أشرف الذي يجب أن يتخذ کوثيقة و مستند لإدانة النظام الايراني، وان تسجيل موقف وطني بهذا الخصوص سوف يکون مفيدا للأجيال القادمة عندما تعلم بأنه قد کان هنالك في العراق الاکثرية التي تقول کلا بوجه نظام الملالي في إيران و ترفض سياساتهم جملة و تفصيلا. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
1144 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع